يتم التحميل...

الموضوع: دوافع رفض الجماهير للشاه، وضرورة نشر الإسلام‏

خطاب

الحاضرون: جمع من الطلبة والايرانيين المقيمين في الخارج‏

عدد الزوار: 134

 التاريخ 2 آبان 1357  هـ. ش/ 21 ذي القعدة 1398  هـ. ق‏
المكان: باريس، نوفل لوشاتو
الحاضرون: جمع من الطلبة والايرانيين المقيمين في الخارج‏

بسم الله الرحمن الرحيم‏

الشاه واسياده سبب كل الدمار
لقد غدونا نشهد يومياً احداثاً كنا نتوقع ان تحصل كل شهر أو كل عشرين يوماً على الاقل. فقد كانوا سابقاً يمهلون الناس إلى اليوم السابع أو الاربعين بعد مقتل الذين كانوا يقتلون، ثم يرتكبون جريمة اخرى في الاربعينية. اما اليوم فأوضاع إيران متشنجة للغاية .. ففي هذا الوقت الذي اتحدث اليكم، هناك اضطرابات في همدان. ومنذ ثلاثة أيام تشهد المدينة اشتباكات بين الناس والعسكر.
ان قضية رفض الجماهير للشاه وحكومته، لا تقتصر على جانب أو جانبين. فالشعب يشهد ظلم هذا النظام على جميع الاصعدة، لقد عمل هذا النظام الظالم وعلى رأسه الشاه وأسياده الاميركان والسوفيت على تدمير كل الاجهزة التي كان بالامكان ان يستثمرها الشعب.

تبعية الثقافة والجيش‏
الشعب بحاجة إلى الثقافة، ومن خلال ثقافته بوسعه ان يعيش حياة سياسية سليمة. لكن الثقافة التي روج لها النظام الحاكم، ثقافة تفتقد للاستقلال وليس لها أي ارتباط وصلة بالجماهير، إذ يتم ادارتها بأيدي الاجانب، وتنظم بأوامرهم، ولذا فهم لا يقدمون لنا ثقافة سليمة، لا يقدمون لنا مثقفين حقيقيين. فأساتذة الجامعات لم يتمكنوا من مواصلة عملهم كما ينبغي، ولا طلبة الجامعات يواصلون دراساتهم على النحو المطلوب. فقد اصبحت جميع المؤسسات مؤسسات تزلف وتملق للشاه .. ويطالبون الشعب بأن يكون صوتاً واحداً خاضعاً للظلم وخانعاً .. الشعب يُساق نحو ثقافة مشلولة، ثقافة لا تثمر أبداً، ثقافة ليس لها أي دور في تقدم الشعب.

وحينما ننظر إلى الجيش نراه جيشاً طفيلياً يديره ستون الف مستشار أجنبي، وأغلب هؤلاء المستشارين الذين يمسكون بزمام أمور الجيش يحملون الجنسية الاميركية. الجيش لا يأخذ الاوامر من الشعب، ولا يعمل من اجل شعبه. لقد جنّدوا كل قوى الجيش لقمع هذا الشعب بأوامر من الشاه ومن الاجهزة المرتبطة به.
الشاه يرتكب كل هذه المجازر على أيدي أعوانه. وان الكثير من هؤلاء لا يريدون ولا يرغبون القيام بهذه الاعمال، لكن هناك قوة ترغمهم على ذلك وهي سلطة المستشارين الاميركان الذين يأمرون وينهون من اجل الحفاظ على الشاه وبقائه في سدة الحكم رغم كل جرائمه البشعة.

تأكيد وزير الخارجية البريطاني على وجود منافع لهم في إيران‏
في الأمس صرّح وزير الخارجية البريطاني ما فحواه: لدينا مصالح في إيران، ولا يمكننا التخلي عن دعم الشخص الذي يؤمّن مصالحنا. شخص يؤمن مصالحهم. نحن ايضاً نعلم ان الشاه بقي في الحكم كل هذه الفترة من اجل تأمين المصالح الاميركية والبريطانية، وهو ذاته قد صرّح بذلك حينما قال: إن الحلفاء رأوا ان نبقى ونتولى زمام الامور، أي أن تبقي أسرة البهلوي في الحكم. لعن الله هؤلاء الحلفاء الذين سلّطوا علينا هذا الوحش.

