يتم التحميل...

الإمام الخميني (قدس سره) في مواجهة المشروع الصهيوني

يوم القدس العالمي

عمل الإمام الخميني (قدس سره) بكل قوة على محاربة المشروع الصهيوني في إيران أيام الشاه، وطلب من رجال الدين منذ العام 1962 التركيز في خطبهم على فضح الممارسات الصهيونية وشرح مخاطرها والدعوة لكشف العلاقة الشاهنشاهية الصهيونية والنيل منها:

عدد الزوار: 93

عمل الإمام الخميني (قدس سره) بكل قوة على محاربة المشروع الصهيوني في إيران أيام الشاه، وطلب من رجال الدين منذ العام 1962 التركيز في خطبهم على فضح الممارسات الصهيونية وشرح مخاطرها والدعوة لكشف العلاقة الشاهنشاهية الصهيونية والنيل منها: "ينبغي على السادة الأفاضل أن يعرفوا إلى أن المناصب الحساسة في الحكومة تدار من قبل عملاء إسرائيل وأن خطر إسرائيل على الإسلام وإيران كبير جداً"، هذا الكلام الذي أطلقه الإمام عام 63 اتبعه بسلسلة دعوات لاقت تجاوباً وأصداء شعبية واسعة وخاطب العالم:"يا شعوب العالم، اعلموا أن شعبنا ضدَّ مشروع التحالف مع إسرائيل إن ديننا يدعونا إلى عدم التوافق مع أعداء الإسلام" وأضاف في مجال آخر: "إن النظام الحاكم المتجبّر، يتعاضدُ بكل قواه مع إسرائيل وعملائها حيث سلَّمها الوسائل الاعلامية والدعائية في القُطر وترك لها مطلق الحرية في التصرف بها وفسح المجال لها للنفوذ إلى الجيش وسائر الوزارات، وقال: إن الركون إلى الصمت يعتبر تأييداً للنظام المتجبر وحذّر بأنه لن يسكت عما يجري في الخفاء والعلن "أيها الشاه، أقسم بالله أن إسرائيل لن تنفعك، القرآن فقط هو الذي ينفع".

وأضاف: إن السافاك طلب عدم الخوض بثلاثة أمور: عدم التحدث عن الشاه وعن إسرائيل والقول بأن الدين في خطر فإذا لم نتحدث عن هذه الأمور الثلاثة فلا يبقى لنا ما نقوله إن جميع المشاكل التي تعاني منها ترتبط بهذه القضايا الثلاث. واعتبر أن شراء الأسلحة منها أو تصدير النفط إليها حرام ومخالف للشريعة تماماً كما أن إقامة العلاقات مع إسرائيل يعتبر حراماً ومخالفاً للشريعة الإسلامية ودعا الحكومة الإيرانية إلى مقاطعة البضائع الإسرائيلية وأكد: "أن إسرائيل هي وليدة التفكير والتبني المشترك للدول الاستعمارية، الشرقية والغربية وهي الآن تُدعم وتُسند من قبل جميع المستعمرين في العالم ولذلك دعا إلى ثورة عارفة تشمل كل الأقطار العربية والإسلامية ودعا حركات التحرر في العالم إلى الوقوف في وجه مدّ الصهيونية ومن يؤازرُها لدرء الأذى الذي يمكن أن يصيب الجميع دون استثناء وطلب من المسلمين تحويل مناسبة الحج كل عام إلى مؤتمر عام يُدرس فيه هذا الواقع المؤلم والعمل والتعاون لتغييره عبر تنوير وتسييس الشعب.

وطبقاً لهذه القناعة، كانت علاقة الإمام بالمقاومة الفلسطينية آنذاك متينة ومتطورة فدعم العمل الفدائي وكان يرى في هذه الطلائع في الستينات والسبعينات أملاً في التحرير فأصدر الفتاوى بدعمها مادياً ومعنوياً وسياسياً ودعم الانتفاضة بعد ذلك في فلسطين، وقدّم كل الدعم المادي والسياسي وتمنى في حديث له في 10 2 87، أن يواصل الشعب الفلسطيني جهاده غير مكترثٍ بكل ما يجري في كواليس السياسة وقال:"إن فلسطين اليوم تتصدى لليهود وآمل أن تستطيع سحقهم إذا تمسكت فلسطين بالمعنى الإسلامي ولم تستمع إلى كلام أولئك الذين يتخيلون أنهم يريدون الخير لها وحيا أطفال فلسطين الذين يواجهون المحتل، بالحجر والسكين والأدوات البسيطة الأخرى، معتبراً أن قلوب هؤلاء أقوى من كل الدبابات وهي التي ستنتصر في النهاية.

