يتم التحميل...

الموضوع: أملاك الشاه الخاصة، سياسات الحكومة الإسلامية الإيرانية

مقابلة

المحاور: المراسل الإنجليزي لصحيفة الاكونوميست‏

عدد الزوار: 84

التاريخ: 18 دي 1357 هـ. ش./ 9 صفر 1399 هـ. ق.
المكان: باريس، نوفل لوشاتو
المحاور: المراسل الإنجليزي لصحيفة الاكونوميست‏

سؤال- من هو الرجل أو الحزب الجدير عندكم برئاسة الحكومة في إيران؟
جواب:
المهم هو أن ينال رئيس الحكومة وجميع أولئك الذين يتسلمون زمام الأمور رضا الشعب وأن يكون مؤمناً ومعتقداً بالإسلام حقاً، ويتعهد بتنفيذ ذلك، وأنا مثل بقية الشعب أصوّت للموثوق بهم.

سؤال- هل تتوقعون انتخابات عامة بعد سقوط الشاه أو رحيله؟
جواب:
أهم الوظائف الواجب انجازها بعد سقوط الشاه هي السيطرة على زمام الأمور وتهيئة الأحوال لإجراء انتخابات حرة بلا ضغط من أحد او فئة.

سؤال- ما نظركم للإصلاح الزراعي وأملاك الشاه الخاصة؟ هل ستستمرون في سياسة توزيع الأملاك؟ هل أنتم من أنصار الملكية الخاصة؟
جواب:
لم يكن إصلاح الأراضي من قبل الشاه كما كان معلوماً منذ البدء، واتضح للجميع فيما بعد أنه تدميرا للزراعة، أدى إلى هدر قسم كبير من أموال النفط لشراء المواد الغذائية من الخارج وأميركا خاصة.

ولكننا لن نعيد هذه الأراضي لأصحابها أبداً، لأنهم لم يراعوا القوانين الإسلامية لا في تملكها ولا في محاصيلها، ولن ندعها تبور، وسنعمل على حماية الفلاحين بتوفير أفضل الآلات الزراعية وجميع تكاليفها.

أما الأملاك الخاصة، فهي كما هو مسلم به تلقى قبولًا من الإسلام، وحين تسود القوانين الإسلامية الامور الاقتصادية تسير في جميع الاتجاهات، وتشمل كل المرافق سيراً واعياً وشمولًا نافعاً ستحل مشكلة الفقر وتتم الوقاية من اغتصاب الثورة،، ويصان المجتمع بكامله من الفساد، ولن يكون هناك عائق للتطور والابداع وسريان الاطمئنان. وعندما يعرف أحد سعة القوانين الإسلامية وشمولها، يعترف بأنها خارجة عن حدود التفكير الإنساني ولا يمكن أن تكون وليدة الطاقة العلمية والفكرية للإنسان.

سؤال- هل ستحافظون على المعاهدات الموقعة مع الدول الأجنبية، وتتنصلون منها؟ المعاهدات الدفاعية والمعاهدات المتعلقة بمحطات الطاقة، وبناء الطرق وسكك الحديد؟
جواب:
أولًا ليس لدينا اطلاع كاف على مضمون هذه المعاهدات، فنظام الشاه لم يخبر الشعب أو يطلعه على محتواها قط.

والحكومة القادمة ستدرسها مجدداً وستلغي منها كل ما لا يلبي منافع شعبنا، ونبرم ما ينفعه ونستفيد من جميع الإمكانات التي ترغب الدول الأجنبية في وضعها تحت تصرفنا مع المحافظة على استقلال البلاد وحريتها على الإحترام المتبادل.

سؤال- هل ترغبون في بقاء الفنيين والمستشارين في إيران التي فيها من الأمريكيين (45000) والالمانيين الغربيين (13000)، والبريطانيين (1000) والفرنسيين (7500) واليابانيين (7000)؟
جواب:
الحكومة القادمة ستبحث ما يخص كل مجموعة من هذه المجموعات ودور كل منها في إيران ومدى حاجة الدولة لها، وتقرر بناء على ذلك. وليس للحكومة القادمة تعهد لأحد سوى تعهدها للشعب بصون مصالحه وأهدافه.

سؤال- أعلنتم مؤخراً (أوائل دسامبر 1978) أنكم لن تعترفوا رسمياً بجميع المعاهدات المخالفة للمصلحة الوطنية، فأي المعاهدات تقصدون؟ وكيف تعرفون المصلحة الوطنية؟
جواب:
عندما يقال المصالح الوطنية لا أتصور أن هناك غموضاً في هذا القول، فمثلًا اليوم لا إيراني يشك في أن معاهدة شراء الأسلحة بمليارات الدولارات وإقامة القواعد العسكرية الأمريكية بأثمان النفط الإيراني ووجود آلاف المستشارين العسكريين الأمريكان في إيران ونفقاتهم الضخمة جداً، كلها ليست لمصلحة الشعب الإيراني. وهذه المعاهدات أبرمها الشاه مع الدول الأجنبية، وهي ليست بقليلة.

سؤال- هل ستستمرون في الإجراءات والمعاهدات التجارية والعرض والطلب مع الغرب؟ ما هي سياستكم التجارية؟
جواب:
على نحو ما نبيع محاصيلنا الى الدول المشترية الأخرى ونشتري من الخارج كل ما نحتاج اليه في الداخل ولكننا سنقوم بهذه التبادلات التجارية على المساواة بين الطرفين، ولن نسمح أن تملي علينا دولة نفوذها السياسي وأهدافها الإستعمارية بالتبادل الاقتصادي.

