الموضوع: كيفية العودة إلى إيران، نوع الحكومة المقبلة، انتفاضة الشعوب الإسلامية
مقابلة
المحاور: مراسل تلفزيون بي. بي. سي.
عدد الزوار: 84
التاريخ: 19 دي 1357 هـ. ش./ 10 صفر 1399 هـ. ق.
المكان: باريس، نوفل لوشاتو
المحاور: مراسل تلفزيون بي. بي. سي.
سؤال- إذا غادر الشاه إيران هل تعتقد سماحتكم بأن العودة إليها ستكون مناسبة؟
جواب: يجب أن ندرس ذلك، وعندما ما نرى الوقت مناسباً نعود.
سؤال ما هي نوع الحكومة أو الدولة التي تتوقعها سماحة آية الله أن تتسلم السلطة في إيران حتى نهاية العام المسيحي الجاري (دسامبر 79).
جواب: نحن نأمل أن تتسلمها هذا العام الحكومة التي أقترحناها وهي حكومة إسلامية.
سؤال- هل ستعينون بأنفسكم هذه الحكومة القادمة.؟
جواب: قلنا سابقاً بهذا يعود إلى رأي الشعب، الذي قبل بهذه الحكومة في استفتاءاته المتكررة مراراً.
سؤال- ما تزال بريطانية مستمرة في ارسال الأسلحة مثل الدبابات، والصواريخ والأسلحة العسكرية الأخرى، إلى الشاه. برأي سماحتكم ماذا يعني إرسال الأسلحة هذا؟
جواب: نحن كنا سنوات طويلة أسرى هذه الأشياء، فبريطانيا تقدم المساعدة لحكومتنا الفاسدة الظالمة. لقد فرضت بريطانيا منذ البدء والد هذا الشاه علينا، وعندما خانها لاحقاً طردته، وفرض الحلفاء- بريطانيا أحدهم- محمد رضا شاهاً علينا-، فالمظالم والجرائم التي أجرمتها الحكومة البريطانية على الشعوب المستضعفة- وشعبنا احدها- لها تاريخ طويل وهي الآن مستمرة أيضاً بإرسال الأسلحة والوقوف إلى جانب الشاه، وذلك لأنهم يريدون أن تستمر سلطته وتستمر الجرائم الفظيعة التي ارتكبها ويرتكبها.
وهم يريدون الحفاظ على الشاه ما أمكن، وكل يوم سيبقى فيه متسلطاً هو يوم فاجعة كبيرة لشعبنا.
سؤال- قيل بأن سماحة آية الله يتلقى مساعدات من ليبيا والفلسطينيين، كما قيل بأن بعض المقربين من سماحتكم- من الذين يساعدونكم هنا- لهم صلة بحزب توده السابق أو أن لهم أفكاراً شيوعية، فهل هذه الاتهامات صحيحة؟
جواب: لا هذه دعايات اتباع الشاه. نحن لم نتلق مساعدة من أحد ولا نحتاج إليها، فنحن نعتمد على قوى الشعب ولا نحتاج إلى الدول. ومن لهم علاقة قريبة أو بعيدة بي هم من المسلمين الحقيقيين ولا ينتمون إلى حزب ما، وهذه دعايات يروج لها الشاه وأنصاره، وذلك تشويهاً لثورتنا.
سؤال- نلاحظ اليوم أن هناك يقظة إسلامية جديدة تنمو في الكثير من الشعوب الإسلامية مثل تركية وباكستان، وهم سيقومون بثورات إسلامية، فما سبب هذه الثورات في نظركم؟
جواب: على مدى السنوات الطويلة كانت الدعايات الواسعة لدول الشرق والغرب سبباً في انخداع الشعوب المسلمة وجعلها تظن أن تطور هذه الدول الضعيفة يتحقق بالتوجه نحو إحدى هاتين القوتين العظميين، لكنهم فهموا بعد مدة أنهم كانوا أسرى الجهة التي مالوا إليها، ورأوها لا تعنى إلا بنهب ثرواتهم وسلب خيراتهم.
وفي عصرنا فهم شعبنا أن الشاه تعلق بالغرب والشرق وأميركا خاصة، وبدد احتياطاتنا وثرواتنا، وجعلها تذهب مع الريح، بل إنه قام أيضاً بهدر الطاقات البشرية لشعبنا. وفهموا أن الجرائم الفظيعة التي يرتكبها كانت بسبب العلاقة الوثيقة التي تربطه بالدول الكبرى.
لقد استيقظ شعبنا، وفهمت جميع الدول ومنها الدول الإسلامية هذه الحقيقة المرة أيضاً، وبالرجوع إلى تاريخهم ومطالعته فهموا أن جميع المشكلات التي واجهت الشعوب كانت ناجمة عن هذه الدول الكبرى، ولذلك كان لا بد لهم من الانصراف عن تلك القوى الاستكبارية.
والإسلام هو الذي سيحقق آمال البشر بجدارة، وسيضعها في متناول أيديهم، والقوانين الإسلامية سواء كانت اقتصادية وسياسية أم كانت ثقافية ومعنوية قوانين ثرية ومتمكنة، وكل من يهتم بهذه القوانين لابد أن يتجه إلى الإسلام. والمسلمون بعد سنوات طويلة من الرقاد أستيقظ بعضهم الآن، واهتم بالاسلام. والأمل هو أن يزداد اهتمامهم بالإسلام وأن يعترفوا بفضله العميم. وإذا عرفوه حق المعرفة، ازدادت صلتهم به، وانحسرت عن الشرق والغرب، وأقبلوا على التضحية في تطبيق أحكامه وحدوده.
* صحيفة الإمام، ج5، ص: 273-274
2011-03-25