الموضوع: تحطّم أُسطورة القوى العظمى التدخل العسكري والحظر الاقتصادي طريق مسدود
خطاب
الحاضرون: أبطال المصارعة الحرّة في المسابقات الآسيوية، أبطال المصارعة التقليدية
عدد الزوار: 65
التاريخ صباح 28 آذر 1358 هـ. ش/ 29 محرم 1400 هـ. ق
المكان: قم
الحاضرون: أبطال المصارعة الحرّة في المسابقات الآسيوية، أبطال المصارعة التقليدية
بسم الله الرحمن الرحيم
الصمود حتى آخر شخص
أُقدّم شكري للرياضيين وسائر السادة الذين يأتون إلى هنا في بعض الأحيان، ويطلعوننا على أعمالهم ونجاحاتهم والخطوات التي أنجزوها على الصعيد الدولي وإنجازاتهم التي حققوها للجمهورية الإسلامية، أشكر لكم وادعو بان يكون النجاح حليفكم دائماً إن شاء الله. وتكش - فوا للأعداء بأن الرجال الموجودين في إيران هم رجال النضال ورجال الوغى، رجال الجهاد. وأنا آمل أن يؤازركم الله في مثل هذه الظروف التي ابتليت إيران بمثل هذه المصائب. طبعاً من جانب هي مصائب ومن جانب آخر هي مدعاة فخر للشعب الذي يصمد إلى آخر رمق تحقيقاً لهدفه. وجميع شبابنا هم في هذا السبيل سواء. والكثير منهم يطلبون منّي أن أدعو لهم بالشهادة وأنا أدعو لهم بالنصر، وأن يحفظهم الله، وأن يحفظكم أنتم الشباب جميعاً ذخرا لبلادنا. وآمل أن تكونوا منذ هذا الحين حتّى فيما بعد حيث تواجه بلادكم مشكلات كثيرة، وهذه الجذور الفاسدة ما زالت في إيران، وبما أن اليأس يعتريهم بدأوا بارتكاب مثل هذه الجرائم واغتيال الشخصيات المحترمة.
وطبعاً هؤلاء يتوهّمون أن بإمكانهم تثبيط عزيمتنا نحن وأنتم في هذا الجهاد الإسلامي، لكن هؤلاء غافلون عن أن الجهاد في سبيل الله، ولأجل الإسلام، هو جهاد معنويّ، وليس جهاداً صورياً ومادياً، وحين يكون الجهاد معنوياً، فإن الفرد مستعدّ للثبات حتى آخر رمق.
اغتيال الشخصيات الدينية وإصداره
انا اتعجّب من حماقة هؤلاء، إذ لا يرومون تصفية فرد مثل الشيخ المطهّري والشيخ المفتّح. إنّ هذه الأمور وسيلة لتثبيط النهضة. وحماقة هؤلاء تنشأ من انهم رأوا أنّهم كلّما اغتالوا فرداً تزايد وجود الجماهير الإيرانية في ساحات النهضة. فلو كان هكذا مثلًا، حين اغتالوا المرحوم المطهري انسحب نصف الناس، فحين ذلك كانوا سيغتالون المرحوم القاضي (إمام الجمعة في تبريز الذي اغتالته جماعة فرقان) والمرحوم الشيخ المفتح والآخرين. ولكنهم حين رأوا أنهم كلما اغتالوا شخصاً شهد ميدان النهضة ازدهاراً وإقبالًا شعبياً، واشتدّ ساعدُ النهضة. فلماذا يمارس هؤلاء مثل هذه الجرائم؟ إن جميع هذا لأنّ الله ختم على سمعهم وأبصارهم. لقد حرمهم من إدراكهم لإيجاد الطريق الصحيح. أي أنهم حرموا أنفسهم بأنفسهم ومهّدوا لهذا الأمر. إنّهم كانوا السبب في حرمان أنفسهم عناية الله التي كان يجب أن تهدي جميع الشرائح. وبعد أن حرموا أنفسهم يقومون بأعمال خلافاً لمصلحتهم.
