يتم التحميل...

الموضوع: مهمة الشاه لتنفيذ المخططات الاميركية

خطاب

الحاضرون: جمع من الطلبة والإيرانيين المقيمين في الخارج‏

عدد الزوار: 139

التاريخ 29 مهر 1357هـ. ش/ 18 ذي القعدة 1398 هـ. ق‏
المكان: باريس، نوفل لوشاتو
الحاضرون: جمع من الطلبة والإيرانيين المقيمين في الخارج‏

بسم الله الرحمن الرحيم‏

عدو الإسلام والإنسانية
العدو يتطلع لقتل الجميع وليس قتلي وحدي 1. حفظ الله ابناء الشعب جميعاً! وحفظ هذا البلد من شر الاعداء، اعداء البلد واعداء الإسلام والمسلمين. لقد قتلت قوات الشاه خلال الايام القليلة الماضية عدداً من اطفال المدارس الابتدائية، ممن تتراوح اعمارهم بين السابعة والثامنة، من البنين والبنات! ليس الشاه عدوّي شخصياً، إنه عدو الجميع، عدو للإنسانية عدو للشرف! ويجب ان تتكاتفوا جميعاً، نحن الموجودين في خارج البلد تقع على عاتقنا مسؤولية التضامن مع ابناء الشعب في الداخل الذين وحدوا صفوفهم عسى ان يقضى على هذا العدو إن شاء الله!
يجب ان لا نغفل نحن المقيمين خارج البلاد عن وضع إخواننا داخل البلاد، وعلينا واجب وجداني وديني ان نساعدهم ما نستطيع. نساعدهم بكل ما نستطيع بما في ذلك مساعدة اعلامية، ان نقوم بدعاية صحفية على الاقل وإصدار المنشورات!

ان البلاد باسرها تعاني اليوم من هذا الشخص. إن ما يقوله مهمة من اجل وطني 2 صحيح مهمة من اجل وطنه، ولكن من قبل اميركا لتصل بهذا البلد إلى حافة الهاوية. إنه مأمور باعطاء نفطنا بكامله لاميركا وشراء قطع من الحديد بدلًا عنه خدمة لمصالحهم! إن هذه الاسلحة التي تشترى الآن لا تفيد إيران، إن هذه الاسلحة يريدون الاحتفاظ بها في مكان ما، فإذا ما حدثت حرب بين أميركا والاتحاد السوفيتي تكون في متناول أيديهم! وإيران هي احد هذه الأماكن. ولو أنهم لم يأخذوا النفط للجأوا ايضاً بأسلحتهم إلى هنا لتقوية قواعدهم خوفاً من ان يهاجمهم الاتحاد السوفيتي يوماً ما! الاسلحة التي لا يوجد في ايران من يحسن‏ استخدامها. فهل هناك أفضل من أن يأخذوا الآن نفطنا وينشئوا لهم بالمقابل قاعدة عسكرية ايضاً! النفط الذي ينبغي ان يضمن مبدئياً تأمين احتياجات البلاد حتى النهاية، يقول الشاه سينفد النفط بعد ثلاثين سنة! أين يصرفه؟! إن الشاه يعمل على إخلاء مخازننا الثرية التي منحها الله لنا، فما الذي نحصل عليه مقابل ذلك؟ نأخذ الاسلحة! فلماذا تأخذها؟! وهل تستطيع يا ترى محاربة أميركا والاتحاد السوفيتي؟! وإذا كان ذلك لقمع مواطنيكم فهذه البنادق التي لديكم تكفي لذلك! ولا حاجة إلى الاستيراد من أميركا. فهذه البنادق تكفي لمواجهة كسبتنا وشبابنا وجامعيينا وفتياتنا وفتياننا ونسائنا. ان كل هذه المعدات التي يزودون بها ايران مقابل نهب نفطها ليس لها تفسير غير ان يشيدوا قواعد عسكرية لهم هنا. وهذا يعني أنهم ينهبون النفط وثمنه ايضاً.

