يتم التحميل...

الموضوع: الحكومة الإسلامية، نفي مصالحة الشيوعية، العلاقة بأمريكا

مقابلة

المحاور: السيدة جورجي غاير من صحيفة لوس انجلوس تايمز

عدد الزوار: 115

التاريخ 16 آذر 1357 هـ. ش./ 6 محرم 1399 هـ. ق‏
المكان: باريس، نوفل لوشاتو
المحاور: السيدة جورجي غاير من صحيفة لوس انجلوس تايمز

سؤال: أشكركم سماحة آية الله لإتاحتكم الفرصة لهذه المقابلة، كيف ستكون الحكومة الإسلامية التي ترونها مستقبلًا؟ وهل هي لون من الاشتراكية الإسلامية؟ وكيف ستدير حكومتكم الإسلامية بلداً صناعياً جديداً؟
الجواب:
أما بخصوص شكل حكومتنا، فهي جمهورية إسلامية. جمهورية أي أنها تستند الى أصوات الاكثرية، وإسلامية، لأنها تستند إلى قوانين الشريعة الإسلامية. والحكومات الاخرى ليست كذلك في استنادها الى القانون الإسلامي. اما ادارة الدولة، فالخبراء الذين هم في عزلة الآن، وفي ايام حكومة الشاه، وذلك لأنهم كانوا أمناء، ولذا فضلوا البقاء بعيداً عن الساحة، حتى لا يتعاونوا مع الشاه، هؤلاء هم الذين سيقومون بادارة الدولة.

- سماحة آية الله، هل تهتمون بمعاونة عناصر ماركسية؟ وهل بين أهدافكم وأهداف حركتكم والماركسيين اتفاق؟ وهل أنتم قلقون من النوايا السوفيتية في إيران؟
* أهدافنا تختلف عن أهدافهم، نحن نستند الى الإسلام والتوحيد، وهم يعارضون الاثنين معاً.
أحكامنا هي أحكام الإسلام، وهم لا يقبلون الإسلام، نحن لسنا لا نحبهم فقط بل ليس لنا ولن يكون لنا معهم تعاون.
أما فيما يتعلق بالاتحاد السوفيتي، فلسنا قلقين، لأن الشعب الذي يعيش بالاعتماد على نفسه لا يستطيع احد التدخل في شؤونه.
- سماحة آية الله جاء في التقارير الصحفية ان حكومة ليبيا وحركة التحرير الوطني الفلسطيني تدعم الحركات المناوئة للشاه في ايران مالياً، هل تتفضل سيادتكم ان توضحوا مدى المساعدة التي تقدمها لكم منظمة التحرير الفلسطينية وليبيا وجميع الدول والاحزاب الشيوعية؟
* نحن لا نحتاج لمساعداتهم المالية، والمساعدات الاخرى التي نحتاج اليها مثل المساعدات الدعائية، لم يقدمها احد لنا. اما الاحزاب الشيوعية والدول الاخرى، فلم تفعل شيئاً من أجلنا. وهذا هو الاستقلال بالمعنى الحقيقي للكلمة.
- سماحة آية الله، ماذا تنتظرون؟ متى تنتهي هذه المعارضة وهذه الحرب؟ وهل ستكون الحرب ونتائجها على ما تريدون؟ هل ترون هذه الحرب حرباً مقدسة؟
* حربنا حرب مقدسة، لأنها من اجل الإسلام، وفي سبيل الله، واكثر الاشياء قداسةً ما كان في سبيل الله.
واما النتيجة، فلن نكف عن الحرب حتى يتحقق الهدف الاخير منها، وهو كف أيدي الغرباء عن البلاد واندثار النظام الملكي، والشعب لايرضى بغير ذلك.

- برأي سماحتكم. كيف ستتعامل حكومتكم الإسلامية مع قضايا المصارف والفائدة المصرفية؟ وكيف سيتم التعامل مع أمور الصناعة؟ وهل ترون سماحتكم ان افكاركم اقرب الى المملكة العربية السعودية أو الى ليبيا؟
* بالنسبة للفائدة المصرفية يجب أن نؤسس مصارفا لا تتعامل بالفائدة، نحن لا نعتقد بجواز الفائدة المصرفية.
وأما بالنسبة للصناعة، فسوف نؤسسها بحيث تكون على اكمل وجه وما هو موجود اليوم باسم صناعة في إيران عبارة عن تجميع، وليس اكثر، وهو لا يخدم مصلحة احد في الاساس.

