يتم التحميل...

الموضوع: النهوض لاعادة اعمار ايران‏

نداء

المخاطب: الشعب الايراني‏

عدد الزوار: 157

التاريخ 23 بهمن 1357 هـ.. ش/ 14 ربيع الاول 1399 هـ. ق‏
المكان: طهران، المدرسة العلوية
المخاطب: الشعب الايراني‏

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم‏
بسم الله الرحمن الرحيم‏

اشكر الشعب الايراني المجاهد، اشكركم على وحدة الكلمة التي تجلت بين مختلف فئات المجتمع، وابارك للشعب الايراني النصر الذي تحقق لهم.

على الشعب الايراني ان يعلم بان ثورة ايران تختلف عن سائر الثورات التي قامت في العالم، إذ رافق هذه الثورة- كونها ثورة اسلامية وانسانية- خسائر طفيفة. فسائر الثورات التي قامت في هذا العالم اقترنت بخسائر كبيرة للغاية، في حين اننا تمكنا ولله الحمد من تحقيق نصر كبير بخسائر طفيفة.

لقد تمكنتم يا ابناء الشعب الايراني بقبضاتكم وهمتكم العالية وايمانكم الراسخ، من اسقاط شاهنشاهية ظالمة ناهز عمرها الالفين وخمسمائة عاما دون ان يخيفكم ما تمتعت به من دعم.
ان النصر الذي حققتموه نصر كبير للاسلام، وينبغي الالتفات من الآن فصاعدا الى جملة امور يتمحور اغلبها حول حفظ وحدة الكلمة.
فنحن الآن ما نزال في طريق الجهاد ونحتاج الى وحدة الكلمة كما نحتاج الى التآخي بين كافة فئات المجتمع والاستعداد جنبا الى جنب لمواصلة الجهاد وتجنب التشتت والفرقة. ولو ظهرت الاختلافات لا سمح الله فليس معلوما حينها ان كنا سنتمكن من تحقيق النصر النهائي.

انني اوصي الشعب بأسره بمواصلة السير على هذا النهج من وحدة الكلمة مثلما فعل حتى الان، والمحافظة على حس الانسانية والاسلامية والوطنية الذي تدفق فيهم وعدم السماح لهذه الشعلة الالهية ان تخمد.
اوصيهم بالتمسك بالاسلام، وحبل الاسلام والقرآن المتين، وبالامام الاعظم امام العصر سلام الله عليه، وتجاوز جميع المشكلات بارادتهم العالية.
ايها الشعب العزيز ان المشاكل والصعوبات كثيرة، فقد ورثنا بلادا مدمرة، لقد دمروا بلادنا وذهبوا وورثنا بلدا خربا، لذا فان على جميع ابناء الشعب ان ينهضوا لاعادة اعمار ايران بعون الله، فايران بلد مصاب بزلزال، بلد دمره الاجنبي، دمره الاعداء وعلينا الآن ان نبني ايران، ونعيد اعمارها. المشاكل كثيرة وهي مما لايمكن للحكومة وحدها حلها. ان ما ورثناه من مشكلات لايمكن لشريحة اجتماعية واحدة او اثنتين حلها.

ان على ابناء الشعب جميعا التكاتف للقيام بعملية اعادة الاعمار، على كل واحد- وفي اي موقع او منصب كان- ان يتكاتف مع سائر ابناء الشعب لاتمام البناء الجديد، شعبا جديدا وحكومة جديدة وبناءً جديدا جميعه اسلامي وانساني نبنيه من الاساس.
ان علينا ان نحذر في مثل هذا الظرف الذي تمر به الثورة، من وجود ايد خائنة وغير نزيهة، فمن الممكن ان يسعى الخونة الى بث الفرقة بيننا.
ينبغي لكم الحؤول دون وقوع اية اعمال تخريبية والتحلي باليقظة ومنع كل من تسول له نفسه القيام بعمل تخريبي او اغتيالات او هجمات على مراكز الدولة والجيش وعلى القصور الملكية وسائر الاماكن، لان وقوع مثل تلك الاعمال سيؤدي الى الفرقة والتشتت.

ان هذه الاعمال خيانة للاسلام والدولة الاسلامية وينبغي الحيلولة دون وقوع مثل هذه الخيانات، يجب جمع الاسلحة التي وقعت بايدي الناس وكل من وجد سلاحا فليسلمه لامام مسجد المحلة ثم لتجمع تلك الاسلحة وتسلم الى اللجان الثورية حتى تقوم الاخيرة بوضع هذه الاسلحة تحت تصرف جنود الاسلام للدفاع عن الاسلام والمسلمين. ينبغي ان يكون السلاح تحت تصرف جنود الاسلام فقط، فالاخرون لايحتاجون السلاح، ينبغي ان يكون السلاح تحت اشراف اللجان الثورية فقط.

