يتم التحميل...

الموضوع: الأوضاع العامة في إيران قبل وبعد انتصار الثورة

مقابلة

مجري اللقاء: مراسل صحيفة (استريت تايمز) السنغافورية

عدد الزوار: 89

التاريخ 25 دي 1357 هـ. ش./ 61 صفر 1399هـ. ق.
المكان: باريس، نوفل لوشاتو
مجري اللقاء: مراسل صحيفة (استريت تايمز) السنغافورية

سؤال- لطفاً، بينوا لنا احساسكم ورأيكم في الأحداث السياسية الأخيرة في إيران؟ ما رأيكم في حكومة (بختيار) التي تشكلت تواً؟
جواب:
مقاومة الشعب الإيراني لا مثيل لها في الدنيا، لقد ناضل الشعب الإيراني للقضاء على الاستبداد الجهنمي بشجاعة حيرت الشرق والغرب، وهذا النضال الدموي لا بد وأن ينتهي بالاستقلال والحرية. الشعب الإيراني يريد الاطاحة بالحكم الملكي والسلالة البهلوية وإقامة جمهورية إسلامية. اما الحكومة الأخيرة، فهي ليست قانونية اطلاقا، لانها نالت الثقة من مجلس ليس للشعب الإيراني فيه ممثل ابداً، ولقد قلت مرات عديدة: إن أية حكومة مع وجود (الشاه) مدانة.
سؤال- ذكر ان السيد بختيار لم يحاول تقريب المسافة لكم، ولم يطلب منكم تأييد حكومته الجديدة، وقد طمأنت تصريحاته القيادات الدينية أن إيران لن تبيع النفط لإسرائيل ثانية، كيف ترون موقفه وموقف حكومته؟ وكيف ستتعاملون مع بقية القيادات الدينية التي من الممكن أن لا تأخذ رأيكم بعين الأعتبار؟
جواب:
لقد أدنت أنا والشعب الإيراني الحكومة الجديدة، والحريات الشكلية وعدم اعطاء اسرائيل النفط محاولات لتضليل الرأي العام عن أصل الفساد الذي هو (الشاه) والنظام الملكي، وهذه الحكومة 1 لن تستطيع الاستمرار، لأن الشعب لا يؤيدها.

سؤال- إن لم أكن مخطئاً في فهمي فأنتم ومؤيدوكم تريدون ذهاب (الشاه) ولا ترون لإيران مستقبلًا سوى الصورة الكاملة للدولة الالهية أي الجمهورية الإسلامية التي تدار من قبل قائد ديني، هل تقولون بشكل مثالي أنكم يجب أن تكونوا البديل عن (الشاه) في رأس الدولة وان تدار إيران بشكل اكثر انسانية وان تتم هدايتها من خلال الاسس الإسلامية؟
جواب:
أنا وسائر رجال الدين لا نحتل منصباً في الدولة، فواجب رجال الدين هو إرشاد الحكومات، لكن ما نريده هو عزل الشاه وتبديل هذا النظام الفاسد بدولة العدل الإسلامية، وسيكون النصر حليفنا.
سؤال- حتى إن قبلتم اسس حكومة كهذه، ألا يمكن القول: أن الكثير من القضايا سوف تنشأ داخل القوى المعارضة الحالية نتيجة لتصورها للدولة؟ هذه الحقيقة جديرة بالمعرفة فآية الله الشريعتمداري يعلن برغمكم أنه يؤيد أن الشاه يجب أن يبقى ضمن شروط طبقاً للدستور والقانون‏ الملكي، وقال عدة مرات: إن الشاه يجب أن يبقى ويحكم، وهذا يدل على أنكم لا تريدون الشاه بينما يؤيده هو.
جواب:
لقد أقدم (الشاه) على بثّ الدعايات في الشرق والغرب إبقاء لنفسه في الحكم، لكن هذه المحاولات لم تعد تجدي نفعاً، فالشعب الإيراني الغيور والشجاع سوف يهزمه هو وحاشيته، لأنه يراه مجرماً وخائناً ولا أحد يستطيع أن يعارض هذا الأمر، وسوف يظهر التاريخ في المستقبل القريب أن إرادة الشعب وإرادة الله ظاهرة على كل إرادة.
سؤال- لنفرض أنكم نجحتم في توحيد القوى المعارضة الحالية ما هي رؤوس سياساتكم الاقتصادية والسياسية الاساسية؟
جواب:
نحن نريد اقتصاداً سليماً غير تابع للآخرين، فقد شل الشاه اقتصادنا، ووضع جميع ثرواتنا تحت تصرف الشرق والغرب وأميركا. ونحن سوف نقاوم ذلك، ولن نسمح ابداً أن ينهبوا وجودنا، سوف نقوم بثورة حقيقية في جميع المجالات الاقتصادية، والشأن الزراعي يحظى في دولتنا بأولوية خاصة لأن الشاه دمر قطاع الزراعة في البلاد ببرنامج الاصلاحات الزراعي الامريكي.
أما في مجال الصناعة، فسننوجد الصناعة الأم بدلا من الصناعات التجميعية، فإيران دولة مستقلة، ولها سياسة مستقلة، وسوف نرفع يد الشرق والغرب عن وطننا، ونقضي على كل التبعيات السياسية، ونجعل المواطنين مسؤولين عن تقرير مصيرهم، ونحرر الشعب الذي حرم كل حقوقه في إيران مايزيد على خمسين عاماً حتى يصل إلى كل مطالبه المشروعة بحرية كاملة، وبرغم أننا لا نفكر أننا سنواجه أزمات اقتصادية حادة بعد النصر، ولكن بإذن الله سنتلافى جميع الهزائم الاقتصادية الحادثة في العهد البهلوي.

