الإخلاص في العمل

نور الأسبوع: الإخلاص في العمل

الإخلاص: هو تخليص النية أو الدافع نحو العمل من كل شيء ما عدا الله سبحانه وتعالى، وقدسية العمل وسمو قيمته مرهونة بمدى توافر الإخلاص فيه , وهذا يعود إلى أن أعمالنا وإن كان من الممكن أن تكون مقرِّبةً من الله تعالى، إلاّ أن هذه الأعمال لا قيمة لها إذا لم تؤدَّ بإخلاص.

فقد ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا عملت عملاً فاعمل لله خالصاً فإنه لا يقبل من عباده الأعمال إلا ما كان خالصاً ".

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: " إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها.. فهجرته إلى ما هاجر إليه ".

وعلى المؤمن العامل لله تعالى أن يتجنب الرياء؛ لأنه آفّة محبطة لأي عمل يشوبه.

-فقد ورد عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنه قال لعباد البصري: " ويلك يا عباد إياك والرياء؛ فإنه من عمل لغير الله وكله الله إلى من عمل له ".

-وعنه عليه السلام أنه قال: " اجعلوا أمركم هذا لله ولا تجعلوه للناس، فإنه ما كان لله فهو لله, وما كان للناس فلا يصعد إلى الله. ".

-وعنه عليه السلام أنه قال: " كل رياء شرك، أنه من عمل للناس كان ثوابه على الناس، ومن عمل لله كان ثوابه على الله ".

وقد أشار أمير المؤمنين عليه السلام إلى علامات المرائي حيث قال: " ثلاث علامات للمرائي: ينشط إذا رأى الناس، ويكسل إذا كان وحده، ويحب أن يُحمد في جميع أموره ".

- وعن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم " إن لكل حق حقيقة وما بلغ عبدٌ حقيقةَ الإخلاص حتى لا يحب أن يُحمَد على شيء من عملٍ لله ".

بل قد ورد في بعض الأحاديث أن المخلصين على خطر, إذ المخلص يبقى خائفاً أن يفقد إخلاصه في آخر لحظات حياته.

-فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: " العلماء كلهم هلكى إلا العاملين، والعاملون كلهم هلكى إلا المخلصين والمخلصون على خطر. ".

-وعن الإمام علي عليه السلام متحدِّثاً عن صعوبة إخلاص العمل، قال: " تصفية العمل أشد من العمل، وتخليص النية من الفساد أشد على العاملين من طول الجهاد ".

وآخر دعوانا أن الحمد للّه ربّ العالمين