الموضوع: مساءلة أسد الله عَلَمْ (ازلام النظام على المدرسة الفيضية وضرب وجرح الناس والطلبة)
نداء
المخاطب: علماء طهران
عدد الزوار: 141
التاريخ: 13 فروردين 1342 هـ. ش/ 7 ذي القعدة 1382 هـ. ق
المكان: مدينة قم
المخاطب: علماء طهران
بسم الله الرحمن الرحيم
إنالله وإنا اليه راجعون
بواسطة سماحة حجة الاسلام الآغا الحاج السيد اصغر الخوئي- دامت افاضاته.
الى اصحاب الشرف السادة العلماء الاعلام وحجج الاسلام في طهران- دامت بركاتهم.
برقية المواساة المحترمة بالفاجعة العظيمة التي حلت بالاسلام والمسلمين، تستحق الشكر والتقدير.
ان هجوم القوات الخاصة ورجال أمن السلطة برفقة ودعم افراد الشرطة، على مركز علماء الدين، اعاد الى الأذهان ذكريات المغول، مع هذا الفارق وهو أن اولئك هجموا على بلد أجنبي، فيما اعتدى هؤلاء على ابناء شعبهم المسلم وعلى علماء الدين والطلاب العزل.
ففي يوم وفاة الامام الصادق- عليه السلام-، وبهتاف (الخلود للشاه)، شنوا هجوماً مباغتاً على مركز الامام الصادق وذرية هذا العظيم وابنائه الروحيين. وفي ساعة او ساعتين نهبوا المدرسة الفيضية بأسرها، نهبوا جامعة امام العصر- صلوات الله وسلامه عليه- في وضع يرثى له في أنظار نحو عشرين الف مسلم .. حطموا ابواب ونوافذ كل الحجرات، والقي بعض الطلبة- من شدة الخوف- بأنفسهم من السطح الى الارض، فتكسرت الايدي والرؤوس، جمعوا عمائم الطلبة والسادة من ذرية الرسول، واضرموا النار فيها، ألقوا بالفتيات ذوي الستة عشر والسبعة عشر ربيعاً من السطح، مزقوا الكتب ونسخ القرآن الكريم حسبما قيل .. لم يعد يأمن علماء الدين والطلبة على حياتهم في هذه المدينة الدينية، فبيوت العلماء والمراجع تُحاصرها قوى الامن واحياناً القوات الخاصة وافراد الشرطة. ازلام النظام يهددون بأنهم سيفعلون بالمدارس الأخرى مثلما فعلوا بالمدرسة الفيضية، كما استبدل الطلبة المحترمون زي رجال الدين من فرط خشيتهم من ازلام السلطة. لقد أعطوا أوامرهم بعدم السماح للمعممين باستقلال الباصات وسيارات الأجرة، فيما يقوم ازلام السلطة بسب وشتم علماء الدين عامة، وبعض الشخصيات بالاسم، في المحافل العامة يستعملون التعابير النابية والمنحطة، وفي الليالى تقوم الشرطة بتوزيع منشورات فضيعة تحمل تواقيع مجهولة.
ان هؤلاء يسيئون الى المقدسات الدينية تحت شعار (صداقة الشاه) و (صداقة الشاه) تعني النهب، تعني هتك حرمة الاسلام والاعتداء على حقوق المسلمين، والهجوم على مراكز العلم والمعرفة. (صداقة الشاه) تعني ضرب كيان القرآن والاسلام، تعني ضرم النيران في مظاهر الاسلام ومحو المظاهر الاسلامية. (صداقة الشاه) تعني قمع علماء الدين ومحو آثار الرسالة.
ليعلم السادة اصحاب السماحة بأن الاخطار تهدد اصول الاسلام، وان القرآن والمذهب في خطر، وفي مثل هذه الحالة تعد التقية حراماً، واظهار الحقائق واجب ولو بلغ ما بلغ.
وحيث لا توجد في ايران الآن جهة مؤهّلة نتقدم اليها بالشكوى، وادارة هذا البلد تتم بأسلوب جنوني، لذا أسأل باسم الشعب السيد عَلَمْاً، الذي يتولي رئاسة الوزراء: بأيّ مسوًغ قانوني قمت بمهاجمة سوق طهران الكبير (البازار) في الشهرين الماضيين، وضربت وجرحت العلماء الاعلام وسائر المسلمين؟ بأيّ حق اعتقلت العلماء وسائر الفئات، وها هوذا جمع كبير منهم في السجون؟ بأي حق بددت ميزانية البلد في استفتاء مفضوح؟ ولما كان الاستفتاء من قبل الشاه شخصياً- وهومن أغني الناس ولله الحمد-، فبأي حق أجبرت رجال الحكومة الذين يتسلمون مرتباتهم من ميزانية الشعب على العمل في الاستفتاء الشخصي؟ بأي حق نهبت سوق قم في الشهرين الماضيين، واعتديت على المدرسة الفيضية، وعرَّضت الطلبة للضرب والشتم والاعتقال؟. بأي حق أرسلت القوات الخاصة ورجال الامن متنكرين، في ذكرى وفاة الامام الصادق عليه السلام للاعتداء على المدرسة الفيضية وارتكاب كل هذه الفجائع؟
لقد أعددتُ قلبي لاستقبال حراب ازلامك، غير اني غير مستعد لقبول منطق الزور والاستسلام لجبروتك .. انني- بحول الله- سأعمل على بيان احكام الله كلما سنحت الفرصة لذلك. ومادام القلم بيدي سأفضح الممارسات المناهضة لمصالح البلد. ان إحدى عيون المسلمين تبكي اليوم على دنياهم، وعينهم الأخرى على دينهم، وان حكومتكم التي لم يمض على تسلمها زمام الامور سوي عدة أشهر، قد عرَّضت الاقتصاد والزراعة والصناعة والثقافة ودين البلد للخطر، وبات البلد على حافة الانهيار في كل مجال. أسأل الله- تعالى- أن يحفظ الاسلام والمسلمين في ظلال القرآن.
روح الله الموسوي الخميني
* صحيفة الإمام، ج1، ص: 182,183
2011-04-07