سؤال- هل سنشاهد تغيرات أساسية في نمو الاقتصاد الإيراني؟ وهل سيتغير وضع شركات النفط الكبرى الأجنبية في إيران؟
جواب:
إن المتخصصين هم الذين يجب أن يتكفلوا التغييرات الأساسية في الشركات النفطية، وما يمكنني قوله هو أن جميع الاتفاقات التي تضرّ مصلحة الشعب الإيراني لن تكون مقبولة لدينا، لأنها تمت من قبل الشاه المخلوع والحكومة الغاصبة وبطرق غير قانونية.
سؤال- هل ستكون من عودة الى اقتصاد السوق؟ أحدى الأزمات الحالية في إيران هي رفض سياسة التبعية الاقتصادية الحالية لأصحاب رؤوس الأموال الغربيين التي تعارض التجار التقليديين الإيرانيين‏
جواب:
إن اقتصادنا اقتصاد مستقل وسليم ووطني قائم على تأمين أهم الاحتياجات لشعب إيران المحروم المظلوم، وليس اقتصاداً استهلاكياً فقط.
سؤال- هل تعتقدون أن البلاد ستواجه قريباً حالة من الفوضى الاقتصادية؟ الآن وقد تم اغلاق مضخات النفط واصبح الخبز قليلًا في السوق- لأن الوقود لا يكفي للأفران- ماذا ترون؟ ما هو أول اجراء يجب اتخاذه في إيران؟
جواب:
مع وجود الشاه لا يمكن أن يتم تصدير النفط، وقد أرسلت لجنة للنظر في الاستهلاك الداخلي، ليتم تأمين وقود البلاد 2، لكن إضراب شركة النفط سيبقى على حاله حتى ذهاب الشاه. أما الإشكالات التي ظهرت في الداخل نتيجة لنقص الوقود فسيتم رفعها قريباً.
سؤال- هل المعارضة التي تبدونها نموذج لحكومة اشتراكية في إيران، أو أن حكومتكم لها مرجعية انسانية على اساس الأصول الدينية؟
جواب:
إن حكومتنا هي الحكومة الإسلامية التي ستنفذ القوانين الإسلامية التي تصنع الإنسان وتوصله الى قمة انسانيته، وهي قادرة على تلبية حاجاته المادية أيضاً.
سؤال- إذا افترضنا أنكم تسلمتم قيادة الدولة، فكيف تتوقعون أن تكون علاقاتكم بالغرب؟
جواب:
مهمتي في الدولة القادمة هي الإرشاد، ولا فرق عندي بين الشرق والغرب، فالاساس هو مصالح الشعب الإيراني التي تجب رعايتها على أحسن وجه، فإذا التزم الغرب والشرق بمبدأ الاحترام المتبادل في معاملتهما للشعب الإيراني عاملناهما على هذا الأساس أيضاً.
سؤال- هل سيطراً تغيير على تحالفكم مع امريكيا؟
جواب:
نحن تربطنا بالشعب الأمريكي علاقات صداقة، وسوف نقيم مع الحكومة الأمريكية علاقات تخدم مصالح الشعب الإيراني.
سؤال- هل سيطرأ تغيير على السياسة العسكرية؟ هل ستتوقف إيران عن شراء الاسلحة المعقدة التي كانت حتى الآن تشتريها بأموال النفط؟
جواب:
أبداً، الجيش الإيراني لم يكن بحاجة الى هذه الأسلحة قط، والخبراء الأميركيون يسيطرون على الجيش الإيراني، ونحن سنكون جيشاً مستقلًا ونتخلص من كل الزوائد التي لا تنفع الجيش والوطن والشعب الإيراني. أما النفط، فسوف نبيعه الى كلّ دولة نرى في بيعه لها صلاحاً ونأخذ المال ثمناً له، لا أسلحة لا تنفع جيشناً أبداً، وتجعله تحت السيطرة الأجنبية الكاملة.
سؤال- ألا تعتقدون أن هذه التغييرات ستؤثر في علاقاتكم ببقية الدول الأعضاء في منظمة (الأوبك)؟
جواب:
سوف يدرس المتخصصون المؤهلون المسائل المتعلقة بمنظمة (الأوبك)، ثم تتخذ القرارات اللازمة نحن لا نخدع بالاسماء والعناوين، إنما نقوم بما يعود على الأمة بالفائدة والنفع.
سؤال- هل هنالك احتمال أن تتجه إيران في ظل قيادتكم نحو الاتحاد السوفيتي لعمل توازن مع اميركا؟
جواب:
أبداً، نحن سنبني ايران مستقلة، ونرفع عنها قهر أميركا والاتحاد السوفيتي، فالاتحاد السوفيتي ينهب غاز إيران وامريكا تنهب النفط، ونحن لن نسمح أبداً أن تسيطرا هاتان القوتان العظميان على إيران.

