يتم التحميل...

الموضوع: رسالة المسؤولين الخطيرة إيجاد الاطمئنان والأمن عند الناس

خطاب

‏الحاضرون: منتسبو مركز الشرطة رقم 21 طهران‏

عدد الزوار: 185

التاريخ 21 آبان 1358 هـ. ش/ 21 ذي الحجة 1399 هـ. ق‏
المكان: قم‏
‏الحاضرون: منتسبو مركز الشرطة رقم 21 طهران‏

‏‏‏بسم الله الرحمن الرحيم

الرسالة الخطيرة لمسؤولي النظام الإسلامي‏

يجب ان أشكر لكم أيها الشبّان الشجعان الذين التحقتم بقوى الشرطة الإسلامية وأرجو من الله - تعالى - أن يتقبل ما تقدّمونه من خدمات. وأن يوفقكم لبناء إيران بالشكل الذي يريده الإسلام.
لو كنا نحن وأنتم نعمل في عهد الطاغوت، لما أساء ما نرتكبه من أخطاء إلى الإسلام، لأنه كان شائعاً، ويعمل به في ذلك الوقت، واليوم ونحن في نظام إسلامي وأنتم تمثلون القوى والشرطة الإسلامية إذا صدر انحراف لا سمح الله - تعالى - منا أو منكم سُجّل على حساب الجمهورية الإسلامية فلا شك أنّ المخالفين وأعداء هذه الثورة يترصدون صدور خطأ منا أو منكم أو من شبّاننا، ليسجلوه على حساب الجمهورية الإسلامية، ويطبّلوا ويزمروا بذلك ليعرقلوا مسيرة الجمهورية الإسلامية. فإنّ وظيفتنا اليوم هي وظيفة إلهية ثقيلة وصعبة، وهي أن نتحد، ونتفق دون أن تكونوا مفروضين على الشعب ودون أن تستغلوا مناصبكم للتحكّم. ودون أن يعرقل الشعب أداء وظائفكم وأعمالكم. علينا جميعاً أن ننطلق من منطق الأخوة لنكمل المسيرة إن شاء الله إلى الهدف المنشود. إنني أيها الأخوة أبشركم أننا إذا إستطعنا أن نصل إلى تلك المرحلة التي نطبق فيها جميع الأحكام الإسلامية، ستسود الطمأنينة والارتياح في البلاد وجميع أبناء الشعب ومرافق الدولة، ولا شك أنّ هذا الاطمئنان هو منشأ جميع الأعمال الطيبة إذ لو تمتّع الإنسان بجميع وسائل الراحة، وافتقد الأمان والاطمئنان لكانت حياته غير مستقرة ولتبدلت حلاوتها إلى مرارة.

افرضوا أنكم جالسون في سفينة توافرت فيها جميع وسائل الراحة والسعادة، وفجأة تضطرب السفينة وتتقاذفها الأمواج ويقوى احتمال غرقها، عند ذلك تفقدون حلاوة جميع تلك السعادة، ولا تشعرون بحلاوتها وكلّ تلك السعادة تتحول إلى مرارة. وهكذا فإنّ الوطن إذا اضطرب ولم تستقر أموره فإنّ الخوف من عوده أمريكا، والدول الاستعمارية سيعاودنا.

فإذا خلت القلوب من الطمأنينة لا نستطيع أن نستقل روحياً. وإذا لم نستطع أن نستقل، ونؤدي وظائفنا بأنفسنا، فإن هذه اللذائذ لا يعود لها طعم. وإذا تأكدنا أننا مستقلون واعتقدنا أننا أسياد بلادنا، ولا آمر فوقنا، عندئذ لا نخاف من احتمال أن يهجموا علينا، أو أن يعرقلوا مسيرتنا. فهذا الاطمئنان النفسي هو أفضل قوة يتمتع بها الإنسان ويستعين بها. وإنني أبشركم أنّ هذا الاطمئنان سيحصل لكم عمّا قريب إن شاء الله تعالى.

إيجاد الإحساس بالأمن والاطمئنان في نفوس الناس‏

لا تخافوا من عودة هؤلاء الذين خانوا هذا الشعب، وفرّوا من البلاد، فلا طريق لهم إلى العودة. ولا تخافوا (أيضاً) من عودة أولئك الطغاة الذين كانوا ينهبون أموال الشعب الذي يعاني الآن الفقر وعدم الاستقرار أغلقوا طريق الخوف إلى نفوسكم من عودة هؤلاء.

وأكملوا المسيرة بكل اقتدار، وما يجب أن أوصيكم به هو أن تبذلوا جهدكم أن يشعر المواطنون بالاطمئنان والأمن حينما يدخلون جميع دوائر الدولة ومراكزها بما فيها مراكز الجيش ومراكز شرطة الدرك والمراكز التي هي بأيديكم.

أنتم تعلمون جيداً أنّه إذا أراد مسكين من أبناء الشعب أن يراجع دائرة الشرطة في النظام السابق، كان يحتمل عذاباً نفسياً كثيراً، وهذه المضايقات ولّدت عقداً نفسية لم تزل بزوال النظام السابق ويحتاج زوالها إلى زمان طويل، لكن تعاملكم الحسن، وسلوككم الجيد مع المواطنين، وكونكم من الشعب والشعب منكم. كل هذه الأمور كفيلة بإزالة تلك العقد النفسية. وأنتم تشاهدون الآن أنكم حينما تكونون بين الناس وفي أحضانهم يعاملونكم بكل سرور وابتهاج ورأفة.

ويهتفون بحياتكم وحياة الجيش، وهذا أحسن شي‏ء يتصف به الشعب المستقل، وهذا الاستقلال هو الذي يحفظ الأمة.

يجب أن تكون جميع القوى متحدة متآلفة، ولا تفعلوا ما يؤدّي إلى أن يجد الشعب نفسه منعزلًا عنكم، وتجدوا أنتم أنفسكم منعزلين عن الشعب، فهذا الانعزال والتباعد يسبب تزلزل البلاد وعدم استقرارها، فكلما كان اجتماعكم واتحادكم أكثر وأقوى كان حصول الاطمئنان أكثر، وكان وصول المسيرة إلى الهدف أسرع، آمل أن يعرف كل منا وظائفه وواجباته، وأن نحس بأننا (جميعاً) إخوة نعيش في بلد واحد، ودمتم (إن شاء الله) مؤيدين وموفقين وسالمين.


* صحيفة الإمام، ج11، ص:43,42

2011-05-21