عدم بصيرة قادة البيت الأبيض
أنتم تلاحظون السيد كارتر يتشبث بكل شيء للوصول إلى منصب رئاسة الجمهورية، لكن الله أمصَّهُ وأعماه، لكي يسلك الطريق الخاطئ، فإنّ هذا لو كان قد ساعد في ذلك الوقت الذي كنّا نحن منهمكين بمعارضة هذا الرجل، في ذلك الوقت الذي رأى سقوط هذا الرجل ورأى أنه لا يستطيع إبقاءه لو قدّم المساعدة لإيران، وأقبل نحو إيران وصدّق ما كانت تقوله إيران لكان أفضل له، أو ذلك الاصرار الذي أبداه للحفاظ عليه، وذلك الالحاح الذي صدر منه للحفاظ على خلفه أي بختيار، وتلك الأمور الأخرى التي أصرّ عليها بعد ذلك؟ هل كانت تلك أفضل للوصول إلى المنصب أو هذه؟ الآن قد ذهب. إنهم دُمِّروا. بعد ذلك أخذ شخصاً مجرماً إلى أمريكا والجأه وبتعبيره بدأ برعاية شخص منكود (خائب وذليل)، هل كان هذا أفضل له أو إن لم يأخذه؟ ليذهب للعيش في مكان آخر، حسناً، كان يوجد مكان آخر.
إن هذه الأمور هي من باب أنّ الله ختم على سمعهم وأبصارهم. لقد قام بعمل ما والآن أصبح لجوجاً مثل الأطفال يقوم بالالحاح على هذا الأمر ولا يستطع الإبقاء عليه. وهذه هي الخطوة الثانية حيث لم يستطع إبقاء هذا الرجل في أمريكا، وأرسله إلى مكان آخر، طيّب هل كان هذا جيّداً له لكي يثير ضجّة أخرى في جميع العالم، وفي بنما هل كان من الضروري أن ينافق بأن هذا الرجل هو ضد أمريكا، أو كان يجب أن يرسله إلى هنا ويثبت للعالم أنه يدعم المظلومين، وأنّه يدافع عن المنهوبين، وليس مدافعاً عن الناهبين؟ هو أيضاً من الناهبين. ولكن القاعدة إن كان يتمتّع بالعقل، تقضي بأنّ من أراد أن يطوي طريقاً ما، ويبلغ ما يتخيّل يجب أن لا يفعل هذه الأمور لكي تنظم بلدان عديدة تظاهرات عليه.
الحراب الصدئة
هذا اليوم ليس اليوم الذي من الممكن الاعتماد فيه على الحراب. الدنيا تغيرت. فلو كان اليوم كالسابق، لو كان قبل خمسين عاماً، لو كان قبل ثلاثين عاماً من هذا اليوم، لكان للاعتماد على الحراب مبرّر، ولكن حين تغيرت الدنيا، وبدأت صحوة الشعوب تسري، وأخذت بالتحرر من هيمنة الاستعمار. في مثل هذه الظروف يكون الحديث عن التدخل العسكري ليس في محلّه. فمرة يقول: سنتدخل عسكرياً، وحيناً يقول: لا، إننا لا نتدخل عسكرياً. وذلك لأنّ أعينهم مفتوحة وهم عمي لا يبصرون. هؤلاء هم الذين ختم الله على سمعهم وابصارهم، وجعل عقولهم غلًا. ليس من باب أنّ الله ختم عليهم بالغل من الأول، بل كانوا الوسيلة لهذا الأمر ووقعت الغشاوة على عقولهم وأبصارهم وسمعهم، وهذه مساعدة للمستضعفين. إنّ مثل هذا التيه هو نوع من المساعدة للمستضفعين. فلو كان قبل هذه القضايا، أي: قبل أن يأخذ هذا الرجل إلى أمريكا ويقوم برعايته إصطلاحاً، رعاية رجل منكود، فلو كانت بعض بلدان متّحدة معنا، أعني من الشعوب (...).
