يتم التحميل...

الموضوع: خيانات أمريكا لإيران، إخلال عملائها وإثارتهم الفوضى‏

خطاب

الحاضرون: الجمعية الإسلامية لأطباء اصفهان‏

عدد الزوار: 46

التاريخ: 25 آذر 1358 هـ. ش/ 26 محرم 1400 هـ. ق‏
المكان: قم‏
الحاضرون: الجمعية الإسلامية لأطباء اصفهان‏

‏‏‏بسم الله الرحمن الرحيم

العناصر المريضة والذليلة على كرسي السلطة

أنا أقدم شكري للإخوة والأخوات الذين تحمّلوا عناء المجي‏ء إلى هنا ليعرضوا قضايا يجب أن تقال، ولو القليل منها. أنتم بالتأكيد سمعتم اليوم من الإذاعة أن الشاه ذهب من أمريكا إلى مكان آخر. رأس خيط الجريمة هذا والمجرم الذي تجب محاكمته هنا للكشف عن جرائم أمريكا، أي رؤساء جمهورية أمريكا، هذا الذي تعود جذور جميع الجرائم التي ارتكبها هنا خلال هذه المدة، إلى أمريكا، وهو كان جذراً واحداً من تلك الجذور الأصلية التي يجب الكشف عنها هنا. إنهم يتوهمون بأنهم لو أخرجوه من أمريكا فإن القضية ستنتهي. والظاهر أن وزير الخارجية الأمريكي قد قال: لنرى الآن رد فعل الحكومة الإيرانية. إن كان كل ما نقوله هو أنه لماذا الشاه موجود في أمريكا لكانت القضية منتهية، لأن الشاه ليس في أمريكا. لكن القضية هي أن الشاه، الشاه المخلوع الذي هو الآن موجود ذليل وخائب، وبرأيي انا كان أسوأ من ذلك عندما كان في موقع السلطة، كان خائباً من ناحية الادراك لأنه كان لا يعرف ما هو واجبه للشعب وما هي مكانة الشعب. مثلما أن كارتر هو أيضاً خائب وذليل، هؤلاء الذين تربّعوا على عرش السلطة، وغرور القوة الكاذبة ترسخ في اذهانهم الصغيرة الشعور بالقدرة، وكان هذا من أسباب قيام هؤلاء بكل ما يستطيعون، تنفيذ اي عمل تناله أيديهم. ويقومون بكل ظلم يستطيعون عمله، ويحطمون كل شعب يقدرون عليه تحت اقدامهم، هؤلاء من أذلاء العالم، لأنهم لا يملكون القوة الروحية للسيطرة على كل ما يدخل في اذهانهم ولايمكنهم القيام به.

كما أن الخائب الذليل لا يستطيع اختيار الطريق الصحيح، فالإنسان المريض لا يستطيع المضي في الطريق الصحيح. ومن يدخلون ميدان السلطة بعقول صغيرة وقدرة عظيمة لا يستطيعون السيطرة على أنفسهم والحفاظ على عقولهم، وهؤلاء هم من الخائبين الأذلاء.

الحكام المؤهلون من منظار الإسلام‏

الأنبياء والأولياء مهما نزل بهم، ومهما ضغطت عليهم القوى العالمية، فلن تؤثر فيهم شيئاً. فذاك الذي أخذ بزمام بلاد تمتد من الحجاز الى مصر وجميع هذه المناطق، إيران وسائر المناطق كانت تحت سلطته كانت قوته البدنية والروحية تبين لنا أنه أكثر تواضعاً من المسحوقين والمتوسّطي الحال.

وهذه السلطات بأجمعها لم تؤثر في نفسه قط، لأنّ الروح كبير يستوعب العالم كلّه الروح المجرد الذي صفا من هذه الأوضار وسيع سعة تجعل كل هذا العالم كنقطة فيه، وأولئك هم الجديرون بالإمامة.
هؤلاء هم الذين جعلهم الإسلام أئمة، وحين لا يتيسّر الوصول اليهم يجب أن يتولى الأمور من هم أقرب الناس اليهم، أعني أولئك الذين لهم القدرة على ادارة الامور، ولا تؤثر فيهم إلًا قليلًا، وهؤلاء هم الجديرون بالإمامة الذين نأسف على عدم الفوز بهم. وهؤلاء الذين يقومون بأعمال شريرة مثل الحيوانات الجموح بالوصول إلى السلطة والقوة بائسون. هؤلاء الآن يرددون اسم محمد رضا السقيم والذليل، انا أقول عندما كان أقوى من الآن في نظركم كان أكثر ذلة من الآن. انتم أيضاً أذلاء. وجميع القوى التي لا تستطيع السيطرة على أنفسها عند الوصول إلى السلطة، ولا تستطيع التعامل مع القوة التي تفوض إليها، هؤلاء جزء من هؤلاء البائسين. ولذلك نرى مجموعة من الاذلاء، يجتمعون بعضهم الى بعض وتبعاً لذلك يقومون بمحاكمة ذلك الخائب الذليل الرئيس لشعب ما. ولا بد انكم سمعتم بأنّ محكمة لاهاي أيضاً حكمت على إيران. الان لا يستطيع النوم أن يطرق عيون الإيرانيين! لاهاي حكمت علينا! هذه هي محكمة العدل الدولية لهؤلاء، هذه المنظمات قامت منذ عهد عهيد بإصدار الحكم على إسرائيل لأجل الأعمال الشريرة التي ترتكبها ولكنها لم تعرهم أهمية. وهؤلاء أيضاً لم يستطيعوا القيام بأي عمل. فماذا تقولون عن قضيتنا الحقة، اننا نقول فليأتوا ليروا انّ هذا المكان لم يكن سفارة.

وكر تجسس ام سفارة؟!

