الموضوع: اسباب معارضة النظام الشاهنشاهي والسياسة الامريكية
مقابلة
المحاور: مراسل صحيفة بالتيمورسان الأمريكية
عدد الزوار: 92
التاريخ: 18 دي 1357 هـ. ش./ 9 صفر 1399 هـ. ق.
المكان: باريس، نوفل لوشاتو
المحاور: مراسل صحيفة بالتيمورسان الأمريكية
سؤال- ما هي الاسباب الرئيسة لمخالفتكم الشاه؟ أهي تقصيره في الإصلاحات، أم إفراطه فيها أم قيامه بإصلاحات غير مناسبة، أم أسباب أخرى؟
جواب: السبب الاول هو ما جاء في سؤالكم وهو أن الشاه تدخل رسمياً في ادارة البلاد واعداد الخطوة الاساسية الإيرانية في مجال الاصلاحات والشؤون الأخرى للبلاد وهذا إجرام، لأن الشاه السلطة الدستورية غير مسئول، ولا يتدخل في الأمور، ولا يقرر مصير البلاد، ولا ينظر في شأن المجلسين والحكومة إذا تم اختيارهما من قبل الشعب، ولكن الشاه كان يقول دائماً بأنه القائد الوحيد للبلاد وقد اعترفت كل الحكومات طيلة هذه السنوات بان أي عمل قامت به كان بأمره، وكل هذه الحكومات مجرمة وتجب محاكمتها ونواب المجلسين كانوا يشاهدون هذا الجرم ويسكتون عنه فتجب محاكمتهم أيضاً فضلًا عن أنهم لم ينتخبوا من قبل الشعب ودخولهم المجلس جرم آخر وإقرارهم أوامر الشاه المخالفة للدستور وإعطاؤها الصبغة القانونية على زعمهم جرم ايضاً.
فجميع اركان الحكومة على خلاف الموازين القانونية، والشاه هو السبب الرئيس لجميع هذه الجرائم لذا كان اعتراضنا عليه هو نفسه قبل غيره.
وهذه الدولة غير القانونية التي لم تستند إلى الشعب قائمة على الاستبداد نشرت القهر والقمع على الشعب الى أبعد الحدود مخلفة طوال هذه السنوات آلاف القتلى والسجناء والمنفيين، ومازال هذا فعلها حتى الآن.
ونتيجة اصلاحات الشاه في المجال الزراعي هي تدمير الزراعة الإيرانية الغنية تدميراً أدى الى استيراد 95% من المواد الغذائية من الخارج مقابل نهب النفط. وفي المجال الصناعي أسس صناعة تجميعية لا تتناسب مع المتطلبات، وربط البلاد بالخارج ربطاً لا يمكن التخلص منه إلا بدفع ثمن باهظ. وفي مجال السلاح والثروات الباطنية مثل النفط والنحاس والمواد الأخرى والثروة السمكية والغابات والمراعي والمياه لا تحتاج جرائمه لتوضيح كبير. وفي مجال الشؤون الثقافية والاخلاق العامة في المجتمع وباقي الشؤون الأخرى يجب القول بأنه قد حول إيران إلى دمار نشاهده اليوم جميعاً.
سؤال- باعتقادكم ما هي التغيرات اللازمة الإنجاز في إيران؟
جواب: كل شيء في إيران يجب أن يتغير ابتداء من الدستور الى الحكومة والشؤون الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والعسكرية كل شيء يجب أن يتغير.
سؤال- الكثير من الفئات السياسية والدينية والوطنية تناهض الشاه، هل تتصورون ان تدع هذه الفئات اختلافاتها وتشكل حكومة مؤثرة؟ إذا كان الأمر هكذا، ومتى كانت هذه الخلافات عميقة؟
جواب: نحن اوصينا جميع الفئات وطبقات المجتمع أن يدعو الخلافات، ويسعوا خادمين لإنقاذ الشعب والوطن ونرى اليوم الاتحاد والتكاتف بين الشعب في هذه المرحلة من نضاله متمنين أن تتسع الوحدة يوما بعد يوم، ويسعى رؤساء القوم لإيصال المجتمع الإيراني المسلم إلى نظام عادل إسلامي.
