يتم التحميل...

رسالة سماحة الشيخ نعيم قاسم لـ جرحى البيجر

2025

17-9-2025

عدد الزوار: 20

رسالة الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم لـ جرحى البيجر 17-9-2025

بسم الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام ‏على أشرف الخلق مولانا وحبيبنا وقائدنا أبي القاسم ‏محمد، وعلى ‏آل بيته الطيبين الطاهرين، وصحبه الأبرار المنتجبين، وعلى ‏جميع الأنبياء والصالحين إلى قيام يوم الدين. ‏السلام عليكم ‏ورحمة الله وبركاته.‏

جرحى البيجر، رواد البصيرة ومفتاح الأمل، وعشق الحياة ‏الأبدية في طاعة الله تعالى، ‏أيها الجرحى، أنتم النور الذي نرى ‏من خلاله سلامة الطريق، وأنتم الحياة التي تعطي النبض ‏الحقيقي للاستمرار.‏

ماذا أقول لكم؟ وأنتم الآن المعلمون والمربون وهداة الطريق، ‏لأنكم أعطيتم وأنتم مستمرون في العطاء. قال تعالى: ‏‏﴿لَكِنِ ‏الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ، وَأُوْلَٰئِكَ لَهُمُ ‏الْخَيْرَاتُ، وَأُوْلَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾. جزاكم الله تعالى خيرًا عن ‏الإسلام والمسلمين.‏

ثلاثة أمور أساسية أرى أنها تتمثل بكم وبحياتكم:‏

أولًا: التعافي، أنتم تتعافون من الجراح وتتعالون على الجراح، ‏وهذا هو الأهم. تقتدون بأبي الفضل العباس سلام الله تعالى عليه ‏حامل العشيرة. أنتم أمام امتحان واختبار، ونجحتم في هذا ‏الامتحان، وكنتم مصداق قوله تعالى: ﴿وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ‏إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا ‏يَرْجُونَ﴾.‏

الأمر الثاني: أنتم في حالة نهوض، النهوض مع كل الأمل ‏بالمستقبل، النهوض مع سلامة الطريق. أنا سمعتكم ورأيتكم، ‏رأيت كيف تتحدثون وكيف تبعثون الأمل في الحياة، كيف ‏الطريق واضحة تمامًا أمامكم. تطبقون ما قاله أمير المؤمنين ‏علي عليه السلام: وإن معي لبصيرتي، ما لَبَستُ ولا لُبس عليّ. ‏أي ليس عندي حالة أكون فيها محتارًا وضائعًا، أو يُضيعونني، ‏لا. البصيرة التي ترون من خلالها أنتم تسيرون ببصيرتكم، وهذا ‏أعظم من البصر، لأن البصيرة هداية الداخل إلى الخارج، أما ‏البصر فهو رؤية الخارج بمعزل عن الداخل. عوّضكم الله تعالى ‏بهذه البصيرة العظيمة.‏

ثالثًا: الاستمرارية. وهنا المهم: ماذا أراد العدو الإسرائيلي - لعنة ‏الله تعالى عليه - أراد أن يبطل قدرتكم، أراد أن يخرجكم من ‏المعركة. أنتم الآن دخلتم إليها بقوة أكبر، بنشاط أكبر. بعضكم ‏يريد أن يُكمل الدراسة الجامعية، بعضكم يريد أن يفتح مشغلًا، ‏بعضكم يريد أن يعمل في الحقل الاجتماعي، أحدكم يريد أن ‏يرقّي وضعه الثقافي، وآخر يريد أن يشتغل في الموضوع ‏الإعلامي. مع استعانتكم بالإخوة والأخوات من حولكم، هناك ‏إبداعات أنتم تقدّمونها الآن.‏

أنا أشجعكم وأقول لكم: استمروا. لا تظن أن ما تفعله أنت أيها ‏الجريح، أيتها الجريحة، أمر صغير، لا، هو كبير، لأن قيمته مع ‏جراحكم أعظم بكثير من قيمته لو كان مشابهًا من دون هذه ‏الجراحات. لأنه هنا يوجد روح، يوجد نور، يوجد عطاء، يوجد ‏جهاد، يوجد تقديم إلى الأمام.‏

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من جرح في سبيل الله ‏جاء يوم القيامة ريحه كريح المسك، ولونه لون الزعفران، عليه ‏طابع الشهداء. ومن سأل الله الشهادة مخلصًا أعطاه الله أجر شهيد ‏وإن مات على فراشه.‏

أختم لأقول: أنتم مع أكمل رسالة، رسالة الإسلام. أنتم مع محمد ‏وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. أنتم مع الولاية، ‏مع الإمام الخميني قدس الله روحه الشريفة، ومع الإمام القائد ‏الخامنئي دام ظله. أنتم تتطلعون إلى راية الإمام المهدي عجل الله ‏تعالى فرجه الشريف. أنتم على درب أسْمى الشهداء وأعظم ‏الشهداء، سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله رضوان الله ‏تعالى عليه، والقادة الشهداء، وكل المجاهدين الشهداء ‏والمجاهدات الشهيدات، وكل الناس والأطفال والعطاءات. أنتم ‏أعظم مقاومة، وهي حجة على العلماء على مستوى العالم، كما ‏قال الإمام الخميني قدس الله روحه الشريفة: أنتم الأعلون. ‏واعلموا أن إسرائيل ستسقط، لأنها احتلال وظلم وإجرام ‏وعدوان، ولأن المقاومين يواجهونها حتى التحرير على طريق ‏إحدى الحسنيين، وهذا ربح دائم.‏

حيّاكم الله يا جرحى البيجر وجرحى اللاسلكي، وكل الجرحى ‏الذين قدّموا في هذه المسيرة العظيمة. والنصر لكم، والسلام ‏عليكم ورحمة الله وبركاته.‏

2025-09-17