الموضوع: علاقات الثورة مع مسلمي لبنان، دور المرأة في الحكومة القادمة

التاريخ 16 آذر 1357 هـ. ش./ 6 محرم 1399 هـ.. ق‏
المكان: باريس، نوفل لوشاتو
المحاور: صحفي لبناني من صحيفة (الأمل)، منظمة حركة الشباب المحرومين‏

السؤال: قام ملايين الإيرانيين في الوقت الحاضر بالسعي لاسقاط نظام الشاه، وقتل الآلاف حتى الآن في مقاومة الجيش والشرطة. اين يقع المحور الاساسي للمعارضة في هذه الحركة التي نظمت بقيادتكم؟
الجواب: قام الشاه ووالده قبل اكثر من خمسين عاماً بمعاداة الإسلام والحقد عليه، وسعوا الى هدم الإسلام الدين الوحيد الذي يضمن استقلال البلاد وحريتها، وانتهكوا جميع حقوق الشعب المسلم، كل الحريات، حتى حقوق الاقليات الدينية. وضاع استقلال البلاد التي سخروها لمصالحهم ومصالح اتباعهم ضياعاً تاماً.
نحن نريد وكذلك الشعب يريد أن نزيل سبب هذا الفساد والتدمير، والشاه وأسرته هما اكبر سبب داخلي لهذا الفساد، والتخلص من قيود وأغلال الاجانب هو الضامن لاستقلال البلاد وحريتها. ولهذا كانت ثورة الشعب.
- بعض اللبنانيين يروجون ان على الشيعة اللبنايين ان ينسقوا، ويتعاونوا مع الحكومة الإيرانية لانها في الظاهر حكومة شيعية في مقابل كل الحكومات العربية التي تدعم الطوائف اللبنانية الاخرى وهذا لا يختص بالشيعة اللبنانيين وإنما يعمّ الشيعة في كل المناطق العربية. ما هو رأيكم في هذا الشأن؟
* الذين يروجّون مثل هذه الدعايات ليسوا على دراية كافية بالإسلام وأحوال الدنيا او ان لهم نوايا سيئة. ومن يعرف امال الشاه لا يقول: انه قوة شيعية وتجب الاستعانة به. الجميع يعلم ان هذا الرجل يُحطم ايران البلد الاسلامي الشيعي. أعطى جميع ثرواتها، وقتل أبناءها قتلًا ذريعاً. ومن يدافع عن الشاه خائن او ليس له علم بجرائم الشاه.
- ماذا تتوقعون من مسلمي لبنان؟
* اتوقع من المسلمين في لبنان ان يتآخوا في قضية لبنان، وان يقفوا معاً في وجه الظلم، وان يقدموا ما في وسعهم لمساندة الانتفاضة التي بدأت في إيران وكحد ادنى ان يقوموا بالدعاية لها. وقد ساعدهم الشعب الإيراني حتى الآن ولم يتركهم وحدهم في مواجهة مصائبهم.
- في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة قدمت أمل شهداء كثيرين، ما هي توصياتكم للجنوب اللبناني؟
* على الجميع أن يتحدوا ويقفوا في مواجهة هذه العصابة المعتدية، وان يعملوا على قطع يدها الغاصبة، وإن تحرير القدس واجب مقدس على جميع المسلمين واجتثاث جرثومة الفساد هذه عن جميع البلدان الإسلامية.