تصدير الثورة وصحوة الشعوب
الكثير من الشعوب معنا الآن، نهضتنا في طور التوسّع والانتشار بين الشعوب. الشعوب التي ترى الشعب الإيراني وقف إزاء قوة عظمى، وتقدّم في نهضته متحدّياً قوة شيطانية كانت جميع القوى الأخرى تبعاً لها، شعب وقف إزاءها بحزم، ومضى في طريقه. الشعوب الأخرى أيضاً ابتُليت بهذا العدوان وعانت أيضاً هذه البلايا التي ابتلينا بها نحن. مصر على يد السادات والمناطق الأخرى بيد الآخرين. جميع الشعوب ابتليت بحكوماتها. وهؤلاء أيضاً يريدون الخروج من تحت هذا العبء. حين رأوا إيران انتفضت وحققت التقدّم، وقدّمت قتلى لكنها مضت قدماً، ترسّخ كلّ هذا في أذهانهم، وتوّطد عزمهم عليه، واندفعوا لبلوغه. هؤلاء أيضاً يريدون القيام بهذا العمل نفسه.
فاعلموا أنتم أنّ نهضتكم أنتم الشعب الإيراني حطّمت أسطورة القوى العظمى التي ترسّخت في العقول باعلامها المكثّف وأنه ليس بالإمكان مواجهة بريطانيا، والآن يسري أنه أيضاً لا يمكن أبداً مواجهة أمريكا، ونهضتكم حطّمت هذه الأسطورة. أي: أنكم أنتم شعب إيران العزيز نساء ورجالًا نزلتم إلى الشارع بهتافكم الله أكبر الذي أطلقتموه، وحطمتم هذه الأسطورة التي كانت تهيمن على قلوب الشعوب، وتجبرها على الصمت، لكي لا يشعر هؤلاء بالإساءة. اننا في قضيتنا السابقة أيضاً كنّا نحاول تحطيم الحاجز الذي كان يقول: لا تمكن مواجهة الحكومة، لا يمكن التنفس إزاء القوى، وقد آمن شعبنا بهذه المسألة إلى درجة أنهم كانوا لا يرون الحقّ لأنفسهم، لكي ينطقوا بكلمة. لو جاء شرطي وحاول فرض أمر عليهم، كانوا لا يرون هذا الحق لأنفسهم. كان الصمت قد هيمن عليهم مستولياً على شعبنا كلّه، لكن بالتدريج تم تحطيم هذا المفهوم، وانطلقت الأصوات، وحطمت نهضتكم ذلك، وقضت على الحاجز القاضي بعدم امكانية مواجهة أمريكا في العالم، والخطوة الأولى هي تقويم الإنسان لمسألة أن (يكون) و (لا يكون).
تحطم اسطورة القوى العظمى
الخطوة الأولى في كل نضال تتمثل في تقويم هل من الممكن أن تنجح هذه النهضة ام لا؟ وأنتم أثبتم أنّه (من الممكن أن تكون). بالإمكان مواجهة امريكا. من الممكن السيطرة على وكر التجسّس، من الممكن اعتقال الجواسيس الأمريكان واحتجازهم وإبقاؤهم. انتم اثبتم ذلك للعالم. فتلك العظمة التي فرضوها على الآخرين بإمبراطوريتهم الإعلامية، وعلى العالم، وبإنّها القوة العظمى التي لا يُسمح لاحد مجادلتها تلك العظمة تحطمت، وتبين أنّها لا شيء، وأن الشعوب بإمكانها أن تصرخ وأن تقول: الموت لكارتر. وهم الآن يطلقون هتافاتهم، ليس هنا بل في المناطق الأخرى أيضاً. في الهند الشيء عينه وفي باكستان أيضاً، في العراق كذلك، وفي الكويت وفي بلدانهم أيضاً. البلدان الغربية هي أيضاً كذلك. في أمريكا أيضاً الشيء نفسه، أمريكا التي كانت دائماً تقول بأنها قوة عسكرية، وكانت ترهبنا دائماً، ان هؤلاء يتابعون ما كانوا يقومون به سابقاً. عندما كانت صحيفة ما في السابق تكتب كلمة ضد بريطانيا أو أمريكا في إيران، كان هؤلاء