الموضوع: الواجب الشرعي، النهوض ضد الشاه
خطاب
الحاضرون: العلماء وطلبة العلوم الدينية وجمع من الايرانيين المقيمين في العراق
عدد الزوار: 199
التاريخ 10 خرداد 1357 هـ. ش./ 23 جمادى الثانية 1398هـ. ق
المكان: النجف الأشرف، مسجد الشيخ الأنصاري
المناسبة: عشية حلول الذكرى السنوية لانتفاضة 5 حزيران 1963 الدامية
الحاضرون: العلماء وطلبة العلوم الدينية وجمع من الايرانيين المقيمين في العراق
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
إن ايران بلد نموذجي، وأنا سعيد أن يكون هناك بلد في جميع بلدان العالم مثل ايران، وشعب مظلوم مثل الشعب الايراني. ولعل ما يُعرِّض له لم تكن له سابقة إلا قليلًا. وفي التاريخ ان جنكيز رغم طبعه الوحشي والصحراوي وسفكه للدماء كان يتبع قانوناً يسمَّىياسانامة الكبيرة «1» ولم يخالف جنكيز وسائر المغول ذلك القانون، حتى إن البعض يقول: إنّ احترام ذلك القانون لدى المغول كان كاحترام المسلمين للقرآن في صدر الإسلام، فقد كانت مخالفة ذلك القانون تعني الموت. فالمغول وجنكيز كانوا يتبعون قانوناً، بينما هذا النظام الايراني، وهذا الشاه الايراني، لا يتبعون أيَّ قانون في هذا الزمان، فهل هناك أي قانون يحكم في ايران؟ هل ترون احتراماً لأي قانون؟ هل يقيم هذا النظام وزعيم هذا النظام احتراماً لطبقات الشعب؟
لندرس الأمور واحداً واحداً، لننظر فيها بقدر ما نستطيع واحداً واحداً، لنرى هل ايران وهذا النظام الايراني يتبع القانون الإسلامي؟ يقولون: محلّات بيع الكحول في أنحاء طهران أكثر من محلّات بيع الكتب، وهؤلاء يمارسون نشاطهم بحرية وأمن، وبأي شكل يشاءون، وإذا تعرّض لهم أحد أقاموا عليه دعوى قضائية. فأيّ قانون إسلاميّ يجري تطبيقه في ايران، وفي ظل النظام الايراني؟
هل النظام الحاكم في ايران يعمل على إجراء العدالة والقضاء على الظلم الذي تكلّم عليه الباري عز وجل في آيات القرآن، وتعرَّض له في الأحكام الإسلامية، وبذلك القدر؟ هل النظام يعمل على تطبيق العدالة الاجتماعية، العدالة الإسلامية؟ أيخدعون أنفسهم، أم يخدعون الشعب؟ ما هو الاحترام الذي يبديه الشاه وحاشيته للقرآن؟
ان احترامهم للقرآن ليس إلا للخداع، فهم يطبعونه ويوزعونه بين الناس، لاستغفالهم تماماً كالاحترام الذي تعامل به معاوية مع القرآن حينما أمر برفعه على أسنة الرماح، وقال: تعالوا نعمل بالقرآن. هل يحترم هؤلاء القرآن؟ هل يحترم هؤلاء العلماء؟ كم كرّم الإسلام العلماء، وأوصى بهم، فهل يحترم هؤلاء العلماء؟ هل يحترمون مراجع الإسلام؟
حسناً، قبل عدّة أيام داهموا منازل السادة المراجع، وكسّروا الأبواب والنوافذ، وقتلوا البعض، وعربدوا والآن فإن القوات الخاصة موجودة في منزل بعض السادة. يقال إنهم موجودون، ويراقبون أولئك المراجع، ماذا فعل السادة الأجلاء حتّى يهانوا هكذا؟ هل رجال النظام يعملون بالدستور؟
كان جنكيز يعمل بياسا وكان الجنكيزيون والمغول يعملون به، وليت جنكيز عصرنا وهؤلاء المغول يحترمون الدستور، ويعملون به. هل انتخابهم على أساس القوانين، وهل يتوفّر النوّاب على الشروط القانونية؟ أو يقوم المجلس على أساس قانوني؟ أي: هل يمكن أن يشمّ من أعمال هؤلاء رائحة للقوانين، سواء القوانين الشرعية والعرفية والدستورية؟ هل للثقافة احترام لدى هؤلاء؟
وإذا كان للثقافة احترام لدى هؤلاء، فلماذا تعاني مدارس ايران التعطيل التامّ أو شبه التام؟ لماذا يمتنع أساتذة الجامعة عن إلقاء محاضراتهم؟ أليس لأن الحكومة لا تسمح أن يكون محيط الجامعة هادئاً؟ ماذا فعل هؤلاء الطلبة الجامعيون، حتى يحرموا الدراسة؟ أي احترام يراه هؤلاء للثقافة؟
أي احترام يرونه للجيش؟ هؤلاء الذين يتصوّرون الجيش من حاشيتهم، ماذا يرون للجيش من احترام؟ الجيش الذي وضعوه تحت أسر المستشارين الأمريكيين، الجيش الذي يستخدمونه للحفاظ على نظامهم، ويضعونه تحت سيطرة اولئك المستشارين، وفي أكبر إهانة للجيش الايراني، وأكبر ذلّ للجيش الايراني، ولجميع المسؤولين. لماذا يقبل هؤلاء المسؤولون هذا القدر من الذل؟ ماذا حصل حتى لا يستيقظوا ويقفوا ممارسات هذا الإنسان، ويرسلوه إلى ما هو أهله؟ لأي شيء يرى هؤلاء احتراماً؟ بأي قانون يعمل هؤلاء؟ ليأتوا ويعملوا معنا بقانون جنكيزي، ليكن هناك أساس ما في التعامل، ليكن هناك قانون، ليس هناك غير الفوضىّ ايران تسير الآن بالفوضى.