ما نريد قوله هو ما صرح به وزير الخارجية البريطاني. ان آلامنا ومعاناتنا نابعة من ان بلدنا يُدار من قبل شخص جل اهتمامه هو ان يؤمن مصالح الاجانب، وان كل ما لدينا من خيرات لصالحهم فيعطيهم نفطنا ومعادننا ويضحّي من اجلهم بثقافتنا ويسعى باستمرار إلى اجهاض كل ثقافة سليمة تسعى إلى مواجهتم.

كذلك يعمل على تهميش الإسلام وعدم السماح بتطبيق الإسلام بالشكل الصحيح لانه يعارض اهدافهم المشؤومة .. انه يضعف من قدرة علماء الإسلام ولا يسمح لهم الاتصال بالجماهير كي لا يفضحوا جرائمه .. يقمع التيارات السياسية .. لا يسمح لاحد من الناس ان يبدي رأيه لا من الكسبة ولا من الطلبة الجامعيين ولا ... وإذا ارتفع صوت من مكان ما فإنهم يقمعونه بقواتهم الخاصة ومرتزقتهم. انظروا ماذا جرى في همدان! قالت الجماهير كلمتها، أبدت رأيها، ولكن رجال الامن واجهوا الاحداث باعتقال الناس بما فيهم الفتيات. ويقال ان احدى الفتيات انتحرت بعد ان تم اغتصابها من قبل قوات الامن. كما أدّت الأحداث إلى استشهاد أكثر من خمسين شخصاً لحد الآن، كل ذلك لأن الناس أرادوا ان يعلنوا عن وجودهم وآرائهم.

جنون الديكتاتوريين اواخر عمرهم‏
لقد كنت توقعت حدوث مثل هذه الامور من قبل، ربما قبل سنتين أو ثلاث حينما دعوت إلى الحذر من هؤلاء الطغاة في أيامهم الاخيرة، لانهم في هذه الأيام يجنّ جنونهم، فمحمد خان القاجار اصبح مجنوناً في أواخر عمره، كذلك نادر شاه .. كما ان بعضهم الآخر كانوا مجانين من البداية كمحمد رضا شاه! مجنون منذ أيامه الاولى، ويعيش اليوم حالة هستيريا ولا يعي ما يقول في اللقاءات التي يجرونها معه. فالشخص الذي اجرى حواراً معه امس أو اول امس، يقول: انني كنت اتحدث مع الشاه فيما كان هو يتحدث مع نفسه باستمرار: ماذا قلت؟ ويتشاجر مع نفسه. ويضيف الصحفي: ان الشاه كرر عبارة ما الحل؟ ماذا نعمل؟ ماذا يجب أن نفعل؟ اكثر من عشرين مرة اثناء الحوار.

حسناً، ان الحل الوحيد هو أن تغادر البلاد، ان ترفع يديك عن هذا الشعب، وتغادر البلاد. لكنك لا تزال تنهب الذهب والمجوهرات. اطلعوني يوم امس بأن طائرة قامت قبل يومين بنقل حمولة من المجوهرات من إيران إلى خارج البلاد. والده ايضاً قام بمثل هذه السرقات، وهنا تكمن مصيبة الشعب.

صراعنا من اجل الشعب ومصالحه‏
طبعاً ليس لي أي خلاف شخصي أو عائلي معك، ولا صحة لادعائك: أن للخميني خلافاً شخصياً معي. فأي خلاف لي معك؟ أنني اخاطب الشعب، واتحدث عن معاناته. فكم من الجرائم التي ارتكبتموها بحق هذا الشعب، فليس هناك من خلاف شخصي بيننا، إن صراعنا معك هو من اجل الإسلام، فأنت تبدد ثروات إيران وتقدمها للاجانب، ونحن نعارض ونقول يجب ان لا يحصل هذا الامر، يجب ان يتنعم الشعب بثرواته، يجب ان تصرف هذه الثروات لاشباع جياع الشعب، إذ ان هدفنا الاول هو اشباع هؤلاء المعوزين الذين يجولون الازقة والشوارع ولا يملكون سوى المعاناة والآلام .. ماذا قدمتم للفلاحين الذي بشرتموهم باجراء مشروع الإصلاح الزراعي؟ فمثل هذا المشروع كان يستهدف تأمين المصالح الاميركية والحفاظ عليها، فمن خلاله انجزتم مهمة اوكلتها اليكم أميركا، وجعلتم البلد محتاجاً لأميركا وللاجانب في كل شي‏ء.

