الأبناء ودورهم في الحياة الزوجية
العلاقات الزوجية
تحتاج الحياة المشتركة إلى عامل قوي يمدّها بالديمومة والاستمرار، فلو أراد شخصان السفر معاً مدة أسبوع واحد فإنهما يحتاجان إلى أساس مشترك يجذبهما للسفر سوية وتحمل أحدهما الآخر.أما الحياة الزوجية، ولأنها رحلة العمر كما يقولون فإنها تحتاج إلى عوامل جذب قوية تدفع الطرفين للحياة معاً والسفر سوية في طريق الحياة.
عدد الزوار: 150
تحتاج الحياة المشتركة إلى عامل قوي يمدّها بالديمومة والاستمرار، فلو أراد شخصان السفر معاً مدة أسبوع واحد فإنهما يحتاجان إلى أساس مشترك يجذبهما للسفر سوية وتحمل أحدهما الآخر.
أما الحياة الزوجية، ولأنها رحلة العمر كما يقولون فإنها تحتاج إلى عوامل جذب قوية تدفع الطرفين للحياة معاً والسفر سوية في طريق الحياة. وعوامل الجذب هذه عديدة، منها: الأبناء، فهم ثمرة الحياة الزوجية التي تشدّ من روابط الزوجين وتعزز من أواصرهما المشتركة.
أهداف الزواج:
عديدة هي أهداف الزواج: التكامل الإنساني، الشعور بالطمأنينة، الاستقرار، إشباع الجانب الجنسي، واستمرار النوع البشري.
الطفل يجلب معه الإحساس بالفرح ويشيع في البيت البهجة والسعادة ، فيشعر الأب بالغبطة وهو يرى فلذة كبده يحبو على الأرض، في حين تشعر الأم بأنها قد وجدت متنفساً لها من ذلك المخزون العاطفي المتفجر فتغمر وليدها بذلك الفيض الإلهي من الحنان.
الأبناء هم الإمتداد الطبيعي للآباء وهم إحدى حلقات الشعور بالكمال لدى البشر.
الطفل والسعادة الزوجية:
الطفل ثمرة الزواج والحب، والبيت الذي يخلو من الأطفال بيت خاوٍ، خال من السعادة، فالأطفال هم مصدر الفرح الإنساني، وبهم يصبح الرجل أباّ رحيماً والمرأة أمّاً رؤوفاً.
إن وجود الأطفال يعزز من العلاقات الزوجية ويزيدها متانة وقوة، ومن هنا يعتبر الطفل نعمة من الله تبارك وتعالى. وبوجود الطفل يشعر الزوجان بأنهما قد حقّقا واحداً من أهم الأهداف في حياتهما المشتركة، وأنهما وضعا حجر الأساس في بناء المستقبل المشترك.
مستقبل الطفل:
تظهر علامات الحمل على المرأة ويبدأ معها التخطيط لمستقبل الطفل، ويبدأ الرجل يعد الأيام والليالي انتظاراً لتلك اللحظة السعيدة التي يصبح فيها أباً، وتعدّ المرأة اللحظات والدقائق وهي تنتظر اليوم السعيد الذي يصل فيه الضيف العزيز.
وتبدأ الأحاديث الجميلة بين الزوجين حول شكل الطفل وهل هو صبي أم بنت.. ويولد الطفل وتبدأ معه هموم تربيته كمسؤولية تضاف إلى الزوجين اللذين أصبحا والدين لهما ما يشغلهما من العمل والتفكير بمستقبل أبنائهما.
الطفل يراقب:
إن وجود الطفل سوف يفرض نفسه على سلوك الزوجين تجاه بعضهما البعض ، فالرجل سوف يأخذ جميع احتياطاته أثناء الحديث وسوف يبتعد ما أمكنه من استخدام الكلمات النابية، والحديث الذي من شانه استفزاز امرأته. وفي المقابل ستكون المرأة أكثر تيقّظاً في مواقفها تجاه زوجها وتعاملها معه، وسيكون الزوجان حريصين على توفير جو هادئ مفعم بالدفء والحنان لينعم طفلهما بالسعادة.
الطفل عبء جديد:
يتصور البعض بأن الأطفال مجرد أعباء جديدة تضاف إلى أعبائهم، ولذا يصمم بعض الأزواج على عدم الإنجاب مدة من الزمن للاستمتاع بالحياة أكثر فأكثر.
وإذا كان البعض يفكر بأن الأطفال سوف يكونون عوامل لتعكير سير الحياة الزوجية فإنهم غافلون عن أن وصول الطفل سيقضي على اضطراب الأسرة وسيكون عاملاً مهما في تثبيت دعائم الاستقرار والمحبة بين الزوجين ويشد من أواصرهما المشتركة.
وفي رأينا ان من الضروري أن يفكر الزوجان بتربية الأطفال في الأيام الأولى لزواجهما، فهذه المسألة، إضافة إلى كونها واجباً إنسانياً وشرعياً، لها دور كبير في تحكيم الروابط الزوجية، ولعل تلك الأوقات التي يقضيها الوالدان مع أطفالهما هي من أسعد الأوقات في عمرهما.
وفي الختام:
وفي نهاية هذا المقال ينبغي أن نشير إلى نقطتين مهمتين:
الأولى: إن الإنجاب هو الذي يرفع من شأن الزوجين ويجعلهما في مصاف الوالدين، وهو أمر له شأنه الكبير من الناحية الدينية إضافة إلى أن الطفل يمنح الإحساس بالاكتفاء والمسؤولية وهما أمران في غاية الأهميّة.
الثانية: في حالة اندلاع النزاع بين الزوجين لا يشعر الزوجان أبداً بأنهما قد وصلا إلى نقطة النهاية، فالأطفال روابط قوية مشتركة لها دورها في تحكيم العلاقات بين الزوجين، كأسرة متماسكة.
النزاع حالة طبيعية في الحياة الأسرية قد يكون لها جانبها الإيجابي في اكتشاف الزوجين نقاط القوة والضعف في حياتهما المشتركة، ومن ثم تغيير بعض مواقفهما، وبداية عهد جديد من الحياة الزوجية القائمة على أسس صلبة. وفي كل هذه الأحوال ينبغي أن نراقب
الله سبحانه في كل أعمالنا ومواقفنا، فهو وحده ملاذنا وسندنا في هذه الحياة، وهو وحده الذي يدافع عنا إذا آمنّا به ذلك: ( إن الله يدافع عن الذين آمنوا ).
والسلام.
* المصدر:الأُسرة و قضايا الزواج،الدكتور علي القائمي،دار النبلاء،لبنان، بيروت،ط1ـ1414هـ 1994م،ص204ـ207.