يتم التحميل...

الموضوع: استحالة هزيمة الحركات الإلهية الارادة الصلبة للشعب‏

خطاب

الحاضرون: قادة وكوادر حرس الثورة الإسلامية لمدينة قم‏

عدد الزوار: 59

التاريخ: 29 آذر 1358 هـ. ش/ 30 محرم 1400 هـ. ق‏
المكان: قم‏
الحاضرون: قادة وكوادر حرس الثورة الإسلامية لمدينة قم‏

‏‏‏بسم الله الرحمن الرحيم

الاشادة بأبناء الإسلام الأبطال‏

لا تعرفون مدى محبّتي لهذه الوجوه الوضّاءة والإيمانية والإسلامية. لا تعرفون كم أحب الاخوة أبنائي، انتم اليوم أبناء الإسلام. انتم اليوم أبناء رسول الله. تخدمون دين الإسلام ونهضته في سبيل الله. انتم المدافعون عن القرآن الكريم. المدافعون عن الإسلام المقدّس.

ما أجمل هذا الاجتماع الذي أراكم فيه انتم الاخوة الذين تخدمون الإسلام بصدق وإخلاص. أي وجوه نضرة تتمتّعون بها أنتم وشباب الإسلام الأقوياء.

إنّ الإسلام العزيز له حقوق كثيرة في رقابنا وفي رقابكم أيضاً. وقد عاش طوال التاريخ في الخفاء، لم يسمحوا لنا بتقديمه للجميع كما هو عليه.

دسائس الأعداء الذين تلقوا صفعة قوية

إنّ أعداء الإسلام بذلوا ما بوسعهم لبث الفرقة بين الاخوة المسلمين. وبذلوا جهوداً حثيثة لكي لا تصل التعاليم الإسلامية إلى مسامع الإخوة المسلمين، لأنهم يهابون الإسلام، ويخافون من اجتماع المسلمين. إنّهم اليوم نالوا صفعة قوية، صفعة إسلامية، ورأوا شعبنا انتفض لأجل الإسلام، ومجموعة عظيمة، من الشباب الفتيين يقومون بالحماية في سبيل الله. إنّهم شاهدوا هذا الشعب، حماة هذا الشعب، كيف أجبروهم على التقهقر، وهزموا القوى الكبرى، وقطعوا أيديهم من ثروات إيران. واليوم إذ نالوا ضربة موجعة كثرت دسائسهم وراح عملاؤهم يحيكون الدسائس أكثر من الماضي، يفتعلون الشغب في أنحاء إيران. على شعبنا أن يكون يقظاً ويتّكل على الله. وأن يجتث هذه البقايا من الجذور الفاسدة التي تصدّ عن طريق الإسلام.

النصر في ظل الثبات والاستقامة

شبابي الأعزاء، كونوا أبطالًا، كونوا أقوياء، فالله يظاهركم. أنتم اليوم مثل جيوش صدر الإسلام. وكأنكم تحاربون مع الرسول الأكرم (ص). ومثل ما انتصر هؤلاء بعددهم القليل على فئات كثيرة بإذن الله. وانتصروا على جيوش عظيمة، أنتم أيضاً ستنتصرون على أعدائكم، مهما كانوا كثيرين. فإن كانت الغاية الله وإحياء الإسلام، وجعل المقصود تطبيق الأحكام الإسلامية في البلاد، فإن كانت الغاية إلهية تبعها النصر لا محالة.

