ما هي فلسفة الجهاد في الإسلام؟
الجهاد
الإسلام دين التوحيد الّذي دعت إليه كلّ الديانات السماوية وكلّ الأنبياء والرسل عليهم السلام، والإنسانية لا تحيا مع الشرك، وإنّ الحرص على التوحيد والتحفّظ على قيامه من أهمّ ما تستوجبه الإنسانية منّا، فهو روحها وجوهرها فبدونه لا يبقى للإنسانية باقية.
عدد الزوار: 185الإسلام دين التوحيد الّذي دعت إليه كلّ الديانات السماوية وكلّ الأنبياء والرسل عليهم السلام، والإنسانية لا تحيا مع الشرك، وإنّ الحرص على التوحيد والتحفّظ على قيامه من أهمّ ما تستوجبه الإنسانية منّا، فهو روحها وجوهرها فبدونه لا يبقى للإنسانية باقية.
والله تعالى أوصى أنبياءه الكرام ورسله العظام بإقامة الدِّين والمحافظة عليه، قال تعالى: ﴿شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ﴾([1]).
فوصيّة الله تعالى للأنبياء(عليهم السلام) إقامة الدِّين، وأساسه الأوّل هو التوحيد.
وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾([2]). فالاستجابة لله وللرسول إنّما تتحقّق بالتوحيد بأقسامه، وعليه تترتّب الحياة، وإلّا فالحكم بالإعدام على الإنسانية.
والمحافظة على التوحيد وإجراؤه وإنفاذ أحكامه في الأرض يحتاج إلى دفع أعدائه الموجودين في كلّ زمان، الّذين يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم، وهذا الدفاع عنه وبالتّالي الدفاع عن الإنسانية يقتضي الجهاد: ﴿وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾([3]).
﴿وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ﴾([4]).
فالدفاع هو أداء حقّ الإنسانية بالحياة، ولولاه لسادَ الشرك الّذي هو موت الإنسانية.
فالجهاد باب من أبواب الجنّة فتحه الله لخاصّة أوليائه، وهو لباس التقوى، ودرع الله الحصينة، وجنّته الوثيقة([5])، فضّله الله عزّ وجلّ على الأعمال، وفضّل عامله على العمّال تفضيلاً في الدرجات والمغفرة، وبه ظهر الدِّين، وبه يدفع عن الدِّين، وبه اشترى الله من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بالجنّة بيعاً مفلحاً منجحاً([6])، وهو سياحة أمّة محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)([7]) الّتي قد جعل الله عزَّها بسنابِكِ خيلها ومراكزِ رماحها([8]). وفوقَ كلِ برٍّ برّ حتّى يقتل الرجل في سبيل الله فإذا قتل في سبيل الله فليس فوقه برّ([9]). والخير كلّه في السيف، وتحت السيف، وفي ظلّ السيف، ومعقود في نواصي الخيل([10]). هذا ما نطقت به روايات وأحاديث أهل البيت (عليهم السلام).
* من كتاب أولئك حزب الله - جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
([1]) القرآن الكريم، سورة الشورى، الآية: 13.
([2]) القرآن الكريم، سورة الأنفال، الآية: 24.
([3]) القرآن الكريم، سورة الحج، الآية: 40.
([4]) القرآن الكريم، سورة البقرة، الآية: 251.
([5]) نهج البلاغة، الخطبة: 27.
([6]) الكافي، الشيخ الكليني، ج5، ص3.
([7]) انظر: بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج40، ص 328.
([8]) الكافي، الشيخ الكليني، ج5، ص3.
([9]) الكافي، الشيخ الكليني، ج2، ص 348.
([10]) م.ن، ج5، ص 9.