الموضوع: السياسة المستقبلية للنظام الإسلامي في إيران تجاه الحكومة الهندية...
حوار
الحضور: ممثلو الحكومة الهندية
عدد الزوار: 121
التاريخ: 28 دي 1357 هـ. ش./ 91 صفر 1399 هـ. ق.
المكان: باريس، نوفل لوشاتو
الحضور: ممثلو الحكومة الهندية
سؤال- السيد مهتا عاشق العضو في حزب جونتاى وعضو قيادي في الحزب الحاكم في الهند الذي جاء برفقه اثنين من أعضاء السفارة الهندية في باريس للقاء الإمام الخميني عن رئيس الوزراء ووزير الخارجية الهندي..... وقبل كل شيء قدّم تهاني الشعب الهندي مشفوعة بالإعجاب والإشادة بنضال الشعب الإيراني الهادفة لإزالة الاستبداد واحلال الديمقراطية في إيران.
إن نضالنا في الهند كنضال الشعب الإيراني اتّسم بالعصيان السلمي العام، وهذه أفضل وسيلة لتثبيت قوة الشعب وسيطرته. لقد سعى رئيس وزرائنا أخيراً إلى خلق قوة استبدادية، وزج الكثير من شعبنا في السجون، حتى قضينا على هذه الظاهرة في النهاية، ونعرب عن سعادتنا أن إيران الديمقراطية اتبعت سياسة مستقلة. إن سياسة الهند كانت منذ البداية محايدة، وهذا مهم جداً أن تدخل إيران في مجموعة دول عدم الانحياز. كان هناك تقارب على مر القرون بين إيران والهند، وقلما نجد تقارباً بين شعبين في العالم هكذا. يهمنا كثيراً أن نتقارب ونتكاتف لبناء بلدينا وتوطيد الديمقراطية وصيانة الحياد والإسلام، ويمكننا أن نتعاون لبلوغ هذه الأهداف.
جواب: الإمام: في البداية أقدم شكري للهند شعباً وحكومة لاهتمامهم و متابعتهم لهذه القضية الإنسانية والاحداث التي تمر بها إيران و لمواساتهم لنا.
لقد عانى الشعب الإيراني طوال الحكم الشاهنشاهي من ويلات كثيرة، وواجه خلال الخمسين سنة من الحكم البهلوي مصائب فظيعة.
إنه لم يتمتع بأي نوع من الحرية، وواجه جميع ألوان الخيانة والإجرام حتى وصلت خيانة هذا الابن وأبيه للبلاد والشعب إلى حد لا يمكن تعويضه بهذه السرعة، فهذه الجرائم لا يمكن تلافيها إلى الأبد، والتكفير عن هذه الجرائم والدمار قد يحتاج إلى مدة طويلة.
إننا نتوقع من الدول والشعوب التي تكافح من أجل الحرية أن تدعم هذه الحكومة التي ستولد قريباً.
وإنني على أمل أن تكون الهند أولى الدول التي تقترن بحكومتنا رسمياً. وذلك لأن مصائب ومشكلات بلادنا تشبه مصائب الشعب الهندي.
وطريقنا الذي سلكناه هو الطريق الذي سلكه غاندي وعظماء الهند الذين استطاعوا في نهاية المطاف أن يقطعوا أيدي الأجانب عن بلادهم.
إننا نأمل ان نقيم دولة إسلامية لها علاقات طيبة مع جميع الدول الحرة والديمقراطية، وأن يكون لشعبنا علاقات طيبة وأخوية مع جميع شعوب العالم. اننا سوف نستمر في سياسة عدم الانحياز التي تبنيناها من قبل، ولن نسمح لدولة من الدول العظمى أن تتدخل في شؤون بلادنا. و أطلب من الله تعالى أن ينعم على جميع الشعوب بالسعادة.
سؤال- مبعوث الحكومة الهندية: شكراً جزيلًا. أود أن أطمئنكم أنتم وشعبكم المناضل من أجل الديمقراطية بأنكم ستحظون بمساندتنا الكلية لكم.
إن سياستنا هي عدم الانحياز الإيجابي وعدم التدخل في شؤون الدول والشعوب، ولكن هذا لا يمنع من أن نقدم مساندتنا لكم، فنحن نقف إلى جانب إيران، وهناك آلاف الطلاب الإيرانيين الذين يدرسون في الهند نقدم المساعدة لهم، وأطمئنكم إلى أننا سنتعاون معكم في سبيل بلوغ غاياتكم المنشودة وبناء أسس الصداقة والأخوة بين الشعبين، ومن أجل مصالح شعوب المنطقة والسلام العالمي.
جواب: الإمام: أقدم شكري لهذه النوايا الطيبة. أن ما طرحناه من قضايا ثار من أجلها الشعب الإيراني هي قضايا انسانية وكل انسان ما يزال على فطرته الإنسانية سيرحب بها ويتماشى معها.
إنني أعرب عن اسفي على قيام الحكومة الباكستانية باعتقال عدد من الأهالي هناك والتعدي عليهم لوقوفهم إلى جانب الشعب الإيراني، وأدين هذا العمل الباكستاني. وأعرب من أملي أن تدين الدول التي تحترم حرية الشعوب هذا العمل أيضاً. أقدم شكري لمساندة الطلاب الإيرانيين ودعمهم من قبل الحكومة الهندية وتوفير مستلزمات الراحة لهم. وأتمنى لجميع الشعوب السعادة الدائمة.
سؤال- مبعوث الحكومة الهندية: أود أن أفيد سماحتكم علماً بأن العلاقات الهندية مع النظام الشاهنشاهي لم تخرج عن اطار التعاون الاقتصادي. وأما علاقاتنا السياسية، فهي بشكل عام لم تتعد حدود الاحترام، ولم يكن لدينا سياسات مشتركة. وأما في إيران الجديدة التي ستولد نأمل أن يستمر التعاون الاقتصادي و يتوسع بين البلدين. ونحن في الهند نعرب عن سعادتنا أن يكون للبلدين استراتيجية مشتركة في المجال السياسي. إن أوضاع العالم تعقدت، وباتت صعبة، وقد ولدت شعوب حديثة مع متغيرات كثيرة، بعضها مساعدة وبعضها غير مساعدة. وفي خضم هذه الأوضاع و فيما يتعلق بالهند، فإنها سترحب بإيران بلداً ديمقراطياً وترحب بالتعاون والصداقة والاتحاد من أجل العمل المشترك بين البلدين.
جواب: الإمام: اشكركم على هذه المشاعر. نحن أيضاً نمد يد الصداقة نحو الهند شعباً وحكومة، وسنقيم معها علاقات سياسية وطيدة وعلاقات اقتصادية تتوافق مع مصلحة الشعبين. أرجو من الله- تعالى- أن يوفق جميع الشعوب.
* صحيفة الإمام، ج5، ص: 334-335
2011-03-22