يتم التحميل...

الموضوع: آخر الاوضاع في إيران، العلاقات المستقبلية بين إيران وامريكا

مقابلة

المحاور: مراسل تلفزيون ايطاليا المركزي‏

عدد الزوار: 159

التاريخ 11 آذر 1357 هـ. ش./ 1 محرم 1399 هـ. ق.
المكان: باريس، نوفل لوشاتو
المحاور: مراسل تلفزيون ايطاليا المركزي‏

السؤال: انتم قبل كل شي‏ء، فتحتم مركزا لتجمع كل القوى، لماذا حدث ذلك؟ ولماذا لا يستطيع الشاه السيطرة على الأوضاع؟
الجواب:
الشي‏ء الذي حدث في إيران هو أن قوى وشرائح وطبقات الشعب المختلفة اتحدت قبل كل شي‏ء من اجل إسقاط نظام الشاه، ويعتبرونني انا أيضاً خادماً لهم.
لقد عرف الشعب خلال السنوات الماضية حقيقة الشاه جيداً، وقبل ذلك لم ينخدعوا بأعماله وأقواله. وبناءً على هذا انتفض الشعب يداً واحدة على الشاه، ما عاد قادراً على السيطرة على الأوضاع.

- الى ماذا سيؤول الوضع الراهن؟ ما هو طريق الخلاص الذي تقترحونه؟ ما هي الجمهورية الإسلامية؟
* وضعت الحركة الإسلامية الإيرانية الحالية في مقدمة أولوياتها القضاء على الملكية، واعتبرته الطريق الوحيد للتهدئة في إيران والاستقرار في المنطقة. بالتأكيد ومن اجل مستقبل الدولة وتبديل هذا النظام يجب سلوك طريق قانوني يكون محل تأييد المجتمع وقبوله كله، وهذه هي الجمهورية الإسلامية.
أما أساس عمل الجمهورية الإسلامية، فهو توفير الاستقلال للبلاد والحرية لشعبنا ومحاربة الفساد والفحشاء وتنظيم القوانين وتدوينها في كل المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية آخذين بعين الاعتبار المعايير الإسلامية، وضرورة اجراء التعديلات اللازمة، وهذه التعديلات سوف تكون بالمشاركة الكاملة لجميع أفراد الشعب.
وهدفها الاساسي هو القضاء على الفقر وتغيير أحوال المعيشة للأغلبية الساحقة من شعبنا التي ظلمت من جميع النواحي.
- هل ظهرت تدخلات من أفراد الجيش بخصوص حركتكم؟ وهل تعتقدون بأن الجيش أصبح أكثر حياداً؟ وهل تحذرون من خطر انقلاب عسكري يأخذ مكان الشاه بدلًا من الجمهورية الإسلامية؟
* يتضح من التحليل النهائي ان الجيش هو أيضاً من هذا الشعب، ويعيش الآن مشكلات، وأملنا هو أن يراجع الجنود أنفسهم، وان يلتحقوا بصفوف الشعب. وحدوث انقلاب عسكري على كل حال لن يغير شيئاً من نضال الشعب الذي سوف يستمر، حتى يأتي اليوم الذي تُقام فيه الجمهورية الإسلامية الحقيقية.

- هل تتوقعون حدوث حرب داخلية في إيران؟ وهل اراقة الدماء في صالح الشعب؟
* هذه الحكومة هي التي تريق دماء الشعب البري‏ء، وقد ساندتها جميع حكومات العالم أيضاً. الواقع أن الشعب ثار، وهذا حق مشروع له في مقاومة هذا النظام بكل الوسائل، حتى يستطيع مستقبلًا منع أيّ سفك للدماء عبثاً.
الحرب الداخلية تنشب أساساً عندما ينقسم الشعب الى قسمين.
اما الشعب الإيراني، فهو متحد على الشاه، من أجل اقامة الجمهورية الإسلامية، وعليه فلا احتمال لنشوب حرب داخلية في إيران.
- هل ترون استقالة الشاه ضرورية؟ هل هناك مجال للمصالحة؟ وهل رفضتم ملاقاة مبعوثيه؟
* اسقاط النظام ضروري، وليس هناك مجال لنوع من مصالحته، وما جاءنا حتى الآن أحد مبعوثاً للنظام القائم، وإن أتى، فسوف لن نقبل أيضاً.
- هل تعتقدون بأن على الشاه مواصلة مساعيه لإيصال إيران الى مجتمع صناعي حديث أو العدول عن ذلك؟ وكيف يجب ان توظف إيران ثرواتها الباطنية؟ أترون أن إيران يجب ان تمتنع عن بيع الغاز للاتحاد السوفيتي والنفط للغرب؟
* ما تم إنجازه في عهد الاسرة البهلوية خصوصاً في عهد الشاه الحالي لم يكن سوى دمار للاقتصاد والصناعة والزراعة، ولقد أطلقوا على مساعيهم عنوان تجديد وتحويل إيران الى مجتمع صناعي. وما نريده هو تجديد حقيقي مرتكز على الاحتياجات الرئيسة للأكثرية المطلقة للشعب الفقير. سوف نستثمر ثرواتنا الباطنية آخذين بعين الاعتبار احتياجات مجتمعنا بكامله وكذلك العلاقة مع جميع شعوب العالم. وما نرغب فيه في المجال الاقتصادي ليس قطع العلاقة الاقتصادية مع دول العالم، بل منع نهب ثروات شعبنا. وسوف نعرض أيضاً النفط والغاز على مشترييه، لكن في إطار صفقة عادلة. والأهم هو أنه يجب ان نوظف الارباح الناتجة من الثروات الباطنية في خدمة تقدمنا الاقتصادي. وبهذا الشكل نكون بالتأكيد على علاقة وثيقة مع العالم الصناعي، ولكن بشرط ان يكون لنا حق اتخاذ القرار في توجيه مسار اقتصادنا.
- كيف سوف تكون علاقات إيران المستقبلية مع أمريكا؟ هل فهمت حكومة الرئيس كارتر نتائج الانتفاضة الاخيرة في إيران؟ وهل تظنون أنها ستغير العلاقات الإيرانية الامريكية، وفي أي مجال؟
* سوف تكون علاقاتنا مع امريكا ودول العالم كافة على أساس الاحترام المتبادل، ولن نعطي لامريكا حق تقرير مصيرنا.
وما قامت به الحكومات السابقة في أمريكا وما قامت وتقوم به الآن حكومة السيد كارتر يدل على أنهم ما زالوا يلجؤون إلى جميع الوسائل لتثبيت هذا النظام حفاظاً على مصالحهم الخاصة، فهم ما زالوا يظهرون العداء للحركة الإسلامية الحالية.
وبما أن الوضع يسير على هذا المنوال، فموقفنا من السياسة الامريكية موقف سلبي.

وبالطبع نحن فرقنا وسوف نفرق بين الشعب الامريكي والحكومة الامريكية، ونطلب من الشعب الامريكي مساندة الحركة الإسلامية الإيرانية.
والعلاقات الحالية بين إيران وامريكا هي كعلاقات السيد والعبد (المتبوع والتابع) وبالتأكيد يجب أن تحول إلى علاقة صحيحة.
- هل تعتقدون أن سنوات نفيكم قد شارفت على الانتهاء؟
* أنا لا يهمني المكان، فهدفي هو النضال لتحرير الشعب من قيود الاستعمار وأغلال الاستبداد سواءً كنت داخل إيران أم خارجها.
 


*صحيفة الإمام، ج‏5، ص: 105
 

2011-03-25