هتافات الشعب: الحرية، الاستقلال‏
إن معاناة الشعب الذي دوّى هتافه الآن، تتلخص في مطالبته بالحرية والاستقلال. نحن لا نريد ان تجف منابع ثرواتنا بعد عشرين عاماً ونكون حينها بلا نفط، لقد دمرت زراعتنا ولا ثروة لنا الآن. فكيف سيعيش شعب بلا ثروات؟ وكيف ستعيش الاجيال القادمة؟ نحن مسؤولون تجاه الاجيال القادمة. يجب أن نوظف كامل قوانا لقطع دابر هؤلاء عن موارد الشعب، والمحافظة على النفط للأجيال القادمة.

طبعاً احتياطي النفط في إيران كبير لكنهم ينهبونه ويقدموه لأسيادهم مجاناً. ويا ليت اكتفى اسيادهم بأخذه مجاناً. لكنهم يشيدون عوضاً عنه قواعد عسكرية تضمن مصالحهم: يعطوننا الاسلحة ويشيدون قاعدة عسكرية لهم في جبال كردستان. ان جميع هذه الاسلحة لا تنفعنا، فما جدوى أسلحة لا يعرف الجيش كيف يستخدمها. ينهبون منا النفط ويقدمون لنا عوضاً عنه أسلحة لا تنفعنا، اسلحة تخدم اغراضهم واهدافهم في المنطقة. ويدعون أنهم يشيدون هذه القواعد لمواجهة الخطر الشيوعي ونفوذ الاتحاد السوفياتي في المنطقة.

اما عملاءهم في إيران فيبررون كل هذه المصائب بأن بلدنا بحاجة للتقدم والتطور وان تكون قدراته العسكرية متفوقة في المنطقة، ولذا فهم على حد زعمهم يوافقون على هذه المشاريع، في حين ان الشاه صرح بنفسه قبل عدة سنوات: إننا لا نحتاج إلى اسلحة، نحن لدينا اسلحة تكفي لإدارة شؤوننا فهل نصدّقه؟ إنه يريد توظيف هذه الاسلحة لقتل الناس، لابادتهم، فبهذه الرشاشات التي استوردوها سابقاً، يقتلون اليوم أبناء الشعب. فليس للشاه من عمل آخر غير قتل الناس وإراقة دمائهم. وقد عقد صفقة كبيرة لشراء الاسلحة فيما بعد بأمر من اميركا، وقد برر ذلك بأن لدى العراق اسلحة ذات قدرات فائقة تمكنه من القيام باعمال خارقة.

وقوله هذا محض كذب، إذ أن شراء الاسلحة كان مفروضاً عليه من قبل أميركا، التي تعزز موقعها العسكري في إيران عن طريق تشييد قواعد عسكرية لها وتواجد مستشاريها العسكريين، وكميات كبيرة من الاسلحة لا خبرة للجيش الإيراني في استخدامها.

وأميركا لا تفصح طبعاً عن حجم قواعدها العسكرية في إيران، لأنه سيثير معارضة الاتحاد السوفيتي، وقد يؤول إلى نزاع بينهما .. وبحجة انهم يشترون النفط الإيراني ويسددون أثمانه بتصدير السلع، وان سلعهم عبارة عن الاسلحة. فتحت هذا العنوان يشيدون القواعد العسكرية على اراضينا. إن معاناة شعبنا تكمن في وجود حاكم خائن ابن خائن، أبوه ايضاً كان خائناً.