قبل الخامس من حزيران بعدّة أيام انشغلوا باعتقال الناس من أجل أن لا يبكي عدة اشخاص في الخامس من حزيران، ويشتكوا من المجزرة التي حصلت في الخامس من حزيران، ومن الجريمة التي حصلت بأمر الشاه، بأمر الشاه نفسه، فقد كان نفسه قائداً للقوات التي مارست أبشع القتل، أخذوا أعداداً كبيرة من الطلّاب والأهالي من قم من أجل أن لا يقوموا بالبكاء، لئلا يتكلّم الناس، اعتقلوا حتى الشباب الصغار والأطفال، هؤلاء يأخذون كل من في الطريق، ويقال: إنّه ليس في مركز شرطة قم مكان من كثرة المعتقلين هناك.
أي وضع في ايران؟ أية حرية هذه التي أعطوها، وهل الحرية تعطى؟! هذه الكلمة نفسُها جرم، إن كلمةأعطينا الحرية جرم، الحرية هي للناس؛ القانون أعطى الناس، الله أعطى الناس الحرية؛ الإسلام أعطى الحرية؛ الدستور أعطى الشعب الحرية، يقولونأعطينا أية حماقة هذه؟ ما شأنك أنت حتّى تعطي؟ ما هو عملك أساساً؟أعطينا الناس الحرية!! الحرية المعطاة هي هذه التي ترونها، الحرية المعطاة ليست حريةً في الحقيقة؛ وإنما حيلة يستخدمونها لاستغفال الناس.
إن البعض من حاشيتهم راحوا يكتبون أحياناً شيئاً، يكتبون كلمة ليوهموا الآخرين بأن هناك نوعاً من الحرية، وأن الأقلام حرَّة. وبين هؤلاء الذين يكتبون بعض الشرفاء الذين يكتبون عن هموم جميع الطبقات، فهم الآن وبرغم الأخطار الموجودة يقولون رأيهم.
وفي قم أيضاً عدد كبير من الفضلاء والمدرسين أيّدهم الله يكتبون عن الفجائع، وجميع المسائل تقريباً، وينشرون ويوقّعون؛ وفي التيارات السياسية والحزبية من يكتبون وينشرون ويقولون رأيهم فى المسائل الجارية، يقولون رأيهم بجرأة حتى لو ذاقوا الإهانة والخطر، في حين أنّ بين التيارات التي تسمّى بالسياسية ناساً وليس من المستبعد أنّهم من حاشية الشاه ويريدون حرف الأذهان عن المجرم الأصلي متّهمين من هو أدنى منه، الحكومة مثلًا يتمنّون من الله أن يكون الكلام كله موجّهاً للحكومة، ويضعون الشاه جانباً، ويضعون المجرم الأساسي والأصلي جانباً. وليُقل عن الحكومة ما يقال. مرة كنا نريد أن نخطب في الناس، أرسلوا إلينا مبعوثاً طلب أن لا نتكلّم عن الأمريكيّين، حتّى وإن مسسنا الشاه في الحديث، قلت: إن كل مشكلاتنا من الأمريكيين، كل ما لدينا من معاناة هي من أميركا.
هل نضع ذلك المجرم الأصلي جانباً، ونتّجه إلى هؤلاء الذين هم تبع وأدوات بيده؟ المجرم الثاني في إيران الآن هو الشاه طبعاً، والمجرم الأول هو أميركا، ونحن الآن نعاني هذا المجرم الأداة، والآخرون دونه لا شيء، فلا رئيس وزرائه يستحق الذكر، ولا وزراؤه، ولا نوّابه، كلهم لا يستحقّون الذكر أساساً، وهو نفسه لا يستحق الذكر، ولكن ماذا نفعل ونحن نعانيه هو نفسه؟ علماء ايران يُعانونه الآن، أخي إن الشعب الايراني يعاني الآن وحسب ما نقل لنا جاء اشخاص قبل يومين أو ثلاثة أيام، وقالوا:إن القوّات الخاصّة في بيوت السادة العلماء، وبين الناس.
