الموضوع: الفهم الخاطئ لمصطلح (المجتمع الموحّد) لخداع الشباب
خطاب
الحاضرون: منتسبو قوى الأمن الداخلي لمدينة يزد
عدد الزوار: 45
التاريخ: 7 دي 1358 هـ. ش/ 8 صفر 1400 هـ. ق
المكان: قم
الحاضرون: منتسبو قوى الأمن الداخلي لمدينة يزد
بسم الله الرحمن الرحيم
الجمهورية الإسلامية تعني حكومة الله وقانونه
أرجو الله أن يوفق جميع شرائح الشعب خصوصاً قوى الأمن الداخلي وفي مقدمتهم الشرطة لمدينة يزد، وأدعوه أن يعينكم على النهوض بالمسؤولية الملقاة على عاتقكم. في الأمس كانت قوى الأمن بخدمة الطاغوت، واليوم هي في خدمة الإسلام. فوظيفتكم اليوم غير ما كانت بالأمس، إنها مسؤولية ثقيلة. أنتم شرطة الجمهورية الإسلامية، أي: شرطة الإسلام وإمام العصر والزمان. ما يجب أن تفعله شرطة إمام الزمان يختلف عما كان يقوم به جيش الطاغوت بالأمس، كما هو الفرق بين إمام الزمان وبين الطاغوت. فتلك حكومة الجور والظلم وهذه حكومة العدل، تلك حكومة الطاغوت وهذه حكومة الله.
في الإسلام حكومة واحدة هي حكومة الله، وقانون واحد هو قانون الله، والجميع مكّلفون بالعمل به. ويجب أن لا يتنصّل عنه أحد. إنه قانون العدل، إنه مجتمع العدل، المجتمع الذي تطبق فيه العدالة.
ربما تصدر من بعض المنحرفين من الشرطة أو من مسؤولي الجيش أو قوات الدرك أخطاء تؤثر في سلوك الشباب. يقولون لهم مثلًا: لقد ولّى عهد الطاغوت ونحن الآن نعيش زمن الثورة الإسلامية فلا معنى لوجود التسلسل في الرتب داخل صفوف الجيش وقوى الأمن، فالضابط والجندي على حد سواء في المجتمع الموحّد.
إنها شبهة، فهم لا يريدون الإسلام كما يجب أن يتحقق، لقد ألقوا هذه الشبهات في أذهان الشباب، فانساقوا وراءها لعدم تثبتهم بالأمور.
الفهم الخاطئ للمجتمع الموحّد
المجتمع الموحّد الذي يقصدونه يعني مجتمع الفوضى. فمثلًا في مركز الشرطة، إذا كان القرار أن لا يخضع أفراد الشرطة لرئيسهم، أي كلٌ يعمل وحده بحجّة أن المجتمع موحّد، لا رئيس فيه ولا مرؤوس، والجميع في رتبة لواء أو الجميع جنود لا فرق. تصوّر إذا كان كل أفراد الجيش أو مركز الشرطة رؤساء، فهل يستمر هذا المركز في عمله؟ وإذا أصبح الجميع جنوداً وحرّاساً ولا أثر لمن يخطّط ويعطي الأوامر كيف يمكن أن تبقى لهذا المركز باقية، وكذلك الجيش.
إذا اصبح الجميع جنوداً في المجتمع الموحّد بالفهم الخاطئ الذي ألقوه في الاذهان، الجميع برتبة رائد أو لواء هل يكون هذا جيشاً لدولة أو فوضى؟ أساس الجيش وقوات الدرك والدولة النظام، والنظام في العالم كلّه وليس هنا فقط، فمنذ اليوم الأول الذي تبلور فيه مفهوم النظام، قامت الأمور على سلسلة المراتب. الفرق بين الحكومة الإسلامية وغيرها أن لا يكون هناك ظلم من الذين هم في المرتبة المعينة على من هم دونهم رتبة. وليس أن لا تصدر الأوامر، بل يجب أن تكون هناك طاعة، نعم يجب أن لا يكون هناك ظلم. في زمن رسول الله- صلّى الله عليه وآله وسلم- كان الجميع يطيعون الرسول، إذ كان يأمر والجميع يطيع، وهكذا مالك الاشتر كان آمراً والآخرون مكلفون بإطاعته، وإنما لم يصدر عنه ظلم لأحد.