انتم تقولون: إنّ السفارة وفقاً لقسم من الأحكام التي أصدرها هؤلاء أنه يجب أن تُسلَّم السفارة إلى أمريكا. ونحن ندّعي بأن هذا المكان ليس سفارة، ولم تكن هنا سفارة قط، وندعي بأنّ هؤلاء الذين كانوا هنا ليسوا من أعضاء السفارة.

باسم السفارة أسستم مكاناً هو وكر للتجسس. فليأتوا ويشاهدوا هذه الأجهزة الموجودة في السفارة، هل هي اجهزة للتجسّس، أو وسائل تحتاجها السفارة؟ ليأتوا ويشاهدوا السفارات الأخرى. ليشاهدوا سفارات إيران في الخارج، هل وضع السفارات الإيرانية في الخارج كذلك. وكذلك سفراؤنا في الخارج. أم على فرض المثال اعضاء السفارة، فليشاهدوا هل لهؤلاء الأشخاص مثل هذه الأمور. على سبيل المثال لو أنّ إيران أو دولة أخرى قامت في وقت ما في أمريكا أو مكان آخر، وجعلت سفارتها مركزاً ووكراً للتجسّس، هل سيقول هؤلاء السادة: حسناً بما انكم من أفراد السلك الدبلوماسي، فتفضّلوا بالذّهاب. ويفتحون لهم الطريق. اولًا ان المسألة ليست كذلك. انتم بادعاءاتكم هذه تحاولون التلاعب بالعالم، لكنّ الأوان قد فات وهؤلاء لا يتقبلون ذلك منكم. انتم طردتم الشاه لكي لا يكشف أسراركم، وإننا سوف نحاكمكم، هنا سنقوم بمحاكمة النظام البهلوي. ومحاكمة نظام أمريكا الجمهوري. وذلك للجرائم التي ارتكبواها ضذنا خلال هذه المدّة والمؤامرات التي حاكوها.
دبلوماسيون أم جواسيس؟!

قالوا بأنهم حكموا علينا بأنه يجب تسليم السفارات أو السفارة الأمريكية، وأنه يجب إرسال الدبلوماسيين والسفراء وأعضاء السفارة ليتوجهوا إلى أمريكا.

انتم هنا تقولون سفارة، ونحن نقول: لا سفارة هنا. ونقول بأنّه ليس لأمريكا موظف في السلك الدبلوماسي هنا. هؤلاء عملاء مخابرات، وليسوا دبلوماسيين. إنهم من أعضاء المخابرات الأمريكية كانوا يعملون هنا. إنّ هؤلاء لم يأتوا إلى هنا لإقامة علاقات دبلوماسية بين إيران وأمريكا. إنهم جاءوا إلى هنا، وهذا المركز هو أيضاً للقيام بمؤامراتهم في إيران. والآن حين تعرضوا للهزيمة، سيكثفون مؤامراتهم. الآن وفي الوقت الذي ذهب ذلك الشخص وقُطعت أيديهم من بلادنا إلى حد ما، فإن مؤامراتهم ستتضاعف. نحن نؤكد على هذا الأمر.

إننا نريد توجيه الدعوة إلى أشخاص للمجي‏ء إلى هنا، من علماء العالم، من ساسة العالم من خبراء العالم، لكي يأتوا ويقوموا بدراسة الأمور التي كانت تجري هنا، تقويم وضع الذين كانوا هنا، وهل هذا وضع سفارة؟ هل وضع هذا المكان وضع سفارة؟ هل هذا المكان هو المكان الذي يجب تسميته بالسفارة؟ فليأتوا ليشاهدوا هؤلاء الأشخاص، وليقوموا بدراسة الملفات التي كانت هنا، والأعمال التي كانوا يقومون بها. وليشاهدوا هذه الأعمال هل هي أعمال سفارة أو انها ليست من مهام السفارة. فانتم حكمتم على موضوع مغلوط فيه، محكمة لاهاي حكمت على موضوع مغلوط فيه، حكمت على موضوع لا وجود خارجي له هنا. وقالت بانّه يجب تسليم السفارة، وليس لدينا سفارة أمريكية هنا. وأين هي هذه السفارة؟ يقولون علينا اطلاق سراح هؤلاء الدبلوماسيين، ونحن لا نعرف دبلوماسيين هنا. انّهم لم يقولوا، علينا تسليم وكر التجسس. يجب عليهم عقد اجتماع آخر والحكم‏ بالإجماع على أنّه يجب تسليم وكر التجسّس إلى الأمريكان وإطلاق سراح الجواسيس. إن قالوا ذلك أصدروا حكماً علينا. ولكن هذا الذي قلتموه لا يُعدّ حكماً علينا، لأننا استولينا على وكر تجسّس، وليس على سفارة. إننا لم نستولِ على سفارة. أمريكا ليس لديها سفارة هنا، ليقول السادة: يجب تسليم السفارة إلى الأمريكان. وليس له سفارة لكي نسلّمها إليهم. أمريكا ليس لديها أي ملحق سياسي هنا، وإذ يقولون: يجب تسليم السلك الدبلوماسي، نقول لهم: من هو الملحق السياسي؟ ليعثروا عليه، لنسلّمه إليهم. إننا ندعي بأنّ لا أحد من هؤلاء من السلك الدبلوماسي، ونقول لهم: ارسلوا وشاهدوا، وادرسوا القضية.

محاكمة رؤساء جمهورية أمريكا غيابياً

ونحن سنأتي بمثل هؤلاء الأشخاص لكي يدرسوا هذا الموضوع. ونقوم بمحاكمة هؤلاء محاكمة غيابية على مستوى الملفات المتوفرة هنا. وعلى مستوى الجرائم التي تثبت عندنا هنا. بهذا المستوى، وأنا قلت ذلك كراراً. هؤلاء قاموا بأعمال خفية لا يعرفها غير رئيس جمهورية أمريكا والشاه. وليس باستطاعتنا العثور على ما انتقل إلى الخارج. ذلك المقدار الذي انعكس على وزاراتنا. إننا نريد البت في ذلك المقدار الآن. وحالياً تقوم مجموعات بتجميع ملفاتهم، وسوف ندعو أشخاصاً للمجي‏ء إلى هنا لدراستها. إنّنا لا نقول شيئاً باطلًا.

