يتم التحميل...

الهيمنة والإرهاب والعنف عند النظام الأمريكي

الغزو الثقافي

إنّ نظام التسلّط عبارة عن عدّة قوى تمتلك قدرات ماديّة وأسلحة ومال وما شابه ذلك، وهي تريد أن تحكم العالم كلّه، مظهر نظام التسلّط في العالم اليوم هو أميركا.

عدد الزوار: 17

إنّ نظام التسلّط عبارة عن عدّة قوى تمتلك قدرات ماديّة وأسلحة ومال وما شابه ذلك، وهي تريد أن تحكم العالم كلّه، مظهر نظام التسلّط في العالم اليوم هو أميركا. لقد أعلن الشعب الإيراني في الثورة، وكذلك في الأحداث التي تَلَتها وفي الحرب المفروضة، وها هو يعلن في الثاني والعشرين من بهمَن من هذه السنة أيضًا: لن نخضع لهيمنة وابتزاز أميركا. فلا يسعَينَّ أحد لتجميل صورة أميركا وتزيين وجهها، ولا لإزالة مظاهر القبح والإرهاب والعنف عن وجه أميركا في أذهان الرأي العام لشعبنا. ولا يسعَينَّ هؤلاء ليقدّموا أميركا كدولة ودودة محبّة للبشر، فحتّى لو حاولوا وسعوا لهذا، فإنّ كلّ جهودهم ستذهب سدًى. على مدى التاريخ وعلى الأقلّ في السبعين أو الثمانين سنة الماضية - وبالطبع، فإنّ ما قبلها يوجد كلام كثير حول تاريخ أميركا، ولا أريد التعرّض له الآن - أنظروا في كلّ أنحاء العالم لتشاهدوا ماذا فعلت أميركا؟ كم من الحروب أشعلتها أميركا وكم من الأبرياء والعُزَّل قُتلوا ظلمًا بيد أميركا في أيّام الحرب والسلام؟ كم من المستبدّين الديكتاتوريّين دعمتهم أميركا في الشرق والغرب - كان الشاه محمّد رضا بهلوي أحدهم وغيره العشرات من أمثاله في البلدان الآسيويّة والإفريقيّة وفي بلدان أميركا اللاتينيّة من العسكريّين والمدنيّين - من الذين ظلموا شعوبهم وأراقوا دماءها ونهبوا ثرواتها وأذاقوا الناس ألوان العذاب. كلّهم تنعّموا برعاية أميركا التي دعمت أيضًا الإرهاب الدولي والإرهاب الرسمي أيضًا، هذا النظام الصهيونيّ المجرم والغاصب لفلسطين، لا تزال أميركا تدعمه وترعاه منذ عشرات السنين، هؤلاء الصهاينة الذين يقتلون الناس ويدمّرون البيوت، يظلمون ويعتقلون الشباب والنساء والرجال والأطفال، هاجموا بيروت واحتلّوها، وقاموا بالمجازر والإبادة في صبرا وشاتيلا وغيرها الكثير الكثير، كلّ هذا بدعمٍ أميركي. كلّ هذا مدوَّن في السجلّ الأسود لأميركا. احتلال العراق وقتل عشرات الآلاف من الناس - ليس لدينا إحصاءات دقيقة، يُقال أنّ هناك حوالى مليون عراقي قُتلوا خلال سنوات الاحتلال بشكلٍ مباشر أو غير مباشر، ولن أؤكّد هذا العدد الآن ولكن على الأقلّ هناك عشرات الآلاف، ولو كان قتيلًا واحدًا لكان أمرًا عظيمًا - أبادوا الناس في العراق وكذلك في أفغانستان بشكلٍ آخر، سلّطوا منظّمات القتل والاغتيالات على أرواح الناس - وقد ذكرتُ اسم إحدى هذه الشركات في كلامٍ سابق: وهي شركة "بلاك ووتر" الأميركيّة المعروفة والمتخصّصة في القتل والاغتيال - أنشؤوا هذه الجماعات المتطرّفة التكفيريّة المجرمة، وأطلقوها على أعدائهم، وها هي الآن ترتدّ عليهم.
 