سؤال- هل لديكم رأي في دفاع امريكا المستمر عن الشاه؟ هل سترفضون التدخل الامريكي في الشؤون الإيرانية نهائياً؟
جواب:
ما زالت امريكا حتى الآن تدافع عن الشاه، فهي العدو الاول للشعب الإيراني، ونحن ندين التدخل الامريكي في الشؤون الإيرانية، فامريكا ليس لديها أفضل من الشاه لإيجاد قاعدة لها في إيران ونهب ثرواتها وعمل كل ما تشاء فيها، ولذلك تدافع عنه. أما نحن، فسنجعل إيران مستقلة بإذن الله، ويطرد الشعب الإيراني الشاه في النهاية بجهاده المتواصل وقتلاه الذين لا يعدون، وسوف يسقط النظام الملكي، وتأتي مكانه دولة العدل الإسلامية.
سؤال- كيف ستتعامل حكومتكم مع معارضيكم من الجيش الإيراني الذين كانوا يساعدون الشاه باستمرار؟
جواب:
تلك الثلة من العسكريين الذين دافعوا عن الشاه، واقدموا على قتل الشعب الإيراني الأعزل ستتم محاكمتهم ويحاسبون على أعمالهم هذه.
سؤال- إذا افترضنا أن حكومتكم أو أي حكومة تحظى بتأييدكم وصلت إلى السلطة في إي- ران ألن يحصل كبت سياسي وتضييق على الحركات؟ وماذا سيحصل للسافاك؟.
جواب:
أبداً الحرية للجميع مالم تضر بالشعب الإيراني، ولا تضييق على الشعب بأي شكل من الأشكال اما (السافاك)، فسنقوم بحلها وانهاء وجودها.

سؤال- ماذا تريدون أن تفعلوا أنتم ومؤيدوكم؟ أتريدون القيام بانقلاب عسكري في إيران؟ هل تعتقدون أنّ امثال العقيد (خسروداد)3 قادرون على تنفيذ انقلاب عسكري، كما شاع سابقاً؟
جواب:
هذا بالطبع اذا لم يقع الشاه في أيدي الشعب، فحينها سنحاكمه في محكمة حرة، ونحاسبه على أعماله والاطاحة بالنظام الملكي، ونجري انتخابات لحكومة الجمهورية الإسلامية، وفي هذه الدولة سوف تتحرر إيران، وتنال استقلالها الحقيقي. الاستقلال السياسي والعسكري والاقتصادي والاجتماعي والثقافي. والجميع في هذه الدولة أحرار في إبداء آرائهم. لقد ضاق الشعب الايراني ذرعاً بالتبعية للأجنبي والاستبداد الداخلي وهم مستعدون لمواجهة الرصاص بلا وجل في ابتغاء الاستقلال الحقيقي. أين تجد نظيراً للشعب الإيراني في العالم يحارب امريكا والاتحاد السوفيتي وبريطانيا و بقية الدول المؤيدة للشاه بأيد عزلاء لاحقاق حقوقه. فهمتم الآن جيداً ما أريد قوله، لا شك أنه من الصعب أن يصدق الناس في العالم حتى السياسيون الإيرانيون فكرة الانتصار بغير الاعتماد على الشرق والغرب، لقد قال الجميع و يقولون: إننا حتى اذا استطعنا أن نطرد الشاه، فلن يمكننا معارضة النظام. ويقول لي الجميع بلا استثناء: توقف أولًا عن معارضة النظام الملكي، فمعارضة النظام غير مثمرة، وانا اقول لكم ما قلته لهؤلاء بصراحة: إن النصر بإذن الله قريب، سوف أخرج الشاه، وأجتث جذور النظام العسكري، وأقيم مكانه الجمهورية الإسلامية.
أما حصول الانقلاب العسكري، فليس بشي‏ء إزاء هذا الشعب، وإذا حصل لمصلحة الشاه، فلن يحل مشكلة ما، فالشعب يعيش اليوم مثل هذا الإنقلاب وهو يقاوم. وأقولها مرة أخرى: لم يبق طريق إلا تنحية الشاه وإسقاط النظام الملكي.

*صحيفة الإمام، ج‏5، ص: 319


1- حكومة بختيار.
2- اصدر الإمام الخميني أمراً الى السيد مهدي بازركان بتعيين لجنة للإشراف على استخراج النفط بمقدار الاستهلاك الداخلي للحيلولة دون تصديره الى الخارج.
3- قائد القوة المحمولة جواً.
 

2011-03-25