الموضوع: تأسيس الصندوق الوطني لتعويض خسائر مرحلة الثورة

التاريخ 15 مرداد 1358 هـ. ش/ 12 رمضان 1399 هـ. ق‏
المكان: قم‏
المخاطب: الشعب الإيراني‏

 بسم الله الرحمن الرحيم‏

أيها الشعب الغيور المجاهد، أيده الله تعالى.
في هذا الشهرالمبارك، شهر الله وشهر العبادة والتأمل، أرجو أن ينعم جميع المسلمين لاسيما أنتم أيها الشعب العظيم، بالسلامة والسعادة. وأود أن أقترح عليكم أيها الشعب الغيور عبادة عظيمة وربما كانت من أفضل العبادات:

لابد وأنكم تعلمون بحجم الخسائر الكبيرة التي لحقت بأخوتكم وأبناء وطنكم المسلمين جراء أعمال النظام البائد التعسفية أثناء الثورة العظيمة التي توجت بالنصر والحمد لله وستحقق النصر النهائي قريباً إن شاء الله، ولكن لانحن ولا الحكومة نستطيع تعويض هذه الخسائر، وقد ذكرت مراراً وتكراراً بضرورة اطلاق اسم (الخسائر الحربية) على هذه الخسائر، والعمل على تعويضها بواسطة جميع فئات الشعب الأبي. ومن أجل تعويض الخسائرالتي لحقت ببيوت وممتلكات أبناء الشعب جراء العدوان الهمجي الذي تعرضت له على يد العدو أثناء الثورة وأحرقت ودمرت ونهبت، فقد تقرر تأسيس لجنة شعبية باسم (الصندوق الوطني لتعويض خسائر مرحلة الثورة) ولهذه اللجنة في المصرف الوطني (ملي) حساب مصرفي برقم/ 200/ في جميع فروع المصرف الوطني، والأمل معقود على أن يتم تمويل هذه اللجنة من خلال تبرعاتكم السخية أنتم أيها الأخوة والأخوات الأعزاء، بالإضافة إلى مساعدات الحكومة، وسيتم تقديم قروض بدون فائدة وتعويض الخسائر- بدون مقابل- عن طريق هذا الصندوق برعاية الحكومة وتحت إشراف الأشخاص الموثوقين في كل مدينة ومنطقة.

أيها الأصدقاء الأعزاء: في هذه المرحلة العصيبة من مراحل الثورة، ثمة عوائل محترمة فقدت مأواها اضافة الى فقدانها بعض أعزائها فقدت مأواها أيضاً أو أصيبت بخسائرمادية لاتستطيع جبرانها، جعلتها تفقد إحساسها بالقدرة على العيش عيشة كريمة مرة أخرى، ولهذا فعلينا وعليكم أن نمد أيدينا لمساعدة هذه الأسر على تعويض ما فقدته، ومثل هذا العمل يعتبر عبادة من أفضل العبادات أجراً عندالله سبحانه وتعالى. وفي الختام أود أن أشكر الأخوة والأخوات الأعزاء عليجهودهم النبيلة التي يبذلونها في مختلف أرجاء البلاد لإعمار البيوت ومساعدة المنكوبين والحمد لله، وأسأل الله تعالى أن يمنّ على الجميع بالسلامة والسعادة.
ومن جهتي فإني أقدم مبلغ مئة مليون ريال من بيت المال بعنوان مساعدة إلى رقم الحساب/ 200 المصرف الوطني/. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

روح الله الموسوي الخميني‏

*صحيفة الإمام، ج‏9، ص: 206