الموضوع: مؤامرة امريكا والزمر الداخلية ضد الثورة الإسلامية والدستور
خطاب
الحاضرون: شرائح الشعب المختلفة ومرتدو الأكفان من بابلسر
عدد الزوار: 145
التاريخ: 21 آذر 1358 هـ. ش/ 22 محرم 1400 هـ. ق
المكان: قم
الحاضرون: شرائح الشعب المختلفة ومرتدو الأكفان من بابلسر
بسم الله الرحمن الرحيم
امريكا والزمر في مواجهة الشعب الإيراني
لا أدري كيف أشكركم أيتها الأخوات والإخوة الذين جئتم إلى هنا بهذه الحال، بحال ارتداء الأكفان لدعم الإسلام وجمهورية الإسلام. إنني أدعو لكم جميعاً، وأنا خادمكم جميعاً. تعلمون أنّ هذا الوقت الذي نحن فيه هو أكثر الأوقات حساسية. فمن ناحية، يواجه شعبنا القوة الامريكية الكبرى بكل ما لها من وسائل إعلامية وحربية. ومن ناحية أخرى تنشط جذور النظام السابق والمنحرفون عن الديانة الإسلامية في انحاء من البلاد، ويريدون الحيلولة دون أن تثمر هذه الجمهورية الإسلامية.
قولكم إنهم نشروا بيانات هناك في بابلسر ضد الدستور، هؤلاء هم الذين لا يريدون أن يطبق الإسلام في إيران. وهم منذ البداية كانوا يتخبطون للإبقاء على ذلك الرجل الفاسد 1. وبعد ذلك راحوا يخططون للابقاء على النظام الملكي. وبعدها تحركوا لكي يبقوا على بختيار. وبعدها أخذوا يتخبطون للابقاء على الدستور السابق القاضي بحفظ النظام الشاهنشاهي السابق. لقد هُزموا في هذه المراحل. وما أن هزموا استبدلوا وجوههم، وصاروا وهم مهزومون اناساً وطنيين ودينيين بعدما غيروا الأسماء. تارة كانوا يريدون الشاهنشاه وذلك الوضع ثمّ تغير الكلام، وصار اسمه الطاغوت. البعض من هؤلاء الذين يسمون الآن النظام السابق طاغوتاً كانوا أنصاراً له ولا يزال بعضهم أنصاره وأنصاراً امريكا.
هيمنة امريك, فناء لإيران
إن شعبنا إذ يواجه امريكا في مثل هذا الظرف الخطير، وكانت القاعدة أن يتخلى كل الشعب عن كل القضايا، ويركزوا جهدهم على هذه النقطة فقط، إنهم لا يعلمون إن هذه النهضة إذا انكسرت، وهذا الشعب إذا هزم أمام امريكا، فلن تبقى أذربيجان، ولن تبقى إيران. هؤلاء الذين ينشطون في أذربيجان، ويفسدون هناك خدمة لامريكا، لا يعلمون ماذا سيفعلون بهم إذا وقعت بلادنا بأيديهم. وماذا سيفعلون بهذا الشعب الإيراني الشريف. وما سيفعلون بأذربيجان. وما سيفعلون بخوزستان وكردستان وسيستان وبلوشستان وتركمن صحرا. إنهم غافلون عن هذا المعنى. الشعوب الشريفة وقطاعات شعبنا الشريف والشرائح المختلفة كلهم يؤيدون الجمهورية الإسلامية، ويعارضون امريكا ما عدا مَن يندسون بينهم بوجوه أخرى وأقنعة زائفة ليخدعوهم. وفي الوقت الذي يجب أن نقف جميعاً بكل طمأنينة في وجه هذا الشيطان الأكبر، فإن هذا الشيطان يحرف شعبنا عن الطريق الذي يسير فيه، ويدلهم على طريق الضلالة. الهدف هو أن يحرفوا الشعب عن الطريق الذي سار فيه لتستطيع امريكا تمرير مخططاتها.
قلق امريكا من كشف إيران عن الحقائق
ان امريكا خائفة من وحدة كلمة شعبنا هذه، ومن وصوله الى ارتداء شبّانه الغيورين الأكفان طلباً للشهادة. وهي تخشى الهزيمة السياسية أيضاً. وهذا رهن بأن نجد الفرصة لإعلان جرائمها وجرائم رؤسائها ورئيسها الحالي هذا خاصة. إنهم فزعون من هذه المسألة، ولذا يريدون أن يفعلوا ما يشغلنا بالأمور الأخرى في الداخل. يريدون نخر هذه النهضة من الداخل. يرومون أن يدب الاختلاف لهذه النهضة من داخلها. واضطرابات أذربيجان كانت بهذا الهدف. وثمة شواهد على أن الهدف هو أن يشغلوا الشعب الإيراني بنفسه ويصرفوه عن امريكا والأعداء الاصليين، ويصرفوا الأذهان إلى أذربيجان مع أن أذربيجان ليست قضية مهمة.