انتبهوا فبيع السلاح حرام لأنه ملك للغير، ملك للشعب فلاينبغي لاحد بيعه او شراؤه، وان على من اشترى سلاحا ان يعيده للمساجد او اللجان الثورية، هذه الاسلحة ذخائر الشعب ولاينبغي ان تتلف. لا تسمحوا لهذه الاسلحة ان تقع بايدي افراد منحرفين، لا تسمحوا لهذه الاسلحة ان تقع بايدي اعداء الشعب واعداء الاسلام.
جميعنا مسؤولون وعلينا تكليف شرعي بهذا الخصوص. ان هذه الايام تعد من اشد الايام حساسية التي تمر على الاسلام والمسلمين، وعليكم التيقظ وعدم السماح للاعداء بالنفوذ الى صفوفكم، وعدم السماح بوقوع هذه الاسلحة بايدي الاعداء.

واذا رأيتم اسلحة بايدي الناس العاديين فوجهوهم نحو تسليم تلك الاسلحة واذا علمتم ان هناك سلاحا بايد البعض وهم يرفضون تسليمه فانتم مكلفون باعطاء اسمائهم وعناوينهم الى اللجان الثورية كي يتم اتخاذ الاجراء المناسب بشانهم. ينبغي على الجميع الانتباه الى هذا الامر في كافة انحاء ايران.
الامر الآخر هو ضرورة الامتناع عن التظاهر وايجاد الاضطراب، يجب الامتناع عن إثارة الشغب، فلاينبغي تصوير اقتران النصر باثارة الشغب. يجب التحلي بالنظم والترتيب والتصرف بانسانية واسلامية كي تفهموا العالم بانكم شعب مسلم مطلع على حقائق الاسلام وملتزم بالاسلام. ينبغي الكف عن اعمال السلب والنهب هذه.
على علماء الاسلام ردع الناس عن مثل هذه التصرفات ومنعهم عن مهاجمة الاشخاص او بعض المراكز. على علماء الاسلام الذين يعتبرون هداة الناس، توجيههم في مثل هذه اللحظات الحساسة ومنع وقوع الاختلافات والشغب في البلاد.

أنه وقت النظم في البلاد، ففي كل مدينة او محلة ينبغي ان يصار الى تشكيل لجان ثورية تحت اشراف العلماء والمعتمدين، تناط بها مسؤولية الحفاظ على امن المدن. لاينبغي الهجوم على‏ مراكز الشرطة والجندرمة والجيش، فهؤلاء قد عادوا الى احضان الشعب. الجيش والجندرمة والشرطة اصبحوا منا! جميع القوى الامنية اصبحت منا ونحن اصبحنا منهم والجميع ينشدون الاسلام، لذا ينبغي الحيلولة دون وقوع الشغب.

اود ان اوصي ايضاً بطياري المروحيات، فهم شبان هبوا لنجدتنا في الظرف الحساس وبذلوا جهدهم واعلنوا عن تضامنهم مع الشعب، فلابد من الحفاظ على جميع القوى.
نحن والمسلمون من اهل السنة جسم واحد لاننا مسلمون واخوة واذا قال احد كلاما يبعث على الفرقة بين المسلمين فاعلموا انه اما ان يكون جاهلا او انه من اولئك الذين يريدون الوقيعة بين المسلمين، فليس هناك مسألة سنة وشيعة ابدا، الجميع اخوة.

لتطمئن الاقليات الدينية ايضاً، نحن نطمئنهم بانهم سيحضون بحياة عادلة مرفهة في هذا البلد وسينالون رعايتنا فالاسلام يرعى اهل الذمة. واذا قال البعض شيئا اخر فانه يرمي بث الفرقة.
وعلى المخربين ان يعلموا بان هذه الاعمال التخريبية تعد خيانة للشعب والبلاد فليكفوا عنها ولينضووا تحت لواء دولة الاسلام وكلمة لا اله الا الله.
فماذا ينشد هؤلاء سوى ان ينعم جميع ابناء الشعب من الطبقة الثالثة ومن طبقة الفلاحين والعمال، بالرفاه؟ نحن سنؤمن كل ذلك.
انني ارجو جميع فئات المجتمع والفت انتباههم الى ان الوقت ليس بوقت فرقة واختلاف، انه وقت يتطلب نهضة الجميع بجد لايصال هذه الثورة العظيمة الى مبتغاها. الله معكم، حفظكم الله جميعا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

روح الله الموسوي الخميني‏


*صحيفة الإمام، ج‏6، ص: 108

2011-04-30