الاستكبار العالمي وخديعة الشعب الفلسطيني
الغزو الثقافي
عندما ماتت رئيسة وزراء الكيان الصهيوني السابقة، أعربت أمريكا عن تأثرها، في حين أنها ساهمت في إحراق قرى وديار الشعب الفلسطيني، وقد صمت الإعلام العالمي حتى لا تفهم الشعوب العالمية
عدد الزوار: 655عندما ماتت رئيسة وزراء الكيان الصهيوني السابقة، أعربت أمريكا عن تأثرها، في حين أنها ساهمت في إحراق قرى وديار الشعب الفلسطيني، وقد صمت الإعلام العالمي حتى لا تفهم الشعوب العالمية ماذا وقع في هذا المكان من العالم. وقد استمر هذا الكذب والخداع والتجبر والاستكبار حتى اليوم. إن الصهاينة مصممون على تحقيق هدفهم في إقامة دولة حدودها من النيل إلى الفرات، ولكن إستراتيجيتهم تقوم في البداية على الحيلة والخداع من أجل الحصول على موطئ قدم، يقومون من خلاله بالضغط والهجوم والقوة، ثم إنهم عندما يتعرضون لمواجهة سياسية أو عسكرية جديدة يلوذون ثانية بالحيلة والخداع ثم يبدأون عملهم مرة أخرى بالضغط والقوة والهجوم، وقد قاموا بهذا العمل منذ 60 عاماً أي قبل احتلال فلسطين بــ 25 عاماً. عندما دخل الصهاينة إلى فلسطين لم يقولوا بأنهم يجلبون مهاجرين إلى فلسطين، وكذبوا على الشعب الفلسطيني حيث قالوا بأنهم يجلبون أخصائيين. وهذا الأمر ذكرته وثائق وزارة الخارجية البريطانية. ففي هذه الوثائق التي نشرت بعد 60 أو 70عاماً يقول أحد الضباط البريطانيين الذي كان يتولى مسؤولية في فلسطين في تقرير له: لقد قلنا للشعب أن الذين يدخلون فلسطين هم أخصائيون ومهندسون وأطباء وجاءوا لأعمار بلدكم، ولكنه ذكر في تقريره بأنهم كذبوا على هذا الشعب...
لقد جمعوا اليهود الذين لا اختصاص لديهم ولا أي فن من أنحاء العالم وجاءوا بهم إلى فلسطين ووضعوا تحت تصرفهم الإمكانيات والأرض من أجل أن يطردوا السكان الأصليين من فلسطين. وقد بدأوا بالخداع وعندما ثبتوا أقدامهم بدأوا بالهجوم، وفي عام 1948 أعلنوا تأسيس دولة إسرائيل ثم هاجموا مصر بعد عام من أجل احتلال أراضي أكثر..
عندما واجه الصهاينة الشعب. بدأوا بالاحتيال، حتى يجدوا موطئ قدم جديد، واستمروا بهذا الشكل حتى اليوم. وحيلتهم اليوم في عقد مؤتمر فلسطين الذي أقيم من أجل الاعتراف بإسرائيل وبمجرد أن يعترف بهم العرب، فإن هذه العقبة ترتفع من أمام الصهاينة ثم يأتي مرة أخرى دور القسوة والخبث، وأن القسوة والخبث الذي يجري في لبنان حاليا هو من المسائل المؤلمة جداً،حيث أظهروا الحقائق بهذا الشكل، ثم أصبح بالعكس فعلاً.
إن حقيقة الأمر هي أنهم شردوا شعباً من دياره ومن حق الشعب أن يعود إلى دياره، وهذه المواجهة هي مواجهة عادلة، وتسميها أمريكا بالإرهاب، ولا تسمي خبث الصهاينة مع الثوريين إرهاباً. لقد دخل الصهاينة إلى لبنان وقتلوا المرحوم السيد عباس الموسوي، هذا الإنسان الرفيع واللائق. ولم يقتلوه لوحده فقط، بل قتلوا أيضاً زوجته وطفله اللذين لم يكونا في ميدان الحرب، ولم يشجب الأمريكيون هذا الأمر. فأنتم تؤيدون الظلم. لماذا تنكرون ذلك، أنتم تؤيدون الخبث والاعتداء والإرهاب، فلماذا تنكرونه؟ فليس هناك إرهاب أوضح من هذا. أما عندما يقوم عدد من الشباب الفلسطيني وفلسطين هي أرضهم ووطنهم، بعملية فدائية وحركة ضد الحكومة الغاصبة، تسمون هذا إرهاباً. فبأي حق تطلقون التسميات بالعكس وتعتبرون أنفسكم محقون؟ إن على الشعوب أن تعرف هذا([1]).
* الإنتفاضة ومؤامرة الإستكبار، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
([1]) خطاب يوم القدس العالمي 17/محرم / 1417هـ.
2024-07-23