يتم التحميل...

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في يوم التشجير وأسبوع الموارد الطبيعيّة

2024

بتاريخ 05/03/2024م.

عدد الزوار: 235

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في يوم التشجير وأسبوع الموارد الطبيعيّة، بتاريخ 05/03/2024م.

بسم الله الرحمن الرحيم


بحمد الله، حلّ يوم غرس الأشجار مرة أخرى، وإن شاء الله، سيُوفّق الشعب الإيرانيّ لهذا العمل الجميل والمليء بالفائدة. إن شاء الله سيفعلون ذلك في أنحاء البلاد كافة ويُوفّقون لهذا العمل. حسبما سمعت؛ استطاع المسؤولون زرع حصّة الـ 250 مليون شجرة في العام 1402هـ.ش. (2023 - 2024م)، وهذا أمرٌ مغتنم للغاية، وهو يقرّبنا من المليار شجرة التي قُدّم الوعد[1] بزرعها.

قبل أن أتحدّث بنقطتين أو ثلاث بشأن التشجير، أرى من الضروريّ أن أشير إلى موضوع الانتخابات[2] المهمّ، وأن أتوجّه بالشكر للشعب الإيراني على حضوره عند صناديق الاقتراع. لقد أدّى الشعب الإيراني بحضوره هذا مسؤوليّة اجتماعيّة وحضاريّة، وجهاديّة أيضاً. لماذا نقول إنّه جهاد؟ لأنّه كان في مقابل دعايات الأعداء. لقد حاول أعداء الشعب الإيراني وإيران الإسلاميّة والجمهوريّة الإسلاميّة من مختلف أنحاء العالم، وطوال عام تقريباً، أن يثنوا الناس عن [المشاركة في] الانتخابات وأن يسلبوها رونقها. في المقابل سطّر الناس بحضورهم عند الصناديق، وإزاء هذه الحركة للأعداء حركة عظيمة وملحميّة. لذلك كان هذا جهاداً. نشكر أيضاً القائمين على الانتخابات، والمسؤولين عن إجرائها، والمسؤولين عن الإعلام والمسؤولين عن الأمن. [نشكر] جميع الذين ساهموا بنحوٍ من الأنحاء في إجراء الانتخابات.

أود أن أتطرّق أيضاً بكلمة حول السيل الأخير في بلوشستان. كان هذا السيل الذي حدث في الناحية الجنوبية من محافظة سيستان وبلوشستان، سيلاً قويّاً وألحق بالناس خسائر جمّة. [لذا] لا بدّ أن تتواصل حتماً عمليّات الإغاثة الجارية الآن. وبحمد الله، إنّ فرق الإغاثة - من المسؤولين الحكوميين وغيرهم - مشغولون في العمل، ويبذلون الجهود ويقدّمون المساعدة. يجب أن تتواصل هذه [الجهود]. كما ينبغي للذين يريدون، ويستطيعون، ويتشوّقون إلى خوض ميدان هذه المساعدات، أن يخوضوه أيضاً، وأن يزيدوا من هذه المساعدات. نأمل أن تنتهي معاناة الناس - إن شاء الله - عبر المساعدات التي يجري تقديمها.