يوجّهون كلمة إلى محمد رضا ويقولون له: لا تكن فضولياً، وهو كان يقوم هنا بالتصدّي لها. لو كانوا يريدون القيام بأمر ما، على سبيل المثال إنّ مجلس الشورى الاستعماري هو خطأ، فبمجرد ان تتوجه السفينة إلى جانب إيران كانت المسألة منتهية، بمجرد حركتها. بمجرّد وصول معلومة بأنّ السفينة البريطانية انطلقت من هناك إلى المكان الفلاني، يجعل هؤلاء يستسلمون، فلو أراد أولئك إبرام اتفاقية، وتثاقل هؤلاء- مثلًا كانت تقع مسألة ما في الحدود وخارج الحدود، ومثل هذه الخطوة كانت كافية أن يتنازل الذين في العاصمة عن معارضتهم ويوافقوا ويستسلموا. هذه الأشياء التي كانوا يطبّلون لها في إذاعتهم ويمارسون ذلك الإعلام الذي كان يجري الكثير منه داخل البلاد، أي، عملاؤهم، في هذه البلاد الذين كانوا يقومون باعلام معادٍ لبلادهم.
تضخيم الأمور وسرد الأساطير
لقد ضخ- م هؤلاء الأمور إلى درجة أنّ الناس كانوا يتوهّمون بأنهم إن نطقوا بكلمة ما، فإن المظليين الأمريكيين سوف يقومون بإنزال شامل ويدمّرون إيران. في هذه القضية جاءوا إلينا، وقالوا كراراً، وكتبوا لنا، كانوا يكتبون إلينا من الخارج أيضاً، بانّ المظليين من المقرر أن يقوموا بعملية إنزال فوق السفارة. وينشروا عقاراً ما لكي يغمى على الجميع، ثم ينزلوا في السفارة ويأخذوا الجميع، ويأتوا إلى قم ليخطفوكم. حتى جاء البعض وقالوا لي بأنه يجب أن لا تبقى الليلة هنا، حسناً، يا سادة هذا الذي يقولونه مجّرد خيال (أوهام). هذه قصص تكتب في كتاب (حسين الكردي). فهي أحاديث تقال، وإلّا فإنّ القول بأنّ المظليين يأتون إلى هنا، ويقومون بتحذير الجميع يُشبه الأحاديث التي كانت تقال فيما مضى (ينشرون عقاراً ما ويغمى على الجميع)، هذه أساطير كتاب ألف ليلة وليلة. انهم كانوا يحاولون من هذا المنطلق أن يخيفونا كما في السابق، كانوا يريدون ارعاب شعبنا. متغافلين عن أن المسألة ليست هذه، فالتدخل العسكري في العالم باء بالهزيمة حتى الحديث به حديث خائب فهؤلاء يتوهّمون أننا أناس متخلّفون، فيقولون مثل هذه الأقاويل.
فشل التدخّل العسكري والحظر الاقتصادي على إيران
والآن يقولون أيضاً: إنهم عندما قاموا باستطلاع للرأي - بالمستوى الذي يعرفونه هم -- اليوم أو أمس عارض 55% من الشعب الأمريكي فكرة التدخل العسكري. يقومون بعمل خاطئ أولًا ومن ثم يريدون تقديم الاعتذار. والآن أيضاً يقولون: شعبنا يعارض هذا التدخل. طيّب إن كان شعبهم موافقاً فبسم الله، هل يمكن القيام بمثل هذه الأعمال في عالم اليوم. إنّ هذه المقولات خاصة بالسابق، ولا مكان لها الآن. فالعالم أصبح شيئاً آخر اليوم. إن انطلق صوت هؤلاء هناك، فإنّ الشرق سيتفجّر، ليس الشرق وحده، بل الغرب أيضاً سيتفجّر. فالآن ليس بالإمكان القيام بمثل هذه الأمور. والآن هل ينفضون أيديهم من التدخل العسكري من منطلق أنّ الشعب غير موافق على ذلك. حتى قيل بأنهم يقولون حتى لو قُتِل هؤلاء يجب عدم التدخل العسكري. حتى لو قتل هؤلاء الجواسيس يجب عدم التدخل عسكرياً.
