صور من خُلُق الإمام الرضا عليه السلام
ذو القعدة
نبارك لصاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف ولولي الأمر في غيبته مدّ ظلّه العالي ذكرى ولادة الإمام الثامن من أئمّة أهل بيت العصمة علي بن موسى الرضا عليه السلام، في الحادي عشر من شهر ذي القعدة. والحديث عن خصال الإمام الرضا عليه السلام لا يمكن حصرها في صفحات، ومن لطيف ما عبَّر عن ذلك أبيات الشاعر أبي نؤاس الذي دخل على المأمون فسأله الأخير يا أبا نواس قد علمت مكان علي بن موسى الرضا.. فلماذا أخَّرت مدحه وأنت شاعر زمانك وقريع دهرك؟.
عدد الزوار: 175بسم الله الرحمن الرحيم
صور من خُلُق الإمام الرضا عليه السلام
المناسبة: ذكرى ولادته عليه السلام
نبارك لصاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف ولولي الأمر في غيبته مدّ ظلّه العالي ذكرى ولادة الإمام الثامن من أئمّة أهل بيت العصمة علي بن موسى الرضا عليه السلام، في الحادي عشر من شهر ذي القعدة. والحديث عن خصال الإمام الرضا عليه السلام لا يمكن حصرها في صفحات، ومن لطيف ما عبَّر عن ذلك أبيات الشاعر أبي نؤاس الذي دخل على المأمون فسأله الأخير يا أبا نواس قد علمت مكان علي بن موسى الرضا.. فلماذا أخَّرت مدحه وأنت شاعر زمانك وقريع دهرك؟.
فأنشأ يقول:
قيل لي أنت واحد الناس طـــــراً
فـي فنون مـن الكـلام النبيه
لك مــن جـوهـر الكـلام بـديـــــع
يثمر الـدرّ في يــدي مجتنيه
فعلى ما تركت مدح ابن موسـى
والخصال التي تجمَّعنَ فيــه
كــان جبريــــلُ خادمــــاً لأبيــــه
قلت: لا أهتدي لمدح إمـــامٍ
ومع عجز القلم عن حصر خصال الإمام عليه السلام نلفت إلى مشاهد من أخلاقه مع الناس لنقتبس منها نوراً للهداية والتأسِّي.
• التصدّق على المحتاجين: كان عليه السلام كثير المعروف والصدقة في السّر وقد ورد أنّ الإمام عليه السلام في خراسان تصدّق بكلّ ماله في يوم عرفة، فقال له الفضل بن سهل: إنّ هذا لمغرم! فأجابه الإمام عليه السلام: "بل هذا لمغنم لا تعدنَّ مَغرماً ما اتبعت به أجراً وكرماً". وهذا الحديث برسم العاملين الذين يشعرون بالغبن عند قيامهم بأعمال خارج المطلوب الأصلي منهم مع أن عملهم فيه لله رضا ولهم أجر وثواب.
• قضاء الحوائج: فقد وصفه أحد معاصريه بقوله: "وما ردَّ أحداً عن حاجة قدر عليها"، وورد أنّ رجلاً دخل عليه في مجلسه فقال: السلام عليكم يا ابن رسول الله، رجل من محبّيك ومحبّي آبائك وأجدادك عليهم السلام، مصدري من الحجّ وقد افتقدت نفقتي، وما معي ما أبلغ به مرحلة، فإن رأيت أن تنهضني إلى بلدي ولله عليّ نعمة، فإذا بلغت بلدي تصدَّقت بالذي تولّيتني عنك فلست بموضع صدقة، ثمّ دخل عليه السلام الحجرة بقي فيها مدّة ثمّ خرج وردَّ الباب وأخرج يده من أعلى الباب وقال: أين الخرساني؟ فقال: ها أنا ذا فقال عليه السلام: "خذ هذه المأتي دينار، واستغنِ بها في مؤنتك ونفقتك، وتبرك بها ولا تتصدق بها عني، واخرج فلا أراك ولا تراني"، ثمّ خرج. فقال أحدهم للإمام عليه السلام: لقد أجزلت ورحمت، فلماذا أسترت وجهك عنه؟ فأجاب عليه السلام: "مخافة أن أرى ذلَّ السؤال في وجهه لقضائي حاجته، أما سمعت حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المستتر بالحسنة تعدل سبعين حجّة والمذيع بالسيّئة مخذول والمستتر بها مغفور".
• تواضعه: في حديث لأحد أصحابه عليه السلام قال: كنت مع الرضا عليه السلام في سفره إلى خراسان فدعا يوماً بمائدة له، فجمع عليها مواليه من السودان ومن غيرهم، فقلت: جعلت فداك لو عزلت لهؤلاء مائدة فقال: "إنّ الربّ تبارك وتعالى واحد والأم واحدة والأب واحد والجزاء بالأعمال". وقد أكدَّ الإمام عليه السلام غير مرّة أنّ قيمة الإنسان إنّما هي بتقوى الله وطاعته، فقد قال له أحدهم: والله ما على وجه الأرض أشرف منك آباء. فأجابه عليه السلام: "التقوى شرّفتهم وطاعة الله أحاطتهم".
• حفظ النعم: ورد أنّ الغلمان في محضر الإمام الرضا عليه السلام أكلوا فاكهة ولم يستقصوا أكلها ورموا بها، فقال لهم أبو الحسن عليه السلام: "سبحان الله إن كنتم استغنيتم فإنّ الناس لم يستغنوا أطعموه من يحتاج إليه".
• احترام الآخرين في المحادثة والمجلس: فمن أوصاف الإمام الرضا عليه السلام قول أحدهم: "ما رأيته جفا أحداً بكلام قط، ولا رأيته قطع على أحد كلامه حتى يفرغ منه.. ولا مدَّ رجليه بين يدي جليس له قط، ولا اتكى بين يدي جليس له قط".
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين