يتم التحميل...

بين أخلاق الأقوياء والضعفاء

فلسفة الأخلاق

قال الفيلسوف الألماني نيتشه: خُلق الأقوياء ليحكموا الضعفاء، ووُلد الضعفاء ليخدموا الأقوياء، ولما ضاقت الأرض على المعذبين والبائسين لجأوا إلى الحيلة وابتدعوا كلمة الأخلاق وحسن السلوك بالعدل والمساواة، وأن يحب الإنسان لأخيه ما يحب لنفسه.. عسى أن يتعظ الأقوياء ويكفوا أيديهم عن اخوانهم الذين لا حول لهم ولا قوة. ومعنى هذا أن الأخلاق لا أساس لها من الواقع، وان مصدرها الأول والأخير حيلة المغلوبين تماماً كرفعهم المصاحف يوم صفين.

عدد الزوار: 249

قال الفيلسوف الألماني نيتشه: خُلق الأقوياء ليحكموا الضعفاء، ووُلد الضعفاء ليخدموا الأقوياء، ولما ضاقت الأرض على المعذبين والبائسين لجأوا إلى الحيلة وابتدعوا كلمة الأخلاق وحسن السلوك بالعدل والمساواة، وأن يحب الإنسان لأخيه ما يحب لنفسه.. عسى أن يتعظ الأقوياء ويكفوا أيديهم عن اخوانهم الذين لا حول لهم ولا قوة. ومعنى هذا أن الأخلاق لا أساس لها من الواقع، وان مصدرها الأول والأخير حيلة المغلوبين تماماً كرفعهم المصاحف يوم صفين.

وقال ماركس: أجل لا عين ولا أثر للأخلاق في الواقع، وإن هي إلا حيلة وغيلة ولكن من الأقوياء لا من الضعفاء وقد ابتدع الطغاة كلمة الوداعة والمسالمة والصبر والزهد والبعد عن المشاكل والقلاقل كيلا يتحول المستضعفون إلى مكافحين ثائرين على الرق والعبودية.

ويلاحظ بأن كلا من نيتشه وماركس قد أثبت وجود الأخلاق في الواقع من حيث يريد نفيها وإنكارها دون أن يحس ويشعر، فنيتشه يمجد القوة في الأقوياء، والإنسان القوي خير من الإنسان الضعيف، ما في ذلك ريب، شريطة أن لا يتولد من قوته ضعف الآخرين، وماركس يندد باستغلال الأقوياء للضعفاء، وهذا التنديد كلمة حق شريطة أن يراد بها تحقق الحرية للجميع1

والذي يؤكد اعتراف ماركس بالإنسانية والقيم الاخلاقية، قوله: "إذا كانت الظروف هي تصنع الإنسان فيجب أن نصنع ظروفاً إنسانية". وإذن فالخلاف في تفسير الإنسانية وتطبيقها العملي، وهل هي نفس الماركسية اللينينية أو هي العدالة الاجتماعية وضمان الحرية لكل الناس بلا تمييز سواء أكانت دينية أم سياسية أم اقتصادية، لا فرق بين واحدة وواحدة؟

*فلسفة الأخلاق في الإسلام،الشيخ محمد جواد مغنية،دار التيار الجديد،بيروت لبنان،ط5ـ1412هـ ـ1992م،ص21ـ23.


1- يقول نيتشه: العالم ضرورة حمقاء لأنه بلا عقل وضمير!. أما ماركس فيعترف بالعقل والضمير، ولكن يعتبرهما من ثمرات المادة وافرازها، وهو بالنتيجة يلتقي مع نيتشه.وأخيراً فإن فلاسفة المادة والإلحاد حاولوا هدم الدين بكل سبيل حتى بلغت بهم الحال أن يجحدوا عقلية العقل ونداء الضمير، وهما جوهر إنسانية الإنسان وركنها الركين. وانهم بهذا التفكير والتصرف يريدون القضاء على وجود الإنسان لا على الدين وكفى، وأي عاقل يصغي لهذه الفلسفة الواهية؟ كيف وهو مطبوع على حب الحياة وجمالها بالخير والأخوة والإنسانية، وكمالها بالحق والعدل والحرية؟. 2010-06-09