المعنى الحقيقي للمجتمع الموحّد
المجتمع الموحّد هو المجتمع الموحّد بالمعنى الحقيقي لا بالمفهوم الخاطئ الذي سبق الحديث به، فهو المجتمع الذي تتوحّد فيه الكلمة كأنه موجود واحد في الوقت الذي يحتفظ فيه بسلسلة المراتب، فقوى الأمن الداخلي، والبلدية، والجيش، والشرطة، وسائر شرائح الحكومة، والشعب، ورئيس الجمهورية، وما دونه، جميعهم هدف واحد هو هدف إلهي مع الاحتفاظ بمراتبهم، أشبه والمجتمع الموحّد أشبه شيء بجسم الإنسان، فالإنسان مجتمع موحّد، فالعين والاذن واليد ففي الوقت الذي يستقل كلّ منها بعمله يخضع لآمر واحد. فالمخ يأمر واليد تطيع، والجميع يتجه نحو صوب واحد. الجميع من اجل إدارة هذه الدولة الصغيرة التي هي الإنسان، الجميع ينتظرون الأمر من فوقهم ليطيعوا، وهذا مجتمع موحّد. أعضاء موجود واحد وتركيب واحد بهوية واحدة. ففي الوقت الذي هم يحملون هوية واحدة ويبذلون جهودهم من أجل هذه الهوية يحتفظ الآمر بموقعه والآخر يلتزم بانقياده. المخ يصدر الأمر والأعصاب تطيع، وكذلك اليدان والقدمان والعين والاذن الجميع مطيعون. إنه مجتمع موحّد أي الجميع لهم مقصد واحد. حين جئنا بالإنسان مثالًا أثبتنا أن الفرد هو مجتمع موحّد أي: أنّ قواه المختلفة تنساق لآمر واحد. هذه الأعضاء المختلفة والقوى المختلفة الباطنة والظاهرة، اليد والقدم والرأس والقلب تعمل بأوامر المخ أو الروح. الكل باتجاه هدف واحد، لحفظ الذات والهوية الشخصية والمنافع. هذا هو معنى المجتمع الموحّد فيه الرئيس والمرؤوس، ففي الوقت الذي يكون فيه رئيس الجمهورية يكون فيه مجلس الشورى وناس عوامّ ولواء ورئيس لأركان الجيش، والكل يجب أن يتسلّموا أوامرهم مِنْ مسؤوليهم حسب النظام المعمول به. وفي الوقت نفسه يعمل الجميع كالبدن الواحد الجميع لأجل هدف واحد، لا أن يميل الجيش لصوب معيّن وقوات الدرك لصوب آخر. ففي بلد واحد إذا شاء الجيش أن يميل لصوب ما وقوى الأمن لصوب آخر وقوات الدرك لصوب غيرهما يقع الاختلاف فيه لا محالة. يجب أن يكون الجميع معاً هدفهم واحد وهو حفظ بلادهم، فالهدف هو حفظ البلاد.
الفوضى بشعار المجتمع الموحّد
إن المجتمع الموحّد الذي يفهمه هؤلاء المنحرفون يعني المجتمع الحيواني. خارج دائرة الحيوان لا وجود للمجتمع الموحّد. حتى الحيوانات ليست هكذا جميعها. بعضها متحضّر كالنمل والنحل، لهم نوع من التحضّر، فهم منقسمون على رئيس ومرؤوس. إمّا الحيوانات التي يهبط فيها الادراك عن القسم الأول كيف، فهل لها مجتمع موحد! فالحمير مثلًا لا يمتاز احدها عن الآخر، وهكذا البقر فلا رئيس ولا مرؤوس. فهل يريد هؤلاء (المنحرفون) مجتمعاً كهذا؟ مجتمعاً موحّداً لا مراتب فيه، ولا تفاضل، الجميع- مثلًا- كسبة فاذا لم يكونوا كسبة، فليس المجتمع موحّداً! إذا كان هذا هو معنى المجتمع الموحد فهذا لم يحصل إلا حين كان البشر متوحشاً. في ذلك الزمن كلٌ يقتطف شيئاً يأكله. أما حين تحضّر البشر فقد جُعلت المراتب لضرورتها في المجتمع المتحضر الذي يقتضي أن يكون أحدهم مثلًا طبيباً، والآخر مهندساً، وغيره رائداً، وهكذا. وهذا أمر لا بدّ منه، وإذا أردنا أن نحذفه وننشئ مجتمعاً موحّداً، فهذا هو التوحش بعينه.
