تحويل القبلة
تحويل القبلة
قال تعالى :" قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ"
عدد الزوار: 277
قال تعالى :﴿ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ﴾- البقرة - الآية - 144 .
ذكر المفسرون: أن رسول الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم صلى صوب بيت المقدس بأمر ربه مدة ثلاثة عشر عاما بعد البعثة في مكة ، وبضعة أشهر في المدينة بعد الهجرة . ثم تغيرت القبلة ، وأمر الله المسلمين أن يصلوا تجاه الكعبة .1
واختلف المفسرون في المدة التي صلى خلالها المسلمون بعد الهجرة تجاه بيت المقدس ، فذكروا مددا مختلفة تتراوح بين سبعة أشهر وسبعة عشر شهرا . كانت الجماعة المسلمة تتعرض خلال كل هذه المدة (مدة صلاة المسلمين تجاه بيت المقدس ) إلى لوم اليهود وتقريعهم ، وكان اليهود يقولون عن المسلمين : إن هؤلاء غير مستقلين لأنهم يصلون تجاه قبلتنا ، وهذا دليل أننا على حق ، كانت هذه الأقوال تؤلم الرسول وصحبه ، فالأمر الإلهي يوجب أن يصلوا تجاه بيت المقدس ، واليهود لا ينفكون يرشقون المسلمين بوابل تهمهم وتقريعهم . وبلغ الأمر أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بدأ يقلب وجهه في السماء انتظارا للوحي . واستمر الانتظار مدة ، حتى نزل الوحي يأمر بتغيير القبلة ، كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في مسجد " بني سالم " يصلي الظهر ، فما إن أتم ركعتين حتى أمر جبرائيل أن يأخذ بعضد الرسول ويدير وجهه تجاه الكعبة . 2
لم يكف اليهود بعد هذا التغيير عن اعتراضاتهم ، بل واصلوا حربهم الإعلامية بشكل آخر ، بدأوا يلقون التشكيكات بشأن هذا التغيير ، والقرآن الكريم يتحدث عن هذه الاعتراضات بقوله تعالى :﴿سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ - البقرة - الآية - 142 .
بدأوا يرددون : لو كانت القبلة الأولى هي الصحيحة فلم هذا التغيير ؟ وإن كانت الثانية صحيحة فلماذا صلى المسلمون أكثر من ثلاثة عشر عاما تجاه بيت المقدس ؟ ! والله سبحانه يجيب على هذا الاعتراض ، فأمر رسوله أن قل: لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم كما ورد في قوله تعالى: ﴿ سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾- البقرة - الآية - 142 .
ومن هنا يتبيّن أنه لايوجد لأي مكان قداسة ذاتية ، إنما يكتسب قداسته بإذن الله ، وكل مكان ملك لله ، والمهم هو الطاعة والاستسلام لرب العالمين . 3
1- الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج 1 - ص 401 - 409
2- الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج 1 - ص 401 - 409
3- الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج 1 - ص 401 - 409