أميركا هي هكذا دولة، الكلام ليس عن الشعب والناس في أميركا، فهم مثل باقي النّاس، الكلام عن النظام الأميركي، وعن الحكومة الأميركيّة. كيف يمكن تغيير نظرة الشعب الإيراني لهذا الوجه عبر التجميل والتزيين؟
 
إرهاب أميركا
نحن الشعب الإيراني كم عانينا من أميركا؟ منذ انقلاب الثامن والعشرين من مرداد، ومن ثمّ حوالي الثلاثين سنة من سلطة الشاه محمد رضا الظالمة - منذ 28 مرداد 1332 هـ. ش. وحتى سنة 1357 هـ.ش. - وكذلك بعد انتصار الثورة.
 
وبشكلٍ متكرّر ومستمرّ: مارست كلّ أنواع الضغط والأذى والمكر والخبث ضدّ الشعب الإيراني. يرى الناس الآن العقوبات والحظر الحالي، بيد أنّ الأميركيين قد بدؤوا الحظر منذ أوّل الثورة. ومنذ البداية كانت أميركا تدعم وتساند كلّ من يريد أن يحارب الثورة، سواء كان يساريًّا أم يمينيًّا، عسكريًّا أم مدنيًّا، لا فرق لديهم أبدًا، كلّ من لديه عداء لنظام الجمهوريّة الإسلاميّة - بشكل قوميّات أو مجموعات وأشخاص - لقد قدّموا الدعم لكلّ هؤلاء ما استطاعوا سبيلًا، وما شاهده الناس بأعينهم مؤخّرًا تمثَّل في فتنة العام 1388 هـ.ش.[1] لقد وقف رئيس الجمهوريّة الأميركي بكلّ وقاحة وأعلن عن دعمه لأصحاب الفتنة، والآن لا زالوا يدعمونهم أيضًا.
 
هذه مجرّد لائحة من الأعمال الشرّيرة لحكومة هؤلاء. وحاليًّا، فإنّ الكثير من النوايا المشؤومة التي كانوا يخفونها وراء الكواليس، ها هي تنكشف بشكلٍ تدريجي. لقد أعلنتُ في بداية السنة وفي اليوم الأوّل من العام 1392 هـ.ش. في مشهد قرب مرقد ثامن الحجج (الإمام علي الرضا  (عليه السلام)) وقلتُ: لا مانع عندي، بعض المسؤولين والسياسيّين - من الحكومة السابقة وثمّ من الحكومة الحاليّة - يرون أنّه من خلال المفاوضات مع الأميركيين يمكن حلّ قضيّة الملف النووي، قلتُ لهم حسنٌ، أنتم مصرّون على هذا، اذهبوا وفاوضوا الأميركيين حول هذا الموضوع، ولكنّي قلتُ في خطاب ذلك اليوم نفسه: إنّني لستُ متفائلًا، لا أخالف ولكنّي لستُ متفائلًا. لاحظوا التصريحات الأميركيّة السخيفة والمتكرّرة، سيناتور أميركي مفتَضَح يتلقّى الأموال من الصهاينة، كي يوجّه الشتائم إلى الشعب الإيراني في مجلس الشيوخ الأميركي، حتى إنّها ليست إهانات، بل شتائم! وكذلك رؤساؤهم في المستويات المختلفة (يوجّهون الإهانات إلى الشعب الإيراني).
 
* من كتاب: خطاب الولي 2014 م – كلمات الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله)- جمعية المعارف الإسلامية الثقافية 


[1] انتخابات الرئاسة عام 2009 وادّعاء التزوير الذي روّج له الإعلام الغربي بشدة وتماشت معه جماعة موسوي وعملوا بقوة على قلب الساحة وإبطال النتائج.