يتم التحميل...

الموضوع: العلاقات الإيرانية الإنجليزية، وضع حقوق الإنسان في إيران مستقبلًا...

حوار

المحاور: راسل كر (نائب البرلمان الإنجليزي، مجلس العموم، وعضو العمال)

عدد الزوار: 136

التاريخ: آبان 1357 هـ. ش./ ذي الحجة 1398 هـ. ق.
المكان: باريس، نوفل لوشاتو
المحاور: راسل كر (نائب البرلمان الإنجليزي، مجلس العموم، وعضو العمال)

(راسل كر: هناك دعايات كثيرة في امريكا وانجلترا أنه اذا ما انتصر الخميني سيرجع البلاد خمسمائة عام إلى الوراء. يقولون: أن حركتكم رجعية وقديمة، وهي برنامج ضد تطوير (تحديث) ايرن بيد الشاه. ومن وجهة نظرنا نرى المهم تعريف الجوانب التقدمية في الحركة الإسلامية وعندي الفرصة والقدرة لهذا التعريف، وسأنجز هذا لمساعدة إيران في المستقبل)

الإمام:
ما قرأتموه في وسائل الإعلام هو عبارة عن دعايات من قبل الشاه، وقد صرفت مبالغ كبيرة لهذا الغرض حفاظاً على الشاه. أنتم تابعوا ما في مطالب الشعب؟ هل الشعب رجعي؟ هل المطالبون بالحرية والاستقلال رجعيون، أم في ادعاءات الشاه؟

فالحكومة الإسلامية تتماشى مع التقدم والحضارة والرقي، وليست مخالفة لها. وتحت سلطة الشاه تكون الدولة دائماً في حالة انحطاط ورجعيه (تراجع). لقد عمل على تخلف شبابنا وثقافتنا، ولم يسمح لهم باكمال تعليمهم ودراساتهم، جامعاتنا رجعية وتابعة، والنظام الحاكم نفسه تابع للغير والتبعية في حد ذاتها رجعية. اقتصادنا ضعيف وتابع للغير ورجعي، وليس لدينا صناعات بل تجميع لمصنوعات وهو غير متطور. نريد شعباً مستقلًا ودولة مستقلة واقتصاداً مستقلًا، ولكن الشاه يمنع ذلك. نحن والشعب ثرنا على الشاه، لأنه وراء تخلف دولتنا، وليس نحن، فهل نحن رجعيون؟ الشاه هو الرجعي، وهو الآن ينفذ قوانين القرون الوسطى في بلادنا.

(راسل كر: كيف سيكون وضع حقوق الإنسان في إيران مستقبلًا؟ وكيف تنظرون إلى السافاك؟)

الإمام:
لسنا بحاجة للسافاك. لن تكون هناك ضغوطات. لم يكن السافاك سوى أداة ظلم وضغط وتعدٍّ على الشعب، ولن يكون في الحكومة الإسلامية. الحكومة الإسلامية مبنية على حقوق الإنسان ورعايتها، فما من منظمة ولا حكومة رعت حقوق الإنسان كما رعاها الإسلام. وفي الحكومة الإسلامية تتبلور الحرية والديمقراطية بمعناها الحقيقي، وفي الحكومة الإسلامية يساوي أعلى مسؤول فيها أدنى فرد في ظلها.

(راسل كر: يدعي أعداؤكم بأن حقوق المرأة ستهضم في الحكومة الإسلامية، وبأن الحقوق والإمتيازات التي حصلت عليها المرأة حالياً في عصر الشاه ستهضم مستقبلًا، وأنا نفسي لا أعتقد ذلك. فما هو رأيكم؟)

الإمام:
النساء في الحكومة الإسلامية حرة، وحقوقهن مثل حقوق الرجال. الإسلام حرر المرأة من قيود الرجال، وجعلهنّ كف‏ءاً لهم. والدعايات الشائعة علينا هي من أجل تضليل الشعب.

لقد تكفل الإسلام بكل حقوق وشؤون الإنسان، والآن لا وجود لحرية الرجل أو المرأة في إيران بضغط الحكومة، أما في الإسلام فهي للجميع.