إننا نقول كلاماً بسيطاً انّ فهمه العالم أجمع فان عليه أن يوافق عليه. طبعاً انّ السيد كارتر لا يقبل به، لأنه هو أساساً من أولئك الخائبين الاذلاء الذين لا يستطيعون قبول الحق، عقله لم يعد باستطاعته قبول الحق. لذلك يقوم بنقل الشاه من يد إلى أخرى ويسوقه إلى جزيرة للمحافظة عليه كي لا يتم أسره والمجي‏ء به إلى إيران، وينكشف ذلك المقدار من الأعمال القذرة التي كانت بينه وبين الشاه. تلك الأسرار التي كانت بين الشاه وكارتر وسائر الأعمال المتعلقة بأمريكا أيضاً يجب أن يتم الكشف عنها. محمد رضا كان قد قال: في حال وجود نية لمحاكمته تجب محاكمة رؤساء جمهورية أمريكا أيضاً، أولئك النفر الذين كانوا على عهده يجب أن يحاكموا. نعم، يجب أن يحاكموا. إلا أنّ أيدينا قاصرة عن نيل هؤلاء. فلا نملك القوة لكي نُحضر رئيس جمهورية أمريكا. ولكننا نملك القدرة على دراسة ملفّاتهم ودعوة أشخاص من الخارج للمجي‏ء إلى هنا لدراسة الملفّات ومعرفة حقيقة الموضوع.

إنّنا نريد محاكمة هؤلاء أيضاً، نقل الشاه من بلد إلى آخر لا يجدي نفعاً. وقد يتوهم بأن القضية قد تمت تسويتها. إنّ كلامنا كان من الأول هو إن لم تسلّموه إلينا، فانّنا سنقوم بمحاكمة الموجودين هنا، والآن أيضاً نقول: سنقوم بمحاكمة النظام البهلوي هنا، ومحاكمة رؤساء جمهورية أمريكا، منذ تلك الحقبة التي جاء فيها هذا الشخص إلى الحكم حتى الآن، وما دام هؤلاء هنا ويقومون بأعمالهم، فلن تسوّى مسألة.

اثارة مستضعفي العالم ضد المستكبرين‏

هؤلاء يتوهمون أنهم لو أرسلوه من هناك إلى مكان آخر، لسوّيت المسألة. لدينا مطلب آخر غير المطلب الأساسي المتمثل بالكشف عن جرائمهم للعالم، وهو أنّنا نريد ان يعرف مستضعفو العالم موقفهم من المستكبرين، فغالبية هؤلاء المستضعفين لا يعرفون، ونحن أيضاً لا نعرف، فنحن أيضاً من المستضعفين. لا نعرف ما جناه هؤلاء علينا. توجد قصاصات صغيرة بين أيدينا ونحن نعرف ومشاهداتنا وأشياء رأيناها بأعيننا. لكن الكثير من الأمور التي جرت خلف الستار ليس بإمكاننا معرفتها. اننا نريد عرض ذلك المقدار الذي عرفناه والذي من الممكن أن نريد عرضه على مستضعفي العالم ودوله عرضاً صحيحاً ليعرفوا ما يفعل المستكبرون بهؤلاء المستضعفين، ما تفعل هذه القوى العظمى بهؤلاء. نريد أن نبيّن للشعب الأمريكي ما فعل هؤلاء بالشعب الأمريكي نفسه، ولكي تبين الجرائم التي ارتكبها هؤلاء، حتّى إنّهم يريدون إسقاط الشعب الأمريكي من أعين الناس، نريد بيان الأضرار التي تعرضت لها أمريكا بسبب هؤلاء، الأضرار التي نالت من كرامتهم ومن الجنبة الإنسانية والأضرار التي سببتها للدول والشعوب وسائر مثيلاتها. لذلك فانّ القضايا لا تختتم هنا. إننا شعب مستضعف متكل على الله، عددنا قليل. انتم سوادكم كثير اعني ان الشعب الأمريكي ليس معهم ليصبح تعدادهم كبيرا. انتم وحرابكم وفانتوماتكم وتلك الأمور التي تملكونها، ونحن وقبضاتنا وصوتنا وهتاف مظلوميتنا، لنرى ما يحدث بعد ذلك. هل سينتصر المظلومون، أو أن الغلبة للظالمين مرّة أخرى. هذا الحديث كان حول قضايا الساعة والأمور التي تخصّنا.