حسناً، إن كان هذا الكلام صحيحاً فهؤلاء عادوا إلى رشدهم، لأنّ قتل خمسين جاسوساً على فرض المثال وإن لم يكن في نية أحد قتلهم-- أسهل من أن تشهد بلاد ما أو بلدان أو حتى أمريكا نفسها مجزرة دامية. هذا يكشف أنهم عادوا إلى رشدهم بمقدار حبّة خردل. حتى لم يكن من الأول في نيتهم أن يقوموا بهذا الأمر. والآن أيضاً بدأوا لعبة أخرى (هي أنّنا سنفرض حظراً اقتصادياً). بسم الله، قوموا بالحظر الاقتصادي لنرى ماذا تفعلون، إنّ هذه مجرد أحاديث، هل العالم تبع لكارتر؟ هل جميع العالم يتحمّلون المشاقّ ليصبح كارتر رئيساً للجمهورية! القادة يعرفون بعضهم البعض. قادة الدول يعرف أحدهم الآخر ويعرفون ماهية بعضعهم الآخر.
يعرفون أن المسألة ليست مسألة الشعب، المسألة، مسألة هي أنني ما أريد أن أكون. يريد أن يكون رئيس جمهورية أي مكان، هو يريد أن يصبح رئيس جمهورية، أين. إنّ هؤلاء يعرف بعضهم بعضاً. يحّرفون الأمور، لا أنهم يشعرون بالأسى لخمسين جاسوساً على فرض المثال. أو مِن أجل ما لا أدري من الغايات.
انحطاط القيم الإنسانية
قلت ذلك كراراً، عندما كنّا في فرنسا كانوا يقولون عن أحدهم أنّه من علية القوم- لا أدري- وهم يأتون إلى التحدث بهذا الرجل الخائب، وفي بعض الاحيان كانوا يأتون برسائل من أمريكا. كانوا يأتون برسالة من رئيس جمهورية أمريكا ليثبطونا، هذا الرجل حين جاء ونقلوا لنا كلامه، وهو أنّ حادثة ما حدثت في الصين هدّدت سفارتنا، فما قلقنا على اعضاء بعثتنا قط، فما لهؤلاءِ من شأن، إذ استولى علينا التفكير باثاث السفارة، فقد كان نفيساً جدّاً.
إنّ هؤلاء من هذه الزمرة التي تهتم بالأثاث لا بالناس. والمهم عند كارتر هو أن يصبح رئيساً للجمهورية، وليس الخمسين نسمة. إنّ هؤلاء يقومون باختلاق أشياء لايجاد مهرب من الشعب ولكي يحبّبوا أنفسهم، ويحتلوا مكانة بين الشعب. وكما قلت فإنّ الله طبع على سمعهم وأعينهم ليسلكوا السبيل الذي يخالف مصالحهم، وأي سبيل يسلكون، فهو لا يصب في مصلحتهم. لقد ساقوه إلى هناك ظنّاً منهم بأنهم يستطيعون فعل شيء ما، لكنّهم أخفقوا، أعني أنّ الرأي العامّ العالمي تغيّر. وبعد ذلك أيضاً أصرّوا على اللجاج، ولم يسلّموه في أمريكا. وهذا أيضاً يعود بالضرر عليهم. لم يستطيعوا الحفاظ عليه، فبعثوا به إلى بنما، وهذا أيضاً كان بضررهم. فها هو ذا شعب بنما أيضاً تعالى صراخه ونزل إلى الشارع يقومون بتنظيم تظاهرات احتجاجية على مجيء هذا الشخص إلى بلادهم. طيّب هذه بضاعة فاسدة يجب التخلّص منها واجتثاثها من الجذور. ان هؤلاء مخطئون. يجب أن يأتي إلى هذه البلاد. إنّ جذوره تعود إلينا، فماذا يفعل في بنما؟ لماذا يؤذون الشعب البنمي؟ ليبعثوا به إلى المكان الذي ينتمي إليه. ونحن نعرف ماذا يجب أن نفعل.
