كيف نزور المراقد المطهرة للمعصومين (عليهم السلام)؟
أبحاث ومفاهيم
إن أفضل الزيارات على الإطلاق زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام وفي رواية أخرى عن الإمام الصادق عليه السلام: "من زارنا في مماتنا فكأنما زارنا في حياتنا"
عدد الزوار: 508إن أفضل الزيارات على الإطلاق زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام وفي رواية أخرى عن الإمام الصادق عليه السلام: "من زارنا في مماتنا فكأنما زارنا في حياتنا"([1]).
ولزيارتهم عليهم السلام آثاراً عظيمة على الإنسان تنعكس على روحيته وسلوكه، ويكفي أنه يصبح مورداً لشفاعة المعصومين عليهم السلام في ذلك اليوم الصعب الذي يقف فيه الإنسان بين يدي الله تعالى ليأخذ كتاب أعماله ويتحدد مصيره النهائي، هناك تظهر آثار هذه الزيارة، حيث ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله: "من أتاني زائرا كنت شفيعه يوم القيامة"([2]).
وفي رواية ثانية عن رسول الله صلى الله عليه وآله لما سأله الحسن بن علي عليهم السلام يا أبتاه ما جزاء من زارك؟: قال صلى الله عليه وآله: "يا بني من زارني حياً وميتاً أو زار أباك أو زار أخاك أو زارك كان حقاً علي أن أزوره يوم القيامة فأخلصه من ذنوبه"([3]).
لكن هناك بعض الشرائط التي ينبغي توفرها ليصبح الزائر أهلاً لنيل الشفاعة، تشير إليها الرواية عن الإمام الرضا عليه السلام: "إن لكل إمام عهدا في عنق أوليائه وشيعته وإن من تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء زيارة قبورهم، فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقا بما رغبوا فيه كان أئمتهم شفعاءهم يوم القيامة"([4]).
فالزيارة تكون ضمن تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء وتكون الزيارة ناشئة عن رغبة في زيارتهم وتصديقاً بما رغبوا فيه.
كيف نزور؟
كي لا يضيع تعب الإنسان الزائر للأماكن المقدسة حيث ثوت الأجساد الطاهرة المقدسة للمعصومين عليهم السلام، لابد لنا أن نعرف الكيفية المناسبة التي تتم فيها زيارتهم إذ أن لكل مزور حرمة لا بد من مراعاتها وسنذكر هاهنا بعض الأمور التي ينبغي للزائر عملها:
1- إخلاص النية:
والإخلاص في النية شرط لقبول سائر الأعمال فينبغي لزائر الأماكن المقدسة أن يخلص بنيته لله تعالى، فإن الإخلاص ونية القربة هي التي تعطي قيمة لعمل الإنسان.
وفي الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام: "الإبقاء على العمل حتى يخلص أشد من العمل، والعمل الخالص الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحد إلا الله"([5]).
2- المعرفة بحقهم عليهم السلام:
لو أراد الإنسان الدخول إلى بيت ما فعليه أن يعلم من ساكنوه، كي يحسن التصرف بحضرتهم ويعرف الأسلوب اللائق للتعامل معهم، وكذا زائر أهل البيت عليهم السلام عليه أن يكون عارفا بحقهم.
حيث ورد في رواية عن الإمام الرضا عليه السلام: "ما زارني أحد من أوليائي عارفا بحقي إلا تشفعت له يوم القيامة"([6]).
وهذه الكلمة بالذات (عارفاً بحقه) التي أكدت عليها الروايات التي تأمر بزيارة قبور أهل البيت عليهم السلام لها بعد كبير فكيف يكون الإنسان عارفا بحقهم؟
يكون عارفاً بحقهم إن علم أنه إمام مفترض الطاعة من الله تعالى وما أتى به فإنما هو أمر الله (عز وجل) وانه حجة الله على عباده وقد سُئِلَ الإمام الصادق عليه السلام عند معنى هذه الكلمة... قلت له جعلت فداك وما عرفان حقه. قال عليه السلام: "يعلم أنه إمام مفترض الطاعة شهيد"([7]).
وليعلم أن الإمام عليه السلام يرى مقامه ويسمع كلامه كما نقرأ في الدعاء عند رأس الإمام الحسين عليه السلام: 'أشهد أنك تشهد مقامي وتسمع كلامي، وأنك حي عند ربك ترزق"([8]).
3- الطهارة:
فينبغي للزائر أن يكون متطهراً عند الزيارة كما في الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام الذي كان يعلّم أحد أصحابه زيارة الإمام الحسين عليه السلام: ثم اغتسل من الفرات فإن أبي حدثني عن آبائه عليهم السلام قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن ابني هذا الحسين يقتل بعدي على شاطي الفرات، فمن زاره واغتسل من الفرات تساقطت خطاياه كهيئة يوم ولدته أمه"([9]).
4- الاستئذان:
وقد قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)([10]).
وقد وردت الروايات الكثيرة التي تعلمنا كيف نستأذن بالدخول إلى المراقد الشريفة للأئمة عليهم السلام ومن أحب الإطلاع فليراجع باب الزيارات في كتاب مفاتيح الجنان للعلامة المحقق الشيخ عباس القمي رحمهم الله.
5- الصلاة والزيارة:
وينبغي للزائر أن يستغل الوقت الذي يمكث فيه في هذه الأماكن المقدسة بالدعاء والابتهال إلى الله تعالى بحق أصحاب هذه القبور بأن يقضي الله له الحوائج الدنيوية والأخروية وأن يصلي لله تعالى شكرا أن وفقه لزيارتهم ولهذا الشرف العظيم الذي حصل عليه بمجرد زيارتهم.
* معرفة أهل البيت عليهم السلام، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
([1]) ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج2، ص1196
([2]) ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج2، ص1196
([3]) ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج2، ص1196
([4]) ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج2، ص1196
([5]) وسائل الشيعة، للحر العاملي، ج1، ص60
([6]) ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج2، ص1199
([7]) عيون أخبار الرضا عليه السلام، للشيخ الصدوق، ج1، ص29
([8]) عدة الداعي، ابن فهد الحلي، ص56.
([9]) بحار الأنوار، للعلامة المجلسي، ج98، ص198
([10]) سورة النور، الآية: 27.