انتصار الثورة بالقوة المعنوية

وبشأن القضايا الداخلية لاحظتم أن شعبنا حينما بدأ مواجهته لهذا النظام كان أشبه بمواجهة شخص لا يملك شيئاً إزاء شخص آخر يملك كل شي‏ء. انتم في وقت واجهتم نظاماً قوياً مدجّجاً بجميع الأجهزة الحربية وفي ذروة قدرته ومدعوماً من قبل جميع القوى العالمية. أي انكم كنتم بايديكم الخالية في جانب، ونظام يملك معه جميع القوى العالمية في الجانب الآخر. وعندما أقول جميع العالم لا أقصد الشعوب أقصد دائماً الحكومات، فجميع هذه الدول إلّا قليلًا منها كانت تدعمه. هذه القوى العظمى كانت سنداً له خاصة أمريكا وبريطانيا. الذي نصركم وهزم جميع هؤلاء الذين كانوا يصرون على بقائه هنا، واستمرّوا يحاولون إبقاء بختيار هنا، وجاهدوا كثيراً في هذا المجال، وبرغم ذلك لم يوفّقوا وأنتم نجحتم، فما هو سرّ انتصاركم؟ هل كنتم تملكون قوة عسكرية؟ بالأساس هل تلقيتم تدريبات عسكرية؟ اننا كنّا مجموعة طلبة علوم دينية لا نعلم ما يفعل النظام، وانتم أيضاً كنتم مجموعة من الأطباء ولم تكونوا على علم بما يجري، ولم نتلق أية تدريبات عسكرية. شعبنا لم يتلق تدريبات عسكرية. أولئك كانوا قد تلقّوا تدريبات عسكرية بينما نحن لم نكن كذلك، ولم نكن نملك أي شي‏ء. والآن تروننا نملك أربع بنادق بيد شبابنا، وهي من الغنائم التي غنمناها منهم، إذ لم تكن لنا سابقا. قبل ذلك كانوا يتحمّلون العناء لصنع شي‏ء لرميه عليهم، وهذه الأشياء لم تكن شيئاً إزاء ما يملك هؤلاء. والذي ساعد هذا الشعب على التقدم، هو القوة الغيبية، القوة الإلهية. لا تعوّلوا على أي شي‏ء. وفي الوقت الذي أشكركم فيه على أنكم قرأتم هذه المقالات، أُذكّركم بأنَّ لا تكيلوا المديح لأي شخص اكثر من اللازم، لأنه لاشي‏ء، فلا وجود إلّا له وحده، وما نحن سوى أننا عباد ضعفاء له. إنّ هؤلاء كان بإمكانهم إخراجنا من الساحة بنفخة واحدة. إن الذي منح هذا الشعب هذه القوة، ودخل إلى الساحة كما رأيتم وهزم غريمه منها هو، قوّة معنوية أنعم الله بها على هذا الشعب، قوة إلهية وغيبية هي التي بدّلت هذا الشعب، وجعلته شيئاً آخر. هذا الشعب الذي كان عندما يسمع اسم جهاز الاستخبارات ترتعد فرائصه نزل إلى الشارع وقال: لا نريد الشاه ولا جهاز الأمن (الاستخبارات) ولا نريد النظام الملكي من الأساس. وهذا كان بالعناية الإلهية حيث تم هذا الأمر بإرادة الله- تبارك وتعالى.

الرعب في قلوب الأعداء

والنقطة التي قد يتغافل عنها الكثير هي الرعب الذي القاه الله في قلوبهم. لقد جاء في القرآن أنّ النصر قد يأتي من الرعب في بعض الأحيان. قد يتصور هؤلاء أن الذين بإزائهم عددهم كبير. في بعض الاحيان ابراز القوة من قبل هؤلاء قد لا يكون أمراً يذكر، ولكن يظهر لهؤلاء أنه أمر عظيم. إنّ هؤلاء كانوا يملكون كل شي‏ء، وبامكانهم تدمير طهران في ليلة واحدة. كان لديهم كل شي‏ء، وقبل ذلك كان قد قال بأنه ان ذهب من إيران، فإِنه سيدمِّرُها. ودمَّرها فعلًا. حين كان هنا دمرها. والآن قد ذهب. لا أعرف ان كنّا نستطيع إعمار ما دمّره سابقاً. هذا المفهوم الذي يشير إلى أن الله جرّدهم من القوة القلبية، ومن جانب آخر جعل الجنود والضبّاط يتمرّدون عليهم، ولا يطيعونهم، جميع هذه الأمور كانت من فعل الله. انا وانتم لم نكن نستطيع القيام بهذا الشي‏ء. إن هذه الأعمال ليست سوى الدرجة الأولى الذين مسخوا واصبحوا اناساً فاسدين، تبدلوا إلى حيوانات والمراتب التي تليهم، سواء ضباطهم وذوو المراتب وكذلك جنودهم، قد انقلبوا عليهم. حتى لو كانوا يأمرونهم فانهم لم يكونوا يطيعونهم. فقد سمعت انّ بختيار حين أراد الذهاب في هذا الطريق أمر على أساس انّه رئيس للوزراء بأن يقصفوه، ولكنهم لم يطيعوه. إنّ انقلاب هذه المجموعة عن هؤلاء وعدم إطاعتهم لهم كان أمراً من فعل الله.

ولو اتبعت هذه الجماهير، وهؤلاء الجنود المدجّجون وغيرهم أوامر المراكز العليا، من الشاه وبختيار ومن إليهم وأطاعوهم لما كنت جالساً هنا ولا السّيد ولا أنتم. لم نكن، أو لكنّا في الطوامير وغياهب السجون أو كان قد تم أبادتنا. كانوا قد قتلونا نحن أيضاً.