لا نعلم ما يفعله هؤلاء بهذه البلاد، وإذا ما رحل، ان شاء الله، يستطيع الاشخاص المطلعون ان يقولوا كلامهم حول ذلك! إذ لديهم اطلاع كاف على حقيقة ما يجري في ايران. كما انهم مطلعون على خيانات هذا الشخص، فاذا ما تحدث هؤلاء ستتضح حقائق كثيرة. إن ما لدينا من معلومات بسيطة تشير إلى ان حضرته حطّم زراعة إيران بصورة عامة باسم الإصلاح الزراعي! وهذا هو المضحك حقاً! فالبلاد التي كانت تصدر القمح والشعير وأشياء اخرى، يتباهون الآن بأنهم يستوردون لها كذا مقدار! هذا يستدعي إقامة العزاء لا المدح والتباهي! فمن ذا الذي حطّم هذه الزراعة العظيمة في إيران وقد كانت محاصيل إحدى محافظاتها تكفي البلد كله؟! والآن يجب استيراد كل شي‏ء من الخارج! لقد أبادوا الثروة الحيوانية إبادة تامة، وأخذوا مراتعنا التي هي مراع لمواشينا وأمّموها كما يدّعون! ومعنى التأميم ان حضرته هو الامة وأن الامة كلها اساساً هي الشاه وعائلته! وعندما يعلنون تأميم شي‏ء، فمعناه أننا نستولي عليه ونبتلعه! لقد منعوا الناس من جلب مواشيهم الى المراعي، ومنعوهم من الاستفادة من الغابات، بل باعوا الغابات هنا وهناك وابتلعوا أثمانها وذهبوا وشأنهم!

الإصلاح الزراعي وتبعاته‏
لا نعلم ماذا يفعلون؟! إننا نرى الزراعة في إيران قد دمرت عندما قاموا ب الإصلاح الزراعي! وأحد أضراره أننا صرنا سوقاً لأميركا، علينا ان نشتري الحنطة وكل شي‏ء من أميركا! حتى ان بيض الدجاج يردنا من اسرائيل!
والضرر الآخر انه لم يستطع هؤلاء الفلاحون والمزارعون البقاء في قراهم، فقد هاجروا إلى المدن بصورة جماعية واجتمع هؤلاء المساكين الآن كما كتبوا ذلك لي بالتفصيل في ما يقرب من عشرين أو ثلاثين حياً مختلفاً بطهران، في العاصمة التي أخذت تطل على بوابة الحضارة الكبرى! وضربوا لهم الخيام ويعيشون مع أولادهم الصغار والكبار في خيمة واحدة، وهناك حي من مائتي خيمة إلى ثلاثمائة إلى خمسمائة يعيش فيها هؤلاء، وهم ليسوا محرومين من الكهرباء والماء والطرق المعبدة فحسب، وهي ليست مهمة، بل إنما إذا أرادوا ان يجلبوا ماء الشرب لأطفالهم كما روي لنا فلابد للمرأة المسكينة ان تحمل اناء من الفخار وتصعد به سلّماً من خمسين إلى ستين درجة لتصل إلى صنبور المياه وتملأ إناءها!

تصوروا أنتم شتاء طهران حيث تسقط الامطار والثلوج، وعلى هذه المرأة المسكينة ان تصعد بهذه المعاناة إلى الأعلى لتملأ إناءها ماء وتنزل به ثانية خمسين درجة، وكم ستتعثر وتتحمل من الأذى ما لا يعلمه إلا الله!. لقد كتبوا لي انه توجد أحياء في كذا وكذا من المناطق خاصة لهؤلاء الذين هاجروا من قراهم إلى طهران بسبب تنفيذ الإصلاح الزراعي وتبديد الزراعة لعلّهم يعثرون على فرصة عمل يتمكنوا من خلالها اعالة اسرهم. هذا هو وضع هؤلاء التعساء في طهران، في المكان الذي شيدت فيه قصورهم الشاهقة ..

