يتم التحميل...

الموضوع: سرّ انتصار الثورة توجيهات حول انتخابات مجلس الشورى الإسلامي‏

نداء

المخاطب: الشعب الإيراني‏

عدد الزوار: 148

التاريخ: 29 إسفند 1358 هـ. ش/ 2 جمادى الأولى 1400 هـ. ق‏
المكان: طهران، شميران، دربند
المناسبة: حلول السنة الايرانية الجديدة
المخاطب: الشعب الإيراني‏

‏‏‏بسم الله الرحمن الرحيم

انتصار الثورة ببركة الإسلام‏

كان لدي بعض المسائل ازمعت في البداية ان اطرحها على الشعب على شكل خطاب، ولكن بسبب طولها، سأبلغها للسادة يوم الجمعة ان شاء الله بشكل مكتوب. ما يجب ان اقوله الآن هو انني اتمنى في هذه السنة الجديدة المزيد من الانتصارات لشعبنا فقد مضى عام تقريباً على الثورة والحمد لله وقد تشكلت جميع المؤسسات الثورية بشكل لائق، والهدوء الذي لوحظ على انتخابات مجلس الشورى الإسلامي- وأُخبرت به- كان هدوءاً ملحوظاً. ويجب ان اقول كما ان السنة تتجدد، ينبغي ان يكون هناك تجديد في الاشخاص وتحول في الارواح والاشخاص، فانَّ هناك اختلافات تنشب بعد كل ثورة. وقد خرج 35 مليون إيراني من السجن وصاروا احراراً، طبعاً ثمة بين هؤلاء اشخاص لا يخلون من الانحرافات.

ولكن يجب ان يتذكر الجميع ان انتصار ثورتنا تحقق ببركة الإسلام والاقبال على الإسلام وبشعار (الله اكبر). لا يتصور احد أن اشخاصاً أو جماعات معيّنة هي التي حققت النصر لنا. كلا، بل ان الله تعالى هو الذي ايد الجماهير حينما رأى انها قامت في سبيله.

لا تغفلوا عن التراجع الذي ابداه اعداؤنا في المواجهة الجادة. فما سبب ذلك؟ لو ارادوا ان ينزلوا بطائراتهم ومدافعهم ودباباتهم إلى الشوارع ويقصفوا طهران، لما كان لديكم سبيل للدفاع. من الذي صدهم عن ذلك، ومن الذي قذف في قلوبهم الرعب فمنعهم؟ لم تكن لكم قوة، لم تكن لنا قدرة. الذي اوجد الخوف في قلوبهم، وجعل نصرنا نصراً بالرعب هو الله تبارك وتعالى.
اذا توجه الشعب إلى الله، ووجدوا ان الطريق يتطلّب ان يسيروه بجدارة، وتعالى صوت (الله اكبر) في كل مكان من اقصى البلاد إلى اقصاها، فإن الله تبارك وتعالى أيدهم وحطم الاعداء الذين لم يكونوا قوى داخلية فحسب، بل قوى خارجية أيضاً، فتراجعوا جميعاً عن المواجهة وحلّ الرعب في قلوبهم جميعاً. كان هذا أمراً إلهياً ما كان يستطيعه أي بشر. إذن نصرنا نصر تحقق ببركة الإسلام وببركة الاقبال على القرآن.

اعداء الثورة يتربصون‏

بعد الانتصار يلاحظ المرء احياناً بعض الاختلافات وبعض الامور المعارضة للمنهج الإسلامي ولتعاليم الرسول الاكرم. نشاهد احياناً وقوع مثل هذه الأمور. وشعبنا يعلم انهم رغم تحقيقهم النصر حالياً، الا ان الاعداء لم يكفّوا، الذين كانوا يجنون فوائد هائلة من إيران ومن المنطقة لم يكفوا بل هم متربصون في كمائنهم. وعملاؤهم المنحرفون الذين يأتمرون بأوامرهم، هؤلاء أيضاً يتربصون. ان الغفلة عن وجودهم في كمائنهم، والغفلة عن ان اعداءنا لا يزالون يقظين، قد توقعنا لا سمح الله في مآزق خطيرة جداً. على شعبنا ان لا يغفل عن هذه المسائل.

مراعاة الأخلاق الإسلامية في الانتخابات‏

انتخابات المجلس مثلًا التي انتهت مرحلة منها، وستأتي المرحلة اللاحقة ان شاء الله، كانت انتخابات هادئة. فالتقارير التي وصلتني تفيد انها كانت انتخابات هادئة. والآن اذا خسر البعض في الانتخابات، فان كانوا ينوون تقديم الخدمة لكنهم لم يدخلوا المجلس، فيجب ان لا ينتقدوا الشعب كيفما اتفق. اذا خسرتم ينبغي ان لا تقولوا ان الشعب الإيراني كله لم يحسن الاختيار.
كيف لشعب مسلم في قضية حيوية تمت بكل هذا الهدوء والحُسنى، ان يكون خائناً؟ لا يمكن ان يكون الشعب خائناً. على الافراد ان يحافظوا على الآداب الإسلامية. اذا اراد شخص ان يكون نائباً وكان صديقي مثلًا أو من جماعتي واراد ان يكون نائباً لكن الشعب لم ينتخبه، يجب ان لا يمسكوا الاقلام ويكتبوا ويهاجموا أساس الانتخابات. إن كانت لديهم شكوى سوف تتابع شكواهم. وهل تؤدي اثارة الفوضى سوى إلى فتح الطريق امام الخونة.