المواجهة مع الحكومة العسكرية لبختيار

يجب ألّا نغفل عن هذا النصر الذي أنعم الله- تبارك وتعالى به، هذا الدعم الذي انعمه علينا الله تبارك وتعالى. فمن كان يجب أن يقف في مواجهتنا انتقل إلى جانبنا. في تلك الليلة التي كان هؤلاء يحاولون القيام بانقلاب كنا نحن في طهران، كان من المقرر أن يقوموا بانقلاب في ليلة ما، وأَطلعونا على الأمر، وأصروا على أن أخرج من هذا البيت، فقلت: لا، سأبقى هنا. في تلك الليلة التي كان من المقرر أن يقوم هؤلاء بانقلاب.. بعد ذلك عرفنا أنه كان من المقرر قتل كل من يحتمل أنه من شأنه ان يكون مؤثّراً. كانوا يريدون إزالتهم. وبعد ذلك يعلنون حكومة طوارئ، حتى في النهار يجب ان لا يخرج أحد. شاء الله أن تخيب هذه الخطّة. أنا لم أفكّر قطّ بأن هذا الأمر كان على أساسٍ ما. بعد ذلك قالوا لي بأنها كانت محاولة انقلاب. لم أُفكّر قطّ لماذا كانوا يريدون إعلان حكومة طوارئ؟ ونحن لأجل أن نقوم بمواجهة هؤلاء قلنا لا تعتنوا بهذا الأمر. بعد ذلك تبيّن أنَّ الله شاء أن يحدث هذا الأمر، وتحبط مخططات هؤلاء بإعلان قانون منع التجوّل، حتى في النهار وإغلاق الشوارع والسيطرة عليها وتجهيزهم بجميع قواتهم وتمركزهم هنا، وانزال جميع ما يملكون إلى الشوارع، والقيام بانقلاب واجتثاث الظاهرة من الأساس، وشاءَ الله أن تحبط جميع هذه الأمور بنزول الجماهير إلى الساحة. إنّ جميع هذه الأمور كانت أشياء اوجدها الله الذي له كل شي‏ء. وما دمتم أنتم متكلين على مبدأ القوة ذلك فانتم منتصرون. فلا تنفصلوا عنه، لا تنفصلوا عن مبدأ القوة هذا. عززوا صلتكم بمبدأ القدرة.

هزيمة أمريكا المريرة في إيران‏

هؤلاء لن ينفضوا أيديهم منّا. إنّ هؤلاء لم يفقدوا شيئاً قليلًا. حتى من الناحية المادية لم يفقدوا شيئاً قليلًا، حيث كانوا ينهبون نفطنا باستمرار. والأهم هو الجنبة السياسية، فالقوة التي كانت قد فرضت على الدنيا ولم يكن بمقدور أحد مواجتهها قامت مجموعة قليلة بالوقوف إزاءها، وهتفت بكلمتها وقامت بطرد من كانوا يريدونه هنا. هذه الهزيمة، وفي مثل هذه الظروف لم تكن هزيمة يسهل على هؤلاء هضمها. خاصة مع تلك الاوضاع التي كانوا قد أوجدوها ورسّخوا في جميع الاذهان أنّها ليس باستطاعتها القيام بأي عمل. لو أردنا القيام بخطوة فماذا سيحدث. سابقاً كانت الأمور هكذا. فلو كانوا يريدون القيام بعمل ما، أو إبرام اتفاقية، أو أداء عمل، وكانت إيران تتماهل في ذلك الأمر، كانت تأتي سفينة من بريطانيا إلى نواحي خرّمشهر، وتعرض نفسها، وكان ينتهي الأمر. تلك الاتفاقية كان يتم إبرامها على ما يشاء هؤلاء. فلو كانت سفينة أمريكية تأتي من أمريكا إلى قرب الخليج، لكان الأمر منتهياً. فالجميع كانوا يضعون أيديهم بعضاً فوق بعض. ولكنكم الآن ترون مجموعة قامت بانتفاضة في هذا الجانب من العالم، وسفن هؤلاء جاءت إلى هنا جميعها، ولكنها تائهة، لأن هؤلاء لا يعيرونها أهمية، ينظرون إليها، ولكنهم لا يعيرونها اهمية، يهددون ولكنهم لا يعيرون تهديداتهم اهتماماً، حتى أجبروا على نقل الشاه من هناك. طيب، هذه كانت هزيمة. كان يريد (كارتر) بقاءه. كان يريد بقاء ضيفه العزيز! هناك. كانوا يُزمعون بقاءه ومعالجته، معالجة خائب ذليل. وهذه الخطوة التي قام بها إلى الوراء أَدّت إلى أن يقي شره منهم.

طريق حلّ الخلافات بين إيران وأمريكا

لو كان له تفكير سليم، وتنازل عن غروره الكاذب، ولم يشأ حلّ الأمور من منطلق القوة وانتهج القنوات السياسية لا سياستهم التي يتبعها، وتقدم بعنوان سياسة سليمة، لأمكنت تسوية الأمور إلى حدٍ ما.
والسبيل هو أن يقول لمِن أمره أن يأخذه إلى هناك يقول له أن يأتي به ويسلّمه إلى إيران. وهذا الأمر لا يعد عاراً كبيراً عليه. لأنهم كانوا ينعتونه بالعار واللجاج إن أرسله مباشرة من أمريكا إلى هنا. أقول لكم: قال لي أحدهم: هؤلاء مستعدّون للقيام بهذا الأمر. لا أتذكّر الآن من أين أتى هذا الشخص. جاء شخص من الخارج وقال قبل حدود عشرين يوماً إن هؤلاء مستعدون لأن يضعوا الشاه في طائرة بذريعة إرساله إلى مكان ما، ومن ثم يقوم عدة من المعروفين باختطاف الطائرات يقومون باختطاف الطائرة وتوجيهها إلى هنا. انهم مستعدون للقيام بهذا العمل. إننا نريد أن تسلموه. ولو اهتم هؤلاءِ بمصالحِ شعبهم ودرء المفاسد عنه، لا يفكرون فقط بأنهم أقوياء ويستطيعون القيام بأي عمل، لأدركوا أن الظروف الحالية ليست كما كانت في السابق إذ كان القوي يفعل ما يشاء، فالأقوياء كثروا في العالم ويستطيعون الوقوف في وجوهكم، ولا يسمحون لكم بفعل ما تريدون، فالأمور ليست بالشكل الذي ان صرخت انت من هنا فإن صاحبك أيضاً يعلو صوته من جهة أخرى. وذلك المنافس أيضاً يعلو صوته من جانب آخر. فهؤلاء أيضاً سيعلو صوتهم.