هذه هي الحياة التي يعيشها هؤلاء البؤساء. وتلك هي الحياة التي تعيشها عائلة هذا السيد، فقد قرأت في الايام القليلة الماضية ان إحدى أخوات الشاه اشترت قصراً في مكان أنفقت خمسة ملايين دولار لتزيينه بالزهور. أنا لا استطيع تصور معنى هذا العمل! فتلك حياة يعيشها الشعب، وهذه حياة أيضاً! كيف حدث هذا؟! حدث نتيجة الامر الذي أصدرته اميركا لحضرته قائلة: نفّذْ الإصلاح الزراعي، أي أوجد لنا سوقاً استهلاكية.

اميركا، المجرم الحقيقي‏
منطقنا هو أن هذا الوضع يجب ان ينتهي! وكلامنا هو أن هؤلاء خانوا بلادنا ويجب علينا قطع أيدي الخونة عن هذه البلاد! إننا نقول إن الذي ارتكب الخيانة الاساسية ضد بلادنا هي أميركا! وان صراعنا الآن مع أميركا، والشاه هو أحد اذناب أميركا! إنه عميل! إننا نقول إن أميركا هي الأصل ولابد ان تذهب، ويجب ان تذهب هذه الاذناب الخائنة التي تأكل وتأخذ بشره، وتنهب اموال الناس! إننا نريد ان نحكم بلادنا بأنفسنا!

كارتر مدرّس الشاه الأكبر
لقد قال السيد كارتر يوم أمس في حديث له ان الناس يخالفون الشاه لأنه يريد إيجاد مجتمع تقدمي ومنح الحرية للناس! وكما يقول السيد كارتر، استاذ الشاه الاعظم! ان نداء الشاه هو: أيها السادة اسمحوا لي ان اوفر لكم حياة مرفهة! وهؤلاء يقولون: لا نريد ذلك، بل نفضل العيش في هذه الكهوف.

فكيف نتصرف مع كارتر هذا؟ بأي كلام نردّ عليه يليق به؟ هل نقول انه لا يعلم؟ هل من المعقول انه لا يعلم وأنا وأنت نعلم كل ذلك؟ فماذا إذن يعمل مستشاروه المتواجدين في كل مكان. إذن فهو يعلم ذلك. ولكن يريد يخدع مَن؟ يريد يخدع من بهذا الكلام من ان الشاه يريد ان يمنح الحريات غير ان الشعب يعارض ذلك؟ إن مثل هذا الكلام إذا ما ذكرته في مكان يجهل اهله الحقائق، سيقولون ان هؤلاء مجانين. الشعب الإيراني مجانين. ذلك ان الشاه الرؤوف يريد ان يمنحهم الحرية غير انهم يرفضونها.

هذا هو منطق كارتر رئيس جمهورية اميركا. انه يعي ما يقول ولا يذكر ذلك عن جهل، لا نستطيع ان نقول ان كارتر لا يفهم. بل هو يعي ما يقول ربما يتمكن من خداع البعض. انه مخادع. اننا مبتلون بأمثال هذه الكائنات. اننا اناس متخلفين نريد ان نتحكم بثرواتنا بأنفسنا. انهم ينعتونا بالتخلف. ويقولون أحياناً باننا غير مؤهلين للتمتع بالحرية. الشاه يقول ذلك. ولأنهم غير مؤهلين ينبغي ان يقبعوا في السجون.

إذا كان حضرته يريد منح الحرية، فلماذا يهتف كل هؤلاء الناس: استقلال، حرية حتى الأطفال الذين لا تزيد اعمارهم على الاربع او الخمس سنوات يهتفون بالاستقلال والحرية. الجميع يهتف بالاستقلال والحرية. حسناً! لو كان لديهم الحرية فماذا يريدون إذن؟ اذا كان يريد أن ينعم عليهم بالحرية فما معنى كل هذه الهتافات التي يطلقها الشعب مطالباً بالاستقلال والحرية؟ يتبين من ذلك ان المنطق يختلف، فمنطق الشاه هو أن الحرية موجودة في البلاد، أي إن الجميع تحت وطأة التعذيب! ففي منطق الشاه ان الحرية في أن يكون الجميع تحت وطأة التعذيب والسجن والكبت! كما أن الاستقلال في منطق الشاه هو شي‏ء آخر، وهو ان يكون كلّ ما في البلاد، وفي كل الامور تابعاً للغير وحضرته هو الذي جعلها تابعة!

