يتم التحميل...

نبذة حول مسجد ضرار

أسبوع المسجد

وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ

عدد الزوار: 112

نبذة حول مسجد ضرار

قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ  * أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ *  لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْاْ رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ  1 .

تحدثت هذه الآيات الكريمة عن جماعة من المنافقين الذين عمدوا لبناء مسجدا ارادوا ان يحققوا من خلاله أهدافا خاصة،تسبب الضرر بالنبي صلى الله عليه وأله وبالمجتمع الاسلامي في المدينة المنورة. ولذا عرف ذلك المسجد ب (مسجد الضرار ) كما وصفته الآية الكريمة (والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا). بملاحظة ما كان سيسبّبه من الضرر على المجتمع الإسلامي في المدينة المنّورة.

وملخّص حكاية مسجد ضرار: ان جماعة من المنافقين أتت إلى النبي صلى الله عليه وأله وطلبوا منه أن يسمح لهم ببناء مسجد في حي بني سليم - قرب مسجد قبا - حتى يصلي فيه العاجزون والمرضى والشيوخ، وكذلك ليصلي فيه جماعة من الناس الذين لا يستطيعون أن يحضروا مسجد قبا في الأيام الممطرة، ويؤدوا فرائضهم الإسلامية، وكان ذلك في الوقت الذي كان فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم عازما على التوجه إلى تبوك. فأذن لهم النبي صلى الله عليه وأله، إلا أنهم لم يكتفوا بذلك، بل طلبوا منه أن يصلي فيه، فأخبرهم بأنه عازم على السفر، وعند عودته بإذن الله فسوف يأتي مسجدهم ويصلي فيه. فلما رجع النبي صلى الله عليه وأله من تبوك حضروا عنده وطلبوا منه الحضور في مسجدهم والصلاة فيه، وأن يدعوا الله لهم بالبركة، فنزل الوحي وتلا عليه تلك الآيات التي كشفت الستار عن نيّة هؤلاء المنافقين، فأمر النبي بحرق المسجد المذكور، وبهدم بقاياه، وأن يجعل مكانه محلا لرمي القاذورات والأوساخ. وإذا دققنا في غرض هؤلاء من بناء المسجد ؟. نعرف لماذا أمر النبي بإحراق ذلك المسجد.

وملخّص ذلك: أن رجلا في زمن الجاهلية يقال له: أبو عامر، كان قد اعتنق النصرانية، وسلك مسلك الرهبانية، وكان يعد من الزهاد والعباد وله نفوذ واسع في طائفة الخزرج. وعندما هاجر النبي صلى الله عليه وأله إلى المدينة واحتضنه المسلمون ونصروه،وبعد انتصار المسلمين على المشركين في معركة بدر، رأى أبو عامر:أن الناس قد انفضوا من حوله، وبقي وحيدا، وعند ذلك قرر محاربة الإسلام، فهرب من المدينة إلى كفار مكة، واستمد منهم القوة لمحاربة النبي صلى الله عليه وأله، ودعا قبائل العرب لذلك فكان ينفّذ ويقود جزءا من مخططات معركة أحد،وبعد ما دوّى صوت الإسلام أكثر وعم كل الأرجاء، هرب أبو عامر من المدينة وذهب إلى هرقل ملك الروم ليستعين به في قتال النبي صلى الله عليه وأله، وليرجع إلى المسلمين ويقاتلهم، فأرسل رسالة إلى منافقي المدينة يبشرهم فيها بالجيش الذي سيصل لمساعدتهم من الروم، وأكد عليهم بالخصوص على أن يبنوا له مركزا ومقرا في المدينة ليكون منطلقا لنشاطاته في المستقبل. ولما كان بناء مثل هذا المقر، وباسم أعداء الإسلام غير ممكن عمليا في المدينة المنّورة لسيطرة وهيمنة المسلمين فيها، رأى المنافقون أن يبنوا هذا المقر تحت غطاء المسجد، وبعنوان مساعدة المرضى والعاجزين.

وأخيرا تم بناء المسجد، ويقال أنهم اختاروا شابا عارفا بالقرآن من بين المسلمين يقال له: " مجمع بن حارثة " أو " مجمع بن جارية " وأوكلوا له إمامة المسجد. إلا أن الوحي الإلهي أزاح الستار عن عمل هؤلاء، بإخبار النبي صلى الله عليه وأله عن نيّتهم،فأمر بعض المسلمين - وهم مالك بن دخشم، ومعنى بن عدي، وعامر بن سكر أو عاصم بن عدي - أن يحرقوا المسجد ويهدموه، فنفذ هؤلاء ما أمروا به، فعمدوا إلى سقف المسجد فحرقوه، ثم هدّموا الجدران، وأخيرا حولوه إلى محل لجمع الفضلات والقاذورات.

ونستفيد من قصّة مسجد ضرار: بأن المسلمين يجب أن لا يكونوا سطحيين في الرؤية مطلقا، وأن لا يكتفوا بالنظر إلى الجوانب التي تصطبغ بصبغة الحق، ويغفلون عن الأهداف الأساسية المراد تحقيقها، والمستترة بالظاهر البرّاق، فإن وسيلة الجبارين والمنافقين وأسلوبهم في العمل هو الوقوف على رغبة الناس في مسألة ما، واستغلال تلك الرغبة في سبيل إغفالهم وبالتالي استعمارهم، ومن البديهي أن محاربة الإسلام بصورة علنية في محيط كمحيط المدينة، وذلك في عصر النبي صلى الله عليه وأله، مع ذلك النفوذ الخارق للإسلام والقرآن، أمر غير ممكن، فكان يجب على المنافقين إلباس الكفر لباس الدين، وتغليف الباطل بغلاف الحق لجذب البسطاء والسذّج من الناس والوصول الى أهدافهم،وهكذا يفعل المنافقون والمتآمرون والمستكبرون في بلادنا،حيث يعمدون للوصول الى مآربهم من خلال تقديم الخدمات والكلمات المعسولة لجذب قلوب المستضعفين والفقراء والسذّج،لدخول بلادهم والسيطرة والهيمنة على شعوبهم وخيراتهم وبلادهم 2.


1- الآيات\107_110سورة التوبة
2- الأمثل في كتاب الله المنزل \ج6-214-222

 

2012-07-11