- ما هي الاجراءات التي اتخذتموها في شأن الامام موسى الصدر؟
* عندما كنت في النجف أرسلت برقية الى السيد ياسر عرفات وبرقية أخرى الى رئيس جبهة الصمود والتصدي في سورية وهنا ايضاً حين قدم السفير الليبي تحدثت إليه في هذا الموضوع. اتمنى ان يعود الى لبنان بأسرع ما يمكن، وان يواصل مقاومة اسرائيل.
لقد تأثرت بهذه القضية، وادعوا لله أن تنتهي على خير.
- لقد عاش أهل الكتاب والمسلمون سنوات عدة في الماضي جنباً الى جنب على اساس الاحترام المتبادل، فما رأيكم بهذا الموضوع مع الالتفات الى الحرب اللبنانية ونتائجها؟
* كل من له دراية بالإسلام يعلم ان الإسلام لم يكن له نية سيئة تجاه الأقليات الدينية واتباعها، وكان دائماً يكن لهم الاحترام، لكن الدعايات التي تروج عكس ذلك، هي من صنع الدخلاء وأعداء الإسلام.
- نعلم أن الصهيونية العالمية استطاعت باقامتها علاقات التقرب الى بلدان مثل إيران وبتأييد إيران الكامل دائماً ان تفصل إيران عن العرب في صراعهم اسرائيل ما هو رأيكم في هذا الأمر؟
* ان مساعدة الشاه لاسرائيل من الامور التي جعلتنا نقف في وجهه، وقد اشرت دائماً في خطاباتي أن الشاه ساند إسرائيل منذ اللحظة الاولى لوجودها، وفي الوقت الذي وصلت فيه الحرب بين اسرائيل والمسلمين الى اوجها كان الشاه يستغل نفط المسلمين، ويعطيه اسرائيل، وكان هذا سبباً من اسباب معارضتي له. ولم يساند الشعب الإيراني المسلم اسرائيل قط، ولهذا السبب كان يعرَّض دائماً للظلم والاعتداء من قبل الشاه ونظامه.
- توجد تحركات مشبوهة وحملات مستمرة لتشويه العلاقات بين العرب والعجم والاتراك والاكراد ما هو الحل الذي تقترحونه لابطال هذه المؤامرة؟ وما هو رأيكم في هذا الشأن؟
* على أصحاب الاقلام ورواد البيان ان يبينوا هذه القضايا للناس، ويشرحوا لهم الإسلام ويبيّنوا لهم أن الإسلام ليس حكراً على شعب معين، وليس له اتراك او فرس او عرب او عجم.
الإسلام للجميع، وليس للعرق او اللون او القبيلة او اللغة قيمة في النظام الإسلامي، وإن الدعايات التي تقول هذا عربي، او ذاك تركي أو فارسي أو كردي ما هي إلا دعايات يروجها الاجانب لسرقة ثروات هذه البلاد وغرس التفرقة في صفوف المسلمين.
فيجب على المسلمين ان ينتبهوا، ولا يقعوا تحت طائلة هذه الشائعات.
- ان القوى العظمى واتباعها لا تستطيع فهم معنى الاستقلال وحسب مفهومها السياسي، فإنها تعتبر من لا يعتمد على إحدها تابعاً للأخرى، وهذا الامر مشهود بكثرة في لبنان واليوم نرى في إيران من يأخذ هذا الموضوع بعين الاعتبار، فهل من علاقة بين حركتكم الإسلامية والشيوعيين.
* لا، لا علاقة بيننا وبينهم فكما جعلنا أميركا هدفاً لهجومنا كان الاتحاد السوفيتي كذلك، فلا فرق عندنا بين الشرق والغرب. وبتوكلنا على الله والشعب الشجاع سننال الاستقلال الحقيقي.
- يقال: إن سقوط الشاه يعني تسلم الشيوعيين السلطة، فهل هذا الكلام صحيح؟
* لا، فالشعب الإيراني الواعي وبتجاربه المرة التي ذاقها من الشيوعيين لن يسمح لهم ابداً بالتدخل في تقرير مصيرهم.
- يدعي البعض ان العمل السياسي منفصل عن العمل الديني، فماذا تقولون في هذا الأمر؟

* ان شعار فصل السياسة عن الدين هو من دعايات الدول الاستعمارية التي تريد ان تمنع الشعوب المسلمة من أن تقرر مصيرها. وأحكام الشريعة الإسلامية المقدسة تناولت القضايا السياسية والاجتماعية اكثر من قضايا العقيدة.
واسلوب نبي الإسلام في معالجة قضايا المسلمين الداخلية والخارجية يظهر ان المقاومة السياسية كانت واحدة من اكبر مسؤوليات الرسول الاكرم (ص) وان شهادة امير المؤمنين- عليه السلام- والحسين- عليه السلام، وسجن وتعذيب ونفي وتسميم الائمة- عليهم السلام- كانت كلها في سبيل مقاومة الشيعة للظالمين. وبكلمة واحدة نقول: إن المقاومة والنشاطات السياسية هي قسم مهم من المسؤوليات الدينية.
- يلاحظ في اكثر الدول الإسلامية موجة يومية متزايدة للميل نحو الدين لماذا؟
* ان سبب ميل البشر نحو الدين هو الاحساس بالفراغ المقلق الذي يعانيه جيل اليوم المبتعد عن الدين، ومن هذا المنطلق يجدون الدين هو الملجأ الوحيد لهم.
والسبب الآخر للميل نحو الإسلام هو يأس البشر من إيجاد حل لمشكلاتهم في شتى مجالات الحياة في مناهج المدارس الفكرية الرائجة حالياً. وبالمساعي التي يبذلها علماء وكتاب المسلمين عرف المجتمع البشري أن الإسلام هو المدرسة الفكرية التي تستطيع ان تلبي احتياجات البشرية.
- ما دور الاقليات الدينية في الجمهورية التي تطمحون اليها؟
* كان الإسلام ومازال حافظاً لحقوق الاقليات الدينية المشروعة، وهم احرار في الجمهورية الإسلامية، ويمارسون شعائرهم الدينية بحرية مثل الآخرين في ظل الحكومة الإسلامية.
- تشغل النساء تجمعاً كبيراً بين المسلمين فما لهنّ وما عليهن في ظل النظام الإسلامي؟
* تشارك نساء إيران المسلمات الآن في المقاومة والنضال السياسي والمظاهرات على الشاه، وقد أُعلمت أنهن يعقدن اجتماعات سياسية في المدن الإيرانية. وللمرأة في ظل النظام الإسلامي نفس الحقوق التي يتمتع بها الرجل: حق التعليم والعمل والتملك والانتخاب والترشيح. وفي كل المجالات التي للرجل حق فيها لها حق. ومن الأمور والمرافق ما يحرم على الرجل لظهور المفاسد فيها، وهكذا على المرأة. فالإسلام يريد المحافظة على مكانة كل من الرجل والمرأة، ولا يريد ان تكون المرأة ألعوبة بيد الرجل.
وما يشيع في الخارج من أن المرأة تعامل في الإسلام بقسوة وخشونة هو أمر غير صحيح وشائعات باطلة، فكلا المرأة والرجل يتمتعان بصلاحيات في الإسلام على الرغم من اختلافات الاثنين المتعلقة بطبيعتهما.
- هل ساعدتكم احدى الدول العربية، أو لا؟
* لم تساعدنا أي منها حتى الآن.

* صحيفة الإمام، ج‏5، ص: 127