يتم التحميل...

الموضوع: توضيح مشروعية النهضة وواجب الشعب في هذه المرحلة

خطاب

الحاضرون: جمع من الطلبة والإيرانيين المقيمين في الخارج‏

عدد الزوار: 145

التاريخ: 2 آبان 1357 هـ. ش/ 21 ذي القعدة 1398 هـ. ق‏
المكان: باريس، نوفل لوشاتو
الحاضرون: جمع من الطلبة والإيرانيين المقيمين في الخارج‏

بسم الله الرحمن الرحيم‏

ان تدهور وضعي الصحي لا يسمح لي ان اطيل الحديث .. لم تُبق لنا اوضاع إيران حالًا جيدة! فقد تعرضت ثانية لمجزرة، فسلب هذا النظام المنحطّ السفّاك أرواح الناس وقتلهم قتلًا جماعياً! ولكن مع ذلك الاوضاع تبشر بخير. ففي الوقت الذي يمارس القتل فإن الاوضاع أصبحت بشكل دعته لليأس وقد صرح بذلك بنفسه. وهو يقوم الآن بتهريب العملة الصعبة من أموال الناس، ويقال ان المجوهرات الملكية نقلت بطائرة إلى خارج البلاد. ويقال ان الجزيرة (كيش) التي أعدها للأعمال المشينة وأنفق هناك أموالًا طائلة، باعها إلى شركة النفط وحوّل أثمانها إلى الخارج! والآن وعندما يئس، أخذ يرتكب المجازر دون رحمة بأحد!

سياسة الخطوة خطوة في النضال ضد الشاه سياسة خاطئة

فعلى الشعب الإيراني ألّا يمهله! فإن سنحت له فرصة فستحلّ المصيبة بالشعب الإيراني! ان بعض الاشخاص الذين لا يدركون الامور جيداً يقترحون أحياناً أنه من الافضل إبقاء أصل النظام وإزالة هذا الشخص (الشاه)، ويرى البعض أيضاً ان يبقى حضرته ولكن كما ينص الدستور الذي حدد مسؤولية الشاه بأن يملك ولا يحكم!

هذا أحد أخطاء هؤلاء السادة! بعضهم يريد المحافظة على هذا النظام عن سوء قصد وبعضهم من ذوي النية الحسنة يخطئون! فقد مضى على هذا الإنسان ثلاثون سنة وهو يرتكب الجرائم، وكم قتل من الإيرانيين أو أمر بقتلهم لا سيما في السنوات الاخيرة! والآن وبعد كل هذا القتل وبعد ان منح جميع الثروات والنفط والمراتع والغابات وكلّ شي‏ء إلى الآخرين وحطّم الزراعة كاملة، نقول له تفضل الآن واجلس على العرش واملك، ولا شأن لك بالحكومة، وليس من الضروري ان تكون على رأس السلطة التنفيذية!

السماح للشاه بالبقاء في السلطة خيانة للشعب‏

أي مسلم يمكنه قبول مثل هذا الامر! كيف يمكن القول لإنسان مارس الخيانة والجناية عمره، وأراق دماء أبناء البلاد دهره، وكان يتولى بنفسه قيادة الاحداث والقمع في الخامس عشر من خرداد، وقد تم بأمره قتل خمسة عشر ألف شخص كما قيل، ولا يمكن ان تقع هذه المجازر دون أمره، ولم يصرح حضرته مرة واحدة بأني لم أفعل ذلك وإنما فعله المأمورون! كيف يمكن القول له الآن ليكن حضرته ملكاً والآخرون خدماً له؟! فأي شعب يمكن ان يقبل منا اذا ما فعلنا ذلك؟ أي رجل يؤمن بالله والاسلام بوسعه تنفيذ هذا المخطط والاقتناع به؟ فنحن ننصح اولئك الذين يثيرون مثل هذه الموضوعات أن يفيقوا من غفلتهم ويعودوا الى رشدهم.

يجب ان تعلموا أيها السادة أنكم إن أمهلتم هذا الإنسان اليوم وقلتم ليملك ولا يحكم فسيقبل الآن، حيث إنه قال في المجلس: (لقد حدد الدستور مهامّي وقبلتها)! ولكن هذا الشخص يريد خداع الناس ليهدؤوا، واخماد هذه الثورة التي بدأت الآن وهتافات الجميع التي تنطلق بصوت واحد: (لتسقط هذه الملكية!) فإذا خدمت هذه الثورة فلا يمكن ان تقوم مثلها ثانية، وإذا خبت هذه الانتفاضة التي وصلت إلى هذا الحد برغم تلك الصعاب وانصرف الناس إلى شؤونهم، فمن المستحيل أن تعود ثانية! لأن هذا الشخص سيعود بعد ذلك ويرتكب من المجازر ما هو أسوأ من هذه ضد جميع المخالفين!

فأيّ عقل يسمح بأن نمهل عدو الشعب اللدود الذي يلفظ انفاسه الأخيرة، لكي نخطو بعد ذلك الخطوة الاخرى؟! يجب أن ننهي أمره الآن، يجب أن يستأصل هذا الجذر الآن! ويجب أن نشترك جميعاً في هذا الأمر، وإذا لم يوافقنا أحد في هذا الأمر، فإما أن يكون ذا نية سيئة أو إنه إنسان جاهل! فيجب إفهام الذي لا يعقل، وزجر سي‏ء النية، ليتخلى عن معارضته!