ولكن ذلك لن ينفعهم، فقبل هذا كانوا يستعملون الرشّاش والدبّابة أيضاً، ولكن ماذا حصل من كل ذلك؟ وماذا فعل هذا الشعب أساساً حتى يعامل هكذا، ماذا فعل؟ قال: دعونا نتنفّس. هذا السيد صاحب باب الحضارة الكبيرة، ألم يشاهد طهران؟ كتب السادة أن أربعين ونيِّفاً من المناطق السكنية في طهران يسكن أهاليها في الأكواخ، ليست لديهم بيوت أساساً، أو أنهم وجدوا ثقوباً تحت الأرض وراحوا يعيشون فيها مثل الحيوانات. مناطق كثيرة ذكروا أربعين ونيِّفاً من المناطق السكنية وصورها الآن عندي هذا السيد لم ينظر إلى الحضارة الكبيرة، إلى طهران هذه التي فيها أربعون ونيف من المناطق السكنية المحرومة من كل آثار الحضارة .. ليس فيها ماء ولا كهرباء، ولا طرق معبّدة، ولا أي شيء.
مساكين لا شيء لديهم، أخرجوهم من الأرياف، وأخذوا منهم أراضيهم، وألقوا بهم في طهران. طهران يعيش أربعون ونيّف من مناطقها هكذا، هؤلاء من سكان الأكواخ يعيشون ببؤس وبمشقة؛ يعيشون بفاقة، كتبوا لنا أنهم حين يريدون الحصول على الماء لأنفسهم، من المحل القريب من محلتهم لا يصلونه إلّا بارتقاء سلّم من مائة مرقاة أو فوقها.
يجب أن تتحمّل هؤلاء النساء المسكينات كل هذا العناء لأخذ الماء، ويحملن الجِرار، ويرتقين تلك السلالم ثم يهبطن بها ملأى .. فكّروا بشتاء ايران، يجب أن ينزلن من هذه السلالم، كم مرَّة يقعن.كم عليهن ان يتحمّلن من المسكنة حتى يأخذن قليلًا من الماء لأطفالهن! أين سيِّد الحضارة الكبيرة هذا ليرى هذه الحال بنفسه؟ هل هؤلاء يجهلون ذلك، أو يتجاهلون؟
قبل يومين أو ثلاثة أيام، ثلاثة أو أربعة أيام ذهب إلى مشهد، ودخل الحرم المطهّر، ثم جاء وألقى كلمة في هؤلاء المساكين الذين جمعوهم هناك، وقال:سنصل بعد سنوات إلى المرتبة الكذائية. وقال ضمن كلامه: عدد سكّان ايران سيصبح بعد سنوات خمسة وستين مليون نسمة ولا نفط أيضاً. أخي! من الذي يستهلك النفط؟
تكررون القول: لا نفط. النفط موجود؛ أنت بدأت تقضي على النفط، إذ وضعته في حلقوم أميركا والآخرين، لا أنه لا يوجد نفط. نحن لدينا مخازن كثيرة، وأنتم بدأتم تبدّدون هذه المخازن، وأفرغتموها من النفط حتى يصبح الناس مساكين آنذاك. حضرته يريد الاستفادة من الطاقة الشمسية! أخي لماذا، ما هذا الكلام الذي تقوله؟ عليك أن تخجل من هذا الكلام! أنت تريد الاستفادة من الطاقة الشمسية؟ وبعد ذلك تكون الاستفادة من النفط غير لازمة! لمن تقول هذا الكلام؟! مُرْ أن لا يقولوا هذا الهراء في الإذاعة، امنعهم من هذا الهراء الذي يقولونه ويسمعه الناس، وتسمعه النجف أيضاً، وتسمعه أوروبا وتضحك منه.
سكان الأكواخ الذين كتبوا لي أنهم يشكلون سكان ما يزيد على أربعين منطقة من مناطق طهران، وأسماؤها وصورها موجودة الآن عندي، فطهران تشمل حضرة عبدالعظيم حتى شميران.