محاكمة الشاه، محاكمة رؤساء جمهورية أمريكا
خلاصة القول هي أنّ خوف هؤلاء ليس على هذا المرء ولا على هؤلاء الخمسين. المسألة ليست هذه. إنّ اصرارهم على عدم مجيء هذا الشخص إلى إيران نابع من أنّ هذا الشخص لو جاء إلى هنا وحوكم، وبما أن محاكمته لن تكون سرية وسطحية، بل ستكون بحضور شخصيات عالمية بارزة، لأنها ليست محاكمة إنسان منكود، بل محاكمة رؤساء جمهورية. وكما قال هذا الرجل بأن- هم لو أرادوا محاكمتي، فعليهم أن يحاكموا رؤساء الجمهورية خلال السنوات الماضية وعدة أشخاص من هؤلاء، إن هذا الكلام صحيح.
إنّ هذه ليست محاكمة شخص واحد. ليست محاكمة انسان منكود لوحده. نحن لا نريده هو، ماذا نفعل بإنسان ذليل خائب؟ إننا نريد إحضاره إلى هنا ليعرف المستضعفون واجبهم إزاء المستكبرين. اعني مستضعفي العالم. كما ان يعني، الدولة الأمريكية والشعب الأمريكي أيضاً يجب أن يعرفوا واجبهم تجاه رؤساء جمهوريتهم ويعرفوا سنخ هؤلاء الرؤساء الذين حكموهم. كما عرفنا سنخ الأناس الذين حكمونا. عرفنا وشاء الله أن يقوم الشعب بالنهضة، وشاء الله فطردناهم.
محاكمة الشاه لتوعية ويقظة مستضعفي العالم
ليعلم مستضعفو العالم اننا حين نعقد محاكمة هنا وشاركنا العالم في هذه المحاكمة، ودعونا أشخاصاً من كل مكان، ودعونا مفكّري العالم الكت- اب والأعيان من شتىّ أنحاء العالم، حتى من أمريكا نفسها- سندعو من كل مكان إلى المجيء هنا- وقمنا بمحاكمة هذا الشخص محاكمة صاخبة، لكي يتبين لجميع العالم، لجميع مستضعفي العالم الذين فرض هؤلاء انفسهم عليهم، وبكلمات تافهة حاولوا فرض أنفسهم عليهم، لكي نبيّن للعالم أنّ هؤلاء ليسوا جديرين بالحكم عليهم، ويجب أن تفكّروا بحكومة تكون بأيديكم لا أن تكون مالكة لكم. إننا نروم مثل هذا الأمر. ليست غايتنا أن يأتي شخص إلى هنا ليفعل كذا مثلًا، لا. وخوف كارتر منّا نابع من وقوع مثل هذا الأمر. إنّه يتكهّن بوقوع مثل هذا الأمر، ولذلك يتخبّط، فيحاول أولًا حماية نفسه، والآن أيضاً في مكان آخر. وفيما بعد ماذا يريد أن يفعل لا أدري.