اذا كنتم تريدون خدمة البلد، تستطيعون في المجلس ان تخدموا بشكل معين، وخارج المجلس أيضاً تستطيعون تقديم الخدمة بشكل آخر. وهل يدخل كل الإيرانيين إلى المجلس؟ لا يدخل المجلس الا عدد محدود. إنّ لم يكن في المسألة غرض واردتم الخدمة، فان لم تحرزوا الاصوات قدموا خدماتكم خارج المجلس. ايدوا هذا المجلس. ولا تشيعوا في الخارج أن الانتخابات في إيران كانت كذا وكذا. هذا خطأ. لا تكرروا هذا الخطأ باستمرار.

التفتوا - قربة إلى الله - إلى ان المجلس مجلس شورى إسلامي يريد اسداء الخدمة لإيران ويجب ان يتمتع بالقوة، فهو المركز الوحيد الذي يجب ان تتبعه كافة القوى والسلطات، وانتم تريدون - لسبب انكم لم تصبحوا نواباً - ان تثيروا الضجيج بأن الانتخابات كانت كذا وكذا. هذا كلام لا يرضاه الإسلام. ان كانت هنالك شكوى، فالشكوى مقبولة. والمسؤولون الذين ينبغي ان يقبلوا الشكوى يستقبلونها. أما الضجيج والصراخ والنقد غير المبرر، فهذه خلاف تعاليم الإسلام.

مكانة مجلس الشورى الإسلامي‏

يجب ان يكون المسلمون اخوة، بعضهم يخدم بعضاً. لقد انتزعتم بلداً من ايدي قوى كثيرة؛ ومن مخالب قوى كبرى. والآن بعد ان انتزعتموه تريدون تارة أخرى ان تتكلموا بمثل هذا الكلام، وتختلفوا مع بعضكم، فتعود البلاد إلى قبضتهم؟! هل من الصحيح ان يهاجم الإنسان هذا المجلس الذي يجب ان تكون مقدرات البلاد بيديه والذي تشكل بكل هذا الهدوء، وأن تثيروا في الصحف الاجنبية والمحلية أن هذا المجلس كذا وكذا؟! هذا ليس بحق، فلا تصروا على ما ليس بحق.

اطلب من الشعب الإيراني في المرحلة الثانية إن شاء الله ان يحافظ على نفس هذا الهدوء. فالبلد بلدكم. انتم من يجب ان يخدم هذا البلد ويحافظ على الهدوء. وكما شاركتم في هذه الانتخابات وصوّتم بكل رغبة وشوق، يجب ان تنهوا المهمة في المرحلة الثانية أيضاً ليتشكل المجلس إن شاء الله. المجلس هو الملجأ الوحيد لأي شعب من الشعوب. المجلس هو القوة المجتمعة للشعب في جماعة. كل قوى الشعب تجتمع في جماعة من الاشخاص. والمجلس اعلى من كل الجهات الموجودة في البلد. وإذاً لا تحطموا مثل هذه الجهات، ورغم انكم لا تستطيعون النيل منه ولكن مجرد إثارة الفوضى، عمل قبيح وخلاف المصلحة وخلاف التوجه الاسلامي.

رعاية المحرومين في المجتمع‏

أسأل الله تبارك وتعالى في هذه السنة الجديدة، عظمة الإسلام وعظمة المسلمين وعظمة الشعب النبيل. واتمنى ان تكون هذه السنة الجديدة سنة فرح وبهجة لشعبنا، وان تتجدد كل الاشياء، تتجدد الاخلاق، وتتجدد الاعمال. أن تتجدد كل الامور. وإن يعيدوا بناء إيران ويمدوا ايديهم لبعضهم ويعمروا هذه البلاد. والشي‏ء الآخر الذي اريد ذكره للشعب هو ان يلتفتوا في هذه الايام من السنة الجديدة إلى ان هناك الكثير من الفقراء والمستضعفين الذين لا يستطيعون في عامهم الجديد توفير ما يحتاجونه، وما كان اطفالهم يتمنونه. فليساعدهم المستطيعيون، وأن ترعى هذه الجمعيات الموجودة، الايتام والفقراء والمعوزين والمستضعفين، حتى يبارك الله السنة الجديدة علينا جميعاً وعلى كل المسلمين وعلى كل الامة الإسلامية ان شاء الله. منّ الله عليكم جميعاً بتأييده.

روح الله الموسوي‏


* صحيفة الإمام، ج12، ص:171,169

2011-05-23