سؤال- إذا استقال الشاه أو قبل التنحي عن القدرة السياسية؟ فهل تنوون المشاركة في حكومة جديدة؟ واذا لم تنووا ذلك فلماذا؟
جواب: ان الاختلاف بين الشعب والشاه لا ينتهي بتنحيه عن السلطة، فقد ارتكب جنايات كثيرة توجب محاكمته ومعاقبة جميع من أعانه في ذلك. ثانيا أن الشعب الإيراني يطالب بقلع جذور النظام الشاهنشاهي والاستفتاء العام يوم تاسوعاء وعاشوراء أثبت هذا الشيء إثباتاً لا مثيل له، وقد أعلن الجميع رغبتهم في استقرار جمهورية إسلامية تستند إلى رأي الشعب وتقوم على القواعد الإسلامية وتعمل بمعاييرها وايجاد مثل هذه الحكومة لن يتيسر إلا بإعطاء الحريات البناءة.
سؤال- هل ترون حكومة كارتر في صدد تغيير ساسيتها إزاء إيران؟ ما هو انطباعكم عن سياسة اميركا والاتحاد السوفيتي تجاه إيران؟ وعلى فرض كنتم قادرين أما كنتم مقدمين على تغيير السياسة الإيرانية تغييراً أكثر مرونة تجاه سياسه الغرب.
جواب: على الشعب الأميركي أن يستجوب الرئيس كارتر وحكومته ويطالبوه ألا يقلل من هيبة الشعب الاميركي في نظر الإيرانيين اكثر مما حدث بحماية الشاه السفاح.
ان الشعب الإيراني قد قرر ان ينقذ نفسه من مخالب الاستعمار والاستبداد، وان يكون حراً مستقلًا وهو يبرمج سياسته على هذين المبدأين، ولا يهمه أن يرضي قراره الآخرين أو لا يرضيهم.
سؤال- هل تلقيتم مساعدة أو وعداً بمساعدة من ليبيا أو منظمة التحرير الفلسطينية؟
جواب: لا، لم نتلق قط.
سؤال- وصلتنا تقارير انكم قلتم: ان الزعماء الاجانب الذين يستمرون في حمايتهم للشاه لن يحصلوا على نفط من إيران في ظل دولة خالية من وجود الشاه، فهل قصدتم بذلك الولايات المتحدة فحسب؟ هل ترون هذا التهديد ذا تأثير طويل المدى؟ هل إذا ملكتم القرار تحبسون النفط عن إسرائيل وجنوب افريقيا واليابان وفرنسا واميريكا وغيرها من الدول أو عن دولة واحدة معينة؟
جواب: لقد تبين لنا بعد الاستفتاء العام الذي رفض الشاه يومي تاسوعاء وعاشوراء، وجرّد حكومته من شرعيتها في نظراً العالم أن الشاه وحكومته- كما قلنا- ليسا ممثلين للشعب، وان كانوا على فرض المحال ممثلين له وما هم كذلك، فكل دولة تسانده وتحميه هي في الواقع تعملعلى اذى الشعب الإيراني، ومن هذا المنطلق يحق للشعب الإيراني أن يوقف ضخ النفط إليها، لأنها تساند العدو.
وقلنا: انه ما دام زعماء هذه الدول يدعمون الشاه، فإننا لن نفتح آبار النفط لهم ما داموا على الحكم سواء كانت أميركا او أية دولة أخرى.
واما اسرائيل، فمن المسلم أننا لن نساعد دولة غير شرعية وغاصبة معتدية على حقوق المسلمين وعدوة الإسلام أيّ نوع من المساعدة.
وحساب جنوب افريقيا معلوم، إذ يحكمها نظام عنصري لا يقدر قيمة الانسان، وهو نظام سفاك وجان.
اما بالنسبة الى الدول الأخرى، فسنبيعها النفط ونصدره لها بالتأكيد بما يتناسب مع مصالحنا الاقتصادية والسياسية.
سؤال- جيسكاردستان رئيس الجمهورية الفرنسية أظهر ان أوامركم بالاحتجاج والإضراب في إيران بدأت تتجاوز حدود اقامتكم في فرنسا، وتوّاً اذن لكم الاقامة في فرنسا وقتاً اطول. هل تسلمتم طلباً من الحكومة الفرنسية أن تعدلوا بياناتكم؟ هل تسلمتم ذلك أو لا؟ هل خطر لكم أن تعدّلوا في البيانات؟.
جواب: انني دائماً كما في السابق بأذن الله- تعالى- مستمر في اجراء واجباتي لخدمة الإسلام والمسلمين ومتى أحسست تشديداً أو تضييقاً أترك ذلك المكان.
* صحيفة الإمام، ج5، ص: 266-268
2011-03-25