جاءت زمرة مفسدة الى أذربيجان وقامت ببعض الاعمال التي على الشعب في أذربيجان أن يستنكرها. لكن الذين لم يعوا الأمور جيداً، الشرائح التي لم تدرك المسائل جيداً، هؤلاء انخدعوا بدعاياتهم السيئة وانحازوا لبعض الأشخاص حتى ذلك السيد 2 لا يوافق على هذه الأمور، ولا يرضى ان يخدعوا الناس الطيبين ويختلقوا الاضطرابات. كل يوم يفتعلون اضطراباً في مكان ما. والهدف كله صرف الشعب الإيراني عن هذا الطريق الذي يسير فيه، وعن المواجهة التي انبثقت الآن ما بين إيران وامريكا. كل غاية هذه الجماعات من مساعيها هو صرفنا عن هذا التوجه الذي حصل لنا الآن عن بعثنا لباقي البلدان حتى بعض البلدان الغربية وتوجيهها صوب هذا الهدف، وامريكا فزعة من هذا، ولذا يريدون أن يشغلونا بأنفسنا ويختلقوا التوترات، حتى تقوم الاضطرابات هاهنا وتظهر حتى في قم، وفي أذربيجان، وكردستان، وكل مكان، وننشغل بأنفسنا ونغفل عن العدو.
أهداف مثيري الشغب
يجب أن تتيقظ كل شرائح الشعب. ولا ينخدعوا بهؤلاء الذين يهتفون إننا أنصار للشعب، وإننا (فدائيو الشعب)، والذين ذهبوا واحتلوا تلفزيون تبريز والدوائر الحكومية، هؤلاء يريدون صدكم وصد الشعب عن الهدف الرئيس وعن فكرة أننا نريد الآن فضح ما اقترفته امريكا ورؤساؤها في كل العالم، هذه مسألة شديدة الوطأة عليهم جداً، وهم مضطرون (دائماً) تحريض شرائح الشعب ضد احداها الاخرى، ودفعهم للاشتباك فيما بينهم وخلق الألاعيب والاضطرابات حتى لا يسمحوا بأن يتم ذلك العمل. ونحن يجب أن نكون يقظين، وشعبنا يجب أن يكون واعياً، وأن يتنبه إلى أن مهمتنا اليوم أصعب من يوم كنا نواجه محمد رضا. يوم كنا نواجه محمد رضا، كان الشعب كله يصرخ في وجهه هو نفسه لا في وجه عدوه، والذين كانوا أصدقاءه آنذاك ما كان بوسعهم أن يعلنوا ذلك، واليوم نواجه افرادا من الداخل يقولون إنهم من الشعب نفسه، ويسيرون بخلاف مسير الشعب ويثيرون الآخرين عليه، ونحن على علم بإثاراتهم، ومهمتنا اليوم صعبة، لأننا نواجه امريكا من جانب، ونريد محاسبتها على ما فعلته بشعبنا. وقد اختارت امريكا زمرة لتحول دون ذلك. والهدف كله هو أن يمنعوا تأسيس هذه المحكمة التي نريد تشكيلها هنا من كل الشعوب، لنناقش ما فعلته امريكا طوال هذه الأعوام بهذا الشعب، وما رآه هذا الشعب منها، وأين ذهبت خزائن هذا الشعب، ولجيب من ذهبت.
دعوة الشعب لليقظة إزاء المؤامرات
وكما أبلغوني فإنهم الآن ينفقون الأموال في تبريز وأطرافها، ويوزعون الأسحلة كذلك. وهذا الشعب المسكين في غفلة عما يريدون أن يصنعوا به ولا يعلم أنهم يوزعون هذه الأسلحة لتثوروا على الإسلام. يوزعون هذه الأموال لتتحدثوا بخلاف الإسلام. ومصادر الأموال معلومة بحسب الاحتمال. فليتيقظّ الناس في كل مكان. أنتم الذين جئتم من بابلسر ومن الشمال كونوا متنبهين لئلا تحصل هناك مثل هذه الاضطرابات. لئلا تتأثر جماهيرنا وشبابنا بهذه الأوراق التي قالت الأخت: إنها تنشر هناك، ويتوهموا أن الدستور ليس بالدستور الوطني أوليس بالدستور الإسلامي. لقد صادق على هذا الدستور رجال وطنيون وإسلاميون، ثم صادق عليه الشعب. الذين يقولون اليوم إن هذا ليس دستوراً، إنما يتحدثون خلافاً لمصلحة الشعب، ويريدون ان لا يبلغ الشعب أهدافه. وإلّا فقد صوّت الشعب لهذا الدستور. استيقظوا وتنبهوا، فهذا اليوم ليس يوم الاصغاء لهذه الأصوات الفاسدة التي لا تنفك عن الدعايات المغرضة. اليوم يوم أن تشدوا قبضاتكم لتقفوا مقابل الجميع ومقابل امريكا. ونحن نأمل النصر في كل هذه الخنادق إن شاء الله. وأن ينتصر الإسلام في كل هذه الخنادق. خلّصنا الله من شر السائرين خلاف طريق الإسلام. أنقذ الله شعبنا من الذين يتحركون بخلاف مسير الشعب. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
* صحيفة الإمام، ج11، ص:183,180
1- الشاه.
2- السيد كاظم شريعتمداري.