نواب تختارهم اميركا
فهل تتصورون ان النواب الذين ينصبهم الشاه ولا علاقة لهم بالشعب، يتم تعيينهم من قبله؟! كلّا، السفارات الاجنبية هي التي تأتي بهم وتقول يجب ان يكون هؤلاء نواباً! وكان الامر كذلك في عهد رضاخان ايضاً! غاية الامر كانوا يأتون بهم من قبل السفارة البريطانية، وقبل ذلك كانت السفارة الروسية والآن السفارة الأميركية! وربما يتواطأ الانجليز والصين والسوفييت والأميركان مع بعض لنهب أموال الناس! ذاك ينهب غازه وهذا نيهب نفطه! وهكذا فان نوابنا يتم فرضهم من قبل اميركا. ولو كان الشاه يختارهم بنفسه لقلنا انهم من ابناء جلدتنا رغم اننا لا نرفض امثال هؤلاء. ولكن حتى هذا لا يملك الخيار فيه وانما تأتيه القوائم من الخارج ويطلبون منه تعيينهم نواب في المجلس، وهو بدوره يقوم بارسال القوائم الى الجهات‏ التنفيذية آمراً بتنفيذ ذلك. فما شأن الشعب بذلك. لا شأن لهم بمثل هذه الامور. عليهم ان يعملوا فحسب، وكل ما ينتج عن عملهم يجب أن يذهب في جيوب الشاه واسرته. ولكن اذا كان لابد للشعب أن يأكل شيئاً، فليأكل الصفعات!!.

نظام الشاه من وجهة نظر الإسلام‏
وكلامنا هو ان هذا الوضع يجب ان ينتهي! فلا يتفق مع أي منطق ان يكون ثلاثون مليون نسمة يعيشون في ضيق ويعملون باستمرار وينهب الآخرون ثمار جهودهم! يجب إصلاح هذا الوضع، هذا هو منطق الإسلام! يقول الإسلام يجب ألّا يحكمكم أحد، يجب ان تكونوا مستقلين!

من الطبيعي ان الاستقلال في منطق هؤلاء هو الرجعية، إن لم يكن كل مالدينا بيد أميركا فلسنا بتقدميين! المنطق يختلف. المفاهيم تختلف في منطق هؤلاء. ففي منطقهم ان الوصول إلى بوابة الحضارة هو هذا الذي تشاهدونه. ففي هذا الوقت الذي نجلس هنا لا ندري كم من نقاط ايران شهدت مجازر على يد ازلام السلطة الحاكمة.
إننا نقول نحن لا نريد ان توصلونا أنتم إلى بوابة الحضارة. اخرجوا! ولتَخرج أميركا ولت خرج مستشاريها! ونحن نحكم بلادنا بأنفسنا لا شأن لكم بنا. واذا كان الشاه حريصاً على رقينا وتحضرنا فنحن لا نريد ذلك. اننا بامكاننا ان نحقق ما نريد بأنفسنا. واذا لم نتمكن من ذلك فنحن راضون. إننا حفنة من الفلاحين نريد ان نزرع القمح والشعير في أرضنا بأنفسنا ونأكل!

وأنت أميركا التي امتدت يدك من ذاك الجانب من العالم إلى هنا وتنهب جميع ثروات إيران من النفط والنحاس والفولاذ وغيرها، ارفعي يدك فنحن نعمل كما يحلو لنا! وأنت لا يمكنك ان تقولي لا تستطيعون فما شأنك؟! ما شأنك إن لم أكن قادراً على ارتداء عباءتي جيداً؟! تأخذون عباءتي بذريعة أنني لا أستطيع ان ارتديها! في حين أنكم تكذبون! فانتم لا تسمحون بذلك!