وهاجم بلا هوادة الذين يلهثون خلف التسوية ووصفهم بأنهم:"عملاء فاقدون للكرامة".

ولا ننسى أن الإمام، وقف وساند الشعب اللبناني في محنته، لم يفرّق بين فئة وأخرى ولا بين طائفة وطائفة وأكد أن أسباب الأزمات كلها هي إسرائيل، ودان الاعتداءات اليومية وأعلن دعمه للمقاومة بكل أشكالها واحتضن شهداءها وجرحاها ورعى الأيتام وأعاد الجسور القوية بين لبنان وإيران تماماً كما كانت عبر العصور القديمة فنشأت بين الطرفين، عرى من المحبة والوئام والتعاون مما أثار حفيظة الغرب عموماً والكيان الصهيوني على وجه الخصوص لأنه كان يعني الابعاد العقيدية والسياسية والعسكرية التي ستنشأ، والتي ستقلب كل المعايير رأساً على عقب وها نحن اليوم نلمس هذه الايجابيات في الجنوب والبقاع الغربي حيث استطاعت المقاومة الإسلامية أن تهزم الجيش الذي لا يقهر وأن تسقط كل أوراق الخرافة الصهيونية وأن تدحر معنويات الجنود والعملاء وتفرض الانسحاب غير المشروط وتؤكد أن هذا التحالف الثنائي متناغماً مع سوريا قادر على فعل المعجزات لقد برهنت هذه المقاومة التي كانت وليدة الإرادة الإيمانية والإرادة الشعبية أن الأمة لديها مخزون هائل قادر على صياغة الواقع كما تريد وأن بندقية الحق أقوى من كل التكنولوجيا، والتحالفات المشبوهة.
برهنت هذه المقاومة أن املاءات الصهاينة وخلفها قوى الشرّ كلها لا يمكن أن تُمرّر، ففرسان هذا الزمن، وقيادتهم غيرهم في أزمان أخرى ولذلك ليس أمام العدو إلا الانسحاب، والندم والتراجع عن كل أوهامه وأحلامه.

وإذا كان الإمام قد اتخذ كل هذه المواقف قبل الثورة فإنه بعد انتصاره سارع إلى ترجمة أقواله أفعالاً فأغلق أبواب السفارة الإسرائيلية وحوّلها إلى سفارةٍ لفلسطين وقطع كل صلة تجارية واعلامية وثقافية بالعدو كما قطع النفط وطهّر الجيش وكل المؤسسات الأخرى من أعوان الصهاينة وفتح أبواب طهران لكل المجاهدين العرب والمسلمين معلناً ثورة مفتوحة ضد الصهيونية حتى يتم القضاء عليها وعمل على تكريس يوم للقدس أطلق عليه اسم "يوم القدس العالمي" في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك لتظلَّ القدس حية في الوجدان وقد أراد الإمام من هذا اليوم من كل عام، يوم حساب لتحديد الموقف من المتخاذلين والعملاء وليتذكر العالم مجازر الصهيونية البشعة كما أراده صرخة من أجل الحق والعدل والسلام والحرية في العالم.

اتخذ الإمام هذا القرار وهو يدرك ما ستلاقيه القدس من تآمر، ومحاولات تهويد فجعل من المدينة المقدسة مرتكز الحل ومرتكز القرار ومرتكز النضال مما يعني فتح باب الجهاد حتى التحرير الكامل وبذلك أسقط غشاوة التسوية ودعاتها وأكد أن بركان المنطقة لا يمكن أن يهدأ حتى تُرسى دعائم الحق والحقيقة وأن انفجاره آتٍ لا محالة لتصحيح المسار وتصويب التاريخ.


* قراءات في فكر الإمام الخميني قدس سره، مركز الإمام الخميني الثقافي

2025-03-24