الموضوع: توقعات عام 1979 الميلادية، السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية
مقابلة
المحاور: مراسل المجلة الأسبوعية الإنجليزية لسان بيروت اللبناني
عدد الزوار: 101
التاريخ 10 دي 1357 هـ. ش./ 1 صفر 1399هـ. ق.
المكان: باريس، نوفل لوشاتو
المحاور: مراسل المجلة الأسبوعية الإنجليزية لسان بيروت اللبناني
سؤال:- ما هي توقعاتكم لإيران عام 1979؟
الجواب: من المؤكد أن الأوضاع في إيران لن تستقر، إلا في حال سقوط الشاه ونظامه، وتثبيت الحكومة الإسلامية. الأمر برغم القوة العسكرية الجهنمية للشاه بيد الشعب الإيراني وهو يزعزع النظام الحاكم وأتباعه خطوة بعد أخرى، ولذلك سوف نشهد بإذن الله- تعالى- انتصارات عظيمة- خلال الأشهر القادمة.
سؤال- في ظل أي أوضاع وأحوال يمكن التوصل إلى تسوية مع الشاه مثلًا هل تقبلون أن يحدث تعديل في الدستور الذي على أساسه يصبح الشاه كالملكة البريطانية له منصب افتخاري على رؤس هرم السلطة؟
جواب: أولًا ان التسوية مع مجرم كالشاه خيانه للشعب الإيراني والإسلام.
ثانياً أن اكثريةالشعب الإيراني أدانت الشاه ونظامه الملكي في استفتاء تاسوعاء وعاشوراء وأكد رغبته في إقامة الجمهورية الإسلامية، ولذا لا يحق لأحد اياً كان أن يفاوض الشاه الذي يعتبر معزولًا عن السلطة، أو أن يقبل أساس المملكة ووجود النظام الشاهنشاهي سواء كان محمد رضا بهلوي الذي يشغل هذا المنصب الآن أو غيره. ولهذا السبب كان الدستور الذي يعترف بأن النظام الإيراني ملكي هو فاقد للشرعية، لأن الشعب الإيراني لا يعترف بالنظام الملكي، فيجب أن يدون دستور جديد لهذه البلاد.
سؤال- هل ستقبلون تخلي الشاه عن منصبه لابنه؟
جواب: إن الشعب الإيراني لا يقبل أن يتصدر أي فرد من الأسرة البهلوية منصباً في السلطة، بل أنه لا يحق لهم التدخل في منصب حكومي.
سؤال- هل تظنون أن الأحداث الإيرانية الواسعة ستنتقل إلى تركيا؟
جواب: إن الثورة الإيرانية المقدسة ثورة إسلامية، ومن هنا فإنه من الطبيعي أن يتأثر بها جميع المسلمين في العالم.
سؤال- برأيكم من هي الدولة التي ستقدم لكم العون والمساعدة لمساعيكم الرامية للإطاحة بالشاه؟
جواب: إن الشعب الإيراني قد ثار بإرادته الصلبة والحديدية متكلًا على القدرة الإلهية فحسب، وهو في ثورته لا يعتمد على دولة من الدول وبإرادة الله- تعالى- ستطيح هذه الثورة بالشاه بالمحافظة على استقلالها وواجب الدول الاسلامية خاصة والدول الراغبة في إقامة علاقات وطيدة وطيبة مع الشعب الإيراني المظلوم البطل هي مساعدته ومساندته في الوصول إلى أهدافه إلا أنه، وحتى الآن لم تقدم أي دولة مساندة للشعب الإيراني.
سؤال- أنتم زعيم المعارضين، كيف تصفون علاقاتكم الحالية مع الدول والشخصيات المذكورة أدناه؟
1- حكومة كارتر، 2- الحكومة الروسية، 3- الحكومة الصينية، 4- الحكومة العراقية، 5- الدول العربية المنتجة للنفط، 6- أنور السادات، 7- إسرائيل، 8- ياسر عرفات وحركة المقاومة الفلسطينية.
جواب: رئيس الجمهورية الأمريكية- نظراً لدعمه المتواصل للشاه والإهانات التي وجهها الى الشعب الإيراني- فإنه يعتبر من أعداء الشعب الإيراني.
أما روسيا السوفيتية، فعلى الرغم من أنها ليست كأمريكا إلا أنها لم تدن الشاه حتى الآن، بل تقف إلى جانبه أيضاً، ولم تتوقف وتمتنع عن تحريف الثورة الإسلامية الإيرانية المقدسة.
ورئيس دولة الصين مر من فوق قتلانا بشكل وقح وبشع، وفي قصر الشاه أثنى على تصرفات الشاه واعتبرها تقدمية.
أما الحكومة العراقية، فقد قامت بضغط الشاه بالتصدي لكل من يقدم المساندة والدعم إلى الشعب الإيراني انطلاقاً من الأراضي العراقية.
السادات: من البديهي أنه بعد أعماله المضادة لمصالح المسلمين والدول العربية والأخوة الفلسطينيين قد أصبح مكروهاً وغير مرغوب فيه.
اسرائيل: من وجهة نظر المسلمين والإسلام وجميع المعايير الدولية مغتصبة ومعتدية، ونحن يجب أن لا نسمح للوهن والضعف أن يمنعنا من انهاء هذه التعديات.
وأنا بدوري وقفت إلى جانب اجراءات ومساعي ياسر عرفات في مناسبات عدة، وذلك من أجل الحصول على حقوق الفلسطينيين، وأعادة الأراضي الإسلامية إلى المسلمين.
سؤال- هل تدعمون سيادتكم حكومة غير عسكرية برئاسة كريم سنجابي وشغله منصب رئيس الوزراء حلًا للأزمة الإيرانية؟
جواب: بوجود الشاه في السلطة لا يمكن أن نقبل حلًا.
سؤال- هل دعوتكم إلى إضراب عمّال الصناعة النفطية دعوة دائمة، أو هي مؤقتة إلى أن يتنحى الشاه؟
جواب: نعم حتى يتنحى الشاه جانباً. الشاه كان يعطي أميركا نفطنا بدون مسوغ أو إذن، وذلك من أجل تقوية سلطته، ثم يشتري بعوائده السلاح الأمريكي الذي لا يفيد الشعب الإيراني بأي شكل.
ومن المؤكد أن النفط ما زال حتى الآن سنداً قوياً لحكومة الشاه الغاصبة، ولذلك حكمت بعدم تصدير النفط، واستمرار الاحزاب حتى يتنحى الشاه ويرحل. وبعد ذلك سنبيع النفط إلى أي بلد نرغب به.
سؤال- اذا كنتم ترون هذه المتطلبات منطقية، وفي ظل أيّ الأحوال يصبح الجيش الشاهنشاهي ضد الشاه؟
جواب: الآن وطبقاً للأخبار الواصلة هناك تزايد في معارضة الجنود والضباط لنظام الشاه وعصيانهم لأوامر قاداتهم. فالجنود يهربون من الخدمة العسكرية، وكثيراً ما أقدم بعضهم على قتل قاداتهم، والكثير منهم قد بقي في الجيش، لكنهم لا يوافقون الشاه على مجازره، ومن الطبيعي أن يفقد الشاه آخر آماله في الجيش.
*صحيفة الإمام، ج5، ص: 210
2011-03-25