اميركا عقبة امام تقدم إيران‏
لقد مضت سبعون سنة أو أكثر ولدينا جامعة .. منذ زمن امير كبير ونحن لدينا مدرسة وجامعة، ولكنكم لم تسمحوا للطلبة في هذه الجامعات ان يدرسوا بصورة صحيحة! فثقافتنا ثقافة استعمارية! لا يسمحون لشبابنا بالدراسة! لا يسمحون لنا بالتطور! فليرفعوا أيديهم عنا، فالإيراني ليس بأقل منهم! ولكنكم لا تسمحون لنا بالنمو والتقدم! وإذا ما حققنا النمو فستكون مصالحكم في خطر! إنكم تُبقون الشرق متخلفاً، لتبتلعوا ما عندهم! فقد نصبتم‏ عميلًا في كل بلد. وفي بلادنا جئتم بالشاه ليؤدي مهمة من اجل الوطن، والذي ترون ما فعل به ويفعل.

هدفنا قطع دابر الاجنبي‏
إن منطقنا منطق الإسلام وهو ان لا تكون على الشعب سلطة أجنبية «9»! هتافنا ومنطقنا هو ألا تكون أميركا، ولا السوفييت، ولا الأجنبي! في بلادنا. هذا هو منطقنا وشعارنا، ومن كان لديه كلمة بشأن ذلك فليقلها .. فليرد على ذلك اعلام الشاه الذي يقال أنه ينفق مائة مليون دولار للدعاية من اجل الحفاظ على نظامه. إن هذه الصحف التي تعرض الإسلام وعالم الدين بصورة سيئة بدولارات الشاه، لماذا تقوم بذلك؟! لأن الإسلام يقف أمامهم، وعالم الدين يريد تطبيق الإسلام! إنهم يريدون تعريف الإسلام بصورة سيئة ليُعرض الناس عنه وينزوي العالم الديني! ويبقى الميدان لهم وحدهم يفعلون ما يشاؤون.

كما جعلوا الجامعات أيضاً بتلك الصورة، ومارسوا من الضغوط ما جعل الحوزات العلمية غير قادرة على التدريس ولا جامعاتنا! لقد مرت سنة والجامعات مضربة، والمدارس كذلك، وليس لدينا الآن جوّ هادئ ليدرس طلبة الحوزة والجامعة، وتلاميذ المدارس الابتدائية كذلك، ففي كل يوم يهجمون على الناس في الشوارع، وبين يوم وآخر يداهمون المدارس ويعيثون بها فساداً. حتى الاطفال لم يسلموا منهم. لقد أخبروني هذا اليوم وأمس أنهم قتلوا في أحد الاحياء بعض الاطفال من البنات والبنين!

التراجع امام ارادة الشعب‏
إن الوضع في إيران اليوم نموذجي، والأسمى من ذلك هو معنويات الشعب الإيراني! إن معنويات الشعب قوية بشكل أن الدبابة والجندي وحربته تقف في جانب، والناس يواجهونها بالقبضات والعصي! وكلما سقط أحدهم قتيلًا حل محله آخر!
إن حزب رستاخيز، هذا الذي طالما أثنوا عليه وكانوا يؤكدون على أن من لم ينتسب إليه يجب ان يذهب ولا وطن له! يقولون عنه الآن إنه كبقية الأحزاب! والناس فعلوا هذا، فغدا هذا الحزب فارغاً تافهاً! وسبق لي أن قلت ذلك، فهؤلاء ليس لديهم غير الثرثرة. وبقية أعمالهم كذلك أيضاً، وفيما بعد سيقول الشاه شيئاً فشيئاً عن الإصلاح الزراعي ايضاً إنه لم يكن إصلاحاً بل كان إفساداً! فما تقوم به كتائب التعليم غير الدعاية للشاه!

