الموضوع: محاكمة الشاه وفضح الجرائم الأمريكية في إيران
خطاب
الحاضرون: جرحى ومعاقو الثورة، أطباء وممرّضو لجان الإغاثة
عدد الزوار: 46
التاريخ 25 آذر 1358 هـ. ش/ 26 محرم 1400 هـ. ق
المكان: قم
الحاضرون: جرحى ومعاقو الثورة، أطباء وممرّضو لجان الإغاثة
بسم الله الرحمن الرحيم
ضرورة البت في جرائم الشاه وأمريكا في إيران
اصرارُنا على إجراء محاكمةِ هذا المجرم في إيران وتأسيس محكمة، يأتي بهدف البت في جرائم أمريكا في إيران. ولأننا قلنا كراراً: لقد ارتكبوا جرائم هنا ليس باستطاعتنا إرسال شهودها إلى أمريكا مثلًا. إضافة إلى أن المجالس والمنظمات الموجودة هناك جميعها في خدمة القوى العظمى. زد كيف نُرسل هؤلاء المعاقين، وجميع هؤلاء الامهات الثكالى جميع هؤلاء النساء اللاتي فقدن ابناءهن، كيف نستطيع إرسال جميع هؤلاءِ إلى أمريكا وتقديمهم هناك، ونشرح لهم الجرائم ضد هؤلاء. جميع ملفاتهم هنا، وليس بإمكاننا حمل جميع هذه الملفات إلى هناك. إن إلحاحنا يأتي من هذا المنطق. وأنا حين أنظر إلى هؤلاء الذين عُرِّضوا للاعاقة في هذا السبيل، أو فقدوا أبناءهم فيه يتملّكني إحساسان: الأول هو الشعور بالألم والأسى من وصل نظام إلى هذه الدرجة من عدم خشية الله والوحشية، ويقوم بجميع هذه الجرائم لأجل البقاء عدة أيام في دفّة الحكم. لماذا يجب أن يصل الإنسان إلى هذه الدرجة من الإجرام؟ لماذا هو أسوأ من جميع الحيوانات، إن سقط من الجانب الآخر؟ هذا سبب لكي يشعر الإنسان بالألم والأسى من أن تعاليم الأنبياء منذ البداية وحت- ى الآن لم تستطع إصلاح هؤلاء الأناس الفاسدين. هذا الكم العظيم من التعاليم الإلهية لم يستطع جرّ أمثال محمد رضا وكارتر إلى سواء السبيل.
التظاهر بالإنسانية للاحتفاظ بالسلطة
لمِن يرفع كارتر يديه بالدعاء؟ ولمّن يفرض عليهم أن يقرعوا النواقيس؟ لأجل الحصول على شرف بحسب توهّمه ارتكاب جرائم في أربعِ سنوات أو خمس سنوات أخرى تحت عنوان أنه يقوم برعاية مريض، أو تحت عنوان أنه يقوم بالدعاء لخمسين أمريكياً ويحضّ الآخرين على الدّعاء. والآن نراهم يتابعون الشرائح المختلفة، يتنقلون بين المدارس لجمع التوقيعات، ومثل هذه الأمور. المسألة ليست هكذا. المسألة هي أن هذه القوى تحاول البقاء في سلطتها قدر استطاعتها وإن كان الثمن سحق جميع الشرائح والمظلومين. إنهم يدّعون بأنهم يقومون برعاية هذا الخائب من منطلق الشعور بالإنسانية، وهم في الوقت نفسه يقتلون أفواجاً من الناس أو يرغمونهم على القتل. قاموا بتلك الأعمال في فيتنام، ورأينا ما فعلوه في إيران. الدفاع عن شخص جرائمه مثل تلك، وبدعمهم قام بهذه الجرائم، أي انهم كانوا يسندوه. الدفاع عن شخص قام بجميع هذه الجرائم، وأبقى لنا هذا الكم من المعاقين، هذا الكمّ من الشهداء وهذا الكمّ من الأمهات الثاكلات. هؤلاء يتشدّقون بالإنسانية وحبّ البشرية والغاية الرئيسية لهؤلاء المجرمين هي التوصل إلى غاية واحدة وهي السلطة. السلطة لقمع من يقف إزاءهم.
آثار جرائم الشاه وأمريكا في إيران
حين نقول تعالوا إلى هنا وشاهدوا، لأن لدينا هنا معوقين، كيف نستطيع نقل هؤلاء المعاقين من المستشفيات إلى أمريكا. إننا نريد من هؤلاء المجيء إلى هنا، لكي نقدِّم لهم البرهان. لنأخذهم إلى المستشفيات، لنأخذهم إلى مراكز رعاية معوقي الثورة، ولنريهم آثار الجرائم التي ارتكبها هؤلاء. لكي نريهم آثار الجريمة. وإصرار كارتر على عدم مجيء الشاه لإيران، وبذله الجهود الحثيثة لكي يبقى في أمريكا، والان أيضاً قد نقله لمكان آخر لرعايته والمحافظة عليه هناك. وهذا المكان أيضاً يعود له، جميع هذه الأمور تأتي مخافة أن يأتي الشاه إلى هنا، ويتم الكشف عن قضايا كانت تجري خلف الستار، ويتم الكشف عن قضايا لِلشعب الأمريكيّ يرى من خلالها حقيقة الذين يُواجههم المستضعفون في العالم الذين يحاولون التستر بقناع الإنسانية وإعطاء الانطباع أنهم من الملتزمين بتعاليم السيد المسيح سلام الله عليه ومن الذين يرفعون أيديهم بالدعاء ويفرض على الكنائس في جميع انحاء أمريكا أن ت-- قرع النواقيس لأجلِه.