فهل نقول الآن للشعب الذي ضحّى بدمائه: لا، ليبق حضرته ملكاً؟! أو ليذهب حضرته وتجلس (السيدة فرح) على العرش ويُشكل مجلس الوصاية! ثم نقول فيما بعد: لا، لتذهب هي أيضاً! هذا خطأ، يجب إنهاء الامر الآن! وقد وصل الشعب إلى هذا الحد، وكما أنه أخذ يحطم الاسس الواحد بعد الآخر كالسيل، فليحطم كل الاسس حتى يُقضى على هذا الخائن!

اجتثاث جذور الظلم‏

اضافة إلى ذلك فإن كلامنا الآن هو وجوب قطع وطرد الأيدي التي تطاولت على هذا البلد وتنهب اليوم ذخائرنا بالقوة! البلاد بلادنا ونحن نريد ان نحكمها! نحن لا نريد المستشار الاميركي، هذا هو كلامنا! وهذا الكلام ليس كلامي لأقول بأنه حقّ لي وتخليت عنه، هذا الحق حق إلهي، وهذا الحكم هو حكم الله، وهو واجب شرعي وإلهي ولا يمكن لأحد ان يتخلى عنه!

فالشخص الذي هو ظلم من قمة رأسه إلى أخمص قدميه، يجب ان يُستأصل ليرتاح الناس! لقد مضت خمسون سنة والناس يتعذبون ويضحون بأبنائهم، سواء في عهد ذلك الأب أو عهد هذا الابن. والآن وقد وصل الناس إلى هذا الحد وانتفضوا بصورة بطولية، نأتي لنقول ليملك السيد ولا يحكم! أي كلام هذا الذي يخرج من أفواهنا؟! أي شعب يمكنه قبول هذا الامر؟!

كلا، يجب أن يذهب، يجب أن تنقرض هذه الأسرة! إيران لا تريد هذه الأسرة، لا يريدها ابن السابعة والثامنة من العمر، ولا يريدها ابن الثمانين!

الان وقت العمل‏

الآن وقت العمل. وانتم أيها المقيمون في خارج البلاد، فلتتكاتف وتتضامن جهودكم وان تعملوا معاً في تقديم الدعم لهذا الشعب الذي يضحي بالغالي والنفيس. حدّثوا أهالي هذه البلاد عن قضايا إيران كيفما استطعتم! بالقلم والتظاهر والخطابة والتحدث الى من حولكم. حدثوهم عن قضايا شعبكم وممارسات نظام الحكم الجائر والمصائب التي تحل على رؤوس اخوانكم وابناء جلدتكم في ايران. فلربما ان الكثيرين لا يعلمون ما يقوله هذا الشعب المسكين بسبب الإعلام المضلل الذي استمر أعواماً عديدة. حدثوهم عما يجري في إيران وعن المصائب التي يتجرع مرارتها ابناء هذا الشعب، لعلّ الشعوب الاخرى تتعظ وتصحو ان شاء الله هي الاخرى ايضاً. لقد قيل لنا ان الشعب الفرنسي قد اقتنع الآن بضرورة أن يرحل الشاه. وهم على حق. اجل، لابد من اطلاعهم على المعاناة التي تجرع وتجرع مرارتها الشعب الايراني على يد ازلام هذا النظام.

ترى ما هذه الحماقات التي يرددها كارتر بأن: (الناس يعارضون الشاه لانه منحهم حرية واسعة)؟! أي أن ابناء الشعب الايراني ثاروا ضد الشاه لأنهم يرفضون رقي وازدهار بلدهم الذي يعمل الشاه على تحقيقه!!.

لقد جرّ الشاه البلد الى حافة الهاوية وإذا بقي- لا سمح الله- فلن يبقى لكم بعد بضع سنوات نفط أو زراعة! وسيقودنا إلى الفناء وسيفنى هذا الشعب.

الوحدة من اجل اجتثاث الجذور

وقد حان الآن الوقت الذي ينبغي فيه ان نتكاتف جميعاً ونستأصل هذا الجذر ومن ثم الجذور الاخرى! فالبلاد بلادنا، ونريد ان نحكم بلادنا بأنفسنا. نحن لدينا رجال كي يحكموا بلادنا. لدينا رجال صالحون، لدينا رجال مسلمون، لدينا رجال متعلمون، عدد كبير في أوروبا واميركا لا يمكنهم العودة إلى بلادهم، لأنهم سيطالهم التعذيب والسجن والاعدام! إنهم سيعودون إلى بلادهم ويعيشون ويحكمون البلاد.

وما يقال من إنه إذا ذهب (الشاه) ستصبح البلاد شيوعية! إنه كلام خاطئ، فلا وجود للشيوعية لدينا. البلاد التي رفع فيها ثلاثون مليون شخص لواءً وهم ينادون بالإسلام، هل يمكن ان تعود الشيوعية إليه؟! انهم سيخنقونها! هذه هي دعايات الشاه ليحافظ على نفسه ويبقى عدة أيام! وما يقوله: (إن رحلت ستحل الشيوعية)! فأنت أسوأ من الشيوعية!

وعلى أي حال، علينا وعليكم واجب شرعي بتقديم المساعدة! ينبغي لنا تقديم المساعدة لأشقائنا داخل إيران، وان مساعدتنا هنا يمكن ان تتجسد في المساعي الاعلامية. أي بامكان كل واحد منكم ان يكون داعية وخطيباً، يذهب إلى كل مكان ليحدث عن معاناة شعبنا. سواء في المدرسة والجامعة ومحل العمل وفي كل مكان يتواجد فيه. اطلعوهم على ما يجري داخل بلادنا.
وفقكم الله وحفظكم جميعاً! وأرجو لكم السلامة وأعدّوا أنفسكم لبلدكم! فستدخلونه- ان شاء الله- سوية سالمين، وسيكون البلد مزدهراً بوجودكم.


* صحيفة الإمام، ج‏4، ص: 85-88

2011-03-22