كافة الاجهزة في إيران غير قانونية
لقد ضاق الشعب ذرعاً من هذا الديكتاتور ولم يعد يطيق وجوده، فالجميع من الاطفال إلى الرجال المسنين يستنكرون بقائه. فهل هناك استفتاء اوضح من هذا؟ وحينما يرفضه الشعب باسره، فكيف يمكن ان يبقى في عرشه؟ ..

كذلك المجلس. فحينما تنتفي اصوات الشعب فلا معنى لوجود المجلس. علماً أن مجلسنا كان يفتقد للمصداقية منذ تأسيسه .. إنني على اطلاع تام بتاريخ هؤلاء وأتذكر الاحداث منذ مجي‏ء رضا خان إلى الحكم عبر الانقلاب والى الآن. انني اتذكر تلك الاحداث. اتذكر المجلس التأسيسي الذي تم تأسيسه بالحراب. فالمجلس المزعوم لم يكن مجلساً حقيقياً حتى ليوم واحد. فمنذ زمن رضا شاه والى يومنا هذا، لم يكن لدينا مجلس حقيقي كي يذهب الناس بإرادتهم إلى صناديق الاقتراع.

إن جميع اعضاء المجلس خونة، لأنهم يعلمون جميعاً بأنهم دخلوا المجلس بأمر من الشاه ومن دون اطلاع الشعب. ان اول اشكال يرد على اعضاء المجلس هو انهم كانوا على اطلاع بمجرى الامور، إذ لا يمكن القول انهم لم يكونوا ضمن المساهمين في صناعة الاحداث أو انهم جاؤوا من كوكب آخر. فهم مطلعون أكثر من الشعب ويعلمون بأن حضورهم في المجلس لم يكن بانتخاب من الشعب. لقد تم اعداد قائمة من احدى السفارات وتم تعيينكم على ضوئها. انكم تعلمون ذلك جيداً، ومع ذلك حضرتم إلى المجلس.

ان الاشكال الاول الذي يرد على هؤلاء الذين يتبجحون بالوطنية هو لماذا قبلتم الذهاب إلى المجلس؟ سيقولون كنا مرغمين. ولكن لم يجبركم احد على الذهاب إلى المجلس، لقد كنتم مجرد مرشحين لكنكم قبلتم العضوية ووافقتم على جميع الاعمال، واليوم تقدمون تبريرات واهية، كنتم تتطلعون إلى تحقيق مكانة ووجاهة لأنفسكم .. الاشكال هو لماذا قبلتم الانضمام إلى مجلس معين اساساً ويعارض الدستور الذي ينص على ان يكون اعضاؤه منتخبين من قبل الشعب، إذ منح الدستور المواطنين حرية الانتخاب ولا يحق لاية سلطة ان تسلبهم هذه الحرية.

الشاه مجرم وفقاً لنص الدستور
الشاه مجرم حسب الدستور، ومقال من جميع مناصبه .. الشاه خائن، والخائن معزول وفقاً لنص الدستور. فالشاه يعمل خلافاً لمصالح الشعب وخلافاً للصلاحيات التي اوكلها له الدستور، وهو أساساً ليس بملك، بل غاصب وناهب، ومثل هذا معزول تلقائياً.

ما نريد ان نقوله هو ان هذا السارق نصّبه الاجانب علينا، انكلترا تدعمه من جانب. واميركا تسانده من جانب .. كما يؤيده كل من الصين والاتحاد السوفياتي دفاعاً عن مصالحهم، إذ ليس هناك من خادم اكثر حماقة منه ولا يوجد من يضاهيه في منحهم ثروات الشعب بالمجان، فالغاز الطبيعي الذي هو ملك الشعب، ينهبه الاتحاد السوفيتي، فيما تتقاسم اميركا وانجلترا نفطه. كما غدت اراضينا الخصبة هدية لملكة انجلترا واشخاص آخرين. والمعلومات التي وصلتني قريباً تشير إلى ان غابات البلاد منحت إلى شركة اجنبية .. لقد اصبحت ثروات‏ البلاد فريسة تحيط بها الكلاب من كل صوب. إيران اضحت فريسة لناهبي النفط واكلت السحت، ويتولى محمد رضا بهلوي مهمة تنفيذ اوامرهم.

