الشهيد والشهادة
صفر
"فوقَ كلّ ذي برٍّ برٌّ حتى يُقتل الرجلُ في سبيل الله، فإذا قُتل في سبيلِ الله فليسَ فوقَه برّ». وإذا استثنينا الدَين الذي هو من حقوق الناس، فإن الشهادة كما أكد أهلُ بيت النبوة تُذهبُ كلَّ سيئات الإنسان، وهذا ما عبّر عنه الإمام الصادق عليه السلام فيما ورد عنه: "من قُتل في سبيل الله لم يعرّفه الله شيئاً من سيئاته".
عدد الزوار: 468بسم الله الرحمن الرحيم
الشهيد والشهادة
المناسبة: شهادة القائد الحاج عماد مغنية رضوان الله تعالى عليه
نعزي الإمام صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف وولي الأمر في غيبته الإمام الخامنئي مدّ ظلّه العالي وسيّد المقاومة حفظه الله ومجاهديها باستشهاد القائد الجهادي الحاج عماد مغنية رضوان الله تعالى عليه، سائلين المولى عز وجل أن يتغمّده برحمته مع الأنبياء والأوصياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً.
1- معنى الشهادة: أكد الله تعالى على أن من يُقتل في سبيل الله ليس ميتاً، فإذا كانت نتيجة الموت بطلاناً لفاعليةِ الإنسان في هذه الحياة، والتي تنطلق عادة من معرفته، فإن المقتول في سبيل الله يعيش في قمة الحياة والحيوية التي استحق من خلالها أرفع تعبير عن المعرفة، بل يرقى عنها ويتجاوزها، فالنصوص الإسلامية الشريفة لم تسمِّ ذلك المقتول عالماً ولا فاهماً ولا متفقهاً ولا مفكراً ولا شاعراً؛ لأن كل هذه المصطلحات تدل على معرفة تُنال بواسطة ذهن الإنسان، بل سمّته شهيداً، لأن الشهادة هي أرقى حالة يحصّلها الإنسان وذلك حينما ينال نفسَ الشيء وعينَه لا صورته وما شاكل.
لذا فإن سعادتَه تختلف كثيراً عن السعادة التي يحصّلها الإنسان في هذه الحياة الدنيا، وهذا ما عبّر الله تعالى عنه بقوله ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ*فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ﴾(آل عمران:169-170).
2- ثواب الشهيد: تحذَّث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن لا مفاضلة بين القتل في سبيل الله وغيره من أعمال البرّ، فعنه صلوات الله عليه وآله: "فوقَ كلّ ذي برٍّ برٌّ حتى يُقتل الرجلُ في سبيل الله، فإذا قُتل في سبيلِ الله فليسَ فوقَه برّ". وإذا استثنينا الدَين الذي هو من حقوق الناس، فإن الشهادة كما أكد أهلُ بيت النبوة تُذهبُ كلَّ سيئات الإنسان، وهذا ما عبّر عنه الإمام الصادق عليه السلام فيما ورد عنه: "من قُتل في سبيل الله لم يعرّفه الله شيئاً من سيئاته".
بل ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه تحدّث عن ثواب الشهيد قائلاً: "للشهيد سبع خصال من الله: الأولى: أولُ قطرةٍ من دمِهِ مغفورٌ له كلُّ ذنب. الثانية: يقع رأسه في حجر زوجتيه من الحور العين، وتمسحان الغبار عن وجهه، وتقولان "مرحباً بك" ويقول هو مثل ذلك لهما. الثالثة: يُكسى من كسوة الجنة. الرابعة: تبتدرُهُ خزنةُ الجنة بكل ريحٍ طيبة أيُّهم يأخذه إليه. الخامسة: أن يرى منزله. السادسة: يقال لروحه اسرح في الجنة حيث شئت. السابعة: أن ينظر في وجه الله، وانها لراحةٌ لكل نبي وشهيد".
ولعل هذ يرشدنا إلى سرّ اختلاف الشهيد عن سائر المؤمنين الذين كان لهم بعد موتهم عند الله حظوة، حينما يعرض عليهم الرجوع إلى الدنيا وهو ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: "ما من نفس تموت لها عند الله خير، يسرّها أن ترجع إلى الدنيا ولا أن لها الدنيا وما فيها، إلا الشهيد فإنه يتمنّى أن يرجع فيُقتل في الدنيا لما يرى من فضل الشهادة".
2009-07-10