هؤلاء الذين يُلقون في أذهان شبابنا هذا الأمر إنما يهدفون لإظهارنا للعالم كمجتمعٍ حيواني، لكي يبيّنوا أننا لا نستطيع أن نحكم أنفسنا، فالذي لا يريد حكومة تسود يريد الفوضى، أي: يريد مجتمعاً حيوانياً، إذن مثل هؤلاء الناس بحاجة إلى أسياد يقودونهم.
هؤلاء يخطّطون ليُقدم شبابنا في الجيش على الفوضى، كذلك في مراكز قوات الدرك وفي الحرس الثوري وفي قوى الأمن الداخلي. فإذا انساقت قوى الأمن الداخلي وهي العمود الفقري للمجتمع، خلف الفوضى، واجهنا نظاماً مضطرباً بحاجة إلى قيّم. وفي بلد لا نظم فيه لا طاعة ولا انقياد فيه، كل يعمل لنفسه عاقبته أن ينخر من الداخل ويتهاوى.
لم يكن الإسلام يوماً ما هكذا، ولا توجد حكومة في العالم تعاني الفوضى بهذا الشكل. المجتمع الموحد الصحيح هو ما بينته، ومثاله جسم الإنسان. فالشعب مثل هذا المجتمع يصون نفسه بنفسه. أرأيتم كيف كان اثر اتحاد شعبنا وما آل إليه من انتصار ساحق.
فإذا اتحدت قوى الأمن الداخلي واصناف الشعب المختلفة من علماء دين وطلبة جامعات وكسبة وعمّال ومزارعين، إذا اتّحدوا مع حفظ سلسلة المراتب، وانسجامها، وأصبحوا كالجسد الواحد، فكما ان جسم الإنسان يعتبر مجتمعاً موحداً، كذلك المجتمع يكون جسداً واحداً، فمثل هذا المجتمع لا يعتريه السوء قطعاً. هذا هو معنى المجتمع الموحّد، وهو عين الصواب، وهو المعنى الصحيح للمجتمع الموحد. بعبارة واحدة، لمن يتعقّل الأمور، عبارة واحدة بلورة معنى المجتمع الموحّد. ولكنّهم ألقوا المفهوم الخاطئ في أذهان الشباب، فنيّة الشباب حسنة وسرائرهم صادقة، ولكنهم معرّضون للخدع والمكر. فالشياطين الذين اندسّوا في الجيش وقوات الدرك وقوى الأمن والسوق والطرقات يفتحون الطريق لحكومة الطاغوت.
إيجاد الفرقة لتسلط أمريكا على إيران
انتبهوا لما أقوله، فلربما لا يمهلني القدر أكثر مما عمرت، ان هذا المخطط الذي وضعه المغرضون لخداع شبابنا هو لغرض أن تفرض أمريكا هيمنتها علينا. إنّ وسائل الإعلام الأمريكية والغربية، جميعهم أعداء لكم. هذه الوسائل بدأت تنشر صورة مشوهة لإيران، بأنه بلد لا نظم فيه، فسلسلة المراتب انعدمت، والناس يفترس بعضهم بعضاً كالحيوانات، الاختلاف يدب بينهم، فيسيء كلّ منهم لغيره، ولا يحترم احدهم الآخر، إنهم بحاجة إلى قيّم. وبذلك يحكم العالم بحاجة إيران إلى قيّم، وتصيح الدنيا أجمع أن التمسوا لإيران قيّماً! فيمهّدون بهذا الإعلام الطريق لتنصيب قيّم كمحمد رضا، وكرضا خان على رؤوسنا.