نحن نعارض هذا الوضع المؤلم .. ان مأساتنا تكمن في هذا، وليس كما يقول كارتر من ان الشاه منح شعبه حريات في غير محلها، حريات لا يريدها .. ان نموذج الحريات التي منحها الشاه للشعب هو ما نراه اليوم في همدان. الجرائم التي ارتكبت اليوم في همدان، وقبل ذلك في كرمان والمدن المحيطة بها. لقد شاع قتل الناس على أيدي اعوان السلطة في كل إيران. وقد جُن الشاه وانهارت اعصابه، لذا بات يشكل خطراً كبيراً على الشعب الإيراني ويجب ان يخلعه على وجه السرعة ويتخلص منه.

على الجيش ان ينتفض‏
انني اعجب من الجيش! كما انني اعجب من بعض شبابنا في إيران الذين يخطأون احياناً. فالشاه أساء لسمعة الجيش من اجل اهدافه الشخصية، من اجل اهداف اسياده. فالناس اليوم تنظر إلى الجيش نظرة ازدراء، لانه ينفذ ما يخطط له الاجانب وعميلهم الشاه. كما ان الشاه يقمع الشعب بقوة الجيش كما حدث ذلك في الخامس عشر من خرداد 1963، أو بواسطة القوات الخاصة. فهؤلاء جميعاً يسئيون لسمعتهم من اجل مصالح هذا الشخص وأسياده الاجانب، وانها لمسألة تثير العجب ان يرتكب شخص من ابناء هذا الشعب جرائم بحق اخوانه واهله من اجل الشاه رغم علمه ان الشاه شخص خائن يسعى بذلك لمواصلة حياته الخيانية بضعة أيام أخر.

واعجب ايضاً من بعض شبابنا الذين خدعهم الجهاز الحاكم بأشكال وحيل مختلفة. لقد ورّط الكبار هؤلاء الشباب برفع شعارات في الجامعات تتنافى مع الإسلام والوطنية، من اجل بث الذعر في نفوس الناس بانه اذا ما غادر الشاه البلاد ستصبح إيران بلداً شيوعياً ..

ان فئة من شبانبا باتوا اليوم أداة ولعبة بيد كبار رجال المخابرات، وان هؤلاء المتنفذين في جهاز المخابرات السافاك ليسوا بشيوعيين انما يدّعون الشيوعية حيث تقتضي الظروف ان يؤدوا هذه اللعبة، وبالتالي فهم يرغمون شبابنا على ترديد شعارات شيوعية تمكّن اميركا من الادعاء بأن مغادرة الشاه لإيران ستقود إيران نحو المعسكر الاشتراكي، ويتصور البعض خطأً ان لهذه القضية صلة بالشيوعية وبحزب توده. وانني لأعجب من هؤلاء إذ أن الشعب الإيراني بأسره، من اطفاله وكسبته وجميع الطبقات، يعلم بحقيقة الثورة فلماذا ينخدع هؤلاء الشباب، انها لحماقة ترتكب لصالح نظام الشاه ولن يسمح المسلمون باستغلالها من قبل الجهاز الحاكم.

ضرورة تعريف الإسلام بصورة صحيحة
وانا اتوقع منكم انتم أيها السادة الافاضل باعتباركم شريحة واعية ومثقفة، ان تنقذوا شبابنا الذين خدعهم وورطهم رجال النظام، لقد أخطأوا، لم يطلعوا على التعاليم الإسلامية ولم يتعرفوا على رسالة القرآن .. القرآن يبني الإنسان ويسمو به نحو الكمال، ويحثه على محاربة الظلم والقضاء على الهيمنة. هؤلاء لا يعلمون هذه المسائل، وليس لديهم اطلاع على الاقتصاد الإسلامي، ولقد شاركوا في الاحداث بعيون وآذان مقفلة، وخدعهم اشخاص يفتقدون لأبسط المعلومات عن الإسلام والعقائد الإسلامية. إن أسيادهم يكثرون الحديث عن الخطر الشيوعي وهم بدورهم يخدعون الشباب بهذه الاكاذيب.