- ماذا عن ليبيا؟
* هذا موضوع آخر، ونحن نوافق على ما يعملون به من قضايا إسلامية.
- كيف ستكون علاقات دولتكم الإسلامية مع أمريكا؟ وهل ستواصلون بيع النف- ط الى الغرب؟ وكيف ستكون علاقاتكم مع الاتحاد السوفيتي؟
* سوف نتعامل باحترام مع جميع الدول طالما انهم لا يتدخلون في امورنا الداخلية وان تكون روابطهم معنا قائمة على الاحترام المتبادل، وكذلك النفط سنقوم ببيعه لاي مشتر، سنوقف التمادي في الاخطاء المتعلقة بالنفط التي تخالف مصلحة الشعب، وعندها سنبيع النفط.
- كيف سوف تكون علاقاتكم مع الاتحاد السوفيتي؟
* مثلما هي مع أمريكا، فالعلاقات متشابهة.
- بالنسبة للقضايا الاجتماعية، كيف ترون حضور النساء في الجامعة والعمل؟ هل تعتقدون بمحدودية لهن ليست موجودة في المجتمع الحالي؟ ما هو نظركم في موضوع تحديد النسل واختلاط النساء والرجال في الجامعات؟

* تتمتع النساء بالحرية في المجتمع الإسلامي، ولن توضع قيود على دخولهن الجامعات والادارات الحكومية أو المجلسين.
اما الشي‏ء الذي يجب الوقوف في وجهه هو الفساد الاخلاقي الذي تتساوى فيه المرأة والرجل وهو محرم على كليهما.
واما فيما يتعلق بتحديد النسل، فهي قضية تتعلق بقرار الحكومة.
- هل من الممكن ان تشرحوا لنا عن حركتكم التاريخية وتطورها خلال الخمس عشرة سنة الماضية التي كنتم فيها في المنفى، كيف قمتم بتنظيم حركة بهذه الفعالية؟ ومن هم القادة الذين قاموا بهذه الحركة؟ وما هو نوع العلاقات والضمانات المختلفة التي كانت وما زالت والتي لا يمكن أن يصدقها أحد؟
* إن اصل الحركة ومقدماتها موضوع طويل. ولكنني وبشكل مختصر أستطيع ان اقول: إن الشاه منذ بداية حكمه الغاصب قام بارتكاب جرائم لا تعد ولا تحصى، وقد جاء من كان بوسعهم الاطاحة بحكمه وطرده، ولكن مع الاسف تراخوا في فعل ذلك.
في البداية أن المقاومة في الخمس عشرة سنة الاخيرة كانت بهذا الشكل حيث كان الشاه قد قام بأعمال مناهضة لمصلحة الشعب. في البداية عارض علماء الدين اعمال الشاه، وانتهت هذه المعارضة باعتقالهم ليلًا، في 15 خرداد (42) قتل خمسة عشر الف نسمة من جراء التصريحات التي صدرت.

واصلتُ المقاومة، وقمت بفضح جرائم الشاه حتى وقوع احدى اكبر خياناته وهي قضية (كابيتولاسيون) حين اعطى الشاه المستشارين الامريكيين صلاحيات واسعة.
وهذه القضية تعارض مصالح الإسلام والبلاد، ولذلك عارضتها بشدة، وألقي القبض عليّ ليلًا ونفيت الى تركيا التي أقمت فيها عاماً. وبعدها قاموا بتسليمي للعراق حيث بقينا ما يقارب أربع عشرة سنة.

وخلال هذه المدة أعلنت في عدة مناسبات جرائم الشاه بكتابةً المنشورات والخطابة، وأشرت الى كل الولايات، ولم اسكت على ايها حتى مجيئي الى هنا.
واما عن تنظيم الثورة الإسلامية العامة للشعب الإيراني، فأقول: إن الحركة الثورية تشمل جميع الشعب وتستمد دعمها من الشعب الذي يعتقد انه يجب الاستمرار في المقاومة، حتى تحقيق الهدف.
وتوكيداً قمنا نحن رجال الدين بتوجيه الشعب وفضح كل جرائم الشاه، وكانت حملات التنوير التي مارسناها مؤثرة بحمد الله، وتنور الشعب، وحصل تحول فكري في المجتمع الإيراني فأخذ الجميع يهتفون بصوت واحد، ويسيرون وفي طريق واحد الى الهدف الذي يتمثل في محق هذه الاسرة وتقويض النظام الملكي وإقامة حكومة إسلامية.
وهذا الهدف كان المحرك والدافع في جميع انحاء إيران، ففي الوسط يطلبون ذلك وكذلك في الشرق والغرب في الشمال، وفي الجنوب كلهم يريدون ذلك- الجميع يهتف ويريد الاستقلال، الحرية الحكومة الإسلامية. لماذا لا يريدون الشاه؟ لأنه سلب مخازنهم ما كان منها تحت الارض وما كان فوقها، وجعل استقلالهم السياسي والعسكري والاقتصادي والثقافي هباءً تذروه الرياح.
هم يريدون وكلنا نريد ان نوصل الشاه لجزاء ما اقترفت يداه، وصوت تجريم الشاه وقد عم كل إيران، وليس له سوى الرحيل إن لم تسقطه يد الشعب. ان امريكا وكل الدول التي تدافع عنه مذنبة ومخطئة، وهذا الدفاع سوف يعود عليهم بالضرر والاذى، ويجب عليهم ان يعيدوا النظر في هذا الامر.

- هل حدث نوع من الاتصالات بينكم وبين السلطات الأمريكية؟
* لا.
- الى أين ستذهبون بعد انتهاء اقامتكم في فرنسا؟
* لم أقرر بعد.


* صحيفة الإمام، ج‏5، ص: 124
 

2011-03-25