يتم التحميل...

مكانة الصدق

ربيع الثاني

تجلت مكانة الصدق في الإسلام في مدح القران الكريم الله تعالى بصدق الحديث فقال عز وجل: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا)(النساء: 87)، وقال تعالى: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً)(النساء: 122). وكان صدق الحديث من المقومات الأساسية في بعثة الأنبياء

عدد الزوار: 248

بسم الله الرحمن الرحيم

مكانة الصدق


تجلت مكانة الصدق في الإسلام في مدح القران الكريم الله تعالى بصدق الحديث فقال عز وجل: ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا(النساء: 87)، وقال تعالى: ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً(النساء: 122).

وكان صدق الحديث من المقومات الأساسية في بعثة الأنبياء فعن الإمام الصادق عليه السلام: "إن الله عز وجل لم يبعث نبياً إلا بصدق الحديث وأداء الأمانة إلى البر والفاجر". وفي البعثة المباركة لخاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله كان لصدق حديثه دور أساس في تصديق الناس دعوته الشريفة، فقد اشتهر صلى الله عليه وآله بين الناس قبل البعثة بالصادق الأمين، وفي بدايات الدعوة الميمونة اعتمد صلى الله عليه وآله على صدقه بين الناس حينما صعد على صخرة المروة ونادى الناس فاجتمعوا، فقال لهم: "أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا تخرج من سفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي؟ فقالوا بلى والله، ما جربنا عليك كذباً، فقال صلى الله عليه وآله: إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد" ودعانا الله تعالى إلى الإقتداء بأولياء الله عليهم السلام بوصفهم "الصادقين" فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِين(التوبة: 119).

وأخبرنا الإمام الصادق عليه السلام أن المقياس في صلاح الإنسان هو صدقه وأداؤه للأمانة فعنه عليه السلام: "لا تغتروا بصلاتهم ولا بصيامهم فإن الرجل ربما لهج بالصلاة والصوم حتى لو تركه استوحش ولكن اختبروهم عند صدق الحديث وأداء الأمانة".

• آثار الصدق: 

بينّ أهل البيت عليهم السلام أثاراً حميدة للصدق منها:
1- أنه منج: فعن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: "الصدق ينجيك وإن خفته، والكذب يرديك وإن أمنته".
2 -ينمي العمل: فعن الإمام الكاظم عليه السلام أنه قال: "من صدق لسانه زكى عمله".
3 -فيه الصلاح: فعن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: "الصدق صلاح كل شيء والكذب فساد كل شيء".
4- هو عزّ: فعنه عليه السلام أنه قال: "الصدق عز".
5- يقرّب من النبي: فعنه صلى الله عليه وآله: "أقربكم مني غدا في الموقف أصدقكم للحديث".

• علاقة الصدق بالإيمان:

وركز أهل البيت عليهم السلام على العلاقة الوثيقة بين الإيمان والصدق فعن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: "الصدق رأس الإيمان" وعنه عليه السلام أنه قال: "الصدق أقوى دعائم الإيمان" وعليه فمن ترك هذه الصفة الحميدة فهو يهدم دعامة أساسية من دعائم الإيمان، لذا ورد عن الإمام أبي جعفر عليه السلام: "الكذب هو خراب الإيمان".

وقد علق الإمام الخميني قدس سره على هذا الحديث بقوله: "في الحقيقة إن مثل هذه الأخبار تهز أعماق الإنسان وتقصم ظهره، فإننا نتصور بأن الكذب من الأعمال الفاسدة التي فقد الإحساس بقبحها نهائيا من جراء شيوعها بين الناس، ولكن سيأتي وقت ننتبه ونشعر بأن الإيمان الذي هو رأس مال حياة عالم الآخرة قد زال من أيدينا من جراء الاستهانة بالكذب ولم نشعر بذلك أبداً". أعاذنا الله من الكذب وجعلنا من الصادقين.

وآخر دعواناً أن الحمد لله رب العالمين

2009-07-13