أما فيما يتعلق بالتشجير؛ سأتحدث بنقطتين أو ثلاث. النقطة الأولى: تُعدّ زراعة الأشجار استثماراً، واستثماراً مُجدياً ومربحاً للغاية. تضعون قطعة من الخشب في الأرض، فتتحوّل إلى شجرة وتجنون ثمارها، في حين أنه ليس عليكم سوى تقديم الرعاية، [لأن] تغذية هذه الشجرة ونموّها يجري بواسطة الأرض والشمس؛ كل ما عليكم هو أن تعتنوا بها وتسقوها وتحرصوا على ألّا يصيبها مكروه؛ وهذه الشجرة تنمو بنفسها بمساعدة العوامل الطبيعية التي حددها الله المتعالي وتعطيكم ثماراً. هل يجد الإنسان استثماراً مربحاً أكثر من هذا؟ إنه استثمار مربح ومُجدٍ. لذلك فإن كل شخص يشارك في هذا الاستثمار سينتفع حتماً؛ لأنّكم إذْ تزرعون هذه الشجرة، تنشط عوامل أخرى لجعل هذه الشجرة تنمو وتُثمر، لكنكم أنتم الذين تنتفعون من هذه الثمرات. هذه النقطة الأولى.
النقطة الثانية: ثمرات الشجرة ليست فقط الفاكهة التي تقطفها من الشجرة المثمرة؛ ظل هذه الشجرة هو أيضاً ثمرة، وخشب هذه الشجرة هو أيضاً ثمرة، والهواء الذي تُنقيّه والأكسجين الذي تضخّه في الهواء هو ثمرة، والمكافحة التي تخوضها هذه الشجرة مع التلوث والملوثات الموجودة في الهواء هي ثمرة كذلك؛ هذه كلها ثمرات هذه الشجرة. لذلك، إنكم تجنون كل أنواع وأشكال الثمرات من استثماركم الجيد هذا، خاصة في الحياة الآليّة اليوم، حيث للأسف كثرت الملوثات وانتهت إلى ضرر الإنسان. [إذاً] وجود الأشجار هو في الحقيقة نعمة مباركة ولطف إلهي. هذه النقطة الثانية.

النقطة الثالثة: فلنعرف أنه جرى في الإسلام التأكيد على العلاقة مع الطبيعة؛ أي إن الإسلام لم يفصل الإنسان عن الطبيعة، بل أُوصيَ الإنسانَ بالاهتمام بها والاستفادة منها. كما يوجد في القرآن الكريم ﴿وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا﴾[3]؛ أي إن الله المتعالي يطلب منكم أن تعمروا الأرض، وتعمروا الطبيعة، ويوجد ﴿كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ﴾[4] أيضاً: ﴿كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ﴾[5]؛ انتفعوا من ثمارها. لذلك، أن تعتنوا أنتم بالأرض والطبيعة وتهتموا بها وتحافظوا عليها، وكذلك أن تنتفعوا من الطبيعة؛ لقد جرى التأكيد على هذا في الإسلام، وهذا من الأمور التي ذكرها القرآن، ولدينا أيضاً روايات كثيرة حول البيئة. وهذه نقطة أخرى أيضاً.

النقطة الأخيرة هي أننا غرسنا ثلاث شتلات هذا العام، بخلاف [بعض] السنوات السابقة عندما كنا نغرس شتلتين؛ زدنا هذا العام عدد الشتلات التي غرسناها، للتركيز على الاهتمام المضاعف بالتشجير. وإحدى هذه الشتلات هي شتلة زيتون للتعبير عن التضامن والتعاطف مع شعب فلسطين - موطن الزيتون -، ونودّ أن نُرسل سلامنا إلى هذا الشعب المظلوم والعزيز والمقاوم جدّاً، وأن نقول لهم إنّنا نتذكركم في كلّ الأمور، ومنها أننا نغرس شتلة الزيتون اليوم استذكاراً لكم.

أبعث التحية والسلام إلى كل أبناء شعبنا العزيز، وأسأل لهم جميعاً وللبلاد بأسرها، السلامة والعافية واللطف والفيض الإلهي، من الله المتعالي.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


[1] المشروع الشعبي لزراعة مليار شتلة خلال أربع سنوات، والذي بدأ رسمياً بتاريخ 02/12/2023م.
[2] أُقيمت الدورة الثانية عشرة من انتخابات مجلس الشورى الإسلاميّ والدورة السادسة من انتخابات مجلس خبراء القيادة، بتاريخ 01/03/2024م.
[3] سورة هود، الآية 61.
[4] سورة يس، الآية 35.
[5] سورة الأنعام، الآية 141.

2024-03-14