وهذه الضواحي كلّها من طهران، وكلها من سكان الأكواخ، وهناك أماكن أخرى في طهران وضعها أسوأ، قال لي بعض المحترمين من التجار الذين وفدوا عليّ، بأن هناك أماكن أخرى أسوأ، وطلبوا الإجازة في عمل مخزن ماء من سهم الإمام الذي بذمتهم، وإضافة الباقي من عندهم لهؤلاء المساكين الذين يتحتم على نسائهم الذهاب فرسخاً ظاهراً كان تعبيره هذا لجلب الماء إلى بيوتهنّ، وإرواء أطفالهنّ، وقد سمحنا نحن بذلك، ولا أدري هل شرعوا بذلك أو لا؟
جميع المناطق هي هكذا، أنتم حينما ترون مجموعة من العملاء والمرتبطين يتحرّكون في طهران، وحينما ترون الازدحام، وبعض البضائع الأجنبية والمحلية، وعندما يذهب بعض الغافلين ويرونها، يتصوّرون أن ايران عامرة، ويقولون: الحمد لله، الجميع لديهم سيارات، والجميع لديهم متنزهات، الجميع ماذا. أخي! هؤلاء هم حاشية البلاط، وهؤلاء هم ناهبون ينهبون الناس، متى كان الناس العامَّة هكذا؟
اذهبوا لاحظوا سكان الأكواخ، اذهبوا لاحظوا سكان المخيمات، اذهبوا لاحظوا جنوب المدينة، بل لاحظوا حتى شمال المدينة، في الشمال أيضاً، في شارع آيزنهاور وهو من المناطق التي يقطنها سكان خيم أو سكان أكواخ. اذهبوا وانظروا إلى هؤلاء، ثم قولوا: إنّ البلاد متقدمة، وإنّنا سنصل قريباً إلى باب الحضارة الكبيرة، وإنّنا سنحتفل بها في هذه الأيام!! هذا من ناحية، فسكان الأكواخ هؤلاء يعانون هذا البؤس في ايران، ومن ناحية أخرى فإنهم أعطوا جميع الأماكن الجيدة الشركات الأمريكية أو الصهيونية أو الإنجليزية الكبيرة.
كتبوا لي والرسالة عندي الآن أن ملكة انجلترة بدأت مع عدد من الأثرياء والشركات بتنفيذ مشروع هناك لتربية الدواجن حتى يحصلوا على اللحوم. والله يعلم هل سيصدّرون كل ذلك للخارج، أو أنهم سيعطوننا منه. سهل عمران أيضاً يقع عند أطراف قزوين، يقال: إنه أفضل مكان للزراعة، قاموا بترحيل الأهالى القاطنين هناك، وأعطوه اليهود للصهاينة، أعطوه هؤلاء، وهؤلاء الآن يستثمرونه، الشركات الأمريكيَّة والصِّهيونية بدأت تستثمر تلك المناطق. فهذه الأراضي التي تمثل أفضل الأراضي الزراعية في أيدي أولئك، وهذا الشعب المسكين يجب أن يظل جائعاً، ويظل مسكيناً ولا يدري ماذا يفعل.
هذه هيحضارتنا الكبيرة!! الناس ليس لديهم خبز يأكلونه، والسيد يقول حضارة! ونعيش حضارة كبيرة! ونريد أن نوصلكم إلى حضارة كبيرة. وسهل مغان أيضاً من السهول التي أمَّموها، وطردوا سكانها، وقضوا على أصحاب مزارع الدواجن فيه. وأعطوها مجموعة أُخرى. وسدّ الدزّ هذا الذي صرف لبنائه سبع مائة مليون، وصرفوا ملياراً ومئتي مليون أيضاً للقناة التي توصل المياه إلى هناك، هذا أيضاً يقدّمه الشاه وحاشيته إلى أولئك، مائة وخمسون قرية انتهت، أنهوها وأمَّموا تلك الأماكن، أي أنها لجميع الشعب، لكنها الآن بيد الشاه وحاشيته. هذه أشياء كتبت وقيلت، وهناك شواهد على كل ذلك.
نحن نعيش مثل هذه الحياة، نحن نعيش في مثل هذه الحضارة الكبيرة، حيث يأخذون شبابنا قبل مجيء الخامس من حَزيران ويسجنونهم، ولا ندري هل قانون الغاب هو هكذا، فالمغول أيضاً لم يكونوا هكذا، هؤلاء كان لديهمياسا وهو قانون يتبعونه. بأي قانون يجب أخذ فلان، بأي قانون يجب قتل فلان؛ بأي قانون يفعل كل هذا؟ أنتم تقتلون الناس، وتذهبون بلا قانون إلى منازل علماء الإسلام، وما إن يقول أحد: نحن لم نفعل شيئاً، حتّى يضربه أحد ازلامكم ويقتله، ولا من قائل: لماذا؟
لا أدري هل في التاريخ مثيل للجريمة التي ارتكبها هذا الرجل في الخامس من حَزيران؟ لا أظن ذلك وقع إلا نادراً، أرعبوا الناس الأبرياء هكذا. وقال شهود العيان إنّهم جاءوا، وجاءت سياراتهم، وقامت المدرّعات بملاحقة الناس، وتركتهم مجندلين في الشوارع، ولا يسمحون لأحد ان يتأوه على ما حصل في الخامس من حزيران. ولكن يجب أن لا ينسى الشعب الايراني الخامس من حزيران هذا، يجب أن يبقى الخامس من حزيران هذا حياً، يجب أن لا تمحى آثار هذه الجريمة.