سؤال- لماذا تنتقدون علاقات الشاه مع أمريكا والغرب؟
جواب:
نحن مخالفون للمهمة التي وكلتها القوى الاستعمارية للشاه في تأمين مصالحها وتدمير البلاد حفظاً لتاجه وعرشه المهتز وحكومته غير المستندة الى الشعب. نحن معارضون لعلاقات الشاه مع الأجانب المؤدية الى زوال استقلال البلاد وحرية الشعب.

سؤال- كيف تنظرون الى دور الجيش في الجمهورية الإسلامية؟
جواب:
لا يمكن لبلاد أن تستغني عن القوة العسكرية والجيش، ولكن يجب على الجيش أن يكون حامياً لاستقلال البلاد وأمنها وليس حارساً وحامياً للاستبداد المنبوذ من كل فئات الشعب والمأمور بارتكاب المجازر الجماعية لأبناء البلاد.

سؤال- ما رأيكم في قيادة الجيش اليوم؟
جواب:
اليوم نرى الجيش الإيراني غير مستقل بنفسه. وقيادته بيد أصحاب المناصب وعملاء الشاه العاملين بإشراف المستشارين الأجانب.

سؤال- ما رأيكم في الدكتور شابور بختيار؟
جواب:
حكومته كحكومات الشاه السابقة غير شرعية ومدانة من قبل الشعب.

سؤال- هل أنت راغبون في إجازة حزب تودة قبل أو بعد استقرار الجمهورية الإسلامية؟
جواب:
ليس في ايران اليوم مجموعة بغيضة كحزب تودة الكثير السيئات في إيران.

سؤال- تريدون تأسيس هذه الجمهورية بالاستفتاء الشعبي؟
جواب:
لقد أعلن الشعب الإيراني في استفتاء تاسوعاء وعاشوراء الذي شمل جميع انحاء البلاد ضرورة تأسيس الجمهورية الإسلامية، وبعد سقوط الشاه وزواله سيقوم ممثلوا الشعب في المجلس بإنجاز المراحل القانونية ويكملون و ضع دستور هذه الجمهورية.

سؤال- هل تريدون ضمان حرية التعبير وحرية الصحافة وحرية العقيدة؟
جواب:
نحن بمشيئة الله- تعالى- سنعلن برامجنا في أول فرصة مناسبة تتاح لنا. وهذا لا يعني أن أستولي على زمام الأمور في البلاد، وفي كل يوم أضع استبداداً كما كان ايام الشاه، وأفرضها على الشعب عنوة. وهذا ما ستتعهد به الحكومة وممثلو الشعب الذين سيتخذون القرارات في هذه المجالات. ولكنني سأقوم دائماً بمهمة الرقابة والهداية.

سؤال- هل أنتم مستعدون لرؤية وجه شيوعي أو وزير يميل الى الشيوعية في منصب الدفاع القومي، أو الشؤون الداخلية أو العلاقات الخارجية؟
جواب:
إذا صوت الشعب للجمهورية الإسلامية لن يتم قبول وزير غير مسلم.

سؤال- هل لديكم النية في قطع النفط عن أمريكا وحلفائها؟ واذا كان ذلك فإلى أي بلاد ستصدرون النفط؟
جواب:
نحن سنوقف تصدير النفط الى الخارج، حتى يرحل الشاه. وبعد رحيله نبيع النفط إلى البلاد التي نرغب فيها ونحصل مقابله على المال وليس الأسلحة.

سؤال- كيف ترون دور رجال الدين والقادة الدينيين في الحكومة القادمة؟ وكيف ستكون علاقاتكم مع القوى غير العسكرية أي المدنية؟
جواب:
سينهض رجال الدين بالإرشاد والهداية والتوجية في الحكومة القادمة.

سؤال- هل هناك أحد من مناصريكم أو من المقربين اليكم يمكن أن يكون ذا علاقات مع الشيوعية والإشتراكية الماركسية؟
جواب:
لا! ابداً! نهائيا!

سؤال- ما نظركم للاتحاد السوفيتي والأقليات المسلمة في آسيا الوسطى؟
جواب:
الاتحاد السوفيتي إحدى الدول التي تنهب ثروات بلادنا، وتسرق الغاز الإيراني، وكانت دائماً مساندة للشاه. ونحن نحترم جميع الأقليات الدينية أينما كانت.

سؤال- ما هي سياستكم إزاء الاتحاد السوفيتي؟ وما هي مشاعركم تجاه الماركسية الروسية؟
جواب:
سياستنا إزاء روسيا هي كسياستنا إزاء أمريكا وجميع الدول. نحن نحترم ونعامل جميع الدول على الاحترام المتبادل.

سؤال- ما هي مشاعركم تجاه اقامة الحكومة الثورية في أفغانستان؟ وما علاقاتها مع إيران؟
جواب:
افغانستان بلد مجاور لنا وهو مسلم وتربطنا بالشعب الأفغاني علاقات صداقة، وهم اخوة لنا.

سؤال- هل ترون أنسجاماً بين الإسلام والماركسية الملحدة؟
جواب:
لا! نهائياً!

سؤال- هل أنت مشتاق لمنصب في الحكومة القادمة؟
جواب:
لا.


* صحيفة الإمام، ج‏5، ص: 257-260

2011-03-25