(راسل كر: ما هو مفهوم الحرية عند الشيعة؟ أحد اخوانكم من المراجع الكبرى في قم كان قد أعطى أحد أعضاء فريقنا جواباً سامياً ومتميزاً فيما يتعلق بحقيقة حرية الإنسان؟)

الإمام:
من الركائز الخاصة عند الشيعة نضال الظالم والحكومات الظالمة ومن نشأة وظهور الاستبداد فإن الشيعة ناضلوا الظلم كما ضحوا وقدموا كثيراً من الشهداء. وحافظ مذهب الشيعة بدمائه على حرية البشر (الانسان). وليس عن مذهب مثل مذهب الشيعة في ثورته على الباطل، وهذه سمة مميزة عند الشيعة.

(راسل كر: هل ترون حلًا آخر غير الشاه؟)

الإمام:
لا أمل حتى مع تغيير الملك، فلا الشعب ولا الإسلام يبيح ذلك. جرائم نظام الشاه كثيرة جداً.

(راسل كر: ما طبيعة علاقتكم مع الجبهة الوطنية، فقد التقيتم بهم مؤخراً؟)

الإمام:
ليس لدينا أي علاقة مع الجبهة. فقط التقينا سنجابي، وبحثنا معه قضايا تخصنا- ليس باعتباره ممثلًا للجبهة وقد قبل بذلك.

(راسل كر: أنا أستغرب أنهم في أكثر المواقف يعتبرونكم قائداً، قائداً دينياً وسياسياً، فلماذا هذا التباعد الكبير بينكم؟)

الإمام:
المسألة ليست تباعداً، فالشعب اختار قيادتي، أنا لست قائداً للجبهة الوطنية، أنا دائماً قائد ديني والدين مبني على السياسة، الإيرانيون قبلوا ذلك، ولهذا عبروا لك عن ذلك.

(راسل كر: دوركم مزدوج. قائد شيعي وقائد سياسي، نضال الشاه والفاشية والعسكريين، ولا بد أن يكون لكم أصدقاء وسط جميع هذه الطبقات من ذوي النفوذ. وهؤلاء ذو أهمية فيجب أن يمنحوا امتيازات. لماذا لا تكون لكم علاقات متينة مع سنجابي وفروهر والذين يسيرون معكم في اتجاه واحد.)

الإمام:
لدينا علاقات متكافئة مع جميع فئات الشعب الإيراني. الاتصال بطرف أو مجموعة معينة ليس لمصلحة قائد سياسي وديني. سنبني علاقات مع كل الشعب، فالعلاقة الخاصة تتعارض مع المصالح (العليا).

(راسل كر: أنتم بحاجة إلى أصدقاء سياسيين جيدين، وتحتاجون في نضالكم الصعب إلى مثل هؤلاء الناس).

الإمام:
نحن بحاجة لجميع السياسيين، وليس لنا علاقة بمجموعة خاصة. كل إيران يد واحدة، ويريدون انجاز ذلك بعضهم مع بعض، ولأن الأمة تريد أن تسير جنباً إلى جنب تحت مظلة واحدة.

(راسل كر: ما هو البرنامج المستقبلي للحكومة؟ هل هو برنامج اشتراكي؟)

الإمام: لا، ليس له طابع اشتراكي ولا شيوعي، هو برنامج مستقل. مبني على العدالة والديمقراطية والدستورية وله أيضاً دستور خاص....

(راسل كر: الاشتراكية بمفهومنا هي نظرية عامة.)

الإمام:
اذا طبقت القوانين الإسلامية، فإن النتيجة ستكون عدالة اجتماعية خالية من أخطاء كل الأنظمة الأخرى.

(راسل كر: ما هو رأيكم في الحكومة الإنجليزية؟)

الإمام:
نحن نعتقد أن كل المصائب في الشرق عموماً وإيران خصوصاً هي من هذه الدول الثلاث امريكا، انجلترا والاتحاد السوفيتي، وهم الذين سلطوا رضا خان ومحمد رضا، ونحن نريد التخلص من سلطتهم، الشعب ثار تخلصاً من هذه السيطرة، وسوف يتحقق الشي‏ء الذي أراده الشعب.

(راسل كر: كيف ستكون علاقتكم مع جنوب أفريقيا؟ وما هو مستقبل النفط الإيراني في العالم الثالث؟)

الإمام:
على ما كان عليه زمن الملك.

(راسل كر: اذا ما انتصرتم كيف ستكون علاقاتكم مع انجلترا؟)

الإمام:
لم ولن تكون لنا حرب مع الشعب الإنجليزي. هذه الحكومات متعدية، وإذا عاملتنا بحسن نية واحترام عاملناهم بمثله.


* صحيفة الإمام، ج‏5، ص: 45-47

2011-03-22