والآن والحمد لله بدأت ذكراه تُحيى الى حد ما بيد النظام نفسه، لأن هذا المنع، واعتقال الناس إنما يُحيي الخامس من حزيران في الحقيقة. يجب أن لا ينسى الشعب الايراني الخامس عشر من خرداد، ولا أيّاً من الجرائم التي ارتُكبت فيه وفيما بعده، وما قبله على يد رضا خان، يجب أن تكون هذه الجريمة على رأس قضايانا، ومن أجل أن تكون مبدءاً للتفكير، يجب أن يفكر سادة القوم في هذه الأمور، ويحافظوا على الخامس عشر من خرداد. إذا تمكنوا أن يُعبِّروا عن ذلك بالضجيج والتظاهرات، واذا لم يتمكنوا فبالمقاومة السلبية وعدم الخروج من المنازل.
واذا رأى هؤلاء هاجموا الناس مثل الذئاب، وأرادوا ان يقتلوا شبّانهم، فليبقوا في المنازل، ليبقوا في المنازل يوماً واحداً استنكاراً لهذا النظام، ولممارسات هذا الإنسان، واعتراضاً على هذا الإنسان. إذا تمكنوا فليتظاهروا، ولكن يجب عدم النسيان؛ يجب أن يبقى هذا اليوم حياً وان شاء الله لن ينسى.
ما هو مهمّ بعد هذا الموضوع هو أن على جميع التيارات في ايران بدءاً من المرجعية والعلماء، ومروراً بالجيش والكسبة في السوق، إلى أبناء المدارس بمختلف مستوياتهم من طلاب الثانويات،
طلاب الجامعات، وسكّان الصحاري، وسكّان الأكواخ، كل هؤلاء يجب أن يفكّروا في التنسيق فيما بينهم، وأن تكون هناك علاقات بين سادة القوم الذين، يجب أن لا يكونوا متفرّقين. فاليوم ليس يوماً يصح فيه العمل بتفرق، إذا كنتم متفرّقين، فستظلُّون على هذه الحال حتى النهاية، بل سيسوء حالكم كثيراً، إنه تكليف إلهي يحتّم عليكم أن تكونوا معاً.
يجب أن تكون بين كل قادة هذه التيارات علاقات سرّية لا علنية، فإذ تقرر التصريح بشيء أحياناً، فليُصرّح الجميع معاً. وإذا تقرر أن يهجموا احياناً، فليهجم الجميع، واذا تقرر أحياناً أن يسكتوا، فليسكت الجميع. ليكونوا يداً واحدة لا أيدياً متفرقة، ذلك يريد ان يشكل حزباً، وذلك مثلًا يريد ان يعمل كذا، هذا غير صحيح. يجب ان نكون يداً واحدة، يجب أن يكون المسلمون يداً واحدة، إذا كان المسلمون يداً واحدة؛ فلن يتمكن أحد من الوقوف في وجه هذا الجمع، لن يتمكن من ارتكاب حماقة ما.
ليس هؤلاء فقط، بل حتى البلدان الكبيرة أيضاً لن تستطيع ارتكاب حماقة، لكنّ أولئك يزرعون التفرقة بيننا، ونحن نصدّق أيضاً. يجب أن نكفّ عن تصديقهم، يجب ان لا نطرح صلاح الظاهر جانباً. هذا المحتال يذهب إلى مشهد مرة أو مرتين كل عام، ويقف إزاء الإمامعليه السلام علينا أن نرى ما يقول الإمامعليه السلام لمثل هذا الإنسان، والله يعلم لو أن الإمامعليه السلام كان حياً لما سمح له بالدخول إلى حرمه، أو يسمح الإمام الرضاعليه السلام لفاسق فاجر بالدخول الى حرمه؟ هل يسمح بدخول إنسان قاتل جان؟
ولكنه الآن غائب، لذا يوعزون لأحد الملالي ليقوم بدور التمجيد، وإثارة الصخب، وأن الناس جميعاً يحبون الشاه ... إلى غير ذلك، وهو نفسه ذهب أيضاً إلى مكان آخر، فانظر ماذا عمل! وماذا قال من كلام!
يجب أن تكون هناك علاقات؛ يجب أن تكون أعمالكم على وفق علاقات وضوابط، يجب أن تكون أعمال المسلمين على وفق برنامج محسوب. يجب أن تتعاون الأحزاب معاً، لا ينبغي أن يتصرّف كل حزب بطريقته الخاصة، هذا الحزب موقفه كذا، وذلك الحزب موقفه كذا، وذلك الحزب لا أدري ماذا، كل منهم يعمل لنفسه. يجب ان يشيروا إلى الجاني، إذا أمكن أن يفعلوا ذلك بصراحة، فبها، وإلا فليكن ذلك بالتلويح؛ وإن لم يمكنهم القيام بذلك، فلا يلصقوا الجريمة بشخص آخر، لِيقولوا: هناك جريمة، ولا يقولوا: الحكومة قامت بهذا العمل، ما هي الحكومة؟ أو الشرطة قامت بهذا العمل، ما هي الشرطة؟ مساكين من يقولون هكذا.
