التاريخ: 10 ارديبهشت 1359 هـ. ش/ 14 جمادى الثانية 1400 هـ. ق
المكان: طهران، شميران، دربند
المناسبة: يوم العمال العالمي
المخاطب: الشعب الإيراني
بسم الله الرحمن الرحيم
أبارك يوم العمال للشعوب الكادحة وخاصة العمال بالمعنى العام للكلمة. العمال من أثمن الطبقات ومن أنفع الفئات في المجتمعات. العجلة العظيمة للمجتمعات البشرية تدور وتتحرك بالسواعد القوية للعمال. حياة أي شعب من الشعوب رهن بالعمل والعمال. العمل لا ينحصر بحركة خاصة والعامل لا يتلخص بفئة خاصة ولهذا فإن يوم العامل يوم الشعب كله. يستثنى من هذا العموم، الأعمال التخريبية والعمال المخربون، وكذلك الذين يحولون دون عمل العمال باسم الدفاع عنهم، ويختبئون خلف قناع مناصرة الفلاحين ليحرقوا بيادرهم التي هي حصيلة أتعابهم السنوية، ويثيرون القلاقل في المعامل بكل ما أوتوا من قوة متسترين خلف قناع خدمة العمال.
فهذا اليوم ليس يومهم وإنما هو يوم أعدائهم. الذين يختفون وراء أقنعة خدمة الشعب، ويحملون السلاح ضد الشعب ويبادرون إلى تفجير الأماكن العامة حيث يتواجد في الغالب أناس كادحون وعمال فقراء، وقد شاهد الشعب النبيل أن الذي استشهد في انفجار طهران كان عاملًا وبالتالي فإن معظم الجرحى هم من هذه الطبقة أيضا.
إن وجود اليد الأميركية الأثيمة واضح في حركات التمرد المسلحة في أطراف البلاد وفي الجامعات وفي هذه التفجيرات المتعددة في الأهواز وغيرها، وأميط اللثام عن ماهية هذه الجماعات المسارعة والرائدة في كل تخريب وفي كل معارضة للشرائح المستضعفة.
يوم العامل يوم دفن هيمنة القوى العظمى، فبالعمل بالمعنى العام للكلمة، يعود الاستقلال بكل أبعاده لمستضعفي العالم ويتم تجريد القوى الكبرى المفترسة للبشر والعالم من السلاح؛ ويبدو أن هذه التفجيرات المتتابعة على أعتاب يوم العمال ليست عديمة الصلة بهذا اليوم.
إذا أراد شعبنا الشريف أن ينتصر في هذه الثورة عليه أن يشمر عن سواعده وينهمك في العمل. من الجامعات إلى الأسواق والمعامل والمزارع والحقول، حتى يبلغ الاكتفاء الذاتي ويقف على قدميه.
على شعبنا المسلم أن يعتمد على قدراته الإلهية، ولا يفزع من هذه التفجيرات الخيانية التي تقوم بها الزمر عديمة الثقافة والمرتبطة بالأجانب، فهم بهذه الأعمال التخريبية الشريرة يحفرون بأيديهم قبورهم وقبور أسيادهم المفترسين للعالم. ليتقدم كتابنا وخطباؤنا بالشعب إلى الأمام بواسطة أقلامهم وألسنتهم، ولا يخيفوا شبابنا الأبرار من هذه الأحداث التافهة فشبابنا رجال الشهادة والشجاعة ولن تضرهم الأقلام المأجورة شيئاً.
إن أعمال السيد كارتر الذي تحوّل من القتال إلى قطّاع الطرق ومن التدخل العسكري إلى الممارسات الخفية والتفجيرات، جعلت منه مخلوقاً بائساً، حتى أن زملاءه الواعين تنكروا له وباتوا في شك من قدرته العسكرية، ومثل هذا المخلوق لن يفزع شعبنا الشجاع.
أيها الشعب العزيز، كن واعياً وشخّص بيقظة هذه الجذور البالية للنظام السابق وسارع إلى مساعدة الشرطة وحرس الثورة واللجان الثورية في هذا التشخيص، وتوكل على الله العظيم وتجنب الفرقة والتشتت، فالله معكم ويد الله فوق أيديهم.
وأخيراً، أرجو من كل فئات الشعب الملتزمة أن يكفوا في هذه اللحظات الحساسة عن توجيه النقد للمؤسسات الإسلامية وخاصة القوات المسلحة، ويسعوا لتقوية معنوياتهم. أسأل الله تعالى وحدة كلمة الشعوب الإسلامية وشرائح الشعب الإيراني المجاهد. والسلام على عباد الله الصالحين.
10 ارديبهشت 1359 هـ. ش
روح الله الموسوي
* صحيفة الإمام، ج12، ص:221