فالظروف ليست بالشكل الذي تستطيع تمرير أمورك فيها بالقوة. والآن إن عاد إلى التفكير السليم، ونسي ما كانوا في السابق حين كانوا يرهبوننا، وعلى سبيل المثال كانوا يرسلون سفينة ما إلى هنا لكي نقول لهم، تفضّلوا يا سادة افعلوا ما تشاءون، وبمجرد أن كانوا يتلفّظون بكلمة عسكرية كنّا نخاف منهم، تلك الظروف ولّت دون رجعة، وشعبنا مستعد للشهادة. ولو عاد كارتر إلى رشده فإِن بالإمكان تسوية الأمور. تجب استعادة جميع أموالهِ التي لديه هناك. إنها أموال الشعب.

قصّة رضاخان‏

إننا ندعي على ما في التاريخ والكتبُ موجودة بأنّ رضا خان عندما جاء كان في مدينة أراك. في سيرته الذاتية الموجودة في كتاب جاءوا به إليّ في وقت ما أنّ رضا خان كان في اراك مع جنود، او شي‏ء من هذا القبيل. وكان قد تحدث بماضيه لهؤلاء، قائلًا لهم: إنّني كنت في أراك ولا أعرف بأن استحقاقاتي كانت كذا، وإننا دوماً كنا ننتظر رأس الشهر، لكي يأتوا ويضعوا هذه الأموال بين أيدينا، لنذهب ونعيش، سبعة تومانات في الشهر، أو لا أعرف، فقد كان مبلغاً ضئيلًا. هذا الكلام كان قد نقله في جلسة مع وزرائه، ونقل هذه القصة. فرضا خان هو قد اعترف بأنه لم يكن يملك أي شي‏ء. وجميعنا نعرف أنه كان شخصاً مجهولًا. ولم يكن مالكاً ولا كاسباً ولا تاجراً. لم يكن واحداً من هؤلاء. إنّه جاء إلى هنا بهذه الحال. وقد يتذكر الكثير منكم أنّ رضا خان حين جاء إلى مازندران وأراد تملك هذه المنطقة بأكملها، قالوا لي آنذاك: إنهم عندما أحضروا خريطة مازندران وتلك المناطق الشمالية التي كان يريد تملكها، ونظر إليها رأى بعض المناطق عليها خطوط تشير مثلًا إلى انها تختلف عن المناطق الأخرى. فسأل عنها، قالوا: هي علامات عدم التملك حتّى الآن، أي: لم يتم اغتصابها حتى الآن، ولم تصبح ملكك. ولم يقولوا: ابتاعوها من هؤلاء، لأنهم كانوا يجبرون الناس على التنازل عن أراضيهم. قال: اذهبوا واحسموا الأمر. حين جاء إلى هنا لم يكن يملك شيئاً. اغتصب أراضِي مازندران والشمال وكل مكان استطاع. طبعاً بعد ذلك لم يستطع البقاء عليها ولا إبقاءها بحوزته. فهذا أيضاً وارث شخص لم يكن يملك شيئاً. راتب الملكية أيضاً كان يحصل عليه بشق الأنفس بلا مسوِّغ شرعيّ، لأنّه لم يكن ملكاً شرعياً وأنا أثبتّ ذلك مراراً. أنّه لم يكن شرعياً. وانظروا مقدار ذلك الراتب الملكي الذي كان يحصُل عليه والكمية التي كان يصرفها. كم كان راتبه؟ واحسبوا الأموال التي يملكها الآن في الخارج، في مصارف مختلفة. في مصارف أمريكا لديه أموال، في سويسرا، في سائر المصارف. إن كان يطلب شيئاً منا فأعطوه، ليذهب إلى حال سبيله، وإن كان لا يملك شيئاً سابقاً والآن‏ يملك كل هذه الاموال، حسناً، إننا نسأله من أين أتيت بها؟ في وقت ما كان يقول هؤلاء من أين أتيت بالقانون هذا؟ والآن نحن نقول لهم: أنتم من أين أتيتم بهذا من غير الشعب؟

كلامنا ليس بكلام يحتاج إلى التأمّل والدراسة كثيراً، فهو كلام واضح وهو أن هذا السيد في ذلك الوقت الذي جاء أبوه كان وضعه كذلك بإِقرارهم، وبعد ذلك جاء هو، ولم يكن يملك تجارة ولا كسباً ولا أي شي‏ء، واصبح كما ترون. وهذه الأموال التي سلبها من الشعب نريد استعادتها. وليقوموا بدراسة الموضوع. لينظروا هل له استحقاق علينا لنؤدي حقَّه، وان كان لنا أموال عليه، فعليه إعادتها. انه يحاول تدميرنا بالضغوط الاقتصادية لأجل شخص خائب، هل الشعور بالإنسانية هو أن يموت 35 مليون نَسَمة، لكي يبقى ذليل خائب حياً. إنّه يتوّهم أنَّ بإمكانِه فرض حظر اقتصادي علينا وأننا سنموت من الجوع، ولا يعرف ان مثل هذا الأمر لن يحدث.

عراقيل الأمريكيين على أيدي الزمرِ العميلَة

على أي حال أن هؤلاء لن يكفوا عنّا لأنهم تحملوا هزيمة ليس فقط من الناحية السياسية بل من الناحية المادية والمالية أيضاً. وهؤلاء يحيكون المؤامرات بنا في الداخل والخارج وإحدى مؤامراتهم الكبرى تتمثل في الحيلولة دون تشكيل حكومة مستقرة، لأننا إن تمكّنا من تشكيل مثل هذه الحكومة. حُسِم الأمر. إنهم يقومون بالإخلال في مثل هذه الظروف التي تسود فيها بعض النزاعات. انتم لاحظتم أنه منذ أنّ تمّ التطرق إلى الجمهوريةِ الإسلاميةِ بدأ هؤلاء بالإخلال في الأمور. فجنّدوا مجموعة لتقول هي أيضاً: ماذا تعني الجمهورية الإسلامية؟ والعجب هو أن شعبنا يريد الجمهورية. ماذا تعني الجمهورية الإسلامية؟ جميع هذه التقولات لكي لا يدخل الإسلام إلى الساحة.