أمس، أو أول من أمس جاءني بعض السادة، وقال: الحكومة بعثت سبعة عشر شخصاً إما من المسؤولين المهمين في جهاز الدولة أو نحوهم إلى قم لتنفيذ بعض الجرائم، إلا أن هؤلاء السبعة عشر شخصاً استخفوا فجأة، فالدوريات التي قاموا بها في قم، وعمليات التفتيش في كل مكان إنما كانت للعثور على هؤلاء المسلّحين، لكنّ هؤلاء استخفوا مع أسلحتهم. وفي الجيش هكذا ايضاً الآن، أنتم تتصورون أن افراد الجيش مرتاحون من هؤلاء! حينما يقوم هذا الشخص بتسليم زمام الجيش بأسره إلى أيدي أربعة مستشارين أمريكيين، فيكون جميع ما يخص الجيش في أيديهم، ويكون جميع هؤلاء المساكين تحت الضغط، فهل يمكن ان يكونوا بعد ذلك مسرورين؟ إلا أن يكونوا عديمي الغيرة أساساً، فمن كان غيوراً لا يمكنه أن يكون مسروراً بهذا الوضع.
هؤلاء ايضاً عليهم أن لا يسكتوا، ويجب ان تكون لديهم علاقات أيضاً مع سائر الفصائل المعارضة، يجب أن تكون هناك علاقات بين الأحزاب والعسكريين، بين العسكريين والعلماء، ويقوم الجميع معاً بالتخطيط لازاحة هذا الإنسان. إن الأمة الإسلامية والشعب الايراني لن يكفّا عن هذا الإنسان، وإذا قال أحد بمصالحته، فهو خائن، إنّ شعبنا لن يصالحه، وليس هناك عالم دين يفكّر بالصلح مع هذا الإنسان، ولا كاسب ولا مسلم يفكّر بالصلح معه، لم يبق طريق للصلح.
ما هو السبيل الذي تركوه لهذا الصلح؟ قتلوا كل هؤلاء الشبان، ثم جاؤوا يريدون الصلح! وكل هذه الاهانة لمقدساتنا، ثم نتصالح! أي صلح هذا؟ ليس لدينا صلح، لقد افتروا على السادة أنهم قالوا بالصلح، انهم يفترون كذباً، ليس لدى أحد نية للصلح مع هؤلاء، لا يمكن أن يقع مثل هذا الشيء. الشعب الذي ذهب كل ما لديه أدراج الرياح، وضاع اعتباره والمعنويات المؤثرة في حياته مضافاً إلى ثرواته المفقودة على يد هذا الإنسان، كيف يتصالح معه؟
أحد كبار الساسة يقول:للمسلمين الايرانيين أحد طريقين: إما الحصول على الحرية، أو بقاء هذا الشاه، إما أن يختاروا وجود هذا، ويعيشوا تحت ضغطه وتعسفه إلى النهاية، أو يختاروا الحرية، ويُخرجوه من حياتهم، وبما أنهم سوف يختارون الحرية بالتأكيد، فهم سيطردونه بالتأكيد إن شاء الله تعالى.
أخي، يقع علينا جميعاً تكليف معين، تكليف الهي. فالشعب بدأ يفقد كل ما لديه، بل فقد كل شيء، والاهتمام بأمور المسلمين من أوجب الواجبات، فيجب أن تكونوا مهتمين بهذه الامور، وإلا فلستم بمسلمين، إن من الأمور اللازمة علينا جميعاً، ونحن جميعاً مكلفون بحفظ كيان الإسلام في ايران.
وهذا الشخص ليس بجيد مع الإسلام ولا مع القرآن ولا مع الإمام الرضاعليه السلام، فمن لديه معرفة بالاسلام لا يرتكب مثل هذه التطاولات. نحن جميعاً مكلّفون أن نثور على هذا الشخص ثورة بالأقلام والألسنة، وفي الوقت المناسب بالسلاح، وعندما يناسب الوقت، فأنا أول من يحمل السلاح، ولكن إذا لم نستطع، فعلينا أن نتكلم، ونتحدث.
بعد ان قضوا على كل اعتباراتنا وأتلفوا جميع مراتعنا، وقد جفَّت حوالي أربعين ألف قناة في ايران، لأنهم أغلقوا هذه السدود، وعندما تجف القنوات تنتفي الزراعة، وعندما تنتفي الزراعة يرحل أهلها الى مكان آخر، يجيئون ليواجهوا الفقر والبؤس في طهران أو مدينة اخرى. وهناك تعمّد في هذه الأعمال، فهم يقومون بذلك ليجمعوا الناس في المدن ويسيطروا عليهم، ويقضوا على كلّ معارضة يمكن أن تظهر في الأرياف، ففي الأرياف تصعب السيطرة على الأوضاع.
