الموضوع: ضرورة صيانة الايرانيين والمسلمين في الخارج للدستور
خطاب
الحاضرون: الجامعيون والإيرانيون المقيمون في الخارج
عدد الزوار: 88
التاريخ: 20 آذر 1357 هـ. ش./ 10 محرم 1399 هـ. ق.
المكان: باريس، نوفل لوشاتو
الحاضرون: الجامعيون والإيرانيون المقيمون في الخارج
بسم الله الرحمن الرحيم
أرجو التوفيق للجميع، وآمل من السادة حيثما كانوا أن ينتبهوا لعدة أمور أحدها أن الإسلام مثلا لا ينحصر في هذه الأحكام الظاهرية المتعلقة بالشؤون الفردية، وهو ايضاً- كما تعلمون- لا ينحصر بالثورة والنهضة وأمثالها، بل إن له أبعاداً كثيرة يجب أن يتعرفها من يريد معرفة الإسلام، أي أن يتعرف المرتبط منها بتنمية جوهر الفرد أو بتنمية ورقي المجتمع أو سياسة تنظيم علاقته مع الأمم الأخرى، أو المرتبط منها بالمجالات الاقتصادية والثقافية وغيرها. فللإسلام أحكام بشأن كل ذلك، ولكن مع الأسف يقال: إن بعض هؤلاء الشباب المقيمين في أوروبا وأميركا يهتمون ببعد واحد منه، وهو البعد الجهادي والمظاهرات وأمثال ذلك.
ومجاهدة العدو ومكافحة الفساد ومحاربة هذه الحكومات الفاسدة بالطبع جزء من مناهج عمل الحكومة الإسلامية، ومن أحكام الإسلام، لكن الإسلام لا ينحصر بذلك، فإلى جانب قيامهم بهذه التحركات والنشاطات (الجهادية) على السادة أن يجتهدوا أيضاً كل الاجتهاد في إقامة الفرائض الشخصية والواجبات التي أمرهم بها الله- تبارك وتعالى- وهي جميعاً مشرعة لخير الإنسان نفسه- ويبنوا أنفسهم بالقيام بها.
ومن الأمور التي تبعث على الأسف هو ما تتناوله الأحاديث والاسئلة الكثيرة وهو ما يقوم به الشباب هنا من مخالفات أحياناً في المحلات التجارية أو المؤسسات الحكومية أو المصارف أو القطارات أو حافلات النقل، بذريعة أن هؤلاء قد نهبوا ثرواتنا، وعلينا أن نقوم بالمثل، ولكن هذا الموقف خاطئ، فأي خيانة يرونها تصدر عنكم- أنتم المقيمين في هذه البلدان- ينسبونها إلى عموم الشعب الإيراني، فيصفون الإيرانيين أو عموم المسلمين بأنهم لصوص!
ولذلك يجب عليكم التحلي بالمزيد من الحذر والانتباه على مثل هذه التصرفات، كأخذ مال من إحدى المؤسسات، فحتى لو رأيتموها مشروعة، وما هي بمشروعة، فاجتنبوها حفظاً لكرامتكم وكرامة الإسلام والشعب، فهذا امر ضروري.
إذا أراد هؤلاء الشباب مثلًا تزوير بطاقة حافلة أو قطار أو طائرة، فليعلموا أنهم بعملهم هذا يتلاعبون بالكرامة الإنسانية لشعب كله، فأوصوا زملاءكم باجتناب مثل هذه التصرفات، ولا يكن القول بأنهم سرقونا فيحق لنا أخذ أموالهم حجة صحيحة.
يجب عليكم أن تحفظوا كرامة شعبكم وكرامة الإسلام، لان الشرطي إذا قبض على أحدكم وهو يقوم بمخالفة ما، فلن يقول: إن هذا المرء هو كذا (سارق)، بل سيقول: إن هذه هي فعال الشعب الإيراني والإسلام، ولذا يقع على عواتقكم أنتم وجميع الإيرانيين والمسلمين الذين يقيمون في أوروبا وأميركا واجب مهم، فجدّوا في حفظ سمعتكم وحالتكم المعنوية والروحية وكرامتكم، وعدم الوقوع أبداً في المخالفات التي تؤدي إلى هتك حرمة شعبكم، حتى لو رأيتموها تصرفات مشروعة، ولو ظلمكم أحد منهم، فلا ترتكبوا أي عمل تزويري، أو أي عمل يسمونه تزويراً أو إذا أكتشفه الشرطة وصفوه بأنه تزوير. أوصوا زملاءكم وأصدقاءكم بذلك، فقد جاءني هنا الكثيرون وسألوني مراراً عن هذه التصرفات وقد نهيتهم عنها دائماً، فأوصوا أنتم أيضاً زملاءكم أن لا يفعلوا ذلك، فهي مضرة لكرامتنا.
أما فيما يتعلق بالقضايا الإيرانية، فعليكم أن تبينوها لاصدقائكم الأمريكان أو الأوروبيين ولكل من تتعرفون إليه حيثما كنتم. اشرحوا لهم معاملة الملك للشعب، وبينوا لهم أن الشعب برمته يعلن رفضه للملك، وضحوا حقيقة ما يجري في إيران، لكي لا يبقى غموض لدى الأجانب، فيتصوروا أن الشعب الإيراني متوحش ويتحرك خلاف النظام، بينوا لهم أن الأمر ليس على هذا النحو بل الشعب الإيراني يريد الإطاحة بهذه الحكومة، لأنها متوحشة.
هذه الحقائق التي عليكم أن تعلنوها، وإني أرجو لكم التوفيق والتأييد والسلامة دائماً- إن شاء الله-.
* صحيفة الإمام، ج5، ص: 149-150
2011-03-25