يتم التحميل...

الموضوع: العفو العام في كردستان‏

نداء

المخاطب: الشعب الإيراني‏

عدد الزوار: 127

التاريخ: 16 شهريور 1358 هـ. ش/ 15 شوال 1399 هـ. ق‏
المكان: قم‏
المناسبة: ذكرى مذبحة 17 شهريور (الجمعة الدامية)
المخاطب: الشعب الإيراني‏

بسم الله الرحمن الرحيم‏

فاجعة 17 شهريور 1357، والذكريات المؤلمة للأيام العظام التي مرّت على هذا الشعب، أعطت ثمارها في تحطم قصور الظلم والاستكبار واحلال جمهورية العدل الإسلامي مكانها. وهنا يجب أن نقول: (كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء) فهذه المقولة يجب أن تكون قدوة للأمة الإسلامية، القيام في كل مكان وفي كل زمان، فعاشوراء قيام عدد قليل من المطالبين بالعدالة يملأهم الإيمان والعشق في وجه الظلمة والمستكبرين، وهذه الحادثة يجب أن تكون قدوة في كل مكان وزمان، وهذه الأيام ماهي إلا تكرار لعاشوراء، وتلك الساحات والشوارع والأحياء والنواحي التي أريقت فيها دماء أبناء الإسلام ما هي إلا تكرار لكربلاء. فهذه العبرة هي تكليف وبشرى، فهي تكليف لأنها تفرض على المستضعفين وإن كانوا قلة القيام في وجه المستكبرين ولو كانوا أقوياء ومسلحين. وهي بشرى لأن الشهادة علامة النصر، 17 شهريور تكرار لعاشوراء وميدان الشهداء تكرار لكربلاء وشهداءنا تكرار لشهداء كربلاء وأعداء شعبنا هم تكرار ليزيد وأعوانه. فكربلاء حطمت قصور الظلم بالدماء، وكربلاؤنا هدمت قصر السلطة الشيطانية، والآن حان دورنا نحن ورثة هذه الدماء، ويجب أن لا يهدأ لنا بال حتى نكمل مسيرة التضحية والإيثار التي بدأوها بالإرادة الصلبة والقبضة المحكمة لكي ندفن فلول النظام الظالم والخونة وعملاء الغرب والشرق تحت أقدام الشهداء الطاهرة. أما الفتنة في كردستان والتي أشعلها جماعة من الخونة الذين لايعرفون الله، يملكون الأسلحة الأجنبية ويتم تحريضهم من الخارج. وبفضل القوات المسلحة وحرس الثورة استطعنا إحباط مؤامرات هؤلاء وتدميرهم وتفريق قادتهم المفسدين عملاء الأجانب، وبقي الشباب المخدوعين، ونحن أعلنا مراراً أن كل من يسلّم نفسه وأسلحته من أولئك الشباب الذين انخرطوا في الحزب الديمقراطي، بشرط عدم اشتراكهم في عمليات قتل أو تخريب، فسنعاملهم كأخوة، وسنعفوا عنهم. إن هذا القانون شامل لجميع الفئات والأخوة الأكراد، فالجميع يستطيعون الخروج من مخابئهم والالتحاق بإخوانهم ومتابعة حياتهم الطبيعية، وحكومة الجمهورية الإسلامية ستعمل على حل مشاكلهم وإصلاح ما تم تدميره وإزالة العقبات من أمامهم.

إخوتي الأكراد، لا تهتموا لما يشيعه (الحزب الديمقراطي) وارجعوا إلى حياتكم الطبيعية ولاتخافوا من الحكومة ولامن المخربين، فالحكومة معكم والمخربون أعجز من أن يفعلوا شيئاً وقد دفنوا أو سيدفنون قريباً. وفي الختام أسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لشهداء الإسلام، والصبر والأجر لذويهم، والسعادة والسلامة للشعب العظيم. والسلام على عباد الله الصالحين.

روح الله الموسوي الخميني‏


* صحيفة الإمام، ج‏9، ص: 345-346

2011-05-02