وهذا ما يقوله كل من لديهم معرفة بالسياسة، يقولون بأن هؤلاء يريدون ترحيل أهالي الأرياف والمناطق الجبلية، فهم يخططون لترحيل البختياريين الموجودين في المنطقة الجبلية، والبلوش الموجودين في الصحاري والمناطق الجبلية إلى المدن، حتى يستطيعوا السيطرة عليهم هناك. أي: أنّهم إذا أرادوا أن ينبسوا ببنت شفة يتمكنون من السيطرة عليهم بالمدفع والدبابة، وإذا كانوا في المرتفعات لا تمكن السيطرة عليهم. أحياناً ترى أن جميع الطبقات تثور على السلطة، وتسري الثورة إلى كل مكان.
المهم هو أنالفائدة في ظلّ الظالمين تذهب إلى الغرب والشرق، فكل ما هو موجود يصير إلى أولئك. إن وضع ايران الآن وضع لا مثيل له، وإذا كان له مثيل من حيث ما يقع فيه من الجرائم وقتل الناس، فلا مثيل له من حيث ضياع الثروات في ايران. سيروا في العصور السابقة الى أي مدى، فإنكم لن تجدوا مثل هذه الحالة، فجميع المراتع الجيدة في ايران مبذولة للغير وللشركات الأجنبية، جميع ثرواتنا السمكية في الجنوب والشمال أخذوها من أيدي الناس، واصبحت الشركات الاجنبية تسيطر عليها، وذُكِر أن سبعة آلاف نسمة قتلوا في الشمال حتّى أُمّمت الثروة السمكية حسب اصطلاحهم واستولى النظام عليها، وأعطاها شركات أجنبية كبيرة.
إذن فهذا نفطنا، وهذه ثروتنا السمكية، وتلك مراتعنا، وتلك غاباتنا الغنية، كلها تفوّض إلى الأجانب، وقد تتصورون أن تأميم الغابات هو لمصلحة الشعب، لا إن هذا لفظ مجرَّد، هو مثل بداية الحضارة التي يقول عنها، فهذه كلمات جوفاء، ليس لها حقيقة. فقد قدّموا بعض الغابات الجيدة جداً وخشبُها من الأنواع الجيدة الصالحة إلى شركة رومانية وهي تواصل ابتلاع الأرباح.
قال في كلمته:كانت ايران قبل هذا بعدة سنوات قد قسّمت منطقتين لنفوذ الروس والإنجليز، وجئنا نحن وعملنا كذا وكذا. أنا لا أفهم هذا الكلام، كيف لا يشعر هذا الإنسان بما يقول؟! أو أنه يشعر، ويريد استغفال البعض، فلماذا يقول في الاذاعة: أنقذنا ايران من هاتين الدولتين؟! حسناً كيف أنقذتم ايران؟ أنتم تفوّضون الآن مراتعكم إلى الآخرين، فبعضها تأكل منها السيدة الانجليزية وحاشيتها، وبعضها يأكل منه الأمريكيون والصهاينة، والبعض الثالث تأكلونه أنتم وأطفالكم وأبناؤكم، أيُّ تأميم هذا، وأيُّ إنقاذ هذا؟
نعطي أولئك جميع ثروات بلدنا، ونكون نحن خدّاماً لهم، شعبنا يجب أن يكون خادماً، ويسلم لأولئك جميع ثرواته، وجميع ما يحصل من كدّ أيديهم، ومن ذكائهم، ويقال:نحن أنقذنا إيران! كيف أنقذتم ايران؟ أنتم أضعتم ايران إلى الأبد، أنتم قضيتم على الثقافة الايرانية تماماً، نحن الآن إذا أردنا طبيباً علينا أن نذهب إلى انجلترة، وفي كل عدة أيام يذهب أحد إلى انجلترا للمعالجة. إذا كان لدينا أطباء فلماذا نذهب إلى انجلترا؟ أنتم قضيتم على الجامعات؛ ليس لدينا الآن جامعة حقيقية، بل صورة جامعة، وأنتم لا تسمحون حتى لهذه الصورة أن تحفظ، ماذا يعمل الجامعيون المساكين، وماذا يعمل أساتذة الجامعات وهم يواجهون الهيولات؟
كلّ ما لايران من اعتبار أصبح طفيلياً؛ جميع اعتبار ايران أضاعه هذا الإنسان، وجعل ايران طفيلية، أعطى الشركات الكبيرة ما تمكن الاستفادة منه، وأكل هو وحاشيته قسماً منه بإذن من اولئك، ورحّل هؤلاء المساكين الذين كانوا في القرى ويقول صنعنا الفلاح هؤلاء الفلاحون المساكين رحّلوهم من تلك الأماكن، فأهل المخيمات الواقعة في أطراف طهران، وأهل الاكواخ فيها، هؤلاء المساكين كانوا فلاحين يقومون بتربية المواشي، ويهيئون لايران الصوف والزيت واللحم.