إن خصمنا ليس بالخصم السهل، فلديه خبراء يدرسون شؤون البلدان، ويضعون لكل بلد برنامج عمل معيناً، وهم يبحثون الآن كيف يهدمون ثورتنا التي لقنتهم درساً. فخططوا لضرب جيشنا بالجيش نفسه، وضرب قوى الأمن الداخلي بعضها ببعض. بقوات الدرك يحاربون قوات الدرك، وبعلماء الدين يحاربون علماء الدين. يوجّهون ضربة للدين بأهل الدين.
إنه مخطط ايها السادة! ليس الأمر كما تفكرون، كل شيء قد خططوا له. فالمجتمع الذي تنعدم فيه سلسلة المراتب. كما يحاول إلقاءه المنحرفون في الاذهان - وذلك بالتخلي عن الرتب العسكرية في الجيش مجتمع منهار لو فكّروا بعواقب الأمر ما الذي يعنونه من التخلي عن الرتب في الجيش وقوات الدرك، وقوى الأمن الداخلي، وحرس الثورة، غير تلاشي قوى الأمن بالمرة، قوى الأمن التي تحافظ على البلاد، يريدون أن تتلاشى بالمرة. ولم يكتفوا بذلك، بل عمدوا إلى الصحارى ليمنعوا الناس من زرعها. لقد اساؤوا لكل شيء حتى الأشجار قلعوها. وهذا ديدنهم في السوق وفي الجامعات وهم سادرون في الفتن، إنهم يريدون ضربنا من الداخل. فبعد أن تمكنا من إزاحة القوى الأجنبية، وأحرزنا بعض التقدم، ينتظر العالم خطواتنا الأخرى. فالذين صنعوا ثورة أعجبت العالم هل يمكنهم النجاح في ما بعد الثورة.
المجتمع الموحّد مصون عن الضرر
إذا رأى العالم تفشّي الفوضى والتخلف عن أداء الواجب بعد القيام بالثورة، في الوقت الذي يجب ان نحافظ على انسجامنا، فالمجتمع الموحد كالجسد الواحد تراعى فيه سلسلة المراتب، إن يتوجه وجهة واحدة. إذا لم يكن مجتمعنا هكذا، إذا لم تنسجم قوى الأمن الداخلي وحرس الثورة، ولم تنسجم الحكومة مع الشعب، والشعب مع قوى الأمن، فمآل المجتمع إلى الزوال عاجلًا ام آجلًا. يجب أن يتّحد الجميع، فنحن بحاجة لمجتمع موحّد حقّاً.
والمجتمع الموحّد هكذا مصون عن الضرر. فوحدته تعصمه من الضعف والانهيار. وعلى الشباب أن يشخّصوا جهة الخطر، فربّما تصوّروا أنهم يقدمون خدمة، وهم يوجهون ضربة لنظام الجمهورية الإسلامية.
النظام في الإسلام
فلينتبه- شبابنا- وليحدّدوا المصدر الذي يستقي أولئك معلوماتهم منه. من الذي يحرضهم بعدم هدم النظم في الجيش والدعوة إلى إلغاء الرتبة العسكرية الذي يعني انعدام الجيش. والذي يقصدونه بالمجتمع الموحّد في الجيش هو عدم ضرورة الجيش. وكذلك الأمر في قوى الأمن وقوات الدرك.
في كل مكان طرحوا هذا الأمر عمّت الفوضى فيه. يريدون العمل بلا نظم وتسييب أمور البلاد، وهذا يعني أنه لا حاجة لرئيس الجمهورية! أهذا هو المجتمع الموحّد الذي يريدونه؟ إن تنتفي الرتب فلا حاجة لرئيس الجمهورية ولا حاجة للحكومة ولا للوزراء. بعملهم هذا يقصدون إفهام العالم أننا لا نستحق الحرية. أتذكّر جيّداً حين كان محمد رضا موجوداً- وكنت في باريس- طُرِحت هذه الأمور، فقال كارتر في أحد تصريحاته: (لقد اعطوا هؤلاء حرية أكثر ممّا يستحقون). ويقصد بهذا الكلام أن هذا البلد لا يستحق الحرية.