إن كانت الحكومة جمهورية، فإن بالإمكان عمل أي شي‏ء لها. ولكن إن كانت جمهوريةً إسلاميةً، فإنّ الإسلام لن يسمح بأن يقوم أي شخص بعمل ما. وجنّدوا مجموعة أُخرى لتقول بأنّه يجب أن تكونَ جمهورية ديمقراطية. وتهرَّبُوا ثانيةً من الإسلامية. ومجموعة أخرى كانت تنوي التقرّب منا والتلاعب بنا كانت تقول جمهورية إسلامية ديمقراطية. وهذا أيضاً كان خطأ. قلنا باننا لا نوافق على جميع هذه. إننا لا نفهم الديمقراطية، لأن الديمقراطية في العالم لها معان مختلفة وفي كل مكان لها معنى. في السابق كان لها معنى، والآن لها معنى آخر. إننا لا نقبل بموضوع غير محدد ولا مفهوم عندنا. إنّ الذي نفهمه هو الإسلام، أي: أَننا نعرف أحكامه ووضعه، والجمهورية أيضاً نعرف اسمها. نعرف ماهيتها، ندلي بصوتنا لما نعرفه، وما لا نعرفه لا نستطيع أن ندلي بصوتنا له.

إثارة الاشكالات والضجيج والصخب‏

هؤلاء لا يريدون أن تشكّل جمهورية أو جمهورية ديمقراطية، بل يريدون إثارة الشغب. يريدون البلبلة، لتقف فئة في هذا الجانب، وأخرى في ذلك الجانب، ولا يدعوا الناس يدلون بأصواتهم للجمهورية الإسلامية. طيب، انهم خابوا هنا. أي أنَّ 98% أو اكثر بقليل أدلوا بأصواتهم. أي: أنهم شاهدوا استفتاء لا تجدون له مثيلًا في العالم أو يقل نظيره، هنا قد خسروا، فانتقلوا إلى المرحلة الثانية، لكي لا يسمحوا بتشكيل مجلس الخبراء. فجادلوا، وتذرّعوا بألوان الحجج، لكنّ الشعب أدلى بصوته لمجلس الخبراء، ومنذ أن تم تشكيل مجلس الخبراء ذهب هؤلاء لكي يدرسوا الأمر، ولم يتوانوا عن فعل شي‏ء. وهؤلاء هم من جذور أولئك الذين لا يريدون السماح لأن ترى الجمهورية الإسلامية النور. كل شخص يثير مشكلة ما. فالدستور الذي اختاره 99% من الشعب تأتي مجموعة افرضوا أنها خمسون ألف نسمة- وعدد هؤلاء لا يصل إلى هذا المستوى- مجموعة مثل هؤلاء تهتف: نريد بلداً ديمقراطياً، خمسون ألف نسمة يسعون لفرض رأيها بالقوة على 35 مليون نسمة، فيمارسون القوة يضربون ويقتلون ويذهبون للاستيلاء. على سبيل المثال يقومون بأعمال شغب في المكان الفلاني لكي لا يتم تشكيل الجمهورية الإسلامية، ولكي لا يظهر الدستور، الحديث بالدستور السابق في غير محله، كل من يتحدث بذلك الدستور يكشف عن أنه لا يؤمن بالديمقراطية ويتبين أنه دكتاتور. انتم تقولون كراراً الدستور، ان هذا الدستور سيؤول إلى الدكتاتورية. هذا الدستور الذي أعدّه على اساس الأحكام الإسلامية، ممثلو الشعب، دون حراب مسلطة على رؤوس الناس والاملاء عليها، ودون حكومة تفرض عليهم ما تريد، لم تكن في الأمر ضغوط، الناس ذهبوا بمل‏ء إرادتهم وحريتهم وقاموا باختيار مجموعة، هل هذا يعارض الديمقراطية التي تقولون بها؟ وبعد ذلك لم يكتفوا بذلك.

بعض هؤلاء الذين يثيرون الشبهات الآن، كانوا يقولون ليس من الضروري أن نقوم باستفتاء، فمجلس الخبراء يكفي. وبعد ان ابدى مجلس الخبراء رأيه وجرى الاستفتاء، راحوا يثيرون التساؤلات. ولا نستطيع ان نسمّي هذا إلا بالمرض، وذلك المرض هو التهالُك على عدم تحقق الجمهورية الإسلامية في وقت ما، لكي لا يتم قطع يد أولياء نعمتهم، ولأجل ذلك نراهم يثيرون الشغب هنا وهناك باستمرار. وانا لا أدري هل ستكون مثل هذه القضايا حين يريدون انتخاب رئيس للجمهورية. وبعد غدٍ حين يريدون اختيار ممثليهم فالمصيبة ستكون اعظم.

