الموضوع: سرّ انتصار المسلمين الاوائل- ضرورة تطهير كردستان من أعداء الثورة
حديث
الحاضرون: صدري(قائد الفرقة 28 في كردستان)
عدد الزوار: 120
التاريخ: 26 اردبيهشت 1359 هـ. ش/ 115 رجب 1400 هـ. ق
المكان: طهران، شميران، دربند
الحاضرون: صدري(قائد الفرقة 28 في كردستان)
بسم الله الرحمن الرحيم
ضرورة تصفية الأشرار في كردستان
أنا على أمل بأن يتم قريباً تطهير كردستان واصلاح أمورها باذن الله وبهمة الجيش والحرس. أشكر تضحياتكم لأجل بلدكم ولأجل الإسلام. الآن وقد طردتم الأشرار، يجب أن تتنبهوا إلى أنهم لن يَدَعُوكم. إنني أحذركم يا رجال الجيش الشجعان وأيها الحرس الثوري ويا مجلس قيادة الثورة والقائد العام للقوات المسلحة 1، بأن كردستان يجب أن تطهّر من الأشرار. لقد افسدوا في كردستان وآذوا أهالي كردستان بشكل فظيع. لقد نهبوا أموال الناس وقتلوا الجميع. يجب أن لا يُمهلوا بعد الآن. ينبغي تطهير المنطقة تماماً، وقطع أيديهم وقطع أملهم.
حفظ التنسيق والنظام في القوات المسلحة
وطبعاً المهم أن يكون جيشنا وحرسنا وقوات الدرك متعاضدين متفاهمين. والأهم من ذلك أن يكونوا منسجمين في العمل. ففي التناسق يتحقق النصر. ينبغي أن يسود التفاهم بين القادة وهم كذلك والحمد لله. ويجب حفظ تسلسل المراتب العسكرية. ينبغي الطاعة من دون نقاش ولكن تماماً كما كان في صدر الإسلام. الطاعة يجب أن تكون بلا أي تساهل، ولا بد من المحبة والصداقة والأخوة أيضاً.
كان الإمام علي - عليه السلام - قائداً عاماً للجيش، لكنه كان عطوفاً على سائر عناصر الجيش. لا أكراه في جيش الإسلام اطلاقاً. فهم يتعاملون بالضبط كمجموعة إخوان يقاتلون الى جانب بعضهم في سبيل الله، أحدهم قائد والآخر مقود، ولا يجوز عصيان أوامر القائد. ينبغي أن يُراعى النظام تماماً. على القادة أن يفهموا الجنود أننا جميعاً اخوة، ونريد القيام سويةً بمهمة معينة. ولكن على الجيش أيضاً أن يطيع قائده العام وهو السيد بني صدر. والخلاصة هي أننا اليوم إذ نواجه اخطار القوى الأخرى، يجب أن نكون منسجمين. فإذا انسجمنا لن تستطيع أية قوة أن تتجبر عليكم، وسيكون النصر حليفكم.
إن للجيش اليوم سنداً قوياً جداً هو الشعب. الشعب، مع الجيش العزيز. الأمل هو أن تتلاحم الحكومة والشعب والجيش والجماعات الملتزمة مع بضعها وتتوحد، لتكون قوة لا يستطيع أحد الوقوف بوجهها. أشكر الجيش والحرس الثوري والدرك وسائر القوات التي جاهدت لأجل الإسلام، وعَمِلَت في كردستان خاصة لدحر الكفار. وأعزي عوائل شهدائنا العظام. وأسأل الله أن يمنحكم ويمنح الآخرين كل أسباب القوة. أنتم اليوم جند الإسلام. يعاملونكم كالجنود في زمن الرسول الاكرم تماماً فمنزلتكم عالية وأنتم كرام عند الله تبارك وتعالى. البلاد بلادكم، وأنتم الذين يجب أن تحفظوها. المهم رضا الله، وعملكم يوجب رضا الله. أيدكم الله جميعاً على طريق التقدم والنصر إن شاء الله.