وانتم أيها السادة اشخاص مثقفون ومسلمون ووطنيون، فانقذوا أبناءنا، لا تدعوهم يقعون في فخ اولئك المجرمين، أنه فخ مدبر من قبل رجال الامن وليس فخ الشيوعية، انهم يقضون على شبابنا بهذه الشعارات ويرغمونهم عليها، ثم يقومون أنفسهم باعتقال الشباب بتهمة ترديد شعارات شيوعية. لا تدعوا الاحداث تجري لصالح الشاه ولصالح اميركا والاتحاد السوفيتي وسائر القوى، انقذوا الشباب.

اعملوا على توعية الجميع‏
وثمة تكليف آخر مطالبون به نحن الذين نعيش في الخارج، وهو ان للشعب حقاً علينا، فهو الآن يراق دمه من أجلنا ويضحّي بشبّانه، فالاضطرابات تعم كل ارجاء إيران. هناك ثورة حقيقية، والشعب يصمد مطالباً بالحرية ويعلن عن رفضه للأسرة البهلوية الحاكمة، إذ ان هذه الاسرة الظالمة نهبت ثرواتنا وسلمتها للاجانب. ونحن الذين نعيش خارج إيران مدينون لأولئك الذين يضحون بالغالي والنفيس، نحن مسؤولون امام الله تعالى ومطالبون بالقيام بمسؤولياتنا تجاه شعبنا. يجب ان نمد يد العون لأبناء شعبنا .. أن الدعم الذي بوسعنا تقديمه لشعبنا هو ان نعرّف العالم بقضيته الحقة.
ففي الجامعات والمعاهد التي تدرسون فيها، لكم اصدقاء كثيرون، واذا ما رأيتم عشرة اشخاص مجتمعين فحدّثوهم عن اوضاع إيران، لانّ الجميع متشوقون للاستماع لأخبار إيران. اطلعوهم على حقيقة الشاه والجرائم والمجازر التي يرتكبها باستمرار. اطلعوهم على معاناة الشعب الإيراني وكيف انها تكمن في وجود الشاه، وان الحل الوحيد هو أن يغادر البلاد، وان العلاج الافضل هو أن يرفع كارتر وزعماء الصين وقادة الكرملين وانجلترا ايديهم عن هذا الشعب، أي أن يحصل الشعب على حريته في تقرير مصيره.

فماذا يعني ان تأتي من اقصى العالم أياد اجنبية لنهب نفطنا مجاناً، بل أسوأ من المجان! أفصحوا عن هذه الامور لجميع الذين تلتقونهم سواء في أميركا أو في اوروبا، اطلعوا الطلبة الجامعيين الذين تلتقونهم على أهداف شعبكم، ان كل شخص ستحدثونه بهذه الامور سيقوم بدوره في اطلاع عشرة اشخاص آخرين، وبعدئذ سيساهم هذا العدد الكبير في ايجاد تيار واع بحقيقة ما يحدث في إيران، وهكذا ستخدم هذه الجهود قضية الشعب الإيراني. وانني ادعوكم ثانية ان تطلبوا من كل من تلتقونه التضامن مع الشعب الإيراني بعد اطلاعه على الاحداث .. ان نجاحكم في ذلك سيجعل الشعب الاميركي يتضامن مع الشعب الإيراني ويكتشف الوجه الحقيقي لحكومته والممارسات البشعة التي لم تتوان عن ارتكابها ضد الشعب الإيراني، وسيتعرف على الصورة السيئة للإدارة الاميركية في اذهان الشعب الإيراني، وهذا انجاز عظيم نسعى لتحقيقه بالتدريج.

وفقكم الله جميعاً وحفظكم لخدمة الإسلام وشعبكم المسلم والتضحية من اجلهما .. اعملوا على بناء انفسكم، وسيتحقق بعون الله ذلك اليوم الذي تتولون فيه ادارة بلدكم وتخدمون أبناء شعبكم وقطع دابر الأجانب المستغلين. الحاضرون: ان شاء الله.


* صحيفة الإمام، ج‏4، ص: 89
 

2011-03-22