كل هذه الامور انتهت الآن، وحالياً يجب أن تستوردها من الخارج، فاللحم يستورد من الخارج، والحنطة تستورد من الخارج، فقد أنهى هذا الشخص زراعتنا تماماً، وأنهى ثقافتنا، وأنهى جيشنا؛ وأنهى اعتبار جيشنا؛ ويتصوّر أنه يستطيع ان ينهي علماءنا، لكنه لن ينجح إن شاء الله.
تكليفنا الآن نحن المسلمين أن نوحِّد كلمتنا، وأول الكلام هو أن يرحل هذا الرجل، وبعد ذلك نُعيد نحن البناء. على رأس جميع الأمور التي يجب أن نتفق عليها أن يرحل هذا الشخص، واذاخالف احد فإنه يخون الإسلام. إذا رأيتم أحد الأحزاب يقول أو يكتب: بأننا نريد الدستور وهذا القول بشكل مطلق، معناه أنه يجب أن يظل هذا الشخص فاعلموا بأنه خائن. يجب على اولئك الذين يقولون بتطبيق الدستور، ويطالبون بحقوق الإنسان أن يقولوا بالدستور بعد إصلاح تلك الموادّ التي تمت المصادقة عليها بقوة الحراب.
فنحن شاهدنا القضية، فالمواد التي وضعت في الدستور، وأوصلت هؤلاء إلى هذه السلطة المنحوسة فُرضَت بقوة الحراب، لا إن الناس مثلًا أقاموا مجلساً تشريعياً او شيئاً من هذا القبيل، لم يكن للناس اختيار، والحراب هي التي قامت بهذه الأعمال. هذه المواد ليست مواد مقبولة لدى الشعب؛ وهذه المواد التي تثبت أركان حكومة هؤلاء يجب أن تزول، وإلّا فلا اعتراض لدينا على الدستور، أو تتمة الدستور، أو الإصلاحات على تتمَّة الدستور، لكن بعد أن يتم اصلاحه ويقول بالدستور ولا يقيد بهذا المعنى بالاصلاح فانه وإن كان ما يقوله مبهماً في إشارة إلى ما بعد الاصلاح يسير باتجاه غير صحيح، أو أنه قد يكون غير ملتفت. والآن وبعد أن اوضحت الأمر، فعليه أن يلتفت.
نحن كلّنا موظفون أن تكون لدينا علاقات فيما بيننا، وفيما بيننا وبين الآخرين، ينبغي أن تكون هناك علاقات بين التيارات العاملة في الداخل والخارج، بين علماء الإسلام وسائر العلماء، بين المراجع وسائر علماء البلاد، بين علماء الإسلام والأحزاب. فاليوم لا يناسب أن يكون الحزب الفلاني على حدة والعالم على حدة. الحزب لا يمكنه القيام بعمل، والعالم يحتاج ايضاً أن تساعده الأحزاب في عمله.
هاتان الطائفتان يجب ان تتعاونا على تحريك المسلمين في ايران، ويجب أن يكون هناك تنسيق بين الجميع، ويجب أن تكون لهم علاقات مع المسؤولين الذين لم يفقدوا شرفهم بعد، فكثير منهم يتألمون من هذا العناء؛ يجب أن تكون لديهم علاقات مع أولئك، حتى تحصل الثورة يوماً ما. وبالثورة يتمّ القضاء على هذا الإنسان ان شاء الله تتشكل الحكومة الإسلامية، وتجرى أحكام الإسلام إن شاء الله.
الآن لا وجود للأحكام الإسلامية في ايران، هل الطلاق الواقع في ايران يطابق الأحكام الإسلامية؟ هل النكاح فيها مطابق للأحكام الإسلامية؟ هل المعاملات فيها مطابقة للأحكام الإسلامية؟ أي شيء فيها إسلامي؟ هل يكفي أن يذهب جنابه لزيارة الإمام الرضاعليه السلام. هل يكفي أن يرائي، فيخدع الناس؟!
نسأل الله ان يوقظ الايرانيينالحاضرون: آمين وأكثر يقظة من هذاالحاضرون: آمين ويحفظ الحوزات الدينيةالحاضرون: آمين ويحفظ الحوزات الإسلاميةالحاضرون: آمين. نسأل الله أن يبعد أيدي الأجانب عن هذا البلدالحاضرون: آمين ويوحّد جميع البلدان الإسلامية معاًالحاضرون: آمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*صحيفة الإمام، ج3، ص: 348