صوت واحد في ايران‏
واليوم يقف الناس ويقولون نحن لا نريد هذا الشاه. فهل يوجد استفتاء افضل من هذا؟! البلاد بأسرها تعلن رفضها له. ترى ما الذي تقوله أميركا؟! بلادنا ونحن احرى بها فما شأنكم انتم. ان ابناء كل بلد هم المسؤولين عن مقدراته. ونحن نرفض وجوده فليذهب وشأنه. وسنأتي بشخص آخر. ان شؤوننا يجب ان تكون وفقاً لموازين قانونية وعقلانية، بأيد أمينة.

على أي حال لدينا الآن مسؤولية نحن الموجودين هنا وانتم الذين تقيمون خارج البلد. علينا مساعدة الشعب الإيراني الثائر، وقد مضت خمس عشرة سنة على هذه الانتفاضة ولكنها قويت منذ سنة. وها نحن نجتاز اليوم تاريخاً حرجاً! ربما لم يشهد التاريخ الإيراني له نظيراً، أي هذا الوضع الذي يتظاهر فيه الطفل الذي يبلغ من العمر سبع أو ثماني سنوات من طلبة المدارس الابتدائية ويقول لا نريد الشاه، وليسقط الشاه! فيأخذونه ويقتلونه، ثم يأتي الطفل الآخر ويقول نفس الكلام! والأكبر منه يتفوه بنفس الكلام! وفي جامعته نفس الكلام أيضا! وإذا ذهبت إلى مدارسه القديمة الدينية، تجد نفس الكلام أيضاً! وفي مدارسه الحديثة نفس الكلام! والآن أينما نذهب فالكلام هذا موجود! تذهب إلى السوق، إلى المسجد، تجد نفس الكلام! لم يسبق أن اتفقت جميع إيران على موضوع واحد، وليس أنني لا أذكر هذا فقط، بل إن التاريخ لا يذكر أيضاً، وليس أن تاريخ إيران لا يذكر، بل ولا التاريخ في أي مكان يذكر!

عليكم ان تعلموا انه إذا ما رفعت حربة أميركا فسيتخلى الجيش عنه عن الشاه أيضاً! إن حربة أميركا الآن خلفه، وكل مصائبنا من أميركا! الجميع يرفضه. وانني آمل ان تتواصل هذه الاوضاع وتحقق النتيجة المرجوة منه. فليس من الممكن أن تستمر السيطرة على بلد بالحراب والاحكام العرفية، ولابد ان يتغير هذا الوضع! فليقل كارتر ما يحلو له .. غير ان مايقوم به الشعب هو من اجل الحرية، من اجل التقدم. فليقل كارتر ما يقول، ولكن الاوضاع التي تشهدها إيران اليوم تسير في الطريق الصحيح.

وينبغي لنا ان نقدم لهم الدعم والمساعدة. فأنا اتحدث هنا وانت بوسعك ان تتحدث لآخرين، والكل يعمل على تقديم الدعم لإخوتنا في إيران الذين يضحون بدمائهم. الصغار والكبار يقدمون كل ما بوسعهم، وينبغي لنا تسخير اقلامنا وخطاباتنا والعمل معاً على تحطيم هذا السد. السد الذي يقف من امامه محمد رضا شاه ومن خلفه كارتر. وعندما يتحطم السد تتحقق السعادة، سعادة جميع ابناء الشعب، وانني اسأل الله تبارك وتعالى التوفيق لكم جميعاً. ادعو لكم جميعاً. اسأل الله تعالى ان يسلمكم جميعاً ان شاء الله، وأن تجدّوا في ان‏ تكونوا اشخاصاً مفيدين لبلدكم، وان لا تكونوا كالمسؤولين حالياً في إيران ان شاء الله.حفظكم الله جميعاً.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*صحيفة الإمام، ج‏4، ص: 59


1- يرد الامام بذلك على مشاعر الحاضرين حيث اخذوا يهتفون: حفظك الله ايها الخميني، وليمت العدو الذي يريد قتلك.
2-عنوان كتاب اصدره الشاه يتحدث فيه عن تجربته في الحكم.

2011-03-22