الموضوع: معايير رئاسة الجمهورية
خطاب
الحاضرون: طلبة الجامعة التقنية في طهران وأسر شهداء سردشت
عدد الزوار: 65
التاريخ: 9 دي 1358 هـ. ش/ 10 صفر 1400 هـ. ق
المكان: قم
الحاضرون: طلبة الجامعة التقنية في طهران وأسر شهداء سردشت
بسم الله الرحمن الرحيم
انتخابات رئاسة الجمهورية وخصوصيات رئيس الجمهورية
السلام عليكم ايها الشباب الذين قدمتم لأجل أمر مهم في مثل هذه الأحوال الحسّاسة لتتعرفوا على الطريق السليم، فالمراحل التي قطعت، ولله الحمد قطعت بشكل جيد. برغم المصاعب التي واجهتكم أيها الشباب، وواجهت الشعب، ولكن لله الحمد اجتزتم هذه المصاعب فائزين، ومن المؤمّل أن تجتازوا المراحل الأخرى الحسّاسة بالتوكل على الله- تبارك وتعالى- وبوحدة الكلمة منتصرين. الشياطين لا يريدون أن تكملوا مشواركم وهذا ديدنهم من البدء. لقد سعوا في وضع العراقيل باساليب مختلفة ومؤامرات متتالية ودقيقة.
ولم ينثنوا عن ذلك الآن، وعليكم أيها الشباب وبقية فئات الشعب أن تستمروا في سيركم بيقظة. كل شعب لا بّد أن يكتب مصيره بيده، ولله الحمد أن بلغتم مبلغاً لا يمكن لأحد أن يملي عليكم شيئاً وأنتم أحرار في رسم مصيركم، في مثل هذه المرحلة آمل أن تكملوا المشوار ببصيرة وتفكر ووضوح الهدف. وبالنسبة للمرشحين لرئاسة الجمهورية أرجو أن تنتخبوا من هو أكثر وفاء للإسلام، وله سابقة جيدة، ولم يكن منحازاً للغرب أو الشرق، ولا يتأثر بالغرب ولا بالشرق، وهو مسلم يتبع الشريعة الإسلامية، أن يكون وطنياً، يتحرّق على الشعب، ويعتز بخدمته وله ماضٍ جيدٍ، ولم يعمل مع الحكومة السابقة، وليس له صلات مع الأجانب، وأن يكون من أنفسكم، ويعمل لأجلكم، ويبقى الاختيار بيدكم.
لستُ عازماً على تعيين أحد. أكتفي بتحديد مواصفات رئيس الجمهورية وأوصاف مساعديه الذين إن شاء الله تعينونهم، فالانتخابات لكم وإياكم والتفرقة والتفرّق. تأكدوا من ماضي المرشحين ماذا كانوا قبل الثورة، وفي اثنائها، وبعد الانتصار النسبي لها ماذا فعلوا؟ وما هو دورهم؟ وبعد أن تضمنوا جميع خصوصياته وترونه لائقاً لمثل هذا المنصب قادراً على إدارة البلد كما يريد الله وحسب الامكانات التي يملكها، وهو وفيّ للإسلام، ويعتقد بقوانين الإسلام، ويخضع للدستور، ويؤمن بالبند (110) الذي - هو حسب الظاهر- يتعلّق بولاية الفقيه، يؤمن بهذا البند ويكون وفيّاً له، فانتخبوا مثل هذا الإنسان، وشجعوا فئات الشعب على انتخابه، وتجنبوا التفرقة، ومن المحتمل أن ينتابكم التردّد في هذا العمل المهم، ويبدو عليكم عدم الاهتمام، وفي هذه الحالة أنتم مخيرون بين الانتخاب وعدمه، وإذا حصل اختلاف بين الفئات ووصل إلى هذاالمقام من هو غير جدير به، فأنتم المسؤولون، ولذا يجب أن تعملوا ما بوسعكم لئلا يقع مصير الإسلام والمسلمين بيد من لا يليق بوقوعه إليه. آمل بالتوكل على الله أن يتم هذا الأمر. وأدعو الله - تبارك وتعالى - السلامة والتوفيق والرفاه للشعب. لقد أشاروا أن بيننا أسر شهداء سردشت، لذا أقدّم لهم العزاء والسلوان. فأنا شريك الشعب في آلامه. رحم الله شهداءكم وأفاض عليكم البركة والخير والصبر وعلى شعبنا وإسلامنا بالعظمة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* صحيفة الإمام، ج11، ص:380