الثورة القائمة على أساس الاتكال والاتحاد

يجب على الشعب ان يطوي هذه المراحل بوعي ويقظة، وألّا يخاف من المكان الفلاني لأنه تعمّه أعمال الشغب والمكان الفلاني ليس كذلك. انتم قمتم بثورة عظيمة، ومثل هذه الثورة التي جاءت من قبل شعب لا يملك شيئاً وحققتم الظفر، ولم تكن الثورة انقلاباً ولا عملًا عسكرياً، وإنّما كانت إنجازاً شعبياً خالصاً، هذه هي الثورة التي قمتم بها. وفي جميع ثورات العالم كان مثل أعمال الشغب هذه. حين لا تكون الحكومة المركزية قوية تظهر أعمال الشغب هذه التي تقوم بها الجذور العفنة المتبقية من النظام السابق في الداخل والخارج، وأولئك الذين يقومون بكل ما ينفع أمريكا. لا تخافوا من هؤلاء أبداً. إن الشعب وصل إلى هذه المرحلة بالاتكال على الله وبقوة إلهية. فحافظوا على هذه القوة الإلهية والاتكال على الله. حافظوا على وحدة كلمتكم. لا تعيروا اي اهمية لهذه الفئة الصغيرة، ولا سيّما إذا كانت ممّن لا يفيده النصح شيئاً. وأنا آمل أن تلتفت جميع شرائح الشعب في شتى انحاء البلاد إلى أن نظام الجمهورية الإسلامية يعني الأحكام الإسلامية، وهي لمصلحة الجميع. الأحكام الإسلامية توفّر الرفاهية والطمأنينة حتَّى للأقليات الدينية، وتجود عليها بما لا تحلُم به أبدا. إن الإسلام لا يجيز ظلم أحد حتى المفاسد، فالإسلام اجتثاث للظلم. فكونوا على ثقة بانكم إن حافظتم على اتكالكم على الله وإقبالكم عليه، وحافظتم على وحدتكم، ابقيتم هذه النهضة مستعدة، فانا آمل إن شاء الله ان تتقدموا إلى الامام. واما شأنكم أنتم، وقد طال الحديث لكن من المستحسن أن أقول بضع كلمات (أحد الحضور: مولاي نحن لا يعترينا أي خوف وواثقون).

الإمام: الحمد لله.

النزاهة, المسؤولية الفردية للجماهير

لقد دمّر هؤلاء جميع أنحاء هذه البلاد ومضوا. أين ما تضعوا أيديكم تروا الدمار. من الذي يجب أن يعمّر هذه؟ هل تعتقدون بقوة تستطيع إعادة الأمور إلى نصابها غير الشعب؟ الشعب قوة عظيمة إذا شاء أن يقوم بعمل، فخمسة وثلاثون مليونا حين يقومون بعمل ما يكون سهلًا ويسيراً. إمّا إن وضعت كل شريحة العب‏ء على الأخرى-- انتم تقولون: طيب لتقم الحكومة بهذا العمل، والحكومة تقول: ليقم به الشعب-- فإنّ الأمور لا تنجز. يجب على جميعنا أن نضع يداً بيد، وعلى كلّ منّا أن يعمل جيّداً أينما كان، ويؤدي كلّ مسؤوليةٍ يتصدّى لها، عليه أن يقوم بواجباته على أتم وجه، عليه أن لا ينظر من يقوم بعمله ومن لا يفعل، ليس من الضروري أن تناقشوا ما يجري في المحاكم، في النظام، في دوائر العدل فهذه‏ الأمور لا تعنينا، نحن اطباء. علينا القيام بطبابتنا بصورة جيدة، وإن لم يفعل الآخرون فانهم يعملون خلاف واجباتهم. وعلى الذي يعمل في دوائر العدلية أيضاً ان يقوم بعمله جيداً. هل تتذكرون الذين كانوا يقيمون مراسم العزاء ويشبهون ببعض الشخصيات، فالشمر الجيد من يكون شمراً، وشبيه سيّد الشهداء الجيد الذي يجلّي حسناته جيداً. في مثل هذه الأمور يؤدّي كلّ إنسان عمله، ولا يتدخل في عمل الآخر، فكلٌّ يعمل بواجباته بصورة جيدة. فمتى ما قام كلّ واحد بعمله الذي أحيل إليه بصورة جيدة جرت الأمور بصورة جيدة.

روح التعاون والأخوة، أرضية إعادة البناء

انتم اطباء. ليحفظكم الله انتم يجب ان تكونوا لمرضاكم كالآباء لأبنائهم. يجب ان تحبوا بان يشفى المريض وتعاملوه مثلما تعاملون أطفالكم إذا مرضوا-- لا سمح الله-- من منطلق الحب والرأفة. فهؤلاء أيضاً إخوتكم وأخواتكم عقد الله بين الجميع عقد الاخوة (المؤمنون اخوة). أخوكم مرض، وأختكم مرضت يجب عليكم أن تُعالجوهما بمنتهى الرأفة. الممرضات أيضاً كذلك. وعلى الذي يدير هذا المستشفى أيضاً أن يقوم بعمله فيه كما يقوم به في بيته بمنتهى الرغبة. على كل أحد أن يقوم بالواجب الذي كلَّف به على أتم وجه. اذا قام الآخر غيره بعمله أو لم يقم به، فشأني انا، هو أن أقوم بعملي بصورة جيدة، فكلٌّ مسؤول عن نفسه، ويجب ألّا يؤثّر ف- يَّ عدم قيام أحد بعمله، فلا أنجز عملي بصورة جيدة، يجب أن تكون أعمالكم الجيدة أسوة للآخرين، وليس أن تجعلوا عمل الاخرين السيئ أسوة لكم. إن سادت مثل هذه الروحية بين الشعب وبحمد الله هي موجودة الآن، مثل هذه الأمور موجودة الآن، مثل هذا الشعور بالحاجة للتعاون موجود الآن بين شعبنا ويجب تعزيز هذا الشعور حسناً، لاحظوا الآن لتروا أشخاصاً لم يكونوا مثلًا يذهبون سابقاً إلى الصحاري للقيام بالحصاد، أو لم يكن باستطاعتهم العمل في مجال بناء البيوت أو لأجل، والآن يتوجّه أشخاص من المدارس إلى هناك الطبيب والدكتور ومثله يتوجه إلى هناك للقيام بنفس تلك الأعمال. وهذا الشعور بالتعاون إن تمّت تقويت- ه وتعزيزه سنشهد سريعاً اعمار جميع الدمار السابق إن شاء الله. ليحفظكم الله جميعاً إن شاء الله، ويوفقكم ويشد من أزركم بتأييداته.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏


* صحيفة الإمام، ج11، ص:235,223

2011-05-21