نفاق الأسرة البهلوية
شاهدنا امثال هذه، ورأينا رضا شاه، طبعاً لا يتذكر أكثركم، قد يذكر واحد أو اثنان منكم ذلك، رضا شاه كان ينتقل من مجلس عزاء الحسين هذا إلى ذاك ومن هذه التكية إلى تلك، حتى كانوا يقولون بأنه كان يذهب إلى هناك مشياً على الأقدام، ورأينا أنه كان يقيم مجالس العزاء، وهو أيضاً كان يحضر هذه المجالس. وبعد ذلك أيضاً رأينا أنّه عندما تسلّم السلطة قام بمنع جميع مجالس العزاء! رأينا محمد رضا طبع القرآن ونشره، وقام بهذه الأعمال باسم الإسلام. رأينا أنه كان يذهب كل عام مرةً إلى مشهد الرضا، ويقف بوقاحة قبالة الإمام الرضا وقلبه لم يكن هناك إذ كان يقوم بذلك للتلاعب بالشعب. ورأينا ما فعل هذا المجرم وذلك المجرم في إيران. كيف كان ينافق بإسلامه الجميع وما فعل في جوار الإمام الرضا من قمع وإبادة في مسجد كوهرشاد ومعبد المسلمين. ورأينا هذا الشخص الذي كان يدّعي بأنه مسلم ويطبع القرآن وأن- ه ملتزم وأن- ه اقسم كان يحلف اليمين في خطاباته على أنه يقوم بخدمة الشيعة رأينا الخدمات التي قدّمها لهذه البلاد فضلًا عمّا ارتكبه من القتل وجعل هؤلاء المعاقين متخلفين، أهدر كرامة بلادنا، وأتلف جميع مصادرنا. اقصى جميع كوادرنا البشرية وطاقاتنا الشبابية، وحال دون تطورها ورقيها. اننا نقول يجب ان يأتي إلى هنا ويُنظَرُ في مسائله هذه هنا، لأنّها من القضايا التي يجب أن تعرف هنا، ونريدُه هو وبرغم أنه انتقل من هناك، مازلنا نريد من أمريكا تسليمه لنا. لقد نقلوه من مكان إلى آخر هما من مواقع أمريكا.
التفاخر بأصحاب عاشوراء الثورة الإسلامية
على أي حال أنا من هذه الناحية أتألم لهؤلاء الاخوة والأبناء والأعزاء الموجودين هنا، أو الذين يقبعون في المستشفيات، ومن جانب آخر أفخر أنا وجميع المسلمين بهؤلاء وبوجود مثل هؤلاء الشباب. نفتخر بشباب أعادونا إلى صدر الإسلام، وقاموا بتجسيد واقعة كربلاء في إيران. كما ان هؤلاء سعوا وبذلوا مهجهم وابيدوا، لكنهم احيوا الإسلام، فان شبابنا أيضاً اصيبوا بعاهات وبذلوا مهجم وفقدوا كل ما يملكون لإحياء الإسلام.
الإقبال العالمي على الإسلام
الإسلام اليوم هو غير ذلك الذي كان سابقاً، فجميع شرائح العالم أعينها شاخصة نحو إيران، نحو الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لكي يعرفوا ما يحدث هنا، مجموعة منهم تتوجّس خيفة من أَنّ الإسلام قد ينحرف عن مسيره، ومجموعة أخرى تطير فرحاً بأن الإسلام ينتشر، ويصل إلى كل مكان. الشعوب الإسلامية وغير الإسلامية المستضعفة أيضاً ان التفتت إلى مطالبنا ستعشق هذا النظام الذي سيتحقق هنا ان شاء الله ويتحقق هناك أيضاً. والخونة الذين كانوا يريدون الحصول على مآربهم بإقصاء الإسلام يريدون الاستفادَة في غيابه خوفاً من تحققه. ومن جملة هؤلاء السيد كارتر، فهو من جملة الذين يتخوّفون من تحقق الإسلام في إيران. لأنّه إّذا تحقّق الإسلام انطمرت مصالحه إلى الأبد. وأنا آمل أن تكونوا انتم السادة، السادة الذين هم من جمعية الوحدة وشاركوا في التظاهرات وتوجهوا إلى هنا سيراً على الأقدام للإعراب عن وحدتهم. ولهؤلاء المعاقين الاعزاء الذين اشعر بالالم لاجلهم، ولأجل النساء اللاتي أتين إلى هنا، اشكر لكم جميعاً، وآمل أن تكونوا جميعكم في اتم الصحة والسلامة.
وليمنّ الله على المعاقين في جميع أنحاء إيران بالشفاء.. ليوفقكم الله جميعاً ان شاء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* صحيفة الإمام، ج11، ص:239.236