خيانة الزمر, أساس فضيحتها
على الشعب الإيراني أن يعلم أنه محط أنظار جميع العالم استمعوا إلى إذاعات العالم، انظروا إلى المطبوعات لتروا أن أحداث إيران في اولوية برامجها،. وحين يكون شعب ما محطّ أنظار العالم يجب أن يقوم بإصلاح نفسه، يجب أن يفهم انّه لا يمكنه القيام بخطوة خاطئة. وهذه الخيانات التي ترتكب الآن في ايران، ترتكب في آذربيجان، وقاموا بها في عدة مناطق أخرى هذه الخيانات تنكشف لشعوب العالم ويتساءلون ما هي؟ الشعب الذي انتفض ليتسلّم إدارة شؤون بلاده بنفسه. ينقذ نفسه من سلطة القوى العظمى، يريد أن يقطع أيدي الناهبين من بلاده، فتأتي مجموعة من أبناء هذا الشعب وتعارضه! جميع شعوب العالم تعرف حقيقة هذا. إنّهم يفضحون أمرهم في العالم كما فضح كارتر نفسه في العالم. إنّ هؤلاء أيضاً يقولون: نحن من الرعايا الإيرانيين، ونحبّ بلادنا، ونحب الشعب ومثل ذلك. ففي الوقت الذي انتفض شعب وهزم جميع القوى العالمية، وهو يريد تأسيس حكومة وطنية منبثقة من صميمه وصياغة دستوره بيده، ويبتّ فيه خبراء منتخبون بإرادته يأتي أولئك الذين يقولون: نحن من الشعب ونحبّه يعارضون إرادته وإنجازه. العالم يعرف ماذا يعارض هؤلاء، كما ادركتم وادركنا. وليس ما يجري في آذربيجان خاصاً بها، وقد يسيء- لا سمح الله- إلى أهلها، وهم منه براء مثلما أن الشعب الإيراني كلّه براء منه، ولا صلة له بأبنائه جميعاً لا في آذربيجان ولا في طهران ولا في كردستان ولا في بلوشستان. أنظار ا لعالم شاخصة إلينا وترى أقلية خائنة تُعاكس إرادة خمسة وثلاثين مليون نسمة، ورأيتم عدد أصواتهم في الاستفتاء الاول، فعلى الرغم من تركيز جميع قواهم صوَّت لنا ثمانونَ بالمئة. والآن برغم قيامهم بلعبة سياسية وأعمال أخرى صوَّت لنا تسعون بالمئة من الشعب.
ضرورة التعرف على الأعداء الداخليين
العالم ينظر ما يقول هؤلاء الناس في هذا الشعب. ماذا يقول هؤلاء النفر في شعب ثابت يهتف كلّ يوم- حتى بعد المصادقة على الدستور- نريد هذا الدستور. ما يقول هؤلاء النفر في الشعب؟ ما هو مبتغاهم؟ لماذا يجب أن يحمل هؤلاء هذه الفكرة العوجاء المتمثلة بأنّ عدة معدودة متمردة، واجهت الحكومة الإسلامية وتمردت عليها بهدف السيطرة على جميع الشعب. وما كانت حكومة محمد رضا غير هذه الفئة التي كانت تحاول السيطرة على الشعب؟ وهؤلاء الآن مثل أولئك، ومن جذورهم. ماذا يقول هؤلاء في شعب ضحّى رجاله ونساؤه بدمائهم وأبنائهم وشبابهم، ويريد تشكيل حكومة إسلامية؟ ماذا يقول السادة إزاء الإسلام؟ كيف يردّون أحكامه؟ يجب على الشعب ات- خاذ الحيطة ومعرفة أعدائه في هذا المجال والمجموعات التي تعارض الشعب وتعاديه. يجب على الناس التعرف على هؤلاء. وأنا آمل أن يدوم هذا التطور الذي طرأ وتوهم هؤلاء بأنّ أدنى حادثة تحدث ستؤدّي إلى هزيمتنا وتعلي أصوات المعارضة، وهم لا يعلمون أن الشعب سيتآزر أكثر من السابق. وانا آمل أن نطوي هذا الطريق إلى النهاية إن شاء الله. ونبلغ ما يأمله المسلمون جميعاً وهو ما كان يروم تحقيقه الرسول الأكرم والأئمة، وهو إيجاد حكومة إسلامية يكون جميع كيانها إسلامياً. وانا آمل أن نطوي هذا الطريق بفضل دعائكم وإقبالكم على الله ووحدة كلمتكم.
* صحيفة الإمام، ج11، ص:276,269