إنّ التخبّط الذي يلفهم والأعمال غير العقلانية التي يقومون بها تعود لمصلحتنا تماماً، تكون لكم، يقومون بالاغتيالات لكي يرهبونا، يرهبوا شعبنا، ولكنكم ترون أنّ شجاعته تزداد، وصرخاته تعلو أكثر، واجتماعاته تزداد. إنّ الله سلبهم عقلهم، ولهذا يفعلون أموراً تعود عليهم بالضرر، الأعمال التي يقومون بها تكون لمصلحتنا. إنّ الشاه الخائن المخلوع الذي كان السبب في تخلّف شعبنا واجرم بحقه جميع الجرائم يمنحونه اللجوء حياكة لدسيسة أخرى أو لغرض آخر، وذلك لكي يقولوا لشعبهم بأنهم محبّون للإنسانية، لكن جميع هذه الأمور تعود بالضرر عليهم. الشعوب يقظة، يعلمون ما تعمل هذه القوى الكبرى وما تروم، فكلّما يصرّون على أمر يجابهه شعبنا القوي بحزم امامهم، ولذلك يرون أنه لا يمكن المحافظة عليه في مكانه. وتحت الادّعاء بأنّهم يريدون إقصاءه يأخذونه إلى مكان آخر، ليكون تحت وصايتهم، متغافلين عن أنّ مثل هذا التراجع أيضاً لا أثر له وأن شعبنا مستعد للحفاظ على نهضته وثورته حتى النهاية.

إن الأعمال التي يقوم بها هؤلاء أعمال يتوهمون أنّها تنفعهم، ولكنها في الحقيقة تضرّهم.

الشعب الإيراني يُسنده الرأي العام العالمي‏


انتم اليوم عندما تطالعون، استمعوا إلى مختلف شرائح الشعوب وليس الحكومات، إنّ شعوب العالم إلى جانبكم، فلتكن الحكومات كيفما تشاء. بعض الدول أيضاً بدأت رويداً رويداً تعمل لمصلحتكم. حتّى في الولايات المتحدة أيضاً سيتيقظ الشعب الأمريكي، وسوف يعرف جيّداً هذه القوى السلطوية التي تحاول فرض نفسها على الشعوب. سابقاً لم تكن الأمور كما هي الان، فالشعب الأمريكي كان معنا، والكثير منه الآن معنا، وفي الوقت الذي أقروّا بأنّ استطلاع الرأي كشف أنّ 55% من الشعب الأمريكي لا يسمح بالتدخل العسكري في الدول الأخرى، وربّما لا يسمح بالتدخل الاقتصادي أيضاً. الحظر الاقتصادي الذي كانت أمريكا تتوهّم أنّه يعود بالضرر على شعبنا، انتقدته الشعوب الأخرى، بل الكثير من الدول أيضاً.

شعب ذو إرادة راسخة وقاطعة

إننا مصمّمون، شعبنا مصمّم على إكمال هذا الطريق الذي بدأه حتى النهاية. أنا أرى في وجوهكم الوضّاءة عندما أنظر إلى وجوهكم المحببة أرى هذا القرار. أنتم مصممون، ونحن أيضاً مصممون.

إنّنا لا نهاب الجنود الأمريكان ولا الحظر الاقتصادي، ولا تظنوا أنهم سوف ينجحون في القيام بعمل عسكري. أو يسمح الشعب الأمريكي و المجلس الأمريكي بالتدخل العسكري، لأنّ الشعب الأمريكي يعلم أنّ التدخل العسكري سيعود بالضرر عليه هو نفسه وعلى الحكومة الأمريكية، ولا تخافوا الحظر الاقتصادي أبداً، لأنّ الشعوب الأخرى والدول الأخرى لا تتّبع أمريكا.

أبواب العالم لا تغلق في وجوهنا إنّ الله معنا. إن أغلقت أبواب الدنيا بوجوهنا فإن أبواب رحمة الله مفتوحة لنا. إنّنا نحاول العمل في سبيل الله. إننا انتفضنا في سبيل الله- تبارك وتعالى- إنّنا رأينا انّ الظلم والنهب سينتشران في هذه البلاد، وأن المستكبرين يبيدون المستضعفين، لذلك انتفضنا لأجل الله.

إن أغلقت أبواب جميع الدول في وجوهنا، فإنّ أبواب رحمة الله ستكون مفتوحة لنا. وإنّنا نتكل على رحمة الله وقوته. وعليكم أن تكونوا أقوياء، وتتقدموا إلى الأمام.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏


* صحيفة الإمام، ج11، ص:286,284

2011-05-21