الخطاب الثقافي التبليغي رقم (1)
الخطاب الثقافي التبليغي
فَاثْبُتُوا وَ اذْكُرُوا اللَّهَ
عدد الزوار: 17الخطاب الثقافي التبليغي رقم (1): فَاثْبُتُوا وَ اذْكُرُوا اللَّهَ
قال تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾
ان مما خص الله عز وجل به خطاب اهل الايمان بطلب الثبات منهم، وإحدى علائم الإيمان هي ثبات القدم في جميع الأحوال، وخاصة في مواجهة الأعداء.
والمطلوب الاخر الذي تضيفه الاية وهو مهم جدا للثبات هو ذكر الله عز وجل، لأنه العامل الأهم في الثبات، وهو على قسمين:
1- الاساس وهو حضور ذكر الله في القلب وذلك بتذكر علمه تعالى وقدرته غير المحدودة ورحمته الواسعة، فهذا التوجه إلى الله يقوي من عزيمة كل شخص يريد ان يصل الى درجة الثبات سواء كان في خط المواجهة او في مقام المساندة وجبهة الصمود.
وكذلك فليتذكر الانسان ويستحضر بألطاف الله ومدده ووعوده، والتذکير بعزّته وعظمته وسطوته.
2- الذکر اللساني: وبالاضافة الى كل الاذكار المستحبة اليومية والاسبوعية فمن المهم تكرار ما علمنا اياه القران الكريم في قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾.
وهذا الذكر اللساني ينبغي ان يكون كثيران ﴿واذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا﴾.
والخاتمة التي وعد الله عز وجل بها من جمع الصفات الثلاث: الايمان، الثبات وذكر الله انه سيصل الى الفلاح اي الفوز والنصر، ﴿فَاثْبُتُوا واذْكُرُوا...لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.
إن جبهة الصمود المساندة للمجاهدين وتلك الاصوات التي تعلو من حناجر الصامدين في قراهم والنازحين الى اماكن الامان هي من اهم ابواب الثبات الالهي، ولذلك على كل انسان ان يبادر مع مجموعة من اخوانه لملأ الاوقات بالأعمال العبادية من الذكر والدعاء والتوسل وان يجمع في ذلك الصغار والكبار، وان يشعر الناس فعلا بأن هذا باب من ابواب تنزل النصر كما انه مصداق من مصاديق الثبات وهو باب الفوز في الدنيا والآخرة.
2024-10-31