التاريخ: 20 اسفند 1358 هـ. ش/ 22 ربيع الثاني 1400 هـ. ق
المكان: طهران، شميران، دربند
المناسبة: تشكيل لجنة لدراسة جرائم الشاه والحكومة الاميركية
المخاطب: الشعب الايراني
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الشعب الايراني المجاهد النبيل! إن جرائم الشاه وأميركا ليست بالشيء الذي يحتاج الى الاثبات. لقد جعلنا الشاه وأميركا تابعين في كل المجالات. وقد كان القتل والضرب والإهانة والسجن والنفي من الأمور المألوفة لهؤلاء الجناة. سنبقى نكافح ضد الحكومة الاميركية الى آخر عمرنا، ولن يقر لنا قرار الى أن نوقفها عند حدّها ونقطع يدها عن المنطقة، ونساعد جميع مناضلي طريق الحرية كي يهزموها، ويمسك الشعب الايراني بنفسه زمام مصيره بيديه. لا فرق عندنا بين الشرق المعتدي والغرب المجرم. نحن نحارب ونحن المنتصرون لأن الحق هو المنتصر. إن هيمنة أميركا تستتبع كل مآسي الشعوب المستضعفة. واعتداء الشرق المعتدي سوّد وجه التاريخ.
أيها الشعب الايراني العزيز! كونوا يقظين فما زالت أمامنا سنوات طويلة من الكفاح، والقوى الكبرى ترسم المخططات كل يوم للقضاء عليكم، ولكن (إن كيد الشيطان كان ضعيفاً) 1. القضية التي أثيرت هذه الأيام هي قضية أميركا والرهائن الجواسيس الاميركيين وهم في أيدي الطلبة الجامعيين الاسلاميين المجاهدين. وحول هذا الموضوع أود التذكير بعدة نقاط:
أولا. ينبغي تسليم نسخة من كل الوثائق المتعلّقة بتدخل أمريكا وجرائم الشاه الخائن إلى لجنة التحقيق في جرائم الحكومة الاميركية والشاه. وإذا كان لدى الطلبة الجامعيين الاسلاميين مثل هذه الوثائق ليعطوا نسخاً منها لهذه اللجنة.
ثانيا. يُسمح بمقابلة الرهائن ذوي العلاقة بملف جرائم أميركا والشاه، لأجل التحقيق معهم.
ثالثا. إذا اعربت لجنة التحقيق عن رأيها حول جرائم الشاه المخلوع وتدخلات اميركا المعتدية في طهران، يُسمح بمقابلة كافة الرهائن.
أؤكد مرة أخرى دعمي لمجلس قيادة الثورة والسيد رئيس الجمهورية شخصياً، وأطلب من الجميع ان يساعدوهم، ولا يقصروا في دعمهم. وأطلب من كل فئات الشعب الالتزام بالأخلاق الاسلامية الحسنة، والحفاظ على حقوق الأخوة.
أخواتي وأخوتي الأعزاء، اليوم يوم الاتحاد والوفاق، إذا لم تنسجموا مع بعضكم اليوم ستقعون بيد الشرق أو الغرب. وبادروا إلى عمل كل ما فيه صلاح هذا الوطن والشعب والإسلام. إن نهضة الشعب الايراني النبيل مستمرة لقطع يد الاعداء، وطالما واصلت اميركا وسائر القوى الكبرى ظلمها وجرائمها، سيواصل شعبنا تصديه لهم والكفاح ضدهم، وسيصون استقلاله التام بكل قواه. على المثقفين أن يسعوا أكثر فأكثر لفضح القوى الكبرى. وأتمنى أن لا يحود الخميني أبداً عن طريق الاسلام المستقيم وهو طريق الكفاح ضد القوى الظالمة، وأن لا يكل حتى بلوغ أهداف الإسلام. كما أطلب من الشعوب المسلمة ولاسيما الشعب الايراني المجاهد، أن يسعوا إلى هذا الهدف الاسلامي، ويواصلوا جهادهم ضد الطغاة في الشرق والغرب.
أسأل الله تعالى نصرة الاسلام والمسلمين. والسلام عليكم.
20 اسفند 58 هـ. ش
روح الله الموسوي
* صحيفة الإمام، ج12، ص:151
1- سورة النساء، الآية 76