سرّ إنتصارات صدر الإسلام
أيدكم الله جميعاً إن شاء الله. إنّ سبب التقدم في صدر الإسلام هو أن جنود الإسلام-- كان عددهم قليلًا-- وقفوا وانتصروا أمام جنود الأعداء، وكان أحد أعداء الإسلام آنذاك إيران والعدو الآخر الروم وقد كانوا مجهزين جداً، لكن جنود الاسلام انتصروا عليهم لأنهم كانوا متسلحين بالسلاح المعنوي. أي أن عقيدتهم هي أننا إذا سرنا وقُتلنا فسنكون سعداء أيضاً، وإذا قَتلنا سنكون سعداء أيضاً. بينما العدو يعمل لأجل الدنيا فقط، ويقاتل تحت الضغوط التي يفرضونها عليه. في معركة ذات السلاسل كان العدو قد كبّل جنوده بالسلاسل حتى لا يفروا. هل يمكن القتال بمثل هذه العقيدة؟ هذا هو سر انتصار جيش الإسلام وهزيمة العدو، وهو أنهم فقدوا معنوياتهم تماماً لأنهم لا يؤمنون بالله. فلمن يعملون ولماذا يقتلون انفسهم؟ هل يقتلون أنفسهم حتى يكون المُلك لشخص هو الشاه مثلًا أو ابن الشاه؟ لماذا يضحي الجنود بمثل هذه القضية؟ لكن الأمر ليس كذلك هنا، التضحية هنا من أجل الإسلام. التضحية من أجل الله، حق علينا. فكل ما لدينا هو من الله، ويجب أن نقدم كل ما لدينا في سبيله.
وإذن فسرُّ الانتصار في صدر الإسلام والهزيمة هو هاتان الكلمتان: الإيمان بالله، وعدم الإيمان بالله. الذين لم يكونوا مؤمنين، كانوا ضعفاء، أما المؤمنون فكانوا أقوياء. علينا أن نشق طريقنا بمثل هذه القوة وبمثل هذه الروحية حيث تقولون وقال آخرون بأننا نريد الاستشهاد. منذ أن بدأت هذه النهضة كان عدد من النساء والرجال يأتونني ويطلبون مني الدعاء لهم بالشهادة. أنا أدعو لكم بالموفقية وثواب الشهادة. اخدموا الإسلام. هذه الروحية تستدعي النجاح والتقدم. جدوا واجتهدوا لحفظ هذه الروحية. الشباب في الجيش وحرس الثورة يجب أن تتعزز معنوياتهم. ومعنوياتهم قوية والحمد لله. عززوا إيمانهم. الجندي المؤمن يستطيع أن يهزم جماعة. إنني آمل أن يكون مقام هؤلاء الشهداء الذين استشهدوا في سبيل الله كمقام شهداء الإسلام في أحد وباقي المعارك عند الله تبارك وتعالى. سلَّم الله عوائلهم إن شاء الله وأنا اعزيهم. أنهم منّا وكأنهم أبنائي أنا. أنا حزين عليهم وفخور لوجود مثل هذه المعنويات التي تجلّت لدى كل الجنود. آمل أن تتغلبوا على المشكلات بهذه المعنويات، وتكون بلادكم مستقلة وملكاً لكم، فعندها لا تنتصر القوى الكبرى عليكم ولا تقدموا لهم كل ما تملكون على طبق. أيدكم الله جميعاً ان شاء الله.
(هنا قال العقيد صدري للإمام: في الختام لديّ كلمة أريد أن أقولها وهي أن جنود الفرقة 28 يتوقعون سماع نداء من إمامهم العزيز، إذا تمت الموافقة على رجائي هذا. فقال الإمام:)
إذا كان من الممكن لينقلوا هذا الكلام الذي ذكرته، الحقيقة إنني ربما أهتم على الدوام بشأن كردستان. أفكر في أن جماعة فاسدة جاءت فعلت كل هذا بمنطقة من مناطق البلاد بذريعة إنهم يريدون العمل من أجل الجماهير. والحال أننا شاهدنا وشاهدتم انهم كانوا أشخاصاً فاسدين وأرادوا أن يهدموا كردستان ويجلبوا البؤس للناس. والحمد لله انكم انتصرتم عليهم بما لكم من معنويات.
ادعو لكل الجنود الذين قاتلوا في كردستان من أجل الإسلام، ولكل الحرس الذين حرسوا وضحوا من أجل الإسلام، وأشكركم واشكرهم جميعاً. وأنا اشعر بعدم الارتياح لأنني لا استطيع الذهاب والقتال معهم، وذلك لأنني ضعيف. أرجو أن يوفقوا ويؤيدوا وتبيض وجوههم عند الله، كما هم الآن كذلك. ويعدوا عند الإسلام من جنود الإسلام وحراسه. دبروا شؤون بلدكم بالسلامة والسعادة والعزة والعظمة، وسيروا إلى الأمام ودمتم مؤيدين إن شاء الله.
* صحيفة الإمام، ج12، ص:247,245
1-كانت القيادة العامة للقوات المسلحة آنذاك على عاتق رئيس الجمهورية ابو الحسن بني صدر بالنيابة عن الإمام الخميني.