لماذا غاب المهدي عجل الله فرجه الشريف؟
الغيبة الكبرى للإمام المهدي(عج)
إنّ ظهور الإمام بين الناس، يترتّب عليه من الفائدة ما لا يترتب عليه في زمان الغيبة، فلماذا غاب عن الناس، حتى حرموا من الاستفادة من وجوده، وما هي المصلحة التي أخفته عن أعين الناس؟الجواب:إنّ هذا السؤال يجاب عليه بالنقض والحل: أمّا النقض، إنّ قصور عقولنا عن إدراك أسباب غيبته...
عدد الزوار: 377
إنّ ظهور الإمام بين الناس، يترتّب عليه من الفائدة ما لا يترتب عليه في زمان الغيبة، فلماذا غاب عن الناس، حتى حرموا من الاستفادة من وجوده، وما هي المصلحة التي أخفته عن أعين الناس؟
الجواب
إنّ هذا السؤال يجاب عليه بالنقض والحل:
أمّا النقض، إنّ قصور عقولنا عن إدراك أسباب غيبته، لا يجرنا إلى إنكار المتضافرات من الروايات، فالاعتراف بقصور أفهامنا أولى من ردّ الروايات المتواترة، بل هو المتعيّن.
وأمّا الحلّ، فإنّ أسباب غيبته، واضحة لمن أمعن فيما ورد حولها من الروايات، فإنّ الإمام المهدي عليه السَّلام هو آخر الأئمة الاثني عشر الذين وعد بهم الرسول، وأناط عزة الإسلام بهم، ومن المعلوم أنّ الحكومات الإسلامية لم تقدّرهم، بل كانت لهم بالمرصاد، تلقيهم في السجون، وتريق دماءهم الطاهرة، بالسيف أو السم، فلو كان ظاهراً، لأقدموا على قتله، إطفاء لنوره، فلأجل ذلك اقتضت المصلحة أن يكون مستوراً عن أعين الناس، يراهم ويرونه لكن لا يعرفونه، إلى أن تقتضي مشيئة الله سبحانه ظهوره، بعد حصول استعداد خاص في العالم لقبوله، والانضواء تحت لواء طاعته، حتى يحقّق الله تعالى به ما وعد به الأُمم جمعاء من توريث الأرض للمستضعفين.
وقد ورد في بعض الروايات إشارة هذه النكتة، روى زرارة قال: سمعت أباجعفر "الباقر عليه السَّلام"، يقول: إنّ للقائم غيبة قبل أن يقوم، قال: قلت: ولم؟ قال: يخاف. قال زرارة: يعني القتل.
وفي رواية أُخرى: يخاف على نفسه الذبح1.
* الإلهيات،آية الله جعفر السبحاني.مؤسسة الامام الصادق عليه السلام.ج4،ص146-147
1- لاحظ كمال الدين، الباب 44، الحديث 8 و 9 و 10، ص 281.