هذا الكلام- لقد أعطوا هؤلاء حرية اكثر ممّا يستحقون- درس لنا، فهو يقصد أنه يجب أن يعامل الشعب كما كان محمد رضا في أوج قدرته. أي لا تعطوهم حرية، بل ضيّقوا عليهم، ليمكن السيطرة عليهم. فنحن عنده كحيوانات هائجة، ولا بد من ترويضنا. ونحن حسب رأيه العقيم لا نستحق الحرية، وتمكّن الشعب من السير قُدماً. وعاد لطرح الخطة نفسها وهي أنّ إعطاء هؤلاء الحرية أمر سابق لأوانه، وليس لهم أن يتسلّموا قيادة أنفسهم. وحجّته على ذلك انه في الجيش تنتزع الرتب العسكرية، بدعوى لا نريد تفاوتاً، بل نريد مجتمعاً موحّداً. أيّ إسلام يرضى بذلك؟ الإسلام يقر بالنظم في كل الأمور، والنظم يجري بتسلسل المراتب، فلا يصح أن يعمل كل فرد بمعزل عن الآخر. والانفراد بالعمل لا يصنع مجتمعاً موحّداً. هذا ينافي المجتمع الموحّد. سلب النظم أمر يخالف المجتمع الموحّد. فإذا كان جسم الإنسان لا نظم فيه وافتقد تسلسل المراتب تعطل جسم هذا الإنسان. فإذا وجّه المخ أمراً معيناً ولم تطع يداه تضاربت قواه.
فبعد أن واجهنا القوى الأجنبية بدأوا بطرح هذه الامور، ليثبتوا للعالم عدم كفايتنا في إدارة أمورنا بأنفسنا. بان النظم عندنا كان متلاشياً وما زال يتلاشى. مراكزنا التجارية تعج بالفوضى، وزراعتنا كذلك. وهذا يعني أننا بحاجة إلى قيّم ليدير أمورنا، ليسارعوا لتنصيب أحد علينا، ويبرهنوا للعالم أن هذه الوحوش قد رُوّضت.
أعزائي الشباب! لا تسمعوا لهم إنهم يسيرون بمخطط سابق. انهم يأتمرون بكم، فلا تركنوا لهم. انتبهوا، واعملوا ما يصلحكم. لا يخطر في أذهانكم التسيب والفوضى بمجرد سماعكم بالمجتمع الموحّد، فهذه من إلقاءاتهم. إنها أدواتهم لدمارنا. يجب أن ننتبه جيداً. ونلتفت لبواطن الأمور. على الشباب أن يُقلّبوا الأمور جيداً. فقد خططوا لنا سنين طويلة، ووضعوا البرامج والدراسات وتتبعوا شؤون شعبنا، ووضعوا لكل زمان ما يناسبه من برنامج لتركيعنا. وحان الآن أوان تسديد الضربة لنظمنا في الداخل. لضرب مجتمعنا من الداخل. لقد حددوا زمن هذا العمل. والذي ضربهم هو انسجامنا، ولذا يريدون الآن ضرب هذا الانسجام ليفرّقونا. بأن نتحارب فيما بيننا بأن يكذّب أحدنا الآخر ويتّهمه، ويتربّص أحدنا بالآخر الدوائر. وهذا يعني بلداً بلا نظم، كل من يعمل عملًا لا يجرؤ أحد على محاسبته وكذلك الدولة تعمل ما تشاء، فكلّ يفعل ما يحلو له.
لقد تمكن هؤلاء - أي الشعب - من الحصول على بعض الأسلحة، وعملوا كل هذا. هكذا يحاولون أن يعرفوننا للعالم، أي أننا مجموعة لا تصلح لإدارة نفسها. ومثل هذا المجتمع يعتبر سفيهاً، والمجتمع السفيه بحاجة إلى قيّم، وبهذه الحجة يستقدمون ولياً على رؤوسنا. أدعو الله أن ينصركم، ويؤيدكم إن شاء الله.
* صحيفة الإمام، ج11، ص:374,369