النميمة
صفر
قال الإمام الصادق عليه السلام لنفر من الشيعة: "معاشر الشيعة كونوا لنا زيناً, ولا تكونوا علينا شيناً, قولوا للناس حُسناً, واحفظوا ألسنتكم, وكفّوها عن الفضول وقبيح القول".النميمة:هي نقل الأحاديث التي يكره الناس إفشاءها ونقلها من شخص إلى آخر، سواء أكان النقل بالقول أو بالكتابة,صراحة أو إشارة, وهي من أرذل الصفات الخبيثة, وثلث عذاب القبر بسببها,والنميمة من أبشع الجرائم الخُلقية،وأخطرها في حياة الفرد والمجتمع، والنمّام يجمع صفات متعدّدة منها، الغيبة، والغدر، والنفاق
عدد الزوار: 484
بسم الله الرحمن الرحيم
النميمة
قال الإمام الصادق عليه السلام لنفر من الشيعة: "معاشر الشيعة كونوا لنا زيناً, ولا تكونوا علينا شيناً, قولوا للناس حُسناً, واحفظوا ألسنتكم, وكفّوها عن الفضول وقبيح القول".
النميمة:
هي نقل الأحاديث التي يكره الناس إفشاءها ونقلها من شخص إلى آخر، سواء أكان النقل بالقول أو بالكتابة,صراحة أو إشارة, وهي من أرذل الصفات الخبيثة, وثلث عذاب القبر بسببها,والنميمة من أبشع الجرائم الخُلقية،وأخطرها في حياة الفرد والمجتمع، والنمّام يجمع صفات متعدّدة منها، الغيبة، والغدر، والنفاق، والإفساد بين الناس، والتفريق بين الأحباء, لذلك جاء ذمّه، والتنديد به في الآيات والأخبار:
قال تبارك وتعالى: ﴿ وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ، هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ ، مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ، عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ﴾ (القلم: 10 - 13).
والزنيم هو الدعيّ، فظهر من الآية الكريمة، أنّ النميمة من صفات الأدعياء، وسجايا اللقطاء.
وقال سبحانه: ﴿وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ﴾ فالهُمزَة النمّام واللمزة المغتاب.
عن رسول الله صلّى الله عليه وآله:"لا يدخل الجنّة نمّام".
وعن أمير المؤمنين علي عليه السلام قال:"إيّاك والنميمة, فإنها تزرع الضغينة, وتبعد عن الله وعن الناس".
وعن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: "ألا اُنبئكم بشراركم. قالوا: بلى يا رسول اللّه. قال: المشّاؤون بالنميمة، المفرّقون بين الأحبّة، ...".
وعن الباقر عليه السلام: "محرّمة الجنة على العيّابين المشائين بالنميمة".
وعن الصادق عليه السلام للمنصور: " لا تقبل في ذي رحمك، وأهل الرعاية من أهل بيتك، قول من حرّم اللّه عليه الجنة، وجعل مأواه النار، فإن النمّام شاهد زور، وشريك إبليس في الإغراء بين الناس"، فقد قال اللّه تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ (الحجرات: 6).
أسباب النميمة: للنميمة باعثان:
1- هتك المحكيّ عنه، والوقيعة به
2- التودد والتزلف للمحكيّ له بنم الأحاديث اليه.
كيف تعامل النمّام:
وحيث كان النمّام من أخطر المفسدين، وأشدهم إساءة وشراً بالناس، فلزم الحذر منه، والتوقي من كيده وإفساده، وذلك باتّباع النصائح الآتية:
1 - أن تُكذِّب النمام، لفسقه وعدم وثاقته، كما قال تعالى: ﴿ إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ٍ﴾ (الحجرات: 6).
2 - أن لا يَظن الإنسان بأخيه المؤمن سوءاً بمجرد النمّ عليه، لقوله تعالى: ﴿ اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ٍ﴾ (الحجرات: 12).
3 - أن لا تبعثك النميمة على التجسس والتحقق عن واقع النمّام، لقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَجَسَّسُواٍ﴾ (الحجرات: 12).
4 - أن لا تَنمّ على النمّام بحكاية نميمته، فتكون نماماً ومغتاباً، في آن واحد.
وعن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال: " قلت له: جعلت فداك، الرجل من إخوتي يبلغني عنه الشيء الذي أكره له، فأسأله عنه فينكر ذلك، وقد أخبرني عنه قوم ثقات. فقال لي: يا محمد كَذّب سمعك وبصرك عن أخيك، فإن شهد عندك خمسون قسامة، وقال لك قولاً فصدّقه وكذّبهم، ولا تذيعن عليه شيئاً تشينه به، وتهدم به مروته، فتكون من الذين قال اللّه عز وجل: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ٍ﴾" (النور: 19).
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
2010-01-27