حلول شهر محرم الحرام
محرم
نعزي الإمام صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف وولي أمرنا في غيبته الإمام الخامنئي مد ظله العالي وسائر المؤمنين والإخوة المجاهدين بمصاب أبي عبد الله الحسين عليه الصلاة والسلام وجعلنا وإياكم من الطالبين بثأره مع وليّه من آل محمد عجل الله تعالى فرجه الشريف.
عدد الزوار: 274المناسبة: حلول شهر محرم الحرام
نعزي الإمام صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف وولي أمرنا في غيبته الإمام الخامنئي مد ظله العالي وسائر المؤمنين والإخوة المجاهدين بمصاب أبي عبد الله الحسين عليه الصلاة والسلام وجعلنا وإياكم من الطالبين بثأره مع وليّه من آل محمد عجل الله تعالى فرجه الشريف.
أبعاد شخصية الإمام الحسين عليه السلام:
يقول سماحة الإمام الخامنئي (مدّ ظلّه العالي): " لشخصيّة الإمام الحسين عليه السلام الألمعيّة الباهرة، بُعدان: بُعد الجهاد والشهادة والإعصار الذي أحدثه على مدى التاريخ، والذي سيبقى - على ما يتسم به من بركات - مدوياً على مدى الدهر، وأنتم مطلعون على هذا البعد الأول، أما البعد الآخر فهو بُعد معنويّ وعرفانيّ، ويتجلّى هذا البعد في دعاء عرفة بشكل واضح وعجيب. وقلّما يوجد لدينا دعاء يحمل هذه اللوعة والحرقة والانسياق المنتظم في التوسّل إلى الله والابتهال إليه بالفناء فيه، إنّه حقاً دعاء عظيم (وكذلك) في خطابه الذي ألقاه على مسامع أكابر شخصيّات عصره وأكابر المسلمين التابعين في منى تجدون ذلك النَفَس الحسينيّ المشهود في دعاء عرفة ".
وعن هذا البُعد ألعرفاني في عاشوراء يقول سماحته مدّ ظلّه العالي: " إن نظرنا إلى واقعة عاشوراء وأحداث كربلاء، فمع أنّها ساحة قتال وسيف وقتل، لكنّكم ترون الحسين عليه السلام، يتكلّم ويتعامل بلسان الحبّ والرضا والعرفان مع الله تعالى، ففي آخر المعركة وضع خدّه المبارك على تراب كربلاء اللاهبة، وقال: "إلهي رضاً بقضائك وتسليماً لأمرك". وكذا حين خروجه من مكّة قال: "من كان باذلاً فينا مهجته، وموطناً على لقاء الله نفسه، فليرحل معنا"، بل إنّ كلّ قضيّة كربلاء ترون فيها وجه العرفان والتضرّع والابتهال. لقد اقترن خروجه ذاك بالتوسّل والمناجاة وأمنية لقاء الله، وبدأ بذلك الاندفاع المعنويّ المشهور في دعاء عرفة إلى أن انتهى به المطاف في اللحظة الأخيرة إلى حفرة المنحر حيث قال: "ورضاً بقضائك".
معنى هذا أنّ واقعة عاشوراء تعدّ بحدّ ذاتها واقعة عرفانية، ومع أنّها امتزجت بالقتال والقتل والشهادة والملحمة - وملحمة عاشوراء صفحة رائعة بشكل يفوق التصوّر - ولكن إن نظرتم إلى عمق نسيج هذه الواقعة الملحميّة لرأيتم معالم العرفان، والمعنويّة، والتضرّع، وجوهريّة دعاء عرفة".
عرفان يصنع جهاداً وشهادة من لون آخر:
ويتابع سماحة القائد مدّ ظلّه العالي قائلاً: " القضيّة التي أريد الإشارة إليها هي أنّ هذا الاندفاع المعنويّ، والعرفان، والابتهال إلى الله والفناء فيه، وعدم رؤية الذات أمام إرادته المقدّسة، هو الذي أضفى على واقعة كربلاء هذا الجلال والعظمة والخلود، أو بعبارة أخرى إنّ البُعد الأول أي بُعد الجهاد والشهادة، جاء كحصيلة ونتاج للبُعد الثاني أي نفس تلك الروح العرفانيّة والمعنويّة تجدها في شهادة نابعة من روح الإيمان، ومنبثقة من قلب يتحرّق شوقاً، وصادرة عن روح متلهّفة للقاء الله، ومستغرقة في ذات الله، هذا اللون الآخر من المجاهدة له طعم ونكهة أخرى، ويضفي أثراً آخر على التكوين".
وحول دور الجهاد في صناعة هذا العرفان يقول سماحته مدّ ظلّه العالي: " المرحلة التي يبلغها العارف والسالك على مدى ثلاثين أو أربعين سنة، يتعبّد ويرتاض ويواصل الدراسة على يد الأساتذة، ويكثر من البكاء والتضرّع ويكابد المشاق لأجلها، يستطيع أن ينالها شابّ في مدّة عشرة أيّام أو خمسة عشرة يوماً، أو عشرين يوماً في الجبهة، أي منذ اللحظة التي يتوجّه فيها ذلك الشابّ إلى الجبهة بأيّ دافع كان مع وجود الدافع الدينيّ الممتزج بحماس الشباب، ثمّ يتحوّل ذلك الاندفاع لديه بالتدريج إلى عزم على التضحية والجود بكلّ وجوده، ويسطر ذكريّاته أو وصيّته، وهو من تلك اللحظات وحتى لحظة استشهاده يزداد تحمساً وشوقاً، ويصبح سيره أسرع وقربه أدنى ..".
وهذا ما " يلاحظه المرء بكلّ وضوح في ذكريات من استشهدوا نفحة فوّاحة من